لماذا
يظلَّ الشرق على خلاف مع الغرب
-العنوان:عاصفة
من الشرق: الصراع بين العالم العربي والغرب
-تأليف : ميلتون
فيورست
-عرض:
انتوني دكي
-ترجمة: المدى
عن :لوس
انجلس تايمز
لو
طُبع كتاب "عاصفة من الشرق" قبل بضع سنين، لكان من المحتمل
ان لا تقوم الولايات المتحدة بمهاجمة العراق وهذا يفترض
طبعاً ان يكون كبار مسؤولي الولايات المتحدة ومفكروها
الذين بدأوا هذه الحرب، قد قرأوا هذا الكتاب الذي لا يقدر
بثمن. وقد اوردنا هذا الاحتمال لان المؤلف ميلتون فيورست
جعل الامور المستبعدة الوقوع في غاية الوضوح.
فمنذ القرن الثامن دخل الاسلام المستبعدة الوقوع في غاية
الوضوح.
فمنذ القرن الثامن دخل الاسلام والمسيحية في صراع من اجل
فرض الهيمنة على مناطق الآخر في هذا العالم وحسب رأي
المؤلف، فان القوة المتفوقة للامم والامبراطوريات المسيحية
خلال القرون العشرة الاخيرة أو ما يقرب من ذلك وضعت
الغطرسة محل الحكمة. وفي القرنين المنصرمين كان
البريطانيون والفرنسيون والامريكان في الوقت الحاضر،
تعاملوا مع العالم العربي بازدراء وقد رد الكثير من العالم
العربي على ذلك بامتعاض كبير.
وفي "عاصفة من الشرق" يستكنه مراسل "النيويوركر" في الشرق
الاوسط لفترة طويلة ومؤلف العديد من الكتب حول التعقيدات
في المنطقة، مسار الفشل بين الشرق والغرب محذراً من الخروج
باستنتاجات سهلة وسريعة عن التنافس الذي استمر طويلاً
وطويلاً جداً.
وكتب المؤلف فيورست "ان الدرس الواضح لهذا الصراع الذي دام
قروناً هو ان كلتا الحضارتين قد سيطر عليهما هاجس القوة
الداخلية المفرطة، فقد تصور الغرب ان بامكانه فرض قيمه على
الشرق وكان ذلك سوء تقدير، اما الشرق فقد تصور ان تعصب
محاربيه سيُكره الغرب على تبني السذاجة. اما الدرس الآخر
فهو ان كلا الطرفين كان تنقصه القوة لاختيار منهج الطرف
الاخر.. ولن يصمد الغرب امام تفوقه العسكري اذا لم يقبل
بحق الشرق في تحديد مصيره بنفسه، وستستمر اراقة الدماء
التي طبعت هذا الصراع دائماً".
واذا انت وضعت الفروقات الاخلاقية والعقلية التي لازمت
النظرة الغربية عن الشرق الاسلامي، فهل يكون لامم الشرق
الاوسط الحق في تحديد مستقبلها؟
لقد بينت الولايات المتحدة وبريطانيا ان احلال نمط
الديمقراطية الغربي في العراق كان رغبة العالم بكامله وكان
لمصلحة العراقيين ويلفت المؤلف نيورست الانتباه الى ان
الاهداف الامبريالية الغربية خلال السنوات السابقة كانت
اكثر عملية وأقل جلالاً فقد استهدف الغرب السيطرة لمصلحته
على ما كان يعتقد انه اكبر بركة عالمية للنفط ويرى المؤلف
انه سيكون من المدهش ان لا يعتقد احد ان العرب سيعتبرون ان
هذا الاندفاع لنشر الديمقراطية في رمال الشرق يُشابه طموحاً
غير معلن.
ولن يحب الكثير من العرب ان يتم اخبارهم (كما فعل فيورست
في "عاصفة من الشرق" ان نقاط الضعف في حضارتهم هي "الفقر
والأمية والتعصب الديني والفساد المزمن وسوء الادارة
الحاكمة" وليس ثمة من مراقب محايد لا يمكنه الوصول الى مثل
هذه النتيجة اذا لم يكن حاله حال العديد من المسلمين
الغاضبين الذين يرفضون استبصار الحقائق مفضلين لوم
الامبريالية الغربية. ويخلص المؤلف الى ان هناك املاً
ضعيفاً في ان تقدم الدول العربية حلاً للوضع في العراق
ويستنتج بصورة راسخة ان "البديل سيكون ذلك التاريخ، عارفين
ان العداء بين الحضارة العربية والغرب لن يصل الى نهاية،
وان ادارة بوش قد أججت الصراع"
إن كتاب "عاصفة من الشرق" هو واحد من سلسلة الكتب المعاصرة
التي تتناول الاحداث التاريخية وهو كتاب مختصر يتمتع
بالمصداقية ويؤشر جملة من المشاكل والجوانب المغلقة
والحالات التي تستحوذ على القارئ الحديث.
ومثله مثل الكتب الاخرى ومنها كتاب ايان بوروما "اختراع
اليابان 1853-1964" وكتاب الكسندر ستيلي "الاحسان والخيانة:
خمس عوائل يهودية ايطالية تحت الحكم النازي "وكتاب كيفن
ستار" كاليفورنيا: تاريخ" فان كتاب فيورست كتاب نفيس،
فدراسته للصراع الكبير منذ مولد الاسلام ولهذا الحين كانت
دراسة صريحة ومنتظمة.
|