مقترح
امام وزارة النفط ..
خطــــوات أولية
لتطــــوير القطــــاع النفطي
د.عبد الجبار عبود
الحلفي
جامعة البصرة
تعرض
القطاع النفطي العراقي الى اضرار بالغة الاهمية، منذ
ثمانينيات القرن الماضي. فقد أُنهكت البنى التحتية لهذا
القطاع. وتم تسخيره لمتطلبات الحرب ومصالح النظام السابق.
وفي التسعينيات تم عزل هذا القطاع عن العالم الخارجي نتيجة
العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق بعد احتلاله
الكويت فلم يتسن لهذا القطاع الاندماج بالتطورات التقنية
المستجدة في صناعة النفط العالمية مما شكل قيداً عصيباً
على اية تطورات للقوى البشرية العاملة في القطاع. بل ان
الكثير من قوة العمل الفنية قد غادرته.
وبقيت عمليات الاستخراج والانتاج تتم باساليب تقليدية تعود
الى سنوات الستينيات والسبعينيات مما اثر بشكل مباشر في
ايذاء الآبار العاملة وتلف بطاناتها. وتراجع الضغط الجوفي
لها ومن ثم تراجع انتاجيتها. وضياع كميات هائلة من
مخزوناتها خاصة تلك الآبار الواقعة في الحقول المتاخمة
لبعض دول الجوار. وبعد سقوط النظام الدكتاتوري بقي حال هذا
القطاع كما هو بل ازداد سوءاً بفعل عمليات التخريب لمنشآته
وعمليات التهريب المنظمة واهمال الحكومات المتعاقبة بعد
السقوط لتطويره وتحديثه كل ما جرى هو مجرد اقوال لا افعال.
ولابد من الاعتراف بان الاوضاع الامنية المتفجرة كانت سبباً
من الاسباب الرئيسة التي حالت دون تطوير هذا القطاع الحيوي
للاقتصاد العراقي.
خطوات اولية
لتطوير القطاع النفطي
ان الاساس الذي يضمن تطوير القطاع النفطي العراقي، هو وجود
قوة عمل فنية ذات خبرة طويلة في عمليات الاستكشاف
والاستخراج والانتاج والشحن وغيرها، وعلى سبيل المثال، فأن
شركة نفط الجنوب، التي تعمل الان بطرق تقليدية وبمعدات
قديمة تعود لستينيات وسبعينيات القرن الماضي تمكنت بعد
سقوط النظام من اعادة تأهيل معظم مكونات البنى التحتية
التي كانت نسب الدمار فيها بعد سقوط النظام الى السابق
تتراوح بين (70%-100%) كما تمت زيادة الانتاج اليومي من
(250 الف ب/ي) الى اكثر من مليون ب/ي بعد مدة قصيرة. في
حين يقترب انتاج الشركة اليوم من (7/1) مليون ب/ي) بعد
تطوير بئرين في قبة صفوان بأسلوب الرفع الصناعي الذي
استخدم لاول مرة في هذه المنطقة مما ساعد في الحد من هجرة
النفط الى الجانب الآخر كما قام فنيو الشركة برفع الطاقة
الانتاجية لحقل مجنون من (35 الف ب/ي) في العام 2001 الى
60 الف ب/ي في العام 2002 ثم الى 100 الف ب/ي في نهاية
العام 2005 بعد ربط ثلاث آبار للحقل المتضمن أربع ابار في
المرحلة الاولى من التطوير.
من هنا، نعتقد ان اهم الخطوات المؤهلة لتطوير القطاع
النفطي هي:
1-وضع استراتيجية وطنية لتطوير الصناعة النفطية تتضمن خططاً
فرعية متكاملة ومترابطة تشمل جميع مناطق العراق يشارك في
اعدادها مختصون بشؤون النفط وفنيون واقتصاديون من مختلف
محافظات العراق وليس من وزارة النفط حصراً.
2-اعادة هيكلة مجلس الطاقة
3-صياغة مشروع مسح جيولوجي وجيوفيزيائي على مستوى البلاد
واعداد خرائط جيولوجية وتكتونية ويوضع موعد محدد لانجاز
المشروع على مراحل على ان لا تتجاوز (4-5) سنوات.
4-إعادة تأسيس (شركة النفط الوطنية العراقية) ومنحها
الاستقلال الكامل في الاستكشاف والانتاج وتوقيع العقود
وعقد الاتفاقيات مع شركات النفط الاجنبية بهدف تطوير
الحقول العراقية لغرض الابتعاد عن البيروقراطية في اتخاذ
القرار.
5-إصدار قانون خاص بالاستثمار الاجنبي في القطاع النفط
العراقي يتضمن مواد جاذبة لرؤوس الاموال الاجنبية ويراعي
حقوق الملكية العراقية في الاحتياطات النفطية المؤكدة وغير
المؤكدة بحيث ينص القانون على ان ما في باطن الارض هو ملك
للشعب العراقي لا يمكن المساس به وما عدا ذلك يمكن التفاوض
بشأنه ان هدف مثل
هذا القانون هو من أجل ملاحقة التطورات في التقنيات
الجديدة بحقل النفط والتي سبقتنا اليها الكثير من دول أوبك
بما فيها دول الجوار في سبيل تطوير الطاقة الانتاجية من
وضعها الحالي (2 مليون ب/ي) والتي لا تتناسب واحتياطي
العراق المؤكد (115 مليار برميل) الى (4-6) ملايين ب/ي
للسنوات (2008-2010) لاننا نعتقد ان مدة سنتين كافية
لتطوير حقل نفطي اذا ما توفرت المستلزمات الفنية الفعلية
لذلك.
6-بناء ثلاثة مصاف جديدة في الوسط وشمال العراق وجنوبه
بطاقة انتاجية تبلغ (300 الف ب/ي) واذا كان العراق يستورد
سنوياً مشتقات نفطية بقيمة 6 مليارات دولار، فأن هذا
المبلغ يكفي لبناء مصفيين بطاقة انتاجية قدرها (300 الف
ب/ي) وبأحدث التقنيات.
7-انشاء صهاريج خزن جديدة بطاقة مليون برميل في اليوم من
النفط الخام. ان تكلفة الصهريج الواحد بطاقة 500 الف ب/ي
تقدر بـ(40-50) مليون دولار.
8-العمل على وضع خطة وطنية لاستغلال الغاز الطبيعي للاغراض
المنزلية والصناعية بدلاً من النفط من خلال شبكات توزيع
منتظمة خاصة في الاحياء النظامية عند بدء المشروع.ان الزمن
يسرع والمجتمعات الاخرى تبنى وتتطور بأقل من ثرواتنا
الهائلة وامامنا
اربع سنوات ينبغي استغلالها بجدية وتواصل.
|