مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

بوش يحث شركاءه في العراق على الوفاء بالتزاماتهم

بقلم: بيتر غرير
ترجمة: مروة وضاء

عن:الكرستيان ساينس مونيتور

تذكر واشنطن التي قامت بالتعهد للمساعدة في اعادة بناء العراق بأن عليهم ان يدفعوا منحهم. قام مسؤولو ادارة بوش في الايام الأخيرة بالإصرار مرارا وتكرارا على ان الوقت قد حان للاخرين لتنفيذ التزاماتهم المالية تجاه بغداد التي تعهدوا بمعظمها في 2003.
بدأ الرئيس بوش خطابه في الأكاديمية البحرية الأمريكية للتجارة " لقد تعهد المجتمع الدولي بدفع 13 بليون دولار لمساعدة الحكومة الجديدة ورغم ذلك لم يتسلم العراقيون سوى 3.5 بليون فقط."
اثبت وضع العراق الامني عزيمة العديد من الدول المانحة على دفع الأموال . فهم لايرغبون برؤية نقودهم تصرف على الحرس والعيادات والمحاكم التي قد يتم تفجيرها. لكن يجادل البيت الابيض بأن القضاءعلى قائد التمرد ابو مصعب الزرقاوي يظهر تحسنا في الوضع الامني.
يأتي الحث المتجدد للمساهمات الدولية في وقت اصبح فيه واضحا كم سيكون بناء العراق مكلفا.
في الشهور القادمة يجب ان يصبح دور الامم المانحة،غير الولايات المتحدة، مهما جدا في اعادة اعمار العراق طبقا لما صرح به مسؤولو الولايات المتحدة. حيث ان الاموال في حساب الولايات المتحدة الرئيسي لاعادة اعمار العراق وعمليات الاغاثة واعادة البناء تتضاءل. كما ان تسلم الحكومة العراقية الجديدة مسؤوليات ادارة عمليات اعادة الاعمار من الولايات المتحدة في ازدياد.
لقد وافقت الامم المتحدة على تصعيد نشاطها في العراق حيث قام السكرتير العام كوفي عنان بالرد على التماس المسؤولين العراقيين بانه سيساعد في تنظيم الدعم الاقتصادي والسياسي الدولي للعراق.
عارضا ذلك كله اصر البيت الابيض بأن الوقت قد حان للوفاء بتبرعات اعادة اعمار العراق. ان الوعود جيدة والعديد من الامم قامت بالتعهد بمنح كبيرة لكن العراق اليوم بحاجة الى الاموال.
ردد بوش المسألة كثيرا في الايام الاخيرة. كما قامت الادارة بارسال نائب وزير المالية روبرت كمت ومستشار وزارة الخارجية فيليب زيلكو لزيارة العواصم العالمية وكسر الجمود.
ذكر مستشار الامن القومي ستيفن هادلي في تصريحات مختصرة للمراسلين الاسبوع الماضي " نحتاج للحصول على تلك المبالغ وبعد ثلاثة الى اربعة اشهر نحتاج للنظر في حجم المبالغ الاضافية التي يجب ان نتعهد بها.
قال خبراء من خارج الادارة ان من الصحيح ان المجتمع الدولي يمكنه ان يصعد من نشاطه في العراق لكن الوضع اكثر تعقيدا مما يصوره البيت الابيض.
لقد تم التعهد بالمساعدات ال 13.6 بليون دولار في مؤتمر مدريد في تشرين الاول 2003 . حيث عرضت 4 بلايين من هذا المبلغ كمنح تامة اما 9.6 بليون دولار المتبقية فعرض على شكل قروض وليس على شكل منح مباشرة.
ووفقا للمفتش الامريكي العام المختص بأعادة اعمار العراق فلقد تم دفع 25% من قيمة المبالغ المتعهد بها وهو ما يعادل 3.5 بليون دولار.
اضافة الى ذلك لقد بدأ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بتوفير بعض الاموال الموعودة.( ولاحقا رفع سقف العهود الى ما مجموعه 14.6 بليون دولار)
تحركت بعض الدول سريعا لتوفير المساعدات التي وعدت بها. وحسب تقرير خدمة بحث الكونغرس الاخير بهذا الخصوص فان اليابان وبريطانيا كانتا فعالتين بشكل خاص في هذه الناحية.
فلقد قامت اليابان، وهي ثاني اكبر مانح للعراق بعد الولايات المتحدة، بصرف معظم ال 1.5 بليون دولار التي تعهدت بها كمنحة وهي قريبة من اطلاق المرحلة الاولى من القرض ب3.5 بليون دولار.
صرفت اموال المساعدات اليابانية في اعادة تأهيل محطات الكهرباء وناقلات المياه وسيارات الاطفاء واجهزة الري ( كما اعلنت سحب جنودها ال600 من العراق لكنها تأمل في زيادة العمليات الجوية غير المقاتلة هناك).
ساعدت بريطانيا في تمويل اعادة بناء نظام العدالة العراقي من بين الامور الاخرى.
أما الدول الأخرى فتتحرك ببطء، على سبيل المثال قدمت الدول المجاورة للعراق تعهدات سخية، لكن لحد الان لم نر سوى القليل من تلك الاموال.
ذكر مفتش عام مختص بتقديم التقارير الشهرية للكونغرس " لم تدفع الكويت الكثير من ال565 مليون دولار التي تعهدت بها". واضاف "ونفس الشئ بالنسبة للسعودية والامارات اللتين تؤجلان الدفع ايضا".
يعتبر الوضع الامني المتردي سببا رئيسيا لذلك التردد. فحاليا ينفق ما بين 16 الى 22 بالمئة من مساعدات اعادة اعمار العراق على الحراس المسلحين والقضايا الاخرى المرتبطة بالامن. والعديد من الدول المانحة غير الولايات المتحدة لاتريد لاموالها ان تصرف في ذلك المجال. فعموما هم غير متحمسين لامداد ساحة الحرب بالاموال.


التحدث بوضوح مع ايران

بقلم: ديفيد إغناتيوس
ترجمة:المدى

عن: الواشنطن بوست

ستجلس وزيرة الخارجية كونداليزا رايس او موظف رفيع آخر من وزارة الخارجية في وقت ما من الشهور القليلة القادمة الى طاولة المفاوضات مع ممثلي جمهورية ايران الاسلامية. وهي تستعد لهذه الاجتماعات، أتوقع ان تراجع رايس أكثر المواقف الأمريكية شهرة في التحدث مع العدو كانفتاح هنري كيسنجر السري على الصين في اوائل السبعينات.
فقد فتحت للتو نافذة جديدة حول دبلوماسية كيسنجر السرية بعد نشر وثائق من ارشيف الامن القومي تلخص بعضاً من اكثر مناقشاته حساسية. ان قراءة هذه الوثائق يعد رسالة تذكيرية باسلوب كيسينجر الدبلوماسي باستعمال التعبير الحديث "الخارج من الصندوق".
وكمبعوث دبلوماسي كان كيسينجر صريحا بشكل متهور
مستخدما الفتنة والاثارة والتملق والاغراء. حيث وصف في لقائه مع رئيس الوزراء الصيني شو ان لاي في حزيران عام 1972 زعيم مجلس الشيوخ الديمقراطي مايك مانسفيلد بال"رهبانية" والمرشح الرئاسي الديمقراطي جورج مكغوفرن بال"الاستاذية" وطريقته البيروقراطية في السياسة الخارجية ب"سوفيتية الولاء". حتى المكار شو ان لاي سحر برغبة كيسينجر الظاهرة لاختراع اي موضوع مما نقل الاحساس المفيد بأن لا شئ محرم في محادثات الصين والولايات المتحدة المفتوحة. لقد اخبر كسينجر شو ان لاي في احدى المراحل " لقد حققنا السرية بقول الكثير من الامور بحيث لم يعد احد يعرف اين الحقيقة".
فالمرور عبر مناقشات كيسنجر كان عقيدة اساسية من واقع السياسة الخارجية التي تتبعها الامم العقلانية لتحقيق مصالحها الشخصية. فما قاد اسلوبهم الدبلوماسي لم تكن العواطف او المبادئ الاخلاقية المجردة او الممارسات القديمة، لكن الحجر الاساسي كان المصالح المتبادلة. ففي المناقشات مع شو ان لاي على سبيل المثال كان كيسينجر صريحا بشكل مذهل بشأن رغبة امريكا في التدخل في اخضاع فيتنام " نعتقد بأن مستقبل علاقتنا مَع بكين أكثر أهمية بشكل دائم لمستقبلِ آسيا من الذي يحدث في بنوم بنه أو في هانوي أَو في سايغون."
لقد قمت بسؤال كيسينجر هذا الاسبوع عن الدروس التي يستخلصها من تجربته الدبلوماسية الخاصة من اجل الارتباط الامريكي الجديد مع ايران.اجابني انه لايرغب باعطاء رايس نصيحة علنية لكنه ذكر كمقترح عام ان على الولايات المتحدة ان تبحث عن مصالح امنية مشتركة مع ايران
مشددا على ان ايران قوية وناجحة لاتهدد الولايات المتحدة طالما يمتنع الايرانيون عن القيام بالاعمال المتهورة والمربكة.
اوضح كيسينجر" على ايران ان تقرر ما اذا كانت تريد ان تكون امة ام علة" " فاذا كانت تسعى لتكون امة فعليها ان تدرك بان مصالحها الوطنية لاتتضارب مع مصالحنا. واذا كانت المخاوف الايرانية تتمثل في الامن وتطوير بلادهم فهذا يلائم المصالح الامريكية." اذا ما ارتبطت ايران بالاقتصاد العالمي فان بامكانها ان تصبح قوة اقتصادية اقليمية تضاهي كوريا الجنوبية".
لاحظ كيسينجر بان علاقات امريكا الجيدة مع ايران في اوائل السبعينات حين كان وزيرا للخارجية، حينها كان اساسها مصالح الولايات المتحدة الوطنية وليس شخصية الشاه في النظام في إيران.وأضاف " ليس هنالك سبب معقول لجعل ايران تعتبر امريكا تهديدا وطنيا لامنها".حيث ان وجود ايران مستقرة ومزدهرة يقع ضمن مصالحنا. فاذا ما حذت ايران حذو كوريا الجنوبية فان ذلك ضمناً يصب في نطاق مصالحنا". لكنه اكمل "اذا ما كانت مصالح ايران هي في زعزعة استقرار المنطقة حينها سيكون من الصعب الوصول الى اتفاق".
وفيما يخص القضية النووية اساس التحاور الامريكي الايراني، جادل كيسينجر ان على الايرانيين ان يعوا ان انتشار الاسلحة النووية يهدد امنهم الخاص بقدر ما يهدد امن الولايات المتحدة او اسرائيل. فحال اختراق قانون عدم انتشار الاسلحة النووية سيبدو ذلك غير عادل للبلدان التي لم تمتلك القنبلة لحد الان واضاف "واذا ما لم تتوقف العملية سيطال التهديد كل بلاد المنطقة بضمن ذلك المالكين للقنبلة".
وبالتفكير بانفتاح كسينجر على الصين يبدو لي ان على ادارة بوش ان تستلخص درسا واضحا وهو ان ليس عليها ان تكون حذرة جدا من ارتباطها مع ايران. فلقد حان وقت الكلام واذا كان الايرانيون سيوافقون على شرط الغرب المسبق بايقاف تخصيب اليورانيوم عندها يجب ان تطرح كل القضايا على الطاولة. فلايمكن الدخول في حوار مفتوح تشوبه التقييدات. فكل ما نحن بحاجة الية هو مناقشة موسعة فيما اذا كانت مصالح ايران الامنية ومصالح الولايات المتحدة وحلفائها الامنية يمكن ان تلتقي.
اليك ماكان كيسينجر سيفعله : ان أمل ايران بأن تصبح قوة عظمى يمكن ان يتحقق فقط عن طريق ايقاف برنامجها النووي والعمل مع الولايات المتحدة على استقرار العراق والشرق الاوسط الكبير. انا آمل ان تحضر وزيرة الخارجية كونداليزا رايس عرضا مماثلا. واذا كان ذلك يبدو لك بالهدف المستحيل فكر في الذي حققته الصين خلال عقود قليلة منذ قام هنري كيسينجر بمحاورة شو ان لاي وإقناعه.


هـــــل يمكن ترويض حمـــــــاس؟
 

بقلم: ميخائيل هيرتسوك*
ترجمة: فاروق السعد

عن فورن افيرز

يقول المتفائلون بان دخول حماس في العملية السياسية الفلسطينية سيدفع بالمنظمة الى الاعتدال في مجال اهدافها الراديكالية وتكتيكاتها الارهابية. و لكن التاريخ يبين بان المشاركة السياسية تؤدي الى تغيير المليشيات ولكن فقط ضمن شروط محددة جدا- و لايوجد تقريبا اي منها في السلطة الفلسطينية هذه الايام.
لقد حدث الكثير في العقد الفاصل بين الانتخابات البرلمانية الاولى للسلطة الفلسطينية ، عام 1996 ، و الثانية، هذا العام. ان عملية السلام في اوسلو قد ترنحت الى الامام و من ثم انهارت؛ والانتفاضة الفلسطينية الثانية هبت ثم انحسرت؛ اقامت اسرائيل الجدار الفاصل على امتداد جزء من الضفة الغربية و انسحبت من غزة؛ و غاب عن المشهد، ياسر عرافات ، مؤسس و نموذج الشخصية الفلسطينية. و في نفس الوقت، واصلت حماس- اكبر منظمة اسلامية فلسطينية- مسيرتها في الحلبة السياسية. وبعد ان قاطعت الانتخابات الاولى، شنت حملة انتخابية قوية في الثانية، و بعد فوزها المدوي في كانون الثاني، نراها تقف الان متأهبة للعب دور مهم في الحكومة الفلسطينية. ان اشتراك حماس في العملية السياسية قد يصدم العديد باعتباره يمثل سخرية عميقة. فبعد كل شيء، تمتلك المنظمة جيشا خاصا، و تتبع العنف وسيلة سياسية، وتنسق باستمرار شن هجمات ارهابية، وهي تكرس نفسها لتدمير اسرائيل واقامة دولة اسلامية لادارة اسرائيل والسلطة الفلسطينية. و يبدو أن منح حماس وضعا سياسيا شرعيا والتوصل الى حق امتياز سلطة الدولة يمثل عملية بحث عن المشاكل. يقول عدد من المراقبين المتفائلين، على اية حال، بان هذا القلق مبالغ فيه. لان اعباء المسؤوليات التي تاتي مع الديمقراطية السياسية، كما يزعمون، هو ما سيروض حماس على وجه الدقة. فبالنتيجة ، كما كتبت مارينا اوتوواي من معهد كارنيجي للسلام الصيف الماضي،" هنالك دليل كبير على ان المشاركة في عملية انتخابية تجبر اي حزب بغض النظر عن الايدولوجيا، على تليين موقفه اذا اراد ان يجذب الناخبين باعداد كبيرة". فحال وقوعها في نمط سياسي اعتيادي، كما يقول هؤلاء المراقبون، سيتوجب على حماس اجابة المزيد من مختلف الدوائر الانتخابية و اما ان تقوم بتقديم نتائج عملية او تجازف في مجابهة التهميش بسبب فشلها في القيام بذلك. لذلك فان حماس ستجبر بقوة على وضع سيفها في غمده و ان تحسن التصرف. و بدلا من القلق من دور حماس الجديد، كما يواصل المتفائلون، ينبغي على الاطراف الاخرى في الحقيقة ان ترحب به باعتباره العامل المساعد المرشح الافضل لتحريك تركيز المنظمة من الرفض الراديكالي الى العملية السياسية. ان المنطق الذي يقف خلف هذا التطور النظري يستند الى اسس صلبة، و هنالك في الواقع نماذج من الممثلين السياسيين غير الديمقراطيين الذين يقومون بالرحلة صوب الاحترام من خلال المشاركة في روتين العملية الديمقراطية. تتمثل المشكلة في ان القليل من تلك الامثلة تمتلك ارضية مشتركة واسعة مع حماس- وان تلك التي لها قواسم مشتركة ليست مشجعة تماما. فبالرغم من كل التوكيدات المطمئنة من ان كل شيء سيكون على ما يرام، تشير التحليلات المقارنة الى ان الشكوك في محلها فيما ان كانت الظروف ناضجة بالنسبة الى حماس لان تتغير بمشاركتها السياسية او بانها ستستخدم وببساطة مشاركتها السياسية عربة اخرى لمواصلة جوهر اهدافها المقلقة. ان ما تتضمنه مشاركة حماس قد بدأ بالفعل، بكلمات اخلاى، التجربة المهمة- التي ستكون لنتائجها تأثير كبير على مستقبل فلسطين، اسرائيل، و الشرق الاوسط بصورة عامة.
* ميخائيل هيرتسوك: عميد في قوات الدفاع الاسرائيلية وزميل زائر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الاوسط. كان في السابق يشغل منصب كبير مساعدي وزير الدفاع الاسرائيلي و رئيس جهاز التخطيط الاستراتيجي للقوات المسلحة.

 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة