هل هي
طائرة أم أنها سفينة فضائية؟ ..
مشاهدات
لجسم طائر فوق بريطانيا تثير قلق وزارة الدفاع
أسئلة يُحتمل أن توتر
العلاقات مع الولايات المتحدة
كتابة: المراسل
العلمي جيمس رندرسن
ترجمة: عبد علي سلمان
عن صحيفة الغارديان
إنها
مادة ستشبع احلام اصحاب نظرية المؤامرة على الانترنيت
طائرة تجسس من ايام الحرب الباردة في غاية السرية، اسرع من
الصوت اضعافاً مضاعفة، كان الامريكيون يطلقونها في المجال
الجوي البريطاني بدون موافقة حكومية.
وقد
قللت الحكومة البريطانية علناً من اهمية روايات الصحف التي
نقلت تقارير عن اشخاص شاهدوا ظاهرة غير اعتيادية تتمثل
بجسم طائر غير محدود الهوية.
ولكن الوثائق التي كُشف عنها بموجب قانون حرية المعلومات
تفيد ان وزارة الدفاع تعاملت مع هذه الشائعات بمنتهى
الجدية حتى ان التحقيقات التي قامت بها عرضت العلاقات
الخاصة مع الولايات المتحدة الى التوتر.
وعن ذلك يقول العالم الاجتماعي ديفيد كلارك من جامعة
شيفيلد هالام، الذي حصل على الوثائق "ان هذه الوثائق تظهر
انهم كانوا في قلق من ان هذا الشيء الموجود وان الامريكيين
كانوا يستخدمونه شئنا او ابينا" ويضيف "ومن الاكيد ان
الحكومة البريطانية قد اعتراها الشك بانها ابقيت على عماها"
ومن جانبها فان الولايات المتحدة لم تؤكد وجود هذه الطائرة
الغامضة المسماة "اورورا" التي يُفترض انها صممت للتسلل
فوق الاتحاد السوفيتي وتحصل على لمحة خاطفة سرية لما كان
العدو عليه.
وقد أُشيع ان هذه الطائرة تصل الى سرعة تبلغ ثمانية اضعاف
سرعة الصوت وأن بامكانها ان تصل الى اي مكان على كوكبنا
بمدة لا تتجاوز ثلاث ساعات. وفي بداية التسعينيات كان هناك
العديد من المشاهدات المفترضة والاصوات الغريبة فوق
اسكتلندا، وقد نسبها السكان المحليون المندهشون الى جسم
طائر غير معروف وافادت الشائعات الصحفية ان "اوروا" كانت
تعمل بمعزل عن القوة الجوية الملكية في ماكريهانش على طرف
كنتاير مما دفع عضو برلمان اسكتلندي الى طرح جملة
استفسارات على البرلمان.
وأظهرت الملاحظات الموجزة التي سُلمت الى وزير الدفاع
اللاحق توم كنك في الرابع من اذار عام 1992 ان الموظفين
المدنيين (الذي يعملون داخل الجيش) قد اكدوا على صوابية
فكرة وجود هذه الطائرة اذ ورد في ملاحظة "ليس هناك علم
لوزارة الدفاع عن (برنامج اسود) بهذا الخصوص، ولكن لن يكون
بالامر المدهش للضباط في الدائرة المعنية بهذا الموضوع في
القوة الجوية ولا لطاقم الاستخبارات العسكرية ان تكون هذه
الطائرة موجودة".
اما الرد الذي حصل عليه العضو البرلماني الذي قدم
استفسارات فلم يكشف شيئاً "ان وجود مثل هذا المشروع أو (العملية)
سيكون مسألة تخص السلطات الامريكية" وانكر الامريكان كل
شيء ولكن التقارير عن وجود الطائرة استمرت.
واكثر الشهود مقبولية كان جريس جبسون الذي كان يتمتع بخبرة
(12) عاماً كمراقب في المجموعة الملكية والذي كان خبيراً
بالتعرف على الطائرات فقد شاهد طائرة مثلثة الشكل تحيطها
مقاتلتان امريكيتان فيما كان يتم تزويدها بالوقود من صهريج
اثناء الطيران، وكان هذا الخبير يعمل على منصة نفطية في
كالفستون عام 1989، والطائرة (على حد قوله) لم تكن تشبه اي
شيء رأه سابقاً اذ قال "لا سابقة لهذه" واضاف "في تقرير له
عن مشاهداته ارسله الى اسبوعية جينز دنفس عام 1992 انا
أُشفق ان اقول انها شيئ لم اشاهد مثله في حياتي".
وفي الثاني والعشرين من كانون الأول عام 1992 كتب الملحق
الجوي في السفارة البريطانية في واشنطن الى الرئيس المساعد
لطاقم موظفي الطيران في لندن مستوضحاً عن ردة الفعل
الامريكية حول استيضاحات وزارة الدفاع التي تجددت بالحاح
وفقاً لمشاهدات السيد جبسون "لقد أبدى وزير القوة الجوية
المحترم دونالد بي رايس اقل ما يمكن من المداهنة حول
الشكوك الجديدة، وألمح الى انه كذب على الكونغرس عندما ذكر
ان "اورورا" لا وجود لها "ويضيف الرد" وكما تحصل اليك فان
الموضوع برمته يسبب انزعاجاً في المقر الرئيس (القوة
الجوية الامريكية) وسيتم تقدير كل التعليقات التي تساعد
على التخفيف من تأزم الموضوع".
ويعلق السيد بيل سويتما" الخبير بالبرامج الامريكية
الفائقة السرية لنشرية جينز ديفنس قائلاً "ان هذا النوع
الشائك من ردة الفعل بعدم انكار قناعات الناس هو امر لطيف
بشكل غير اعتيادي".
ويضيف "بشكل عام انهم لا ينكرون الامر فعلياً، ولا يؤذيهم
كثيراً ان اعتقد شخص ما انهم لا يملكون الامكانية لفعل ذلك".
وقد دفعت مشاهدات جديدة في 31 اذار عام 1993 فوق ديفون،
وكورنوول جنوب ويلز وشرو بشاير، وزارة الدفاع الى القيام
بتحقيقات جديدة وانقلبت هذه لاحقاً للقول ان صاروخاً روسياً
كان عائداً من الغلاف الجوي هو ما تم مشاهدته، لكن تحقيقات
وزارة الدفاع عادت للشك بوجود "اورورا".
وعن هذه التحقيقات قال السيد سويتمان "على ما يبدو فان
هناك عدة ادلة تخص هذا الموضوع تشير الى وجود جسم (أو
اجسام) غير محددة الهوية من اصل مجهول تُحلق فوق المملكة
المتحدة واذا كانت هناك بعض الانشطة الامريكية المصدر،
معروفة لجماعة محدودة في وزارة الدفاع فينبغي الاعتراف بان
من الصعوبة ان تتقدم التحقيقات الى نقطة ابعد".
وقد شكك السيد سويتمان في نهاية عقد التسعينيات في عدم
معرفة وزارة الدفاع بطائرة "اورورا".
وتشير وثيقة اخرى في عام 2000 عن تحقيقات وزارة الدفاع
المتعلقة بالاجسام الطائرة غير المحددة الهوية او كما
يفضلون تسميتها الظواهر الجوية غير المحددة الهوية، تشير
هذه الوثيقة الى ان "بعض تقارير (UAP)
تشير الى برنامج يخص طائرة سرية"
والجزء الذي يناقش مشاريع طائرات امريكية سرية مثل (SR-71)
وطائرة "البلاك بيرد" يحتوي على فقرات وامثلة توضيحية عن
الاجسام التي تمت مراقبتها قبل السماح بحرية الاطلاع على
المعلومات في الشهر الماضي.
وتشير المفاتيح اللاحقة للمواد المرفوعة الى انها فُرضت
بسبب المصالح العالمية وتقول الوثيقة "من المؤكد ان زوايا
هذه المركبات تشبه الصحون الطائرة"
|