في برنامج
(ملفات) الذي يبث من قناة
NBN
اللبنانية ويقدمه عرفات حجازي قال فخري كريم رئيس تحرير
المدى: إن الشعب العراقي كان دائماً ضحيةً للأنظمة
الاستبدادية.. وأنا أعتقد أن الضيم الذي تعرض له الشعب
العراقي والمآسي التي تعرض لها وتسلط هذا الاستبداد منذ عام
1963 ولحد الآن هي محاولة لطمس شخصيته ولتشويهه وانتزاعه من
هذه الأرضية التي يتحرك عليها، ولكن أنا لا أعتقد أن كل هذه
المحاولات نجحت.. صحيح إن العراقي الآن هو منكفئ لأنه حائر..
فالوسائل السياسية المحيطة، العربية والدولية هي ضد استعادة
وعيه وضد خياراته، وهي تسعى لتصويره كما لو أنه شعب لا يستحق
إلا جلاداً.. نحن حتى فيما بيننا كأصدقاء نتحدث أن العراق هو
شعب الحجاج بن يوسف الثقفي، أرى رؤوساً أينعت وحان قطافها
وإني لصاحبها.. نحن نسعى بكل ما نستطيع من أجل أن نحول
العراق إلى مقبرةٍ لكل حجاج..
وحول أبرز
الشروط التي يجب أن تتوافر لإنجاح المؤتمر الوطني قال كريم:
أنا أعتقد أن عقد هذا المؤتمر سيكون فرصةً عامة لكي تكتمل
خطوة استعادة السيادة المنقوصة بأن تتمثل في هذا المؤتمر كل
الأطياف الوطنية المستعدة لأن تكون جزءاً من النظام الجديد..
ويجب أن يتمثل في هذا المؤتمر الجميع وأعتقد أن هذا هو
التوجه بأن لا يستثنى أحد سواء من المكونات السياسية وتجليات
المجتمع المدني أم من العشائر والقبائل من جميع المحافظات..
وعن محاكمة
صدام حسين وتداعياتها بالنسبة للشعب العراقي..
قال: دعني
أعبر عن مرارتي في هذا الأمر.. ماذا تقول عن أولئك الذين ما
زالوا حتى هذا اليوم يعتبرون صدام حسين الرئيس الشرعي للعراق
بغض النظر عن الاحتلال.. ماذا تستطيع أن تقول عن هؤلاء الذين
يسوقون صدام حسين وكل جرائمه واستبداده تحت شعارات مختلفة
حتى هذا اليوم، يحولون صدام حسين إلى قضية وليس العراق
والاحتلال الأمريكي ومستقبل العراق والمصالحة الوطنية
العراقية.. أصوات مشبوهة هي امتداد لصدام لوثت الجو العربي
سواء بالشعارات المشبوهة أو بالإدعاءات التي لم تحقق سوى
الهزائم وهي لا تزال مستمرة تشوه صورة الشعب العراقي
والعراق، وتشوه صورة الأمة العربية حينما تبرز على الساحة
وتضع فوق رؤوسها شعار صدام حسين رمز المقاومة وكذلك الرئيس
الشرعي للعراق، وليس الشعب العراقي وليس أولئك الذين ناضلوا
ضد صدام، بل هناك أصوات تتحرك على أرضية القانون لتقول إن كل
هذه الجرائم التي ارتكبها صدام حسين هي كذب وتلفيق وهي
مركبات إلكترونية من صنع الولايات المتحدة والمخابرات
الأمريكية وإلى آخره من هذا الكلام، كيف تستطيع أن تفسر هذا؟
أنا أعتقد أن على القوى الوطنية العربية في كل البلدان أن
تفضح هؤلاء الذين كانوا أدوات ليس بيد صدام حسين فقط وإنما
بيد كل الأنظمة الاستبدادية.. وهم لا يريدون الخير لبلدانهم
ولا يمكن أن يكونوا قوى وطنية وديمقراطية فعالة في بلدانهم،
وإنما سيكونون دائماً قوى تخريبية.
هنالك
أصوات تحضر مؤتمرات في العراق، كانت طيلة السنوات الماضية
رسلاً لصدام حسين إلى هذه المؤتمرات نفسها. هل تعقل أنت أن
هنالك شخصاً واحداً كان قادراً على أن يخرج من العراق ويعود
إلى نفس موقعه في مثل هذه المؤتمرات وأحياناً يتحدث بلغة
أخرى؟
اليوم هي
تحضر وتحظى بالاحتضان البطولي من هؤلاء الذين كانو يستمتعون
بصورهم حينما يقفون وراء طه ياسين رمضان والمسؤولين
العراقيين وضحكتهم تملأ الشاشة مبتهجين بأخذ هذه الصور مع
جلادي الشعب العراقي.. صدام حسين مشكلة هؤلاء، وأنا أتمنى
على كل عربي إذا كان حريصاً على استعادة العراق معافى ووطناً
لكل العراقيين الأحرار داعماً للشعب العربي في نضاله سنداً
للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المستقلة، عراقاً
يكون عامل قوة للعالم العربي.. أن يفضحوا هذه الزمرة وأن
يوقفوها عن الاستمرار في تداول هذه الشعارات والأقاويل..
صدام حسين لن يكون مشكلة العراق، فهو جلاد سوف ترونه
جباناً.. هنالك كثر قالوا وهنالك من يراهن في المؤتمرات أنه
حتى عندما سقط النظام أن صدام حسين موجود وسوف يبارز
الولايات المتحدة ويقود المقاومة.. كيف تفسر لي وكيف يفسر لي
المشاهد العربي أن نظاماً رفع كل هذه الشعارات القومية
الكبرى والشعارات الوطنية لم يسقط ولا مسؤول واحد منهم في
مواجهة قوات الاحتلال الأمريكي واستسلموا كالجرذان واحداً
واحداً مثل أي جلاد جبان...
|