وليد فارس
ترجمة /
عمران السعيدي
عن /
واشنطن تايمز
جاءت عملية
تسليم السلطة قبل موعدها المقرر بيومين ضربة استباقية ضد
القاعدة والبعثيين القدامى وإيران والجزيرة معاً. فقد وصلت
الحكومة المؤقتة وقوات التحالف معلومات تفيد أن هذه القوى
المذكورة كانت تستعد لجعل يوم الثلاثين من حزيران يوماً
دامياً وهزيمة للولايات المتحدة مع الحكومة الانتقالية
الجديدة في العراق. وفي تحليلاتنا المبكرة كنا نعلم بأن
(التحالف الجهادي!) كان يهدف إلى استخدام يوم الثلاثين من
حزيران لمنفعته، ولكن الامر فاتهم فاصبحت المبادرة الآن في
ايدي رجال الحكومة العراقية الجديدة. وقد خسر (التحالف
الجهادي) فرصته الرمزية المهمة في الهجوم حسب إرادته وفي
الوقت الذي يريد. وكانت في حساباتنا بأن هؤلاء القتلة سوف
يضربون وحسب استعدادهم للثلاثين من حزيران غير أن هذا
السيناريو قد فشل الآن تماماً.. وإن حكومة الدكتور أياد
علاوي أصحبت لديها الفرصة المؤاتية للضرب أولاً وعلى الأقل
من الناحية السياسية.
وهكذا
وجدنا هذه الامور الآن:
*إعلان
حالة الاستقلال.
*نشر
القوات العراقية وإشغال المتمردين في أي مكان أو زمان يعرضون
فيه قوتهم وإفشالها.
التحرك
دبلوماسياً.تلك هي إشارات مبكرة استلمتها الجزيرة مع بعض
الاحاديث والتحليلات التي تبين الاماكن التي سوف تكون
أهدافاً لهؤلاء (الجهاديين): مثل الحكومة الجديدة والمواقع
الرمزية المهمة أو المصالح ذات الصلة. والأهم من ذلك فان
اعضاء حكومة علاوي قد اتخذوا كافة التدابير الوقائية
الضرورية. ولكي نكون أكثر وضوحاً فان الهجمات ضد قوات
التحالف ستستمر وربما تزداد فاعليتها بما فيها قطع الاعناق
وأعمال رعب مشابهة. وستبذل خلايا الارهاب الآن جهوداً مضاعفة
لضرب القوات الامريكية بطريقة تجعل الحكومة الجديدة في زاوية
ترى فيها ألوانها الحقيقية.وإن الكلام المتوقع في ضرب شبكات
وخطوط (الجهادية) سوف يركز على (عدم قدرة هذه الحكومة على
الطلب من قوات الاحتلال بمغادرة البلاد). لكن بغداد سوف تكون
اكثر شفافية في التعامل مع امريكا وقوات التحالف حيث ستعمل
بصورة مستقلة مع بقاء الاعتماد على تلك القوات في حالة
الضرورة.ومن جهة أخرى سوف تقوم (قوى الجهاد) بنقل هجماتها
الفعلية ضد رموز حلف الناتو كون هذا الحلف قرر المساعدة في
تدريب القوات العراقية الجديدة. وستدرس القاعدة خرائطها
الجديدة للتكيف مع هذا الموقف الجديد.وبصورة موجزة فان عملية
انتقال السلطة قبل موعدها لأيدي العراقيين قد منحهم الفرصة
الذهبية التي ستدفع بهذه القيادة متعددة الاطياف للاسراع في
العودة في البلاد إلى المحيط الاقليمي والدولي معاً. من جهة
أخرى فان اعمال العنف يتوقع استئنافها من قبل نفس الفئات
والقوى الارهابية والتي استهدفت الامريكان والعراقيين معاً
في غضون الاشهر القليلة الماضية. لكن العوامل الجديدة هي
اكثر سايكولوجية في الاحساس الذي يشير إلى إن هناك ممثلاً
جديداً على المسرح الدولي.فالعراق الآن هو بدون صدام حسين
وهو أيضاً بدون بول بريمر. فالعراقيون يمكنهم الآن الاختيار
لمن يريدون لقيادة بلدهم نحو مستقبل أفضل. |