الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 الاخطاء الامريكية  في العراق وخطة بناء الدول في المستقبل

فرانسيس فوكوياما

ترجمة / عادل صادق

عن / لوس أنجلس تايمز

الآن وقد اغلقت سلطة التحالف المؤقتة ابوابها ونقلت السيادة إلى العراق، فإن الوقت قد حان لتأمل الانتقادات الكثيرة التي وجهت لجهود إدارة بوش الهادفة إلى إعادة اعمار فترة ما بعد الحرب، ولفرز اخفاقاتنا الحقيقية عن المشاكل التي لم يكن من الممكن تجنبها، بصرف النظر عن الاستعداد الجيد لها. فقد جزم الكثير من الناس بأن مشكلة الإدارة كانت تكمن في حقيقة أن البنتاغون، الذي كان مسؤولاً عن تنظيم إعادة الاعمار، قد أخفق في الاصغاء للخبراء الاقليميين في وزارة الخارجية أو CIA بشأن ما ينبغي عمله. لكن من الخطأ الاعتقاد بأن المختصين الاقليميين  في كل من هاتين المؤسستين قد فهموا العراق جيداً بما فيه الكفاية عشية الحرب كي يوفروا الإرشاد النوعي للانتقاد السياسي.لقد تبدل العراق بشكل مثير منذ أن أغلقت سفارتنا عام 1991، ولم يعد هنالك من أمريكي يمتلك فهماً جيداً لأي مشهد سياسي في عراق ما بعد صدام حسين. فنحن، مثلاً، لم نعرف شيئاً عن دور آية الله العظمى علي السيستاني كقائد للشيعة - واعتداله النسبي - إلا بعد اشهر من الحرب.إن المعرفة المطلوبة لبناء امة هي أقرب إلى المعرفة المعززة بالقرينة: فأنواع المؤسسات الملائمة لمجتمع بعينه - والممر المؤدي إلى بنائها - لا تأتي من قالب محكم التكوين لبناء الامم وإنما من الأحكام الموضعية بشأن الظروف المحلية. وكان الخطأ الحقيقي فيما يتعلق بالعراق هو الافتقار السياق المؤسساتي المناسب لصنع القرار من جانب الحكومة الامريكية. فنحن ببساطة لم نكن نمتلك القدرة أو التنظيم السابق للحرب لتنسيق الجهد المؤسساتي التبادلي البالغ التعقيد الذي تتطلبه إعادة الاعمار، مع أن معرفة كيفية القيام بهذا قد تم تعلمها بشكل مؤلم خلال الجهود السابقة التي بذلت لبناء الامة بدءاً من الصومال وهاييتي ومروراً بدول البلقان حتى أفغانستان.غير أن التنافس المرير وعدم الثقة اللذين تطورا بين البنتاغون، من جهة، ووزارة الخارجية ومنظومة الاستخبارات، من جهة أخرى، قد أديّا بالأول إلى المطالبة بالسيطرة الوحيدة على عملية إعادة الاعمار. ولم يكن البنتاغون، كما علمنا فيما بعد فقط، يتمتع بالقدرة على تنظيم الأمور أو يعرف ما الذي لا يعرفه. فعندما قام الجنرال تومي فرانكس، رئيس القيادة الوسطى آنذاك، بايجاز خطة الحرب للرئيس بوش ومستشاريه الاساسيين، والتي لم تشتمل على ما يدعى بخطة Phase IV بشأن ما ينبغي عمله بعد انتهاء العمليات العدائية، لم يفكر أي من رؤسائه المدنيين حتى بسؤاله عن وجود تلك الخطة. وكانت النتيجة أن الإدارة أعادت اختراع الدولاب، وقد فعلت ذلك في آخر لحظة. وأبتدأت بيروقراطية جديدة، وهي سلطة التحالف المؤقتة، التي قضت معظم الأشهر الأولى من الاحتلال في بناء نفسها بدلاً من بناء العراق. وكان الجنرال المتقاعد جي غارنر قد عين لتنظيم إعادة الاعمار يوم 20 كانون الثاني 2003 فقط. وانتقل من طاقم ستة اشخاص في كانون الثاني إلى طاقم من 700 شخص في الشهرين اللاحقين تماماً قبل الاقلاع إلى العراق في شهر آذار.وقد تولى بول بريمر أمر الطاقم في ايار وطوره من 700 إلى أكثر من 30.000، كان الكثير منهم جدداً على الحكومة والعمل في العراق. وكانت هناك تنافسات بين سلطة التحالف والقيادة العسكرية، وداخل السلطة نفسها.وليس من المدهش أن البعض بدأ يقول إن سلطة التحالف المؤقتة باتت ترمز إلى ما مفاده: (لا يمكن توفير أي شيء)! ولو كانت إدارة بوش قد فعلت ما هو مناسب، لكانت قد أنشأت دائرة دائمة لإعادة الإعمار قبل وقت طويل من الغزو. ستكون هذه الدائرة - وهي صغيرة - موطناً للمتمرسين في تجارب سابقة لبناء الدول وتستطيع أن تقوم بدور مركز تنسيق مؤسساتي تبادلي وقاعدة للتعبئة عندما تحل الازمة. وكان ينبغي أن تكون هناك شخصية سلطوية، كبول بريمر، قد عينت آنذاك لرسم خطة إعادة الاعمار - رجوعاً إلى آب 2002 على الأقل، حين وقع الرئيس أمر التخطيط للحرب. وستكون هذه المؤسسة قد عبئت بالموظفين المطلوبين وجهزت للانطلاق إلى مسرح الحدث تماماً قبل الحرب نفسها.وكان يمكن لمدير سلطة إعادة الاعمار أن يكون قادراً على أن يطرح بعض الأسئلة الصعبة على المخططين العسكريين، عما إذا كانوا، مثلاً، يمتلكون خططاً للتعامل مع السلب والنهب أو عما إذا كانت لديهم قوات كافية لحفظ الأمن في فترة ما بعد الحرب.إن من غير الواضح الآن اننا سنكون قادرين على التعافي من هذه الأخطاء في العراق. لكن الواضح إننا نستطيع أن نفعل ما هو أفضل حين سنحتاج إلى إعادة إعمار بلد ما في مرة قادمة. وبالطبع، لن يكون الأمريكيون متشوقين للقفز سريعاً نحو ممارسة بناء دولة أخرى بعد العراق، لكن استناداً إلى خبراتنا في عالم ما بعد الحرب الباردة، فإن من الملزم أن يحصل ذلك. فقد أصبحنا منشغلين بعملية بناء دولة كل سنتين منذ انتهاء الحرب الباردة، وهناك وفرة من البلدان الشبيهة بباكستان وكوريا الشمالية، والتي تنطوي على إمكانية أن تصبح دولاً فاشلة وخطرة بين عشيةٍ وضحاها.والآن، فإننا نحتاج إلى القيام بشيء من بناء الدول في واشنطن نفسها، من خلال إقامة مجموعة من المؤسسات للتعامل مع دول عاجزة كهذه على المدى الطويل. وبهذه الطريقة فقط سيكون باستطاعتنا التعلم من أخطائنا الماضية والتأكد من أن لا نضطر إلى إعادة اختراع دولاب بناء الدول على الدوام.


خيارات ما بعد صدام

وليد فارس

ترجمة / عمران السعيدي

عن / واشنطن تايمز

جاءت عملية تسليم السلطة قبل موعدها المقرر بيومين ضربة استباقية ضد القاعدة والبعثيين القدامى وإيران والجزيرة معاً. فقد وصلت الحكومة المؤقتة وقوات التحالف معلومات تفيد أن هذه القوى المذكورة كانت تستعد لجعل يوم الثلاثين من حزيران يوماً دامياً وهزيمة للولايات المتحدة مع الحكومة الانتقالية الجديدة في العراق. وفي تحليلاتنا المبكرة كنا نعلم بأن (التحالف الجهادي!) كان يهدف إلى استخدام يوم الثلاثين من حزيران لمنفعته، ولكن الامر فاتهم فاصبحت المبادرة الآن في ايدي رجال الحكومة العراقية الجديدة. وقد خسر (التحالف الجهادي) فرصته الرمزية المهمة في الهجوم حسب إرادته وفي الوقت الذي يريد. وكانت في حساباتنا بأن هؤلاء القتلة سوف يضربون وحسب استعدادهم للثلاثين من حزيران غير أن هذا السيناريو قد فشل الآن تماماً.. وإن حكومة الدكتور أياد علاوي أصحبت لديها الفرصة المؤاتية للضرب أولاً وعلى الأقل من الناحية السياسية.

وهكذا وجدنا هذه الامور الآن:

*إعلان حالة الاستقلال.

*نشر القوات العراقية وإشغال المتمردين في أي مكان أو زمان يعرضون فيه قوتهم وإفشالها.

التحرك دبلوماسياً.تلك هي إشارات مبكرة استلمتها الجزيرة مع بعض الاحاديث والتحليلات التي تبين الاماكن التي سوف تكون أهدافاً لهؤلاء (الجهاديين): مثل الحكومة الجديدة والمواقع الرمزية المهمة أو المصالح ذات الصلة. والأهم من ذلك فان اعضاء حكومة علاوي قد اتخذوا كافة التدابير الوقائية الضرورية. ولكي نكون أكثر وضوحاً فان الهجمات ضد قوات التحالف ستستمر وربما تزداد فاعليتها بما فيها قطع الاعناق وأعمال رعب مشابهة. وستبذل خلايا الارهاب الآن جهوداً مضاعفة لضرب القوات الامريكية بطريقة تجعل الحكومة الجديدة في زاوية ترى فيها ألوانها الحقيقية.وإن الكلام المتوقع في ضرب شبكات وخطوط (الجهادية) سوف يركز على (عدم قدرة هذه الحكومة على الطلب من قوات الاحتلال بمغادرة البلاد). لكن بغداد سوف تكون اكثر شفافية في التعامل مع امريكا وقوات التحالف حيث ستعمل بصورة مستقلة مع بقاء الاعتماد على تلك القوات في حالة الضرورة.ومن جهة أخرى سوف تقوم (قوى الجهاد) بنقل هجماتها الفعلية ضد رموز حلف الناتو كون هذا الحلف قرر المساعدة في تدريب القوات العراقية الجديدة. وستدرس القاعدة خرائطها الجديدة للتكيف مع هذا الموقف الجديد.وبصورة موجزة فان عملية انتقال السلطة قبل موعدها لأيدي العراقيين قد منحهم الفرصة الذهبية التي ستدفع بهذه القيادة متعددة الاطياف للاسراع في العودة في البلاد إلى المحيط الاقليمي والدولي معاً. من جهة أخرى فان اعمال العنف يتوقع استئنافها من قبل نفس الفئات والقوى الارهابية والتي استهدفت الامريكان والعراقيين معاً في غضون الاشهر القليلة الماضية. لكن العوامل الجديدة هي اكثر سايكولوجية في الاحساس الذي يشير إلى إن هناك ممثلاً جديداً على المسرح الدولي.فالعراق الآن هو بدون صدام حسين وهو أيضاً بدون بول بريمر. فالعراقيون يمكنهم الآن الاختيار لمن يريدون لقيادة بلدهم نحو مستقبل أفضل.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة