الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

تحقيقات احياء تشتري الماء، واخرى اكتفت بالماء الملوث.

مدير ماء بغداد: مشروع الرصافة يغطي حاجة بغداد حتى عام 2020

500 الف متر مكعب من الماء تستهلكها المبردات في بغداد يومياً

سعيد عبد الهادي

تصوير: سمير هادي

 

بغداد يتوسطها دجلة، وتحيطها سدود، قالوا لحمايتها من (فيضانات) النهر، منه حفروا قناتين، الاولى باسم الجيش والاخرى باسم الشرطة، قالوا، ايضاً، لحمايتنا من فيضانات النهر، كتب احمد سوسة عنها كتابا بثلاثة اجزاء، لكن جفت القنوات، وذبل نهر ديالى، الذي تصبان فيه، ولكن دجلة مازال يزداد ربيعا، واحياؤنا تنام بجواره عطشى، من الاعظمية وحتى الكرادة، وهي التي جاورت النهر، فكيف بالاحياء التي غاصت في عمق الارض الجرداء، لترسم مدنا متناثرة الاطراف، فضلا عما اتصل منها بين الاسوار (السدود) السابقة، مدن اعتمدت مضخات الماء واخرى السيارات الحوضية، قد نستدرك اذا ماعبرنا باتجاه الكرخ، لكن اطرافه، ايضا، شلها العطش، سر حيث شئت فلن تجد سوى العطش.. بغداد عطشى.

 

 

احياء الاطراف تقف طابوراً بانتظار السيارات الحوضية، صبية بثياب رثة ونساء بعباءات بللها ماء القدور (والأواني) التي علت رؤوسهن. في احياء اخرى يتجمهرن حول آبار في الارض، وحين تستطلع تعرف ان هنا (يرقد) الانبوب الرئيسي، حفروا تحته، ووضعوا الاواني... ترفع الماء، فترى اوساخه اكثر من مياهه، تسألهم يقولون ننتظره حتى يستقر، ولكنك حين تقربه من انفك تعلم أنه لن يستقر إلا امراضا في اجواف تقتلها الاصياف البغدادية..

 

مضخات الماء ومولدات الكهرباء

في حي الوزيرية حين عرف السيد (ابو احمد) طبيعة عملي، وما ابحث فيه، تأبط ذراعي، وادخلني الى بيته، وهناك ادار مفتاح الماء، نزلت قطرات متتابعة في الانبوب، وضع يده تحتها ونظر نحوي، ثم اعاد النظر الى يده، بللت القطرات قعرها، رفعها، وبلل لحيته ثم قال: هذا هو ماؤنا، انظر، واشار بيده الى اسفل المغاسل كانت مضخة ماء تم ربطها بالانبوب الرئيسي الداخل الى البيت، وقبل ان اودعه حدثني بأسى عن الكثيرين من سكنة (الحي) وضعوا مضخات الماء لسقي الحدائق، ورش الشوارع، من دون شعور بالمسؤولية تجاه الاخرين، ممن اعتمدوا على الحصول على الماء من الانابيب ولم يستخدموا المضخات .

 

 

اما في شارع (ابو نواس) فحدثنا السيد عدنان العبيدي صاحب مطعم العبيدي للسمك المسكوف بالقول: نسينا أمر الماء الصافي (مياه الاسالة)، ولم نعد نشغل انفسنا به وحين رأى علامات الاستغراب تعلو وجهي، قال نحن نجلب الماء من شارع السعدون، لادامة عمل المطعم، وحين سألته عن الاعداد الغفيرة من الشباب الذين حولوا الشارع الى كراجات لغسل السيارات، اجاب بأن هؤلاء ثقبوا الانبوب الذي يزود المتنزهات بمياه السقي، وهي مياه غير صافية، ولما لم تعد هناك متنزهات واغلق الشارع متحولا الى مايشبة الثكنة بفضل الحواجز والعصابات، وجد البعض من الشباب ممن كانوا يعملون في المطاعم التي اغلقت ابوابها نتيجة هذا الوضع ان مهنة غسل السيارات في شارع مهجور أفضل من البطالة.

 

 

أما الماء او الكهرباء

احياء كثيرة في بغداد وقعت تحت طائلة هذا الخيار ففي اللحظة التي تصل فيها الكهرباء، ينقط الماء، وصيف مثل صيفنا يتحول الى (جهنم) بعدم توفر الاثنين.

إذ ان معظم عوائلنا في بغداد مازالت تعتمد في تبريد بيوتها على المبردات، وهذه لا يمكن ان تعمل بدون وجود ماء مستمر وهكذا تحولت اصياف بغداد الى لعنة طالت كل الاحياء الفقيرة ومعظم الاحياء الاخرى. وبدأت الكثير من العوائل تتمنى انطفاء الكهرباء، لكي تحصل على القليل من الماء !!.

اذا كانت الكرخ في معظم احياء مركزها لم تعرف ازمة المياه مطلقا، فإن اطرافها تعاني من ازمة تصل الى اقصاها في نواحي الاطراف مثل هور رجب التي لم تعد تفكر بمسألة المياه، واعتادت استخدام مياه الانهار من دون اية عمليات تصفية، في الدورة حدثتنا الحاجة (ام فاضل) بالقول: ان منطقة الدواية ومنذ سبعة اشهر بدأت تعاني من شحة في الماء، بدأت تزداد مع ازدياد حرارة الصيف ، حتى اصبحنا لا نراه لعدة ايام متوالية اما في منطقة الجمعية فتحدث السيد حيدر نجم عبد الحسن (صاحب مكوى)، عن بيوت حفرت آباراً، واخرى اتخذت من المضخات حلا، اما عن محله فقال بأنني لااستطيع ان اعمل بسبب من المشكلتين (الماء والكهرباء)، ولهذا اضطر الى سهر الليل في بيتي لكي املأ خزانات للماء اجلبها معي الى محلي وبدون هذا لا استطيع ان اعمل شيئاً.

اما في منطقة الحرية فحدثنا السيد عزيز راهي الغليمي (مدرس) عما ادت اليه شحة المياه من

تجاوزات كبيرة اذ قام البعض بكسر الانابيب الرئيسة للحصول على المياه، مما ادى الى ان تتضرر الكثير من العوائل أيضاً ممن لا تمتلك مضخات، واشار الى ان الماء موجود مادامت الكهرباء مطفأة لذلك فان هذا الصيف هو أقسى صيف عشناه.

وانهى حديثة بالتمني ان يكون هذا الصيف هو الاخير الذي يعاني فيه اهل بغداد شحة الماء.

 

الرصافة تشرب المياه الملوثة

عدنا باتجاه الرصافة، وللرصافة، كما اشرنا، معاناتها الخاصة، فإذا كان المركز يعاني شحة المياه، فإن الاطراف تعيش على المياه الملوثة حيث اختلطت مياه المجاري بمياه الشرب بسبب تكسرات الشبكات، التي اكل الدهر عليها وشرب!.

في منطقة الكمالية حدثنا المواطن احمد عباس، وهو يقف بين ثلاث مضخات ربطت على الانبوب الرئيسي بالقول اننا الان نتناوب خفارات ليلية لمتابعة الماء وهذا الامر يمتد حتى الساعة السادسة صباحاً، وقد حاولنا الالتجاء إلى اصحاب السيارات الحوضية ولكنهم طلبوا (80000) دينار عراقي مقابل نقل الماء وايصاله لنا، وهذا مبلغ خيالي، لهذا اشترينا مولدات كهرباء ومضخات ماء، وها نحن عند انطفاء الكهرباء نحاول ان نحصل على الماء، وحتى بهذا الوضع هو غير متوفر الا في ساعات قلائل من اليوم.

اما في حي النصر فتحولت ازمة المياة إلى ازمة مزمنة تطل عليك في ازقتها حيث وضعت خزانات الماء إلى جانب ابواب البيوت، وفي ارضها نفسها حيث الجفاف والرمال تأكل وجوه الداخلين، في وسط هذا الجفاف حدثني (فائز فخري عباس) بالقول : إننا لا نحصل على الماء الا بين الساعة الثانية عشرة والثانية صباحاً فقط، وفي هذا الوقت لا تحصل الا على مياه أسنة، في هذه اللحظة طلب من احد الفتية جلب ماء لنا كي نشرب وحين وصلنا الماء طلب منا ان نقربه من انوفنا!! ولكن بعض البيوت تحصل على مياه خصصت لسقي الحدائق، وهذه وضعها افضل من وضعنا بكثير فهو ماء انظف!! وقد قدمنا الكثير من الشكاوى إلى سلطة الائتلاف والسلطات المحلية ولم نحصل على شيء.

اما في مدينة الصدر فقال السيد عقيل كاطع نعتمد الان في شرابنا على مياه السقي وهو لم يصل إلى البيوت، وانما حفرنا المجرى الممتد في وسط الشارع واحدثنا ثقوباً للحصول على الماء، كنا نقف امام هذه الثقوب حيث تجمع عدد من الفتية والفتيات بأوانيهم للحصول على الماء وبعضهم استخدم العربات وهذا يعني انه قدم من مكان بعيد، وعن السيارات الحوضية التي خصصتها وزارة البيئة لهذه المنطقة، قال: اننا لم نرها، ولكن قبل عام وضعوا حوض بلاستك كبيراً يملأ بواسطة السيارات الحوضية، ولكنه اهمل ولم يعمل به الا مرتين فحسب. وعدنا إلى مياه السقي.

حملنا هذه الهموم واتجهنا إلى مقر امانة العاصمة، وهناك التقينا السيد سعد بهنام مدير ماء بغداد الذي حدثنا بالتفصيل عن مشاكل الماء وحلولها .

 

دائرة الماء... والحلول البديلة

هل ستبقى احياء بغداد عطشى والماء يجري امام اعينها؟

ضحك السيد مدير ماء بغداد واجاب: المشكلة ان الكمية المنتجة من الماء في بغداد غير كافية في موسم الصيف تحديداً في الرصافة، والسبب الرئيسي في هذا، هناك دراسة قدمت عام 1984، تضمنت انشاء مشروعين لتحلية الماء (واحد للكرخ، والاخر للرصافة)، مشروع الكرخ نفذ عام 1984، ومشروع الرصافة، كان من المفروض ان ينفذ عام 1993، اعطي لشركات فرنسية بكلفة (2.350.000) مليارين وثلاثمائة وخمسين مليون دولار، ولعدم توفر المبلغ، طلبنا من الشركات العمل بالاجل لكنها رفضت هذا العرض، في عام (2002) تشكلت شركة عراقية (الشركة العامة لتنفيذ مشاريع الماء)، حدث اتفاق الان مع السيد مديرها على ان نعتمد على الدول المانحة، ولم نحصل على نتيجة ايجابية، عدنا إلى الخطة الاستثمارية، فطلبنا من وزارة التخطيط (400) مليون دولار لتنفيذ المشروع، سنبدأ العام المقبل، وسيحتاج خمس سنوات حتى يكتمل.

 

الحلول البديلة

اكمل حديثه بالقول: بسبب من طول المدة اتجهنا الى حلول بديلة سريعة، وخلال هذا العام والذي يليه سوف ننتهي من انجاز ستة مشاريع صغيرة لتحلية الماء داخل بغداد وهي كما يأتي:

1-     في صدر القناة (شرق دجلة) بطاقة (225) الف متر مكعب والعمل جار فيه وسيتم الانتهاء منه في الشهر التاسع من هذا العام.

2-     مشروع اخر على شرق دجلة ايضا بنفس السعة، وهذا على المنحة الامريكية بالاتفاق مع شركة بكتل، وهو في طور التصاميم حالياً.

3-     مدينة الصدر، ايضا مع شركة بكتل، وبطاقة (125) الف متر مكعب.

4-     الوثبة (مركز الرصافة) بسعة (65) الف متر مكعب، ايضا على المنحة الامريكية وسيبدأ التنفيذ الشهر الثاني من العام المقبل.

5-     في الكاظمة وبطاقة (225) سنباشر بتنفيذة الشهر الثاني من العام القادم.

6-     مشروع الوحدة في الكرادة (المسبح) وبسعة (65) الف متر مكعب .

هذا فضلاً عن خدمة الزعفرانية، اذ ستتم زيادة طاقة مشروع الرشيد (25)الف متر مكعب، وهذا سينفذ على المنحة اليابانية، وهناك اتفاق مع اليابان على تنفيذ ثلاثين مجمعاً، معظمها سيكون في جانب الرصافة، وكل مجمع منها طاقته (4.500) متر مكعب وستخدم هذه المجمعات اطراف بغداد كافة (الدورة، عرب الجبور، بوب الشام، حي النهر... الخ) هذه المشاريع سوف تغطي حاجة بغداد لمدة اربعة اعوام فعلية، حينها إذا استطعنا اكمال مشروع ماء الرصافة فانه يغطي حاجة بغداد حتى عام (2020).

وعن الطاقة الانتاجية الحالية قال انها تقدر                     بـ (2.250.000) مليونين ومائتين وخمسين الف متر مكعب ، يهدر منها للمبردات فقط في فصل الصيف (500) الف متر مكعب، المشاريع المقبلة ستقدم زيادة مقدارها (1.150.000) مليون ومائة وخمسون الف متر مكعب.

 

اطراف بغداد

وعن احياء الاطراف وازمة الماء المزمنه قال : لقد اشرت الى اننا نتعاون مع اليابان لانشاء ثلاثين مجمعاً للتحلية لخدمة احياء الاطراف، وحتى المناطق التي هي خارج حدود الامانة (ابو غريب، التاجي، حسينية الراشدية) نساعدهم عن طريق خزاناتنا، اما منطقة المعامل وحي النصر فقال بأنها احيلت الى احد المقاولين العراقيين لانشاء مجمعين للتصفية بطاقة (9000) متر مكعب يومياً مع انشاء شبكات للماء في العماري وبستان سامي، والطريق السياحي والرشاد والحسينية، وسينجز العمل فيها هذا العام اذ أعطيت لمقاول عراقي ايضاً.

 

شبكات الماء مصدرا للتلوث

معظم الاحياء تشكو من الماء الملوث، كيف ستعالجون هذا الامر؟

اجابنا عن هذا السؤال بالقول: هناك توازِ بين انشاء مجمعات التصفية واصلاح الشبكات القديمة، واضافة شبكات للماء الخام، فهناك (150) محلة في بغداد، من مجموع (480) محلة تشكو من قدم شبكاتها، تم تكليف شركة بكتل بشبكات مدينة الصدر، التي سوف تستبدل بالكامل مع ايجاد منافذ لا يصالها بالعمارات السكنية، وهذا على المنحة الامريكية، فضلا عن (25) محلة في بغداد باشرت بها دائرة الماء منذ مدة، وحالياً نحن في مرحلة توفير انابيب لاكمالها، وهذا بالاتفاق مع البنك الدولي بصيغة المساعدة وسيمتد عملنا الى منطقة الشعلة واحياء اخرى في بغداد، وكذلك ادخلنا على الخطة (60) مليون دولار لا كمال كافة الشبكات

القديمة لمدينة بغداد خلال هذا العام، والعام المقبل، سوف نقوم باستبدالها بالكامل، فضلاً عن أننا سوف نقوم بايصال الماء الخام الى كافة المناطق التي لم يصلها هذا الماء وهي بحدود (150) محلة في بغداد، معظمها في بلدية الرشيد فضلا عن بعض الاحياء في (9نسيان) والكرادة والشعب، وكذلك وضعنا خطة للاحياء التي افرزت حديثاُ، ولم يصلها الماء، فقد اعلنا عن مقاولات، لتنفيذ هذه المشاريع، للشركات العراقية، وهناك بعض المشاريع ادخلناها على خطة عام (2005)، وخلاله سوف نغطي، ونحل بشكل كبير ازمة الماء.

وفي كلمة اخيرة أشار الى ان الرصافة حالياً، تأخذ بعض احتياجاتها من الماء من مشروع ماء الكرخ، هذا الامر أثر على الكثير من مناطق الكرخ، وهذه المشاريع التي ستنجز خلال هذين العامين، سوف ترفع الضغط عن مشروع ماء الكرخ، وبالتالي سوف يتحسن الماء في معظم مناطق الكرخ.

قبل ان اودعه، طلب مني ان اسجل كلمة أخيرة يوجهها الى المواطنين من خلال (المدى)، هذه المشاريع الكثيرة تتطلب حفر الازقة والشوارع وهذا الامر قد يطول لاكثر من شهر في بعض المناطق لهذا (نرجو من المواطنين ان يتحملونا قليلاً، لان ما نفعله هو لخدمتهم) ودعته، وخرجت، كانت النافورات التي تتوسط ساحة الامانة يتراقص الماء فيها على ارتفاعات تصل الى خمسة امتار.. ولكن سرعان ما انطفأت الكهرباء، وصمت كل شيء إلا وقع الإقدام المتزاحمة، والأفواه المتصارخة... بحثاً عن حلول طال انتظارها.


ما يقوله المواطن وضعته المدى أمام المسؤول

بريد واتصالات كربلاء:

عمال يعملون بخبرتهم وحفريات الاحتلال قطعت خطوط البدالة الجديدة

كربلاء/ المدى

شبكات الاتصال عمرها انتهى ولا بد من إحالتها على التقاعد؟ هذا هو واقع الحال في اتصالات مدينة كربلاء التي يقول عنها االسيد عارف حبيب الباهلي مدير قسم اتصالات وبريد كربلاء: الشبكة قديمة ومتهرئة إذا ما عرفنا أنها منصوبة منذ عام 1978م وخلال هذه السنوات التي تجاوزت سبعة وعشرين عاما تعرضت إلى الكثير من العوارض وعمليات التخريب والاستهلاك..ومع ذلك فهي تعمل نتيجة لجهود الصيانة المستمرة ولكن بنصف طاقتها.. وخلف هذه الحالة وجد المواطن نفسه أمام معاناة من نوع خاص..فما بين حلم الحصول على هاتف أضحى صعبا وما بين كثرة العطلات وبطء إجراءات التصليح راح صوته يدور في الهواء لتضعه المدى أمام المسؤول.

الحرب وأمانة الموظف

كل شيء بعد الحرب تعرض إلى التخريب والنهب والسرقة أو تضرر جراء القصف..يقول الباهلي: إلا إن القسم كبناية لم يتعرض إلى القصف لوقوعه ربما وسط المدينة وأيضا لم تطله أيدي السارقين والناهبين لان العاملين في هذه الدائرة وفروعها المنتشرة في مركز المحافظة والاقضية والنواحي كانوا حراسا عليها أثناء الحرب وتحت هدير الطائرات وصوت الانفجارات..ويضيف إن العاملين ظلوا متواجدين حتى أثناء دخول القوات الأمريكية إلى المدينة بل ان البدالة الرئيسية كانت تعمل وتقدم خدماتها إلى المواطنين رغم القصف حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت ضرب (الكيبل ) الضوئي الذي يربط كربلاء بالمحافظات مما نتج عنه قطع الاتصال نهائيا..لتقوم الملاكات الفنية والهندسية بإعادة تصليحه .ويؤكد مدير قسم اتصالات كربلاء: إن من المفرح حقا أن تجد الأضابير والأجهزة والمعدات وكل ما يتعلق بحقوق المواطن قد حافظ عليها الموظفون من خلال الحراسة المستمرة أو بنقل كل ما هو مهم إلى بيوتهم وتحملهم مسؤولية المحافظة عليها ..فكانت أمانة الموظف قد سبقت توقع القصف الأمريكي باعتبار الاتصالات واحدة من حلقات الاتصال في الحرب وأيضا سبقت توقع تعرضها إلى السرقة أو النهب بعد أن مررنا في عام 1991 بهذه التجربة.

 

كيبلات بالجملة وخراب مقصود

 يقول المواطن عبد الجبار هادي: نحن نعرف إن البدالة قديمة ونعرف أيضا أن الجهود المبذولة من قبل المهندسين جهود  لا يمكن نكرانها..ولكن ما نعنيه هو بطء عملية تصليح الأعطال..ويضيف: إذا ما حصل عطل في خط الهاتف فان إجراءات التصليح تبدو معقدة وان العامل ما زال تحت تأثير الحالة السابقة وانه لا يخرج إلى مكان العطل إلا إذا (انشلع قلب )المواطن..

 

يجيب مدير اتصالات كربلاء: علينا أن نعرف إن الشبكة قديمة ومتهرئة ولابد من أن تكون هذه الشبكة قد تعرضت إلى الاستهلاك.فكيف يمكن أن تؤدي مثل هذه الشبكة عملها بصورة صحيحة وهي مستهلكة وفق القياسات العالمية؟ فيما يضيف السيد علاوي محمد عفتان مسؤول الشعبة الفنية الى إن الشبكة تعرضت أيضا إلى حملات كثيرة من التخريب المقصود والسرقة أثناء العمليات المسلحة التي شهدتها المدينة مؤخرا أو جراء الانفلات الأمني الذي سوغ للسراق والمخربين أن يعيثوا فسادا في أجهزة الاتصالات والشبكة الهاتفية.. ويعطي السيد عفتان جدولا بعمليات التخريب وبأنواع الكيبلات التي تعرضت إلى السرقة أو الضرب إن كان من قبل المخربين أو جراء حفريات قوات التحالف..فيقول: سُرق كابل ارضي سعة 1800زوج عدد/3 ولمسافة 2500م وكابل ارضي سعة 10 زوج ولمسافة 150م وكابل سعة 10زوج ولمسافة 500م وسعة 600زوج لمسافة 150م وسعة 300زوج لمسافة 15م ولنفس المسافة سرق الكابل الارضي سعة 200زوج بينما سرق كابل سعة 800زوج ولمسافة 25م في ناحية الحسينية..أما الكيبلات التي ضربت جراء المخربين أو الحفريات فيعددها: كابل رئيسي سعة 1200زوج وكابل رئيسي سعة 600زوج وأيضا هناك كابل سعة 800زوج في ناحية الحر وهناك كابل قد ضرب سعة 300زوج وكابل ثانوي سعة 100زوج .. وبرغم كل هذه الأعطال كان لا بد من أن ننجز أعمال التصليح فيها وبالتالي فان المواطن  لا يعرف مقدار ما نعانيه من جهد في وضع أمني صعب وأمام مخربين ليس لهم هم الا التخريب. ويضيف لقد أصيبت اكثر من كابينة وهي تغذي 350 خطاً هاتفياً.. وما أريد قوله ان الاهتمام قد تركزعلى تصليح هواتف منطقة كاملة مفضلينها على تصليح هاتف واحد من الممكن أن يتحمل المواطن ويصبر حتى ننجز تصليح الأعطال الكبيرة. لان الشعبة بجميع كوادرها تقوم بتصليح الأعطال الكبيرة والكابينات والهواتف المتضررة.

 

تشابك الخطوط والمطب الأخلاقي

المواطن حيدر مهدي يقول..ليس كل ما يقال صحيحا..فهناك أعطال سببها قلة الصيانة..فمثلا عملية الاشتراكات بين الهواتف..ما أن أزول رقما حتى استمع إلى صوت آخر أو يرد علي رقم آخر لتحدث المشاكل..التي سببها أساسا ضعاف النفوس ونقع نحن في مطب العامل الأخلاقي خاصة بعد ان وضعت أجهزة الكاشف لتحدث مشاكل قد تصل إلى معارك مسلحة أو محاكم وجلسات عشائر..اعتقد إن الاتصالات في كربلاء لا تفي بالغرض ونحن نسمع عن وصول بدالات جديدة ولكننا لا نلمس تحسناً في الشبكة.

  يجيب مدير قسم اتصالات وبريد كربلاء.. إن هذا السبب يعود إلى قدم الشبكة المدفونة تحت الأرض.. وهي عبارة عن أسلاك ممدودة بصورة متوازية داخل الكابل. فيحدث تكسر في العوازل الورقية تكون سببا بحدوث تماس كهربائي أي تكون دائرة قصيرة نتيجة هذا التماس..فيحدث الاشتراك بين الخطوط.. ويقول السيد عفتان.. إن هذا التماس هو أصعب عارض لأن جهاز الفحص يكون عاجزا عن تحديد العطل لتبقى مهمة تصليحه تعتمد على خبرة العامل ودرايته بالمنطقة التي حفظها نتيجة اشتغاله لسنوات طويلة فتكون خبرته هي المعين في تتبع العطل وطريقة مد الخطوط

وهي الطريقة الوحيدة للتصليح. وكل هذا بسبب قدم الشبكة الهاتفية.

 

السوق السوداء وإشاعة بيع الهواتف

قد تبدو العطلات غير معروفة للمواطن إلا إذا تعطل هاتفه فيسارع إلى الإبلاغ لتصليحه.. ولكن هناك ما يشاع عن وجود هواتف قد بيعت من قبل الدائرة إلى جهات وأشخاص لهم معرفة بهذا الطرف أو ذاك.  ويقول المواطن احمد السعدي.. هناك هواتف بيعت إلى أحزاب وأشخاص    (بالواسطة) وهناك عوائل تريد الحصول على هاتف اصبح في كل الدول شيئا بسيطا من أثاث البيت إلا نحن في العراق..ويقول لقد وصل سعر الهاتف إلى اكثر من 850 ألف دينار في السوق السوداء..فهل يبقى المواطن يشتري هاتفا من مواطن حصل عليه بسعر رسمي ليربح من خلاله بينما هناك من يحتاجه حقا فلا يحصل عليه؟

يرد مدير قسم اتصالات وبريد كربلاء.. إن المواطن يبقى يصدق ما يسمعه دون أن يتأكد من الحقيقة.. والحقيقة هي أن لدينا 20 هاتفاً فقط تم نصبها بأوامر استثنائية للشخصيات التي تحتاجها حسب أوامر الشركة كالأطباء وهؤلاء قدموا طلبا سابقا ودخلوا الحاسبة وليس طلبا جديدا. أي اننا أخذنا في نظر الاعتبار تاريخ تقديم الطلب في عملية المفاضلة لهذه الشريحة التي تقدم خدمات استثنائية للمواطنين.. وليس لاعتبارات أخرى كما يتناقلها الآخرون .

 

عمال تصليح بآلات بسيطة

الهواتف تختلف عن الكهرباء..الكهرباء من الممكن توصيل عدة بيوت ومحلات سكنية من مصدر تغذية واحد بوجود (محولات ) بين منطقة وأخرى.. بينما خطوط الهواتف لابد من أن يمتد خط زوجي ذهابا وإيابا إلى بيت المشترك لذلك تكون مجموعة خطوط ممدودة تحت الأرض لتصل إلى الحي الواحد.يقول المواطن صلاح حسين.. إذا أردت أن تصطحب عاملا عليك أن تؤجر له سيارة وهو لا يملك سوى عدة بسيطة.. عندها اتساءل هل يمكن لهذه الآلات البسيطة أن تصلح عطلا كبيرا في شبكة (تعبانة )..وإذا ما تم التصليح فان العطل سيعود مرة أخرى بعد فترة وجيزة من الزمن أو يحدث عطل لهاتف آخر مجاور مشترك في نفس التقسيم؟

   يجيب مدير اتصالات كربلاء: في محافظة كربلاء اكثر من 30 ألف خط هاتفي كلها مستهلكة.. وعمال الصيانة أمام هكذا شبكات مستهلكة يجب أن نوفر لهم مظلات أو خيم كما هو في كل دول العالم.. وقد كانت موجودة قبل الحصار بينما العامل يعمل الآن تحت الشمس والمطر مما يؤثر على كفاءة الإنجاز.. إضافة إلى

عدم توفر سيارات نقل أو مخصصات عمل إضافية لساعات العمل خارج الدوام الرسمي.. العامل لدينا بحاجة الى دورات تدريبية في لحام وربط الكابلات وتوفير كافة مستلزمات العمل وهي شحيحة.. ويؤكد مسؤول الشعبة الفنية، هناك الكثير من العقد الهاتفية ربطت بصورة غير نظامية لعدم توفر العقد الحرارية وما زال العامل يعمل بيده بدون مساعدة الأجهزة المتطورة إضافة إلى عدم توفر (التونات )

 

حفريات الاحتلال وبدالة سيف سعد

كثر الحديث عن نصب بدالة سيف سعد الجديدة وهي ذات سعة 5 آلاف خط هاتفي..وقد نشرت الصحافة أخبارها وعدتها حالة متطورة بعد سقوط النظام..يقول المواطن كاظم الحسناوي، سمعنا عن هذه البدالة واستبشرنا خيرا.. وانتظرنا إنجازها ليتسنى لنا الحصول على هاتف.. إلا أن الكلام بقي كلاما والوعود على حالها..فيما يقول المواطن علي الناشي: كنت بانتظار إنجاز بدالة سيف سعد..لان الأخبار تقول في حالة توزيع خطوطها الجديدة على تلك المنطقة فان هناك ثلاثة آلاف خط هاتفي من البدالة القديمة ستوزع على الأحياء الأخرى بمعنى إن هناك ثمانية آلاف خط..لكن الذي حصل هو إن الخمسة آلاف بقيت في أدراج الكابينة بينما تعطلت الخطوط القديمة وبقيت بلا عمل.

يقول مدير اتصالات كربلاء: قبل افتتاح البدالة الجديدة حدثت عمليات إرهابية طالت القوات البلغارية في مقرها القديم..فتحولت تلك القوات إلى بداية حي سيف سعد وقامت بحفر خنادق لها مما أدى إلى قطع الكابلات ولأنها قوات احتلال فلم يكن بالإمكان أن نعمل قريبا منها وطلبنا أن نعمل تحويرا يلتف حول المنطقة بعد استخراج الكابل المقطوع.. إلا أن الأمر بقي على حاله..وقد خاطبنا الجهات المسؤولة للإسراع في اخذ الموافقات..وليس هناك أي سبب يتحمله القسم في هذا الاتجاه ولولا العملية الإرهابية لكانت البدالة الجديدة تعمل الآن.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة