الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

جا.. جا الزعيم!!!

ستار جاسم إبراهيم

واصلت ركضي وراء سيارة الزعيم عبد الكريم من محلتنا الشيخ الخلاني إلى الوزيرية والناس بمختلف ازيائهم ومشاربهم يركضون معي للفوز بنظرة من الزعيم أو لمسة يد منه.. أخيراً انتبه لي لكوني اصبحت الوحيد الذي واصل تشبثه بالسيارة فأوعز لسائق سيارته وكان اسمه على ما أذكر عارف كاظم ان يخفف من السرعة ليفهم أمر هذا الصبي اللاهث المتقطع الأنفاس:

ـ إبني لا تنسحك.. اطلب شتريد؛

ـ سيادة الزعيم.. بس أريد اسالمك

مد الرجل يده لأسالمه وهو يحذرني كي لا اصطدم بالسيارة.

هذه ليست المرة الأولى التي نركض وراء سيارته.. ان نداء جا الزعيم! الذي يطلقه أي فرد يراه من بعيد يبشر الناس بمروره سواء من شارع الرشيد أو شارع الجمهورية أو شارع الكفاح تتحول تلك الشوارع بفعل ساحر إلى كرنفالات آنية من غير تحضير أو تهيئة فلا دراجات نارية تتقدمه ولا سيارات مصفحة ضد الرصاص ولا جيش يحميه.. كان محمياً بحب الناس له.. وكان يحي الناس بيده اليمنى من غير كلل ولا تعب. حب الزعيم تملك الناس دون لجوئه إلى الدعاية كما مرت بنا في ما بعد من الوسائل الدعائية الرخيصة التي انقلبت إلى الضد مما أريد لها لأن المحبة تأتي عفواً وتنكص على عقبيها إذا ما جاء ت دفعا.

كان الزعيم عبد الكريم قاسم ابن نجار بسيط من عامة الناس وكان يفخر بانتسابه إلى الفقراء وعمل المستحيل لهم بنى المدن وفتح مجالات العمل لاشعارهم بانسانيتهم وهو نصير الفقراء والمستضعفين ولكن الاغنياء أحبوه أيضاً وخاصة من كان منهم يتمتع بضمير حي ووجدان نظيف.

وكان يفخر بملابسه العسكرية ويردد في خطاباته لجماهيره الطويلة والعريضة:

ـ جئت بملابس (الخاكي) وسأذهب بها أيضاً.

وقد كان من الصادقين.

وعن زهده بملاذ الحياة وبذخها وآلات لهوها الكثير من الحكايات التي يتداولها الناس فقد يرفض ضمن راتبه العسكري أجور الخادم المخصصة له كاستحقاق لرتبته العالية، ويتناول طعامه من بيت أخيه الكبير حامد كما شأنه قبل ثورة الرابع عشر من تموز سنة 1958 حيث يرسل سائقه ليجلب له (السفر طاس) الذي يحوي طعامه البسيط المؤلف من التمن والمرق الأمر الذي يذكرنا بزهد الخلفاء الراشدين والرجال الصالحين الزاهدين المتعففين على مر الزمن.

 

 

عبد الكريم قاسم أزهد حاكم عرفه العراق قلّ مثيله وندر شبيهه رغم وجود بعض الوجوه الحكومية ممن تتصف ببعض الزهد ولكن ابن قاسم أزهدهم على الاطلاق. على أني لا أقول ان عبد الكريم قاسم كان (مبرءاً من كل عيب).. استغفر الله.. ولكن إذا جمعت أخطاءه (وهي غير مقصودة حتماً) في كفة واعماله

 

الصالحة لغطت على الأولى.. فالرجل كان من المؤمنين

بعفا الله عما سلف مع أعدائه وهم حسّاده على الأصح ومن أقرب المقربين إليه.

اصبر على حسد الحسو

          دِ فان صبرك قاتله

فالنار تأكل بعضها

          ان لم تجد ما تأكله

سأله مرّة احد الصحفيين الأجانب: لماذا لم تتزوج وأنت قائد ثورة كبرى قلبت كل موازين الشرق الأوسط؟ فأجابه بما يعني ولماذا أتزوج وكل شعب العراق أبنائي. ويكفي عبد الكريم قاسم فخراً انه هو مؤسس أول جمهورية في العراق وانه لم تسجل في تاريخه أي ارتباط بالاجنبي رغم استماتة اعدائه في البحث الدائب عما يشينه في هذا المجال ولكن أنى لهم ذلك وسجل الزعيم أصفى وأنقى من المرآة. كان يحب العراق حتى قال مرة أنا احب العراق بعد حب الله مباشرة!

جا.. جاء الزعيم ذاك هو النداء الأخير في صبيحة يوم الجمعة الثامن من شباط المصادف 14 رمضان.. جا.. جا الزعيم والناس حيارى يركضون وراء سيارته... وجهه يتهلل وكأن لا شيء يحدث.. (سيدي الزعيم إنطينا سلاح سيدي مؤامرة..) يشير بيده علامة النصر.. ساعتان أولادي ونقضي عليها مثلما قضينا على غيرها.. إذا اعطيتكم السلاح فستكون مذابح لا اريد ان أكون انا سببها..

وتلك كانت آخر اللقاءات ففي اليوم التالي ظهراً عرضت شاشة تلفزيون بغداد الزعيم الأوحد معدوماً وكان جندي يمسك بشعر رأسه ويديره يمينا وشمالاً.

حين مات كان في حسابه المصرفي (1.200) دينار واحد ومائتي فلس لا غيرهما كما يقول الكاتب العراقي حسن العلوي في كتابة عبد الكريم قاسم.. أكرر قول العلوي:

(حاربوه لاستئثاره بأموال العراق لأنه مات ولم يكن في حسابه المصرفي سوى دينار ومئتا فلس) ونترك المقايسة للقارئ الكريم!!

 


وقفة.. بساطة عبد الكريم وحب الناس

محمد درويش علي

لا اعتقد ان بامكان رجل آخر غير عبد الكريم قاسم ان يشغل هذه المساحة الكبيرة من قلوب البسطاء من أبناء الشعب، فهو الشجاع والذكي، والمتواضع، والحكيم، والوطني، وما إلى ذلك من أوصاف اقترنت بهذا الرجل الذي لم تستمر مدة حكمه غير أربع سنوات وستة اشهر وأربعة وعشرين يوماً.

يا ترى ما الذي جعل منه رجلاً بهذا المستوى من الرفعة والمنزلة الكبيرة لدى الناس؟ فلو عدنا إلى مفكرته الشخصية فلا نجد فيها أي تمييز، فهو مواطن

عراقي أعزب، لا يملك غير دنانير معدودة في جيبه، وليس له بيت شخصي يسكن فيه، غير بيت من بيوت الدولة..

أما عائلته فعاشت وماتت بمواصفات ابسط العوائل في دائرة الوطن الفسيحة.

لم يسمع أو يشاهد احدٌ على مدى سنوات حكمه بفردٍ من عائلته تسنم منصباً أو مسؤولية، مستغلاً صلته بالزعيم كما يسمونه الناس.

لقد كان هذا الرجل عظيماً في نزاهته، وبساطته، وعدم مغالطة نفسه، والقفز على الواقع، وخلق هالات كاذبة لتمرير الاعيب وأكاذيب على الشعب الذي فتح له قلبه. كان وفياً إلى اقصى درجات الوفاء للعراق وللعراقيين، منطلقاً من ان المسؤولية هي تقديم الخدمة للناس على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم، والسهر على راحتهم.

ولم يتخذ من المسؤولية طريقاً للسير في طرقات ملتوية، يغني نفسه ويجوع الآخرين، لهذا اعطى مثالاً حياً للقائد الحقيقي والمسؤول الوطني البعيد عن اللف والدوران والضحك على الذقون.

لا أعتقد ان هذا الرجل يحتاج إلى ذكرى نستعيد فيها ما قام به، لأن كل الأيام هي ذكراه بدءاً من صبيحة الرابع عشر من تموز من العام 1958 و إلى الآتي من الأيام.


 

 حفظها مواطن من أيدي لصوص الحواسم الثقافة تستعيد 79 عملاً تشكيلياً

بغداد / سحر الخالدي

تصوير / نهاد العزاوي

تسلمت وزارة الثقافة (79) عمل ما بين نحت وسيراميك ورسم من ضمنها (35) عملاً خاص بالرسم (37) عمل منه تماثيل البرونز والنحاس و(7) أعمال أخرى من الكرافيك.

التقت (المدى) بالمواطن كريم جبار حسين صاحب مطبعة الزاوية وله أعمال ورسم كثيرة ترك معهد الفنون الجميلة لغرض الالتحاق بالخدمة العسكرية أيام النظام السابق.

حدثنا بانه بعد سقوط النظام تعرض مركز الفنون إلى الدمار والسرقة قام وبالتعاون مع أحد أخوته ولمدة أسبوع بنقل الأعمال من قاعة الرواد في المركز المذكور وتحويلها إلى مطبعته ومنزله والحفاظ عليها لحين عودة المتحف العراقي ثانية.

وفق ذلك أجرى مقابلة مع الوزراء لغرض تسليم الأعمال مشيراً بأن أغلب الأعمال يتراوح عمرها ما بين فترة السبعينيات والثمانينيات يذكر بأن أقدم عمل من بين المجموعة كان عام 1971 وهو عمل خاص للفنان نعمان هادي وهي لوحة (الدراويش) علماً بأنها من الأعمال المشهورة والمهمة. ومن الجدير بالذكر كانت من ضمن الأعمال عمل خاص لـ(أحمد نوار) وهو فنان مصري.

أما الشخصيات والأعمال الفنية الخاصة بالرسوم كانت أبرزهم صالح الجميعي وله (11)عمل وفيصل العيبي عملان ونعمان هادي ومحمد ياس ومحمد مهر الدين وسامي حقي وعلي النجار وشاكر الشاوي - خضر جرجيس - - علي طالب - علاء ليث كانت عملاً واحداً لكل شخصية أما أعمال الكرافيك وهي (7) فقط وتضمنت أعمال النحت أبرزها لـ(نداء كاظم) وهو عمل (السياب) وإسماعيل فتاح (5) أعمال و(6) أعمال أخرى لشخصيات مختلفة.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة