بقلم: جوزيف بيركر
ترجمة: عمران السعيدي
يهاجر اكثر اليهود الفرنسيين الى اسرائيل
ويشترون ممتلكات كملاذات ممكنة ويناقش الاسرائيليون
والفرنسيون فيما اذا كان هذا المنحى جاء نتيجة التصعيد في
الهجمات المعادية للسامين او انه انحراف دوري. فالوكالة
اليهودية وهي هيئة شبه حكومية ومسؤولة عن استقرار المهاجرين
في اسرائيل ذكرت بأن الهجرة قد تضاعفت بين اليهود الفرنسيين
منذ العام 2002 حيث وصل الى (2000) شخص كل سنة في الوقت كان
عددهم قبل ثلاث سنوات يصل الى الالف فقط خلال العام. وفي نفس
الوقت نجد فيه ان الهجرة الدولية لليهود في باقي دول العالم
قد تراجعت بحدة خلال فترات العنف العربي الاسرائيلي.
(مايكل جانكلوتز) الناطق الرسمي للوكالة
اليهودية قال بأنه نتيجة للهجمات ضد اليهود في فرنسا خلال
السنوات الثلاثة الماضية فالعديد منهم وخاصة اولئك الذين
يميزون بنوع الملابس بدأوا يشعرون بعدم الارتياح وان اكثر
هذا التوتر يكثر في ضواحي الطبقة العاملة من باريس حيث يكثر
المزج والتداخل بين اليهود والمسلمين. وقال هذا الناطق
ايضاً: لو شعروا بعدم الارتياح فإن اسرائيل هي المكان الذي
يحلمون بالقدوم اليه.
وان بعض القيادات اليهودية في فرنسا ذكرت
بأن الوكالة اليهودية كانت قد ارسلت جماعات من (المبعوثين)
لإعادة لمّ اليهود لإرسالهم الى اسرائيل وقد نفت الوكالة هذا
القول قائلة بأن لديها نفس الطاقم والمكون من ثمانية مواقع
تجمع وانهم نادراً ما يحاولون اقناع اليهود الذين يفكرون
بالهجرة الى الولايات المتحدة او كندا بإعتبار اسرائيل هي
البديل لهاتين الدولتين.
في فرنسا يوجد ما بين خمسة آلاف الى ستة
آلاف يهودي وهي الاكبر بين يهود اوربا عموماً. اما سفير
فرنسا لدى اسرائيل (جيرارد ارود) فقد لعب دوراً في عملية
تدفق اليهود الى اسرائيل جاء ذلك خلال لقاء صحفي اجري معه
ذاكراً ان عملية الهجرة هي قضية دورية. وذكر ايضاً انه وخلال
(السنوات الذهبية) للاستقرار الذي حصل عقب اتفاقيات (اوسلو)
بين الفلسطينيين واسرائيل كانت هناك سنين ارتفعت فيها نسبة
المهاجرين اليهود الى اسرائيل حيث وصلت الى (1800 شخص) في
احدى السنين. قال السفير واصفاً هذه الهجرة انها تدفق وليس
هروباً. وذكر ايضاً انه كانت هناك حوادث معادية للسامية في
ايطاليا وبلجيكا ولكن فرنسا جلبت الانتباه لزيادة عدد اليهود
فيها، واضاف ايضاً ان اكثر الهجمات الحالية قد نفذت من قبل
مسلمي شمال افريقيا نتيجة غضبهم من معاملة اسرائيل
للفلسطينيين وليس لها صلة بالاحداث التاريخية لفرنسا وضد
السامية مثل قضية (وريفوس) وتعاون حكومة (فيتشي) مع
النازيين.
كان عدد الهجمات بمثابة الاساس للتقرير
الذي اعدته الشهر الماضي عن حالة اليهود في العالم لجنة من
معهد تخطيط سياسة اليهود والتي يترأسها (دينيس روس) الوسيط
الامريكي المعروف ولمدة طويلة في الشرق الاوسط، حيث قال في
مؤتمر صحفي انه على اسرائيل التعجيل في سياساتها نحو
الفلسطينيين وجعل هذه السياسات تدوي داخل (الدايسبورا) ثم
انتهاج خط تعاون افضل مع ما تقوم به الحكومة.
اليكس لوسكي (44 سنة) وكيل ذات منزلة
رفيعة في مدينة القدس قال بأن يهود فرنسا قد اشتروا الف شقة
خلال العام في غضون العامين الماضيين مقارنة بمئة شقة
اشتروها خلال الثلاث او الاربع سنوات الماضية. وقال ايضاً ان
زبائنه يشترون الشقق لأجل الاجازة او حدوث اعمال عنف في
فرنسا ضدهم، وان عمليات شراء كهذه قد هدأت حين ارتفعت قيمة
(اليورو) امام (الشيكل) جاعلة من المساومة الاسرائيلية ذات
منزلة عالية. واضاف ايضاً: ولكن اذا لم يكن هناك اعمال مضادة
للسامية داخل فرنسا فلن يكون هناك شراء.
(جيم سبلر) (42 سنة) اورثودوكسي يهودي من
باريس هاجر مع عائلته في آذار عام 2003 واشترى شقة بمبلغ
(400.000 دولار) في القدس واستمر في ادارة محلة لبيع الاقمشة
في باريس.
قال: بأنه يشعر منذ فترة طويلة بالعداء
للسامية الكامن من المجاورين وان موجات الهجمات التي يقوم
بها المسلحون قد عززت قراري بالهجرة. ثم اضاف وهو يشير الى
القلنسوة التي يرتديها على رأسه: (انك تشعر بأنك شخص غير
مرحّب به، ولا يمكنك ارتداء هذه القلنسوة في باريس لأنها امر
خطير جداً).
سبلر هو ابن احد الناجين من مخيّم اعتقال
(بوخندوالد) قال بأنه قبل عدة سنوات اشتكى احد جيرانه من
علامة (ميزوزا) والتي تشير الى ممرات (تورا
Torah) وطلب منه
ان ينقلها الى داخل مسكنه وعدم عرضها على الباب.
ويقول ايضاً: لا يمكنني تربية اطفالي في
بيئة اشعر بالعداء للسامية كامنة فيها وهي اسوأ من العرب
الذين يصرخون دائماً (يهودي قذر) واضاف ايضاً (مع العرب نحن
نعلم بأننا نعيش مع اعداءنا وندرك ما الذي سيحدث وماذا
نتوقع).
العلماني اليهودي فيليب بن ساسون (48سنة)
وهو صانع افلام وصل في تشرين الثاني الماضي الى القدس ويعرض
عدة اسباب شائكة لهجرته. حيث قال بأنه وجد الحياة السياسية
الفرنسية لا تثير حماسته الايديولوجية بنفس الطريقة التي
قدمتها اسرائيل. لكنه ذكر بأن احساسه المادي كان اقل بسبب
عدم ارتياحه للتغطية الاعلامية المشوهة لإسرائيل داخل وسائل
الاعلام الفرنسية. وقد جاء الى اسرائيل لتأسيس محطة اخبار
فضائية تلفزيونية كمنفذ اخباري حول اسرائيل في فرنسا.
اما (ارود) سفير فرنسا لدى اسرائيل قال
بأن حكومته قد خفضت التجاوزات والاساءات ضد اليهود مع
القوانين الصارمة العنف العنصري وحماية المواقع الدينية ومن
خلال برامج الدراسة لتشجيع التسامح بين القوميات المختلفة.
اما (كوليت اختيال) رئيسة لجنة الهجرة
البرلمانية الاسرائيلية ونائبة سفير اسرائيل السابقة في
باريس فقد قالت بأنها تشك بوجود هجرة جماعية ليهود فرنسا
وذلك لعدم عرض اسرائيل اعانات مالية ملائمة او تقديم ترتيبات
منظمة تسمح بهجرة هؤلاء اليهود. هذا اولاً وثانياً انها تقول
بعدم توقعها (انفلاتاًُ امنياً كبيراً في فرنسا).
عن انترناشينال هيرالدتربيون
|