الطلبة وأولياء أمورهم يشككون في إعادة النظر بالدفاتر
الامتحانية
آلية الاعتراض بحاجة إلى إعادة نظر خدمةً للطالب
كريمة فرحان
فوجئت العائلة بالنتيجة التي حصل عليها
ولدهم بعد ظهور نتائج الامتحانات الوزارية (البكلوريا) بأن
الدرجات التي حصل عليها ليست حسب استحقاقه، فماذا يفعلون
والدرجة هي التي تحدد مستقبل الأبناء؟ يتشبثون بالاعتراض
وبعد عناء وجهد كبيرين في انتظار نتيجة الاعتراض في أن تكون
مطابقة لكن عدداً قليلاً من الطلبة التي تظهر نتائجهم بأنها
غير مطابقة.
جريدة (المدى) فتحت ملف الاعتراضات
لمناقشته بهدوء مع الجميع:
آلية الاعتراض
لنتعرف أولاً على آلية الاعتراض حيث
يتسلم الطالب استمارة الاعتراض من مدرسته لقاء مبلغ معين ثم
تقوم إدارة المدرسة بعد الاتصال بالمديرية العامة للتربية
المعنية بنقل الاعتراضات لها، وبعد ذلك يسلم عن طريق
المديرية العامة نفسها إلى (الكونترول) الموجودة فيه الدفاتر
الامتحانية، ثم تظهر النتائج من مركز الفحص (الكونترول)
وتبلغ مديريات التربية وهي تقوم بدورها بتبليغ إدارات
المدارس التي بدورها تبلغ الطلبة بالمحصلة النهائية وأغلبها
(مطابقة) عدا القليل منها.
والجميع يتساءل الطلبة وأولياء أمورهم هل
فعلاً قامت لجان الفحص في (الكونترول) بفتح الدفاتر
الامتحانية وإعادة جمع الدرجات للطلبة المعترضين؟ لا أحد
يعلم، وهذه الآلية تتبعها وزارة التربية منذ سنوات طويلة لا
يمكن لشخص حل لغزها حتى الآن وإن ما يقال على لسان الطلبة
وأولياء أمورهم بأن ليس هناك من ينظر إلى الدفتر الامتحاني
ولا تجمع درجات الطالب المعترض.
إعادة التصحيح
الذين عملوا في مراكز الفحص (الكونترول)
ممن تم اللقاء بهم حرصوا على عدم ذكر أسمائهم عندما تحدثوا
لنا مؤكدين بأن آلية الاعتراض تحتاج إلى إعادة نظر لأن عملية
جمع الدرجات فقط غير مجدية في بعض الأحايين لأنها لا تؤدي
الغرض الحقيقي الذي يرجوه الطلبة وإنهم فضلوا إعادة التصحيح
من قبل لجنة أخرى وإذا اكتشفت اللجنة الجديدة فروقات كبيرة
في الدرجات فعليهم إعادة النظر بالدرجة النهائية. هذا من
جانب ومن جانب آخر إذا سمحنا للطالب رؤية دفتره الامتحاني
أمام لجنة متخصصة فستدحض إدعاءاته إذا كانت غير دقيقة. لذا
من الضروري أن يرى الطالب (المعترض) دفتره الامتحاني ولو
لقاء مبلغ محدود من المال تقرره وزارة التربية وتوزعه كحوافز
للجان المشرفة على هذه العملية.
وعند استطلاع آراء الملاكات التدريسية
أكد لنا بعضهم أنهم يتفقون مع ما يقوله أولياء أمور الطلبة
في حين أعطى البعض رأياً مغايراً.
وقالت المدرسة إيمان عباس على الرغم من
أن البعض يعتبر الاعتراضات (روتينية) وغير مجدية لكنني في
أحد الأعوام قدمت اعتراضاً لابنتي في الدروس كلها وكانت
تتوقع أن معدلها أعلى مما ظهر في النتيجة الامتحانية لكن
الذي حدث في إحدى المواد ظهر فيها خطأ وهذا دليل على إن هناك
أخطاء تحدث في عملية الجمع وهذا أمر طبيعي من بين آلاف
الدفاتر الامتحانية.. فيما دعا المدرس إبراهيم محسن إلى
تشكيل لجنة للنظر في إجابات الطلبة المعترضين وليس جمع
الدرجات فقط بحضور الطالب نفسه أو من ينوب عنه لتعزيز الثقة
بين الطالب والمؤسسة التربوية في حين أكد أحد المشرفين على
أهمية مسألة الاعتراضات وإعادة النظر فيها من جميع الجوانب
لأنها تمثل حقاً مشروعاً بالنسبة للطلبة لأنها تحدد خياراتهم
المستقبلية. ومشرف آخر علق بقوله أن فرق الدرجة الواحدة تكلف
مئات الألوف من الدنانير أو ربما أكثر لعوائل الطلبة الذين
يقبل أبناؤهم في معاهد أو كليات المحافظات لذلك قبل أن نبحث
في هكذا أمور مهمة علينا أن نفتش عن الحلقات التي لها علاقة
بنظام الامتحانات الوزارية ومن هذه الحلقات المهمة آلية
الاعتراضات. وهذه الحلقة المهمة تمثل إجراءات التقويم، أما
الحلقات المعنية التي لها علاقة مباشرة بالاعتراضات وهي
عملية وضع الأسئلة ومدى شموليتها وتنوعها وتوزيع الدرجات فإن
أي خلل في أي جانب ينعكس على حلقة الاعتراضات وبالتالي على
عملية تقويم الطالب بصورة علمية ودقيقة ولكي نعالج الأمور
الآن بصورة مؤقتة قبل أن نبحث عن المعالجة الشاملة، نود أن
يكون الاعتراض بحضور ولي أمر الطالب شخصياً وبوجود لجنة
فاحصين (مصححين) غير اللجنة التي قامت بالتصحيح وتحديد موعد
المقابلة في مكان معين ولكل مادة على حدة أما ما يخص ادعاء
البعض بتبديل أغلفة دفاترهم فيفضل طبع الأرقام الامتحانية
بصورة (مخرمة) على غرار دفاتر الأسواق المركزية السابقة
واعتماد صيغة خياطة الدفتر بدلاً من طريقة (الكبس).
اعتراضات غير مجدية
أما الطلبة فلهم رأيهم بشأن الاعتراضات
حيث يعتبرونها غير مجدية ولا فائدة منها ومن الأجدر إلغاؤها
بدلاً من إبقائها على وضعها الحالي وأجمعت الآراء على إن
الاعتراضات روتينية ولا بد من إعادة آليتها.
إحدى الطالبات قالت تمنيت من لجنة
الاعتراضات أن تسمح لنا بالإطلاع على دفاترنا وأن يكون ضمير
كل مدرس حاضراً في التصحيح فيما علقت زميلتها نحن نأمل في أن
يصحح دفترنا الامتحاني لا إعادة الدرجات فقط لأن أغلب
الأحيان لا تتطابق الدرجة التي نحصل عليها مع الإجابة
المدونة في الدفتر وربما يكون السبب المباشر هو وضع المصحح
النفسي ووقته غير الكافي وأنا الآن أشعر بحسرة وألم بسبب
رسوبي.
وتذمر أحد الطلاب قائلاً: الاعتراضات لا
طائل من ورائها فأنا أشك في أنهم يطلعون على الدفاتر
الامتحانية للمعترضين.
أما في وزارة التربية فلم نجد استجابة
لبيان الحقائق أو تزويدنا بأعداد الطلبة المعترضين لكننا
حصلنا بطريقتنا الخاصة على بعض الأرقام التي تدل على ارتفاع
أعداد الطلبة المعترضين لهذا العام ففي مدرسة واحدة بلغ عدد
الطالبات المعترضات في مرحلتي المتوسطة والإعدادية بفرعيها
الأدبي والعلمي بحدود 250 طالبة وفي مدرسة أخرى 150 طالباً
وإن الرقم يتصاعد أكثر فأكثر.
نأمل من وزارة التربية وبالذات من مديرية
الامتحانات العامة إعادة النظر في آلية الاعتراضات والدرجات
القلقة (44 - 43) على أن تخضع هذه الأمور للبحث المستفيض من
قبل المختصين بعد الإطلاع على تجارب الغير من دول العالم
ويتخذوا القرار المناسب.
|