الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 

على الطرقات الخارجية سوق بلا إيجارات ودلاليات ووجع راس!

كتابة / علي حاتم

تصوير/ نهاد العزاوي

على امتداد الطرقات الخارجية، في أطراف العاصمة بغداد، ثمة أسواق متنقلة، يبيعون فيها اللحوم الطازجة، والرقي والبطيخ.

قطعان من الأغنام هنا، شاحنات محملة بالرقي والبطيخ هناك، وسيارات واقفة يشتري أصحابها ما يريدون!

ذهبنا إلى طريق القناة السريع، قرب حي الأمين، تحت لهيب نار الصيف، وشاهدنا السوق المقام هناك. القصاب رعد محمد الذي كان يدور حول أغتامه، ويناديها بأسماء غريبة، برر بيعه اللحوم على الطرقات الخارجية، بأنه أسهل من البيع في الأسواق وهو يبيع هنا بكميات كبيرة، (لشة) أو (نصف لشة) ويتخلص من ثرثرة النساء والبيع بالأوزان الخفيفة (نصف كيلو غرام أو كيلو غرام) وهكذا... وعن معنى (كنارة) التي تردد على لسان القصابين قال: الكنارة هي الحديدة التي تعلق فيها اللحوم، وجمعها (كنارات).

أما القصاب عماد كاظم الذي يتمنطق بعدد من السكاكين، فبرر هو الآخر عمله هنا بغلاء الإيجارات في الأسواق، والابتعاد عن الرقابة المتمثلة بالصحة والأمانة.

قلنا له: ألا تلاحقكم الأمانة والصحة هنا؟

أجاب: كلا، لا أحد يصل إلينا، لا الأمانة ولا الصحة ولا هم يحزنون! عندما تركته لأذهب إلى مكان تجمع البطيخ والرقي، كانت رؤوس الأغنام المذبوحة متراصة، وبجانبها الأيدي والأرجل، وكلها ملطخة بالتراب.

سيارات حمل كبيرة فيها أطنان من الرقي والبطيخ، فضلاً عن أكياس مشبكة من النايلون معبأة بأنواع من الرقي أو البطيخ، وهي ملقاة على الأرض وبأسعار زهيدة. سألنا محمد سعد سائق إحدى السيارات المحملة بالرقي لماذا لا تبيع محصولك في العلاوي؟ أجاب: يمعود في العلاوي، هنالك غش ودلاليات ويبيعون محصولنا على هواهم.

وما الفرق بين البيع هنا وفي العلاوي؟

أجاب: بيعنا هنا مباشر، وبسعر زهيد يتناسب ودخل المواطن، وفي هذه الحالة نربح أكثر والمواطن يشتري بسعر أقل أما في العلاوي فالموضوع مختلف تماماً.

عدد من أصحاب السيارات الواقفة، الذين اشترى كل واحد منهم كميات كبيرة من اللحم والبطيخ الرقي أكدوا على أن السعر هنا مناسب أكثر من السوق.

وقبل إن أغادر السوق حملت رقية وصعدت في إحدى سيارات الأجرة للوصول إلى بيتي، وقبل أن اغسل وجهي ويدي، وضعت السكين في الرقية، وكانت مخيبة للآمال، لونها باهت أقرب إلى البياض!


 

جولة في عالم الأحجار.. لماذا توصف الأحجار بالكريمة؟

سعد الحداد

تصوير/ قاسم عبد الرضا

نال عالم الأحجار اهتماماً واسعاً لدى المعنيين بالتراث العربي فألفوا كتباً في ذلك. ما زال بعضها محفوظاً غير محقق أو مطبوع أمثال كتاب (منافع الأحجار) لعطارد الحاسب. أما أقدم كتاب في علم الأحجار الكريمة هو كتاب يحيى بن ما سويه المتوفى 243 هجرية (والمسمى) الجواهر وصفاتها في أي بلد هي وصفة الغواصين والتجار، الذي حققه الدكتور عماد عبد السلام رؤوف وقد صدر في القاهرة عام 1977. وأقدم كتاب لدى الأمم الأخرى في الأعشاب والأحجار فيعود إلى اليونانيين.

عن هذا العلم وأسراره وعن عالمه الغريب، الجميل الممتع في اكتشافاته، نلتقي الباحث عماد الحاج حسن ليحدثنا عن خصائص الأحجار الكريمة فيقول: عالم الحجر عالم واسع متشعب، وقد اتضح من خلال المعاينات المرجعية والكتب القديمة أن الحجر له امتداد يصل إلى 5000 سنة قبل الميلاد، وإن البابليين أول من استعمل الحجر كصناعة للتماثيل إضافة إلى استخدامهم إياه في الطقوس الدينية، وفي المصادر فإن غلب التماثيل البابلية مصنوعة من العقيق والياقوت الأزرق. وكذلك استخدام الفراعنة الحجر الكريم في ترصيع تيجانهم.

أما لماذا سميت بالأحجار الكريمة لأنها لا تحوي على أي ضرر في حملها فهي أحجار كاربونية، كريمة بصفاتها وكرامتها متعالية. وفي الحديث النبوي الشريف (تختموا بالعقيق لأنه أول حجر أقر للرحمن بالوحدانية) وقال (ص): إن أول حجر قال لا إله إلا الله محمد رسول الله في زمن عيسى هو الزمرد وهناك الكثير من الأحاديث والأقوال المأثورة والآيات القرآنية التي كان فيها ذكر طيب للحجر ووصفه بالكرامة.


من الذاكرة

إعداد / كاظم ناصر السعدي

أجاثا كريستي في كربلاء

زارت الكاتبة الإنجليزية القصصية المشهورة أجاثا كريستي العراق في فترة الاحتلال البريطاني وتحديداً في الثلاثينيات. ولم تكن تعرف ماكس مالوان.. لكنها من خلال عملها معه في التنقيبات الاثارية في جنوب وشمال العراق توطدت علاقتها به ثم تزوجا بعد ذلك وأمضيا حياتهما معاً. وقد ذكر الاثاري ماكس مالوان تفاصيل كثيرة عن حياتهما في العراق. ومن بين ما ذكره في مذكراته في مدينة كربلاء قوله: (قررنا ذات يوم حار أنا وأجاثا أن نذهب للسباحة في بحيرة مالحة قرب مدينة

كربلاء (يقصد بها الرزازة). لكن في طريق عودتنا انغرزت إطارات السيارة في الرمل وبدا لنا حينها إنها لن تخرج منه وكان معنا لحسن الحظ حارس بدوي أرسلته معنا شرطة النجف لمرافقتنا في الطريق إلى كربلاء. وبعد أن أدى الصلاة انطلق ليقطع (40) ميلاً سيراً على الأقدام ليأتي بالمساعدة وبعد ذهابه بخمس دقائق قررنا ترويض أنفسنا على تحمل انتظار طويل ومخاطر محتملة وأن المنطقة لابد أن تحوي حيوانات مفترسة وقد سمعنا قصصاً كثيرة عن شتى الحيوانات في العراق ومنها الأسود. ولكن على غير المتوقع مرت في ذلك الطريق الموحش سيارة (فورد) قديمة مليئة بالركاب الذين توقفوا ونزل أربعة منهم ورفعوا سيارتنا من الرمل. وحقاً كانت معجزة كبيرة. شكرنا الله وتوجهنا إلى كربلاء حيث قضينا ليلة في مركز الشرطة. لكن بقي تساؤل كبير ينتابني ويطوقني ويحيرني ترى ما سر هذه المصادفة؟).

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة