الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

لقاءات الحوار الوطني تتناول اوضاع المرأة وتكشف التناقض بين القوانين وتطبيقها

ترجمة- زينب محمد

عن لوموند

اعتبر الكثير من المثقفين والاكاديميين في المملكة العربية السعودية مبادرة الامير عبد الله بن عبد العزيز التي اطلقها في حزيران عام (2003) في لقاء الحوار الوطني، الاولى من نوعها في المملكة وتجمع هذه اللقاءات الدورية مشاركين من مختلف الآفاق السياسية والجغرافية والفكرية والاجتماعية.. تطرح موضوعات مختلفة تعني المملكة منها الارهاب وموضوعات حقوق المرأة السعودية في الشريعة والتقليد أي العرف الاجتماعي وقوانين المملكة واوضاع الشباب وغيرها. وفي واحدة من لقاءات الحوار الوطني التي طرحت مسألة اوضاع المرأة في المملكة العربية السعودية وما تثيره من جدل حقيقي من وجهات نظر دينية واجتماعية وعلمية تحدثت الدكتورة (مها المنيف) بكثير من الحيرة وكشفت عن وجود مفارقات صارخة بين الدلائل العديدة التي تجعلنا نعتمد -كما تقول- بأن الحكومة ترغب في تغيير الامور المتعلقة بأوضاع المرأة السعودية وبخاصة بأمر الامير عبد الله، واتخاذها المراسيم الملكية والقرارات الملكية والقرارات لمصلحتنا نحن النساء، وبين عدم تطبيق كل هذه القرارات والقوانين على أرض الواقع، وأشارت الدكتورة مها،الاستشارية في مركز الملك عبد العزيز الطبي والمتخصصة في طب الاطفال الى تبني مجلس الوزراء تسعة قرارات يجيز احدها للنساء البيع في المخازن والمحال على ان يقتصر ذلك على السلع والمنتجات الخاصة بالنساء لكن هذا القرار لم يطبق وتساءلت الدكتورة عن سبب قيام الصحف السعودية بالترويج لعدم السماح للنساء الا ببيع الملابس النسائية حصراً في الوقت الذي لم يكن نص القرار يقول ذلك، وأشارت الى وجود نساء فقيرات يجلسن في الشوارع يبعن بضائع مختلفة وأشياء صغيرة تحت الشمس وأضافت ثمة قانون آخر ينص على ان بامكان المرأة التي يزيد عمرها على (45) عاماً السفر بدون مرافقة وصي، وهو حسب الحالة الاجتماعية للمرأة قد يكون الاب او الاخ او الابن او الزوج، لكن هذا القرار لم يطبق هو الآخر. لقد وصلت اوضاع المرأة الى نقطة الانفجار بسبب معدلات البطالة والفقر والاوضاع القانونية وحالات الطلاق والترمل والامية ومشكلة التنقلات. وإذا كانت قضية تعليم الفتيان فد فرضها قرار سياسي من الملك فيصل عام 1962، فنحن اليوم بحاجة الى قرارات سياسية عديدة لتحسين احوال المرأة في المملكة، كما عبرت الدكتورة المنيف ايضاً عن حيرتها من نتائج لقاءات الحوار الوطني الذي طرح في حزيران عام 2003 بمبادرة من الامير عبد الله، فقد شاركت في الدورة الثالثة والاخيرة لهذه اللقاءات للفترة من 12-14 حزيران والمكرسة لحقوق وواجبات المرأة وشارك العديد من السعوديين الدكتورة المنيف واستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور خالد الداخل رأيهما حول ما حققته هذه اللقاءات كونها حواراً وطنياً يتم من خلاله التعرف على مختلف الآراء في قضية محددة سلفاً، كما ان جمع أناس من مختلف الاتجاهات على طاولة واحدة كانوا في الماضي القريب يتقاذف بعضهم البعض بالطعن عن بعد، وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح، وأشر الدكتور الداخل وجود ثغرات في تنظيم النقاشات التي تحدد بشكل كبير وقت الحديث في الطاولات المستديرة التي تعتبر اكثر فائدة، وبرأيه فأنه نقاش طيب على الرغم من ضعف دور السلطة التي تكتفي بالاشراف عن بعد بدون المشاركة الفاعلة، كما يؤكد على ضرورة توصل الحوار الى نتائج حقيقية تبدأ من دوائر ضيقة لكي تتوسع الى المجتمع بأسره.

اما الوجه الآخر للعملة: فهو ان هذه اللقاءات كما يقول الداخل تحول بعض القضايا المثيرة للمشاكل الى مبادئ لا تتحمل أي نقاش وأحدها على  سبيل المثال الفصل بين الجنسين ووصاية الرجل المفروضة على المرأة او ارغام النساء على تغطية وجوههن ومنعهن من قيادة السيارات. وتؤكد الدكتورة مها المنيف على انه لا يوجد في الاسلام ما يمنع الاختلاط، كما لم يقل الاسلام ايضاً ان على المرأة ان تخفي وجهها، وبمرور الوقت صارت هذه القضية ترتبط بقضايا أمنية، فعندما يلقى القبض على ارهابيين يكتشف في الغالب ملابس نسائية في مخابئهم، وكذلك الحال بالنسبة لبطاقة الهوية التي ينبغي ان لا تكون اختيارية بالنسبة للنساء، وعلى الحكومة ان تفرضها لدواع امنية وتقول الدكتورة: لا نريد بأي حال ان نكون ضد الاسلام ولا نسعى الى تقليد الغرب، والدكتورة مقتنعة بأنها كلما عمقت معرفتها بالدين اكتشفت ان المتشددين كانوا يسخرون من النساء مدة ثلاثين عاماً. ويبدو لها ان الفصل بين الجنسين غير معقول سيما انها نفسها تمارس

مهنتها في احد  القطاعين الوحيدين اللذين يقبل فيهما الاختلاط وهي المستشفيات وشركة (ارامكو) النفطية، حيث لا توجد مشكلة في الاختلاط.

واذا كان صحيحاً كما يقول الدكتور الداخل ان هذه اللقاءات تفتح حرية الكلام. وهذا ما يسجل لصالحها الا انه يمكن ان نفهم بشكل افضل بأن التوصيات التي اعدتها اللجنة الادارية لهذه اللقاءات أثارت الاحتجاج بين المؤتمرين وعلى صفحات الصحف، ومنها الاعتراف بحق المرأة في (الامومة) والزواج والتعليم، في حين ان الامومة ليست حق، ولم تمنع النساء من حق الزواج او التعليم بل ان عدد الفتيات في الجامعات أعلى من عدد الرجال، وتساءل البعض كيف يمكن التوفيق بين اللجوء شبه المنهجي في التوصيات الى ذكر عبارة (وفقاً لطبيعة المرأة) وترسيخ الوصاية الذكورية بشرط ان لا تتحول الى طغيان او استمرار اعتبار المرأة كطفلة؟

وبالنسبة لليبراليين، فانهم يعتبرون ثلث التوصيات التي اعدتها اللجنة الادارية مقبولة مثل تأسيس هيئة عليا مكلفة بشؤون المرأة وتمنى بعضهم هيئة عليا للمرأة او تأسيس محاكم للزواج يعهد بها الى خبراء في التمييز الواضح بين الشريعة والتقاليد.

ان هذه المبادرة في الحوار الوطني التي بدأت عام 2003 لم تدع الى جلساتها الاولى اية امرأة، مما يشكل نوعاً من امتحان اختياري، أما في الدورة الثانية المكرسة للارهاب فقد تمت دعوة عشر نساء من ستين رجلاً، وكان عدد النساء والرجال متعادلاً في الدورة الثالثة، اما الدورة الجديدة المتوقعة في الخريف المقبل فأنها ستتناول مشكل الشباب، وكالعادة فان الفصل بين الجنسين سيتم الالتزام به وسوف يتم الاستماع الى حديث النساء عبر الفيديو، دون ظهورهن على الشاشة، ونقلت التوصيات التي تبنتها الدورات الى الامير عبد الله، الذي يعتبر في داخل الاسرة الحاكمة اكثر تأييداً للتغييرات الطفيفة، لكن لم يعلن أي تأريخ لنهاية دورة اللقاءات هذه.

 


فجوة في البصيرة في العراق انتقال السلطة.. طمأنة في واشنطن وقلق مستمر في بغداد

بقلم- جيم هوغلاند

منح السلطة حديثاً الى السياسيين العراقيين لم يكبح العنف وعدم الاستقرار في بلادهم ولكن ثلاثة اسابيع من السياق الجزئية للعراق ربما ساعدت ادارة بوش في اجراءاتها لتقليل من الانتقادات السياسية حول العراق داخل البلاد.

التقليل من الانتقادات هو الان الهدف الاكثر الحاحاً بالنسبة للبيت الابيض. الذي حدث في 28 حزيران في بغداد كان مناسبة للتسلم والتسليم.

حافظ رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي على نصيبه من الصفقة مع واشنطن بتكرار الظهور العام امام عدسات التلفاز الامريكية لاداء مهمتين: لشكر بوش على تحرير العراق ولتقبل تحدي مسؤولية الرد على الهجمات. انتاب المسؤولين الامريكان شعور بالبهجة مؤخراً بعد العهد الذي اخذه علاوي على نفسه امام كاميرات التلفزيون بالانتقام والعمل بجد بعد موجة من الهجمات المتعسفة بالقنابل (انه يوم جيد) لاحظ احد المسؤلين مشيراً الى ظهور علاوي التلفزيوني والذي تجاهل اراقة الدماء المستمرة باعتبارها امراً عرضياً وزائلاً.

رئيس الوزراء العراقي حاز على العديد من النقاط بتلويحه بالعصا المتمثلة بقوة هجومية عراقية قوامها الفا شخص لتوطيد الامن بينما ادلى بجزرة العفو للبعثيين المتمردين الذين لم يكونوا طبقاً لكلمات احد زملاء علاوي قد ارتكبوا (العديد) من الفظائع بانفسهم.

عندما تقرأ ما يقوله علاوي او تنتبه الى بياناته المتناثرة، فمن الممكن كذلك ان يتولد لديك الانطباع بان الهدف من الكثير منها هي لتطمين مشاعر الامريكان، ويقيناً ليس العراقيين. انها اضافة الى ذلك اكثر ادراكاً بشكل حاد للعقبات الكبرى التي يواجهها علاوي على تنفيذ  خططه لوعوده الطموحة.

يشعر البيت الابيض بالارتياح لان الجمهور الامريكي والاعلام بدأوا ببطء بمحاولة تخفيف نبرة العنف المستمرة في العراق. تنزلق التقارير عن العراق من العناوين الرئيسة الى المؤخرة ما عدا الجهات غير المألوفة في نشرات الانباء وللصفحات الداخلية في الصحف كلما تقدم الصيف واقتربت الحملة الرئاسية الامريكية. علاوي.. ولنفس الغرض بوش... سيستفيدان من اثر شهر العسل الممنوح الى الادارة الجديدة في بغداد، ومن الارتباك الحقيقي حول من يسيّر الامور حقيقة في العراق ذي السيادة الجزئية، الفشل الواضح للاحتلال بقيادة بول بريمر سوف يختفي الان خلف ستارة من الدخان الضبابي.

يعترف مسؤولو الادارة سراً ان اجراس الانذار قد دقت في هذا الربيع عندما هبطت مساندة الجمهور للحرب في العراق بشكل فجائي وحاد (إذا كنا فقدنا مساندة كتلة الجماهير الامريكية، فأننا نكون قد فقدنا كل شيء نحاول ان نفعله في العراق) قال احد المسؤولون، متجنباً الفكرة البديهية بان بوش يمكن ان يخسر في محاولته اعادة انتخابه ايضاً. (نحن الان بنينا الارضية) يستمر المسؤول، مع (قائد عراقي يشكر الولايات المتحدة علناً على الماضي، يأخذ المسؤولية السياسية للمستقبل ويملك الاستراتيجية).

سياسة قابلة للتطبيق... مستخدمين مصطلح بيل كلنتون.. هي الاولوية الاهم عند كل سياسي. انتقادات جون كيري لسياسة بوش في العراق وكذلك دفاع بوش هي مدفوعة بسبب المستحقات الانتخابية في 2 تشرين

الثاني. ولكن التحول نحو سياسة تعتمد على البيانات.. وإدراك اهداف في الولايات المتحدة.... اكثر من التغييرات على الارض في العراق تشكل مخاطر اعظم وتحديات للرئيس الحالي..

على بوش ان يربح سياسياً وفي نفس الوقت يكتسب الحكمة السياسية اذا كان لا يريد للعراق ان يصبح كارثة ستلاحقه وتلاحق امريكا معه. لكنه يواجه هذا المأزق: حقائق واحكام من ميدان القتال غير ملائمة لادراك البراعة الادارية. اولويات واشنطن تهمل او تقمع في مثل هذا الموقف. اضافة الى ذلك فان القادة والمراتب سيرتبكون بالتغييرات الفجائية في الاستراتيجية والتكتيكات التي تم التوصل اليها بواسطة السياسيين، كما حدث مؤخراً في حصار الفلوجة وربما في كربلاء.

سيستفيد العراق والعالم اذا استطاع علاوي تنفيذ وعوده بتحقيق الاستقرار والديمقراطية. تمنوا له الموفقية. ولكن فجوة خطيرة تتفتح بين البيانات المتفائلة والمعبرة عن التصميم في واشنطن ومن علاوي وبين التقارير الاكثر نزاهة الصادرة من ميادين القتال.

استشهد جيم كوين من الاسوشيتد بريس يوم الجمعة الماضي بقول ضباط عسكريين امريكان لم يذكر اسماءهم انهم قالوا ان المتمردين العراقيين يقودهم ضباط سابقون فقدوا سلطتهم وهم مسلحون تسليحاً جيداً وليسوا محاربين اجانب. ويقدر هؤلاء الضباط عدد المتمردين بحدود 20 الفاً وليس خمسة آلاف كما يؤكد الذين يقدمون الايجازات الاخبارية في واشنطن للصحفيين، يضيف كوين في تقريره الجيد ولكن المتغاضى عنه.

النقطة هي ليست فيما اذا كان العدد خمسة آلاف مقابل عشرين ألفا، ان الحجم الصحيح للمتمردين هو أمر غير معروف، فالاساسي ان هنالك عدداً كافياً من الضباط في ميادين القتال يدركون ان ما يرونه يحدث لقواتهم في العراق هو بعيد  بمسافة كبيرة عن التوافق مع راوية واشنطن ولهذا فيجب عليهم الاعتماد على الصحافة لاعطاء صورة اكثر واقعية.

ترجمة- احسان عبد الهادي

عن- الواشطن بوست

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة