الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

اسباب الوفاة الجنائية

بغداد/ المدى/ احمد هاشم

في معهد الطب العدلي عالم غريب من الخفايا والمداخلات والالتباسات التي تغور خلف اسباب الوفاة التي تحصل لإبن الانسان، ومعهد الطب العدلي هو المؤسسة الوحيدة المنوطة بها هذه المهمة وهي الكشف عن اسباب الوفاة ان كانت طبيعية او مرضية، او ان خلفها فعل فاعل، وللوقوف على اصعب الحالات التي تواجه المختصين في علم التشريح والادلة الجنائية التقت (المدى) بالدكتور حسن فيصل المالكي المقيم الاقدم في معهد الطب العدلي فقال:

- اصعب الحالات تلك التي يتعرض فيها الضحية لإثارة (العصب التائه) وهذا العصب الموجود في الانسان يقوم بأعمال محددة تتعلق بتحفيز بعض انواع الغدد لكي تقوم بعملية الفرز على الاجهزة الكامنة في جسم الانسان، فالعصب التائه الذي ينزل من الدماغ مروراً بالقلب وانتهاءً بالحوض، يعمل حسب الاثارة، ومنها الاثارة الجنسية، وشم الطعام او تذوقه، او السماع عنه، اذ تقوم هذه الغدد الموجود في تلك الاماكن بإفرازات منها المني واللعاب وغيرها، وعند تعرض هذه الاعصاب لأي ضغط او شدة خارجية فإنها تؤدي للوفاة، اما الاماكن التي من الممكن ان تؤذي هذه الاعصاب وتؤدي للوفاة فهي على جانبي القصبات الهوائية والمنطقة الرخوة اسفل القفص الصدري وفوق البطن، وكذلك ركل الخصيتين، ومثل هذه الحالات لا تترك ادلة ظاهرة من الممكن اكتشافها بسهولة على جسد الضحية، وكذلك فإن التشريح الداخلي قد يلاقي صعوبة احياناً في كشف اسباب الوفاة ان كانت من تلك الحالات، مما يجعلنا نستعين بتقرير الشرطة عن موقع الحادث الذي راح ضحيته المتوفي او الاسباب التي ادت الى الحادث .

ومن الحالات التي نلاقي صعوبة في كشف اسبابها ان كانت جنائية هو تعرض الضحية لتناول السموم، فإن بعض انواع هذه السموم من الصعب اكتشافها لكي نتأكد انها فعلاً ادت الى الوفاة.

وقد يعمد الجاني لإختراع خبطات غريبة من السموم لتحقيق مآربه وايهام القائمين بالتحقيق والطب العدلي من الوصول الى الحقيقة التي ادت الى الموت، اما في حالة الحرق او الغرق وغيرها فإن من السهولة كشف حقيقة الوفاة، مثلاً كأن يكون الشخص الذي تعرض للحرق فارق الحياة بفعل فاعل قبل الحرق، في حالة ان الادعاء يقول ان المتوفي انتحر حرقاً او غرقاً وبطبيعة الحال فإن اسباب الوفاة ستكون معروفة لدينا، من خلال ما تحتفظ به الرئة من بقايا الدخان ان كان حرقاً، أي ان الشخص الذي يموت بسبب الحرق فإن هناك بقايا دخان كان قد استنشقه اثناء عملية فقده للحياة بينما المتوفي قبل الحرق فإن هذا الدخان لا وجود له في رئتيه وكذلك بالنسبة للغريق الذي سوف تحتفظ رئتيه ببقايا الماء اثناء عملية الموت غرقاً وان كان فارق الحياة قبل الغرق فإن رئتيه سوف لن تحتفظا بذلك الماء وان رميت جثته في النهر او في بركة من الماء، هذه ربما اكثر الحالات التي تحتاج الى وقت طويل وتشريح دقيق  لمعرفتها، مثلاً ، اما سواها فإن اكثر حالات الموت الجنائي تكون واضحة مثالاً الطعن بالسكين او الرمي بالرصاص او الخنق المباشر، وغيرها من الحالات التي تؤدي الى الوفاة.


القبض على شاحنة تقوم بتهريب الاسلاك والمعادن في محافظة ذي قار

الناصرية/ حسين كريم العامل

بالتعاون مع مفارز شرطة نجدة محافظة ذي قار القت سيطرة مدخل الناصرية الشمالي القبض على شاحنة نوع (هينو) صفراء اللون تقوم بتهريب الاسلاك الكهربائية والمعادن، وضبطت بداخلها (12) طناً من مادة النحاس والالمنيوم كانت مغطاة بأكياس من التبن وصناديق طماطم للتمويه. وقال مصدر مطلع في الشرطة:

- لقد تم القاء القبض على سائق الشاحنة واحتجز وفق المادة 444/11 في وحدة الجرائم الكبرى بعد ان ضبطت بحوزته 12 طناً من قوالب النحاس والالمنيوم واسلاك كهرباء الضغط العالي. وقد اعترف اثناء التحقيق على عدد من المتعاونين معه، وعن مصنع خاص بصهر المعادن وان التحري جار من قبل مفارزنا عن الاشخاص الآخرين. ويذكر ان قوات الشرطة في محافظة ذي قار اخذت تشدد قبضتها في الآونة الاخيرة وخاصة بعد تسلم السيادة على المهربين وافراد العصابات وقطاع الطرق.. وقد قوبل نشاطها بالاستحسان والتشجيع من قبل المواطنين. حيث ساهم المواطنون في الكشف عن عدد غير قليل من الجرائم، وساعدوا رجال الشرطة في القاء القبض على المجرمين.


في معهد الطب العدلي: الماء آلة مميتة ايضاً

خالد جمعة

علاقة الجسد البشري بالماء اكبر من كونها علاقة غريزية، فحوالي ثلاثة ارباع مكونات الجسد البشري ماء، لذلك سيبدو انتماء الجسد للماء انتماءً عرقياً، ليس هذا فقط، فعلاقة الجسد البشري بالارض ليست علاقة كائن بحاضنته فحسب، بل تعدت الى علاقة كائن بصنوه او بمثيله، فثلاثة ارباع الكرة الارضية ماء!.

الطب العدلي لا علاقة له بتلك الطروحات التأملية، فهو علم لا يؤمن الا بالطروحات الخصائصية، لذلك اعتبر الماء آلة مميتة حاله حال السكين، المسدس، الكهرباء..

الطب العدلي علم ولد من رحم التجربة فلا مجال فيه لخطأ محتمل، فالدليل الجنائي على جثة ما مصحوب على الدوام بأدلة عدلية لا يراها الا الطبيب العدلي، تلك الادلة العدلية ستعزز الدليل الجنائي او تنفيه!.

الآلية الوحيدة التي تدل على ان الماء آلة مميتة، هي آلية الغرق، فقد عرّف مختصو الطب العدلي الغرق بأنه (اختناق بسبب استنشاق سائل ما بدل الهواء)، هذا التعريف يفترض الماء احد انواع تلك السوائل، اما السوائل التي تسبب الغرق ايضاً فهي، الحليب البيرة، لكن اهم ما في هذا التعريف هو ان آلية الغرق لا تشترط انغمار الجسد كله في السوائل بل يشترط انغمار المنخرين والفم دون الجسد كله، وهذا يشاهد في حوادث غرق السكارى وفاقدي الوعي والرضع...

اختناق شخص ما بسائل بدلاً عن الهواء سيجعله يمر بأدوار خمسة قبل ان يصل الى الموت المحقق، هذه الادوار ستبدأ بالدهشة وستنتهي بالنزع الاخير.

الغرق عادة عارض الكيفية، بعض قضايا انتحارية، واندر من ذلك جنائي الكيفية.

للغريق علامات ظاهرية واخرى باطنية، الظاهرية منها، الزبد او الرغوة التي تشاهد في الفم والمنخرين كفقاعات بيضاء اللون، الاصمئلال الحيوي او تصلب جزء من الجسم، على الاغلب اليد لو كلتا اليدين مع بقاء ما امسكت به اثناء الكفاح ضد الغرق في قبضتها، كالاعشاب مثلاً، التغضن او الانتقاع الحاصل في راحات اليدين والقدمين وما بين الاصابع، التغضن يلاحظ خارج الغرق في راحات النساء اللائي يعملن في غسل الملابس، جلد الغريق  سيشبه الى حد كبير جلد الدجاجة او جلد الاوزة.

اما العلامات الباطنية فمنها تلك التي تعتمد على الفحوصات التشريحية، حيث سيلاحظ الطبيب انتفاخ الرئتين بسبب تشبعهما بالماء، وسيلاحظ ايضاً آثار انطباع الاضلاع عليها، اما العلامات التي تعتمد على الفحوصات المختبرية، اشنات (طحالب مجهرية) مغروزة في رئتي الغريق.

اخيراً ان عملية تشخيص الموت غرقاً في معهد الطب العدلي يعني نفي الشدة من أي نوع كان ونفي الامراض التي تؤدي الى موت فجائي ونفي الموت بالسم، أي معرفة هل ان الضحية كان سبب موتها، الاختناق بسائل ما، ام كان سبباً آخر ؟

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة