في حوار
مع خبير اقتصادي بالشؤون الزراعية ..
آليات
صندوق تسليف الفلاحين وما تحقق في برامج دعم الانشطة
الزراعية
بغداد/جاسم الشاماني
هيمنت
الدولة في السنوات السابقة على الواقع الزراعي في العراق
وسعت الى اهماله بشكل متعمد وهذا ما ادى الى التدهور
المتنامي في هذا القطاع الحيوي والمهم واصبح العراق يعتمد
على السوق العالمية والاقليمية لسد احتياجاته من الحبوب
والفواكه والخضر في وقت كانت فيه المحاصيل الزراعية تسد
حاجته المحلية اضافة الى تصدير الفائض عن الحاجة الى عدد
من الدول.
وقد
شهد العراق بعد سقوط النظام تراجعاً ملحوظاً في الواقع
الزراعي وتحسناً ملحوظاً في بعض الأمور التي من شأنها
النهوض بالزراعة في العراق ولغرض معرفة اسباب هذا التأرجح
توجهنا للاستاذ الدكتور جميل الدباغ الخبير الاقتصادي
بوزارة الزراعة وكان لنا معه الحوار الآتي:
*ما الذي تحقق حتى الان
من صندوق اقراض
المزارعين؟
-بداية لابد من الاشارة الى تاريخ انشاء الصندوق حيث تأسس
بتاريخ 8/6/2004 ويرتبط بمجلس ادارة برئاسة السيد وزير
الزراعة وعضوية ممثلين عن وزارة المالية وخبراء من شتى
الجهات ذات العلاقة
*كم يبلغ رأس مال الصندوق وما المشاريع التي بالامكان
الحصول من خلالها على القروض؟
-راس مال الصندوق يبلغ بحدود 10000000 عشرة ملايين دولار
امريكي وهذا المبلغ تم تخصيصه من قبل الدول المانحة بغية
توزيعه على الفلاحين كتكاليف تشغيلية لنشاطاتهم وبسعر
فائدة لا يقل كثيراً عن سعر الفوائد السائدة في المصارف
المحلية الاخرى اما المشاريع المشمولة فهي:
1-مشاريع تشغيل حقول فروج اللحم
2-زراعة الخضراوات المحمية
3-زراعة المحاصيل العلفية والحبوب
ويمنح هذا القرض للمشمولين بعد جلب كفالة من قبل اثنين من
الموظفين، هذا في البداية ثم تطورت عملية الاقراض لتشمل
عدداً من المشاريع الزراعية الأخرى مثل تأسيس المناحل
وتشغيلها وحفر الآبار وتربية الاغنام والمواشي وتشغيل
البساتين.
*وماذا عن الآلية المتبعة في منح هذه القروض؟
-هناك لجان فنية في المحافظات المعنية مؤلفة من قبل دوائر
وزارة الزراعة وفروع المصرف الزراعي التعاوني وغيرهم
ووظيفة هذه اللجان اعطاء القروض للمشمولين بنسبة 70% من
كلفة الدونم الواحد الاصلية اما الاستقطاع فيتم عبر
تسهيلات ائتمانية ميسرة ومدة تسديد القرض لا تزيد على ثلاث
سنوات وعموماً فان السقف الاعلى للتسديد لا يزيد على
5.000000 خمسة ملايين دينار عراقي مضافاً اليها فائدة
مقدارها 7% وهذه الفائدة تعد قليلة اذا ما تمت مقارنتها مع
الفوائد المصرفية الاخرى والبالغة 17% ذلك لان هدف الصندوق
الاساسي هو تنمية وتشجيع المشاريع الزراعية الصغيرة
*وكم بلغ عدد الفلاحين والمزارعين المشمولين حتى الان؟
-يبلغ عدد الذين شملوا بالقروض منذ تأسيس الصندوق ولغاية
شباط 2005 حوالي 4500 مقترض وفقاً لآخر احصائية اما اجمالي
المبالغ المسلفة فقد بلغت اكثر من خمسة مليارات دينار
عراقي وقد لوحظ في الاونة الاخيرة ازدياد نسبة الفلاحين
الذين يودون الاقتراض من هذا الصندوق لاسباب رئيسية لعل
اهمها ما يتعلق بالأمور الاتية:
1-انسيابية عملية التسليف وبساطتها
2-سعر الفائدة الزهيدة مقارنة باسعار الفائدة السائدة في
البنوك التجارية والبالغة كما اسلفنا 17%
3-التسهيلات المتوافرة في عمليات التسديد لا سيما عدم
ارهاق الفلاحين بتقديم رهونات عقارية.
وهذا ما ادى الى حدوث زخم شديد على هذا الصندوق
*ما قراءتكم لمستقبل هذا الصندوق؟
-نجد من الضروري التاكيد على نجاح هذه التجربة الرائدة
خارج نطاق المصارف الحكومية وذلك يتطلب السعي لدعم الصندوق
ومضاعفة سيولته النقدية ومن خلال قراءتنا واقع الصندوق
وجدنا ان المبلغ الاساسي يمكن مضاعفته من خلال تدويره
المستمر ما بين مرحلتي التسليف والتسديد وهذا ما تم فعلاً
حيث تمت استفادة اعداد كبيرة من الفلاحين منه.
* لماذا اذن تقترحون زيادة سيولة الصندوق النقدية من خلال
الدعم؟
دعم الصندوق سيحل جزءاً كبيراً من المشكلة الرئيسية التي
يعاني منها الواقع الزراعي إلا وهي الأستثمار وضعف الدعم
المالي الموجه للقطاع الزراعي.
*الاسمدة الكيمياوية والمبيدات الزراعية كانت مدعومة من
قبل الدولة، ما واقع هذا الدعم حالياً؟
-لا تزال الدولة تدعم القطاع الزراعي بالاسمدة والمبيدات
ومن خلال وزارة الزراعة وبنسب تصل الى 60% من الاقيام
الحقيقية لهذه المواد
*ما الخطط المستقبلية لبقية مفردات الانشطة الزراعية؟
-تتركز خطط وزارة الزراعة في الظروف الراهنة وبعد انتهاء
هيمنة الدولة على القطاع الزراعي وبجميع مفاصله في ثلاثة
محاور:
1-توفير الخدمات الزراعية مثل مكافحة الامراض النباتية
كالدوباس والحميرة والسونة والبياض الدقيقي والبياض الزغبي
والتضخم الفطري وغيرها اضافة الى مكافحة الافات الزراعية
كالجراد والمن وغيرها هذا إضافة الى المكافحات البيطرية
بغية حماية الحيوانات المزرعية بما في ذلك الطيور الداجنة
ومن ابرز الامثلة على ذلك قيام الوزارة بالتعاون مع الجهات
الصحية المتخصصة في وزارة الصحة بالتصدي لمرض انفلاونزا
الطيور وقد كشفت الاحصائيات الدقيقة والمتابعة الصحية خلو
العراق من هذا المرض نهائياً باستثناء حالتين ظهرتا في وقت
سابق.
2-الارشاد الزراعي/ وهذه موضوعة مهمة جداً وضعتها الوزارة
ضمن اولوياتها وذلك بالعمل على ارشاد المزارعين على الطرق
الزراعية الحديثة والتكنلوجيا العصرية بمختلف مراحلها بدءاً
من حراثة الارض مروراً بالحصاد او الجني وانتهاء بالتسويق
وهناك هيئة عامة للارشاد والتعاون الزراعي تقوم بعمليات
ارشادية من خلال فروعها في جميع المحافظات.
3-نشاطات البحوث الزراعية/ حيث تعمل الوزارة من خلال
الهيئة العامة للبحوث الزراعية وبالتعاون مع المؤسسات
العلمية الزراعية في الجامعات باصدار النشرات العلمية
والارشادية لنتائج البحوث الجارية ومحاولة تطبيقها في
الواقع الميداني من خلال اجهزة الارشاد المنتشرة في
المحافظات لذلك تركز الوزارة على هذه المحاور الخدمية
لتطوير الواقع الزراعي في العراق.
* ما الحوافز التي وضعتها الوزارة لتشجيع الفلاحين
والمزارعين على تسويق محاصيلهم وزيادة الانتاج الزراعي؟
-تم وضع برنامج الاسعار التشجيعية المجزية لشراء المحاصيل
الزراعية من قبل (وزارة التجارة) حيث يتم شراء الطن الواحد
من القمح من صنف (الدرجة الاولى بمبلغ (450) الف دينار
و(650) الف دينار للطن الواحد من الشلب ومع هذا فالفلاح حر
وغير مجبر على بيع محاصيله للوزارة وهذه خطوة اساسية
لاعادة نشاط القطاع الزراعي.
*لمصلحة من اغراق السوق المحلية بالفواكه والخضر المستوردة؟
-ادى انفتاح الاقتصاد العراقي على السوق الدولية
والاقليمية الى دخول المزيد من المحاصيل الزراعية لا سيما
الخضراوات والفواكه وهذا ما أثر سلباً في المزارعين
المحليين بسبب انخفاض تكاليفها ونوعيتها الجيدة وهذا ما
ادى الى وجود تنافس غير متكافئ مع المحاصيل المحلية
المشابهة.
*وما تأثير هذه المحاصيل المستوردة في الاقتصاد الزراعي
انياً ومستقبلياً؟
-استمرار هذه الحالة من الاغراق ستؤدي بلا شك الى اضعاف
القابلية التنافسية لمنتجينا واحتمال تعرضهم للخسائر لسبب
بسيط وهو ان المستهلك العراقي يفضل النوعية المستوردة
والجيدة لرخص ثمنها ولغرض حماية المنتج المحلي لابد من
اتباع سياسات زراعية جديدة ودقيقة ضد الاغراق
Anti dumping
وذلك لتقليص المستورد في
اثناء ذروة الانتاج المحلي واقصد بذلك عدم استيراد
البرتقال مثلاً في اثناء موسم نضوج نفس الفاكهة محلياً
وهكذا وبهذا نستطيع الحد من تأثير المستورد على المنتوج
المحلي.
|