نسخة منها
رفعت إلى الجنرال كيسي ..
التحقيقات تثبت إخفاق
البحرية الأمريكية في كشف ملابسات جريمة حديثة
بغداد
/ وكالات
أنهى مسؤول عسكري
أمريكي رفيع الجمعة، مراجعاته للتحقيق المتعلق بظروف مقتل
24 مدنيا عراقيا في بلدة "حديثة" في تشرين الثاني الماضي،
وفق ما أعلنه الجيش الأمريكي.
وقام الجنرال بيتر كياريلي ثاني أكبر مسؤول عسكري أمريكي
بالعراق، بمراجعته التقرير الذي أعده الجنرال إلدون
بارجويل، المكلف برئاسة لجنة التحقيق في الاتهامات الموجهة
لعدد من جنود مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" بتعمد قتل
المدنيين العراقيين.
وقام المسؤول العسكري الرفيع بنقل نسخ من التقرير للجنرال
جورج كيسي، قائد القوات الأمريكية في العراق.
يُذكر أن تحقيق بارجويل هو واحد من اثنين حول القضية، حيث
تقوم لجنة أخرى تابعة لسلاح البحرية الأمريكية بالتحقيق في
الاتهامات المنسوبة لجنود المارينز.
وكانت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" قد كشفت
في وقت سابق عن مجموعة من الصور، التي قالت إنها أحد
الأدلة القاطعة بتورط جنود المارينز في جريمة قتل مدنيين
عراقيين في حديثة.
وذكرت المصادر أن الصور التقطتها مجموعة أخرى من قوات
المارينز أتت في وقت لاحق على الحادث إلى الموقع، وساعدت
في تنظيف المكان.
وكانت شبكة CNN
هي أولى المنظمات
الإعلامية التي حصلت على فرصة الإطلاع على هذه الصور.
وقالت مصادر البنتاغون إن 30 صورة لرجال ونساء وأطفال
عراقيين، هي من أقوى الأدلة بأنه في بعض الحالات، تم إطلاق
النيران على الضحايا داخل منازلهم ومن مسافة قصيرة، ولم
يقتلوا جراء شظايا ناتجة عن انفجار عبوة في الخارج أو
رصاصة طائشة من قتال متاخم، كما يزعم جنود المارينز الذين
يتم التحقيق معهم.
وقال مسؤولو البنتاغون إن لا خطط لديهم لنشر هذه الصور
المقلقة، حتى في حال اكتمال التحقيق الدائر حولها.
وأضافوا أن صور "حديثة" كما صور الإساءة لمعتقلي سجن أبو
غريب، ستؤجج مشاعر الكراهية ضد الأمريكيين، وبالتالي فإنها
تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي.
يُذكر أن قيادة المارينز في العراق أمرت بفتح التحقيق في
حادث "الحديثة" في شباط المنصرم، بعد أن قدم مراسلو مجلة "تايم"
شريط الفيديو المأخوذ لموقع الحادث إلى القادة الأمريكيين.
كذلك تعهد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، مؤخرا بإجراء تحقيق
كامل في مقتل مدنيين عراقيين على أيدي عناصر من المارينز
في مدينة الحديثة، وقال بوش إنه يشعر "بانزعاج شديد" من
جراء التقارير التي تحدثت عن مقتل مدنيين عراقيين عزّل.
وقالت وسائل اعلام امريكية ان تقريرا عسكريا امريكيا بشأن
قتل ما يصل إلى 24 مدنيا عراقيا في حديثة العام الماضي خلص
إلى ان كبار ضباط مشاة البحرية الامريكية لم يحققوا في
تقارير متضاربة وكاذبة عن هذه الجريمة.
وذكرت محطة سي بي اس نيوز انه على الرغم من توفر أدلة على
عدم صحة التقارير المبدئية التي قالت إن هؤلاء المدنيين
قتلوا في انفجار قنبلة على جانب طريق وجد المحققون ان لا
أحد من ضباط مشاة البحرية الامريكية في التسلسل القيادي
شكك في الرواية الاصلية على الرغم من وجود العديد من "الاشارات
الحمر."
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن اثنين من المسؤولين بوزارة
الدفاع الامريكية قولهما إن اللفتنانت جنرال بيتر تشيرلي
قائد القوات البرية الامريكية بالعراق انتقد كبار أفراد
الفرقة الثانية بمشاة البحرية وأوصى باجراء تأديبي لم يكشف
النقاب عنه لبعض الضباط.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله" خلص إلى أن بعض
الضباط أهملوا في اداء واجباتهم."
ويتهم المسؤولون العراقيون قوات مشاة البحرية الامريكية
بقتل ما يصل إلى 24 عراقيا بالرصاص في حديثة من بينهم نساء
وأطفال في منازلهم بعد أن قتل جندي من مشاة البحرية في
انفجار قنبلة وضعت على جانب طريق.
وقال الجيش الامريكي يوم الجمعة ان تقريرا أرسل للجنرال
جورج كيسي قائد القوات الامريكية بالعراق بشأن ما إذا كان
قد حدث تستر لتورط مشاة البحرية الامريكية في القتل.
وأنهى تشيرلي مراجعته لتقرير فريق التحقيق بشأن ما إذا كان
جنود مشاة البحرية المتورطون في الحادث الذي وقع في 19
تشرين الثاني قد كذبوا بشأن ما حدث عندما قتل ما يصل إلى
24 مدنيا عراقيا وما اذا كان ضباط كبار قد دققوا بما يكفي
في روايتهم.
وقال الجيش في بيان مقتضب "تشيرلي انتهى من توصياته
والنتائج التي توصل اليها اليوم وارسل نسخا من التقرير
لقائد القوات متعددة الجنسيات بالعراق."
وهذا التقرير منفصل عن تحقيق لهيئة التحقيقات الجنائية
بالقوات البحرية والذي قال ساسة أمريكيون مطلعون على بعض
الادلة إنه من المرجح على ما يبدو أن يفضى إلى توجيه
اتهامات بالقتل العمد مع سبق الاصرار.
وقالت محطة سي بي اس انه لم يتم بذل أي محاولة لتصحيح بيان
صحفي غير صحيح أصدره الجيش الامريكي وكرر التقرير الكاذب
المبدئي بأن المدنيين قتلوا نتيجة انفجار قنبلة على جانب
طريق بينما قتلوا جميعا في حقيقة الامر بالرصاص.
ونقلت سي بي اس عن التحقيق قوله ان قيام ضابط بمشاة
البحرية الامريكية بتوزيع 38 الف دولار كتعويض على عائلات
الضحايا دليل واضح اخر على ان التقرير المبدئي كان خطأ.
وقال مسؤول عسكري في بغداد ان التقرير وجد مجالا لادخال
بعض التحسينات في قطاعات "ابتداء من اعداد التقرير إلى
التدريب إلى بيئة القيادة" ولكنه شدد على ان التقرير "اداري
محض " ولا يشكل أساسا لاجراءات جنائية.
وتسلم تشيرلي التقرير المتضمن ما توصل اليه فريق التحقيق
برئاسة الميجر جنرال الدون بارجيويل قبل ثلاثة اسابيع.
ويعد التحقيق واحدا من ضمن سلسلة تحقيقات في مزاعم بسوء
سلوك الجنود الامريكيين بالعراق.
واثارت قضية حديثة مقارنات مع مذبحة قرية ماي لاي التي
ارتكبها جنود امريكيون في فيتنام عام 1968.
وطبقا لما تضمنته مذكرة حصلت عليها وكالة رويترز اصدرت
قيادة مشاة البحرية تعليماتها لقادة عسكريين بالاحتفاظ
بالوثائق المتعلقة بحادث مقتل مدنيين عراقيين في كل من
حديثة والحمدانية لانه من المرجح ان يعقد الكونجرس جلسات
استماع ويطلب المعلومات المتعلقة بالحادثين.
وتم توجيه الاتهام لسبعة جنود من مشاة البحرية واحد
المسعفين بالقوات البحرية بالقتل العمد وارتكاب جرائم اخرى
في حادث قتل مدني عراقي في ابريل نيسان بالحمدانية وهي
قرية غرب بغداد.
وتطلب المذكرة الصادرة بتاريخ السادس من يوليو تموز من كل
القادة الاحتفاظ والحفاظ على الوثائق ورسائل البريد
الاليكترونية المتعلقة بهذه الحوادث "تخطيطها وتنفيذها
والتقارير التالية لها واي وثائق تشير لاي جانب يتعلق
بها."
وتنص المذكرة "الحوادث المزعومة في حديثة والحمدانية قد
اثارت اهتماما مكثفا لدى كل من الكونجرس ووسائل الاعلام."
"يمكننا ان نتوقع استنادا لاسباب معقولة ان الكونجرس سيعقد
جلسات استماع فيما يتعلق بهذه الاحداث وسيطلب تقديم
السجلات المتعلقة بها
|