ثقافة كوردية

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

من غياهب سجون بغداد في الخمسينيات .. (عبدالله كوران) ينشد:يا أخي العربي ..قد جرعنا المرارة من كأس واحدة فأضحت أخوتنا عسلاً شهياً

عبدالله الخطيب

أقام يوماً (تيمورلنك) إحتفالاً في وادي (كانيجولا) الأخضر المزهر، بأبهة تفوق كل وصف، وكان الشاعر السمرقندي (ماني) أحد الحضور، وكان أدناهم الى مجلس تيمورلنك. سأل تيمورلنك بعدما لعبت برأسه الخمرة... يا كرماني، بكم تشتريني لو عرضت في سوق البيع؟
فأجاب الشاعر قائلاً، بخمسة وعشرين ديناراً.
قال تيمور: بخمسة وعشرين ديناراً؟
وإستطرد تيمورلنك في كثير من الدهشة:
- ولكن حزامي وحده يساوي هذه القيمة.
فأجاب كرماني
إنما كنت افكر بحزامك وحده، لأنك انت نفسك لا تساوي فلساً واحداً.
هكذا، خاطب الشاعر ملك الملوك، رجل الهول والشر تيمورلنك دون خوف، فليرفع مجد الشاعر، صديق الحق، فوق مجد تيمورلنك، ولنسبح بحمد الشعراء الذين لا يعرفون غير كلمة الحق الجميلة التي لا تهاب الجبروت والتوحش.(مقتبس عن مكسيم غوركي، حكايات من إيطاليا.)
وشاعرنا العراقي الكوردي من هذا الرعيل من الشعراء الخالدين.
عبدالله بن سليمان بن عبدالله، ولد في حلبجة 1903، في تلك المدينة العروس التي أحرقها رجل الشر بالغازات المحرقة والسامة. و(كوران) إسم قبائل من الحضر كانوا على خصام تقليدي مع عشيرة الجاف الكوردية، وما ذلك إلا بارقة وعي في ذهن الشاعر الشاب ومقت للروح العشائرية والتقليدية البالية والخصام العشائري.
أكمل عبدالله كوران دراسته الإبتدائية في حلبجة، في المدرسة التي افتتحت في العهد التركي. وكان لطبيعة مدينة حلبجة التي تفاعل مع جمالها عبدالله كوران في طفولته الأولى الأثر الكبير في خلق الأحاسيس الرومانتيكية المرهفة من حب للطبيعة، وإحتواء جمالها الرائع والإندماج بها، فأصبح يحب بهجة الحياة على الرغم من البؤس واليتم المبكر الذي عاش أيامهما. ففي العام 1919 إضطر( سليمان بك) والد الشاعر إلى أن يهاجر من حلبجة الجميلة مع اسرته بعد إحتلال القوات البريطانية لها، الى إحدى القرى النائية في جبال (هورامان) وتوفي في السنة ذاتها.
قام (محمد) الإبن الأكبر لسليمان، بالإشراف على تربية عبدالله، فأدخله المدرسة العلمية بكركوك، وأكمل عبدالله ثلاث سنوات فيها، إلا أن إغتيال (محمد) في العام 1921 إضطر عبدالله الصبي الى ترك الدراسة ليعمل من أجل إعالة والدته على الحياة وكسب قوت يومه، فكان عبدالله شجاعاً صاحب إرادة صلبة في التصدي لصعاب الأمور التي واجهته وهو في قمة المعركة من أجل الوجود والعيش.
عمل كوران معلماً في عدد من قرى السليمانية (1925-1927)، ثم عمل في بعض دوائر الدولة. وقد كان مولعاً بالأسفار والتجوال، فسافر أثناء الحرب العالمية الثانية الى فلسطين ليعمل مديراً للإذاعة الكوردية التي فتحت هناك بترشيح من حزب (هيوا) الكوردي في مدينة يافا(1942-1945). وقد كرّس عبدالله كوران جل وقت الإذاعة، لتوعية الناس ضد الخطر (الفاشستي) وضد الإستعمار بصورة عامة مما ضايق الإنكليز الذين أخذوا يسيئون التعامل معه، فاضطر الى ترك العمل والعودة إلى العراق، فأجبر على الإقامة في مدينة أربيل، وعمل في إحد مكاتبها محاسباً حتى نهاية العام 1950.
يعلق الأستاذ حسين علي شانوف على ذلك قائلاً:((إن تلك السنوات نفسها إنما تشكل إنعطافاً أساسياً في نظرة الشاعر عبدالله كوران الى العالم، ونكاد لا نجد فيما نصادفه من قصائده أي أثر لفلسفة الخير المطلق والإنسانية المجردة التي كانت تطغى على أشعاره قبل هذه الفترة)).
شهدت تلك الفترة تحولاً فكرياً عند كوران، صاحبه تحول من الشعر الرومانتيكي (شعر الحب والغزل والوصف) الى الشعرالثوري والنضال الوطني، وقد كتب في تلك الفترة من الزمن يقول: ((في سنة1950 أودعت السجن بتهمة باطلة وحرمت لمدة سنتين من الحرية بسبب قصيدة نظمتها بعنوان (اللحن الأحمر لكوريا البطلة) ضد الإحتلال الأمريكي، وبعد أن خرجت من السجن في العام 1952 عينت رئيساً لتحرير جريدة (زين) الكوردية، لقد حولت الجريدة إلى جهاز منظم ضد الإستعمار والكفاح من أجل توطيد السلم)).
تعرض الشاعر كوران بسبب كتاباته الثورية في جريدة (زين) إلى السجن والنفي و التعذيب، وقد كتب عن تلك الفترة من حياته يقول: (( يسمى خريف 1954 عهد إرهاب (نوري السعيد) الذي كانت يمارسه ضد دعاة الحرية والسلم في العراق، ففي شهر أيلول من السنة ذاتها أودعت السجن مع من اودع، و أمضيت فيه سنتين، وبعد خروجي منه في العام 1956بقيت عاطلاً عن العمل، وفي هذه الفترة بدأت حملة إرهاب جديدة عنيفة ضد الوطنيين الأحرار لا لشيء سوى أنهم قاموا بفضح وتعرية المستعمرين الذين شنوا حرب السويس فأقتادوني إلى المحاكم (العرفية) فحكمت عليّ بالحبس لمدة ثلاث سنوات، أمضيت مدة المحكومية في سجون كركوك وبعقوبة، وعلى أثر قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 أفرج عني مع من افرج عنهم من السجناء السياسيين)).
وقد عمل عبدالله كوران بعد خروجه من السجن رئيساً لتحرير مجلة (شفق)، ثم مستخدماً بإحدى دوائر الدولة في مدينة السليمانية. وتوجه بعد ذلك إلى بغداد وعمل (محاضراً) بالقسم الكوردي بكلية الآداب ومحرراً بجريدة (آزادي)، ويعود قسم رائع من إبداع (كوران) الفني والنقدي إلى تلك الفترة الرائعة من حياته الشعرية وتطوره الفكري والفني، التي داهمه فيها مرض (السرطان) الخبيث، فسافر إلى الإتحاد السوفيتي للعلاج، ولكن دون جدوى فعاد إلى الوطن، وقد توقف ذلك القلب الكبير المملوء بحب الإنسان والإنسانية وحقوقها عن الخفقان في صبيحة الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1962.
كوران في ميزان التقييم
يَعدّ الاستاذ رفيق حلمي في كتابه (الشعر والأدب الكوردي) عبدالله كوران من الشعراء الواقعيين، لإهتمامه المبكر بشؤون الحياة والمجتمع متبعاً إسلوب (الواقعية الجديدة)، فيقول عنه: تحدث كوران عن (الواقع) أكثر من أي شيء ورسم (لوحات) كثيرة من حياة المجتمع الكوردي، وعلى الرغم من مزجه الواقع بالخيال إلا أنه لم يخرج ذلك المزج من حقيقته، وهذه الظاهرة تطغى في أشعار ديوانه (الوردة الدامية).
ساعدت كوران في تطوره الفني والفكري معرفته اللغات المعتمدة في المنطقة التي ترعرع فيها، وهي اللغة التركية والفارسية، إضافة إلى تمكنه من اللغة الإنكليزية، وتعمقه بلغة الوطن الكوردية بلهجاتها المتعددة، واللغة العربية.
إن كوران الشاعر، هو واحد من أعاظم (شعراء الأمة الكوردية) في مجمل تأريخ الأدب الكوردي العام، ويمكن إعتباره أكبر شاعرفي تأريخ الأدب الكوردي المعاصر من حيث الإبداع للأشكال الفنية والأنواع الأدبية المختلفة التي أدى بها أفكاره المعاصرة والتراثية.
وقد سخـّر طاقات وإبداعات اللغات الخمس التي يجيدها لخدمة اللغة الكوردية وآدابها، فارتبط بعلاقة خلق متساو مع (حافظ)، و(الخيام)، و(عشقي)، و(أبي تراب جلي)، و(ناصر خسرو)، و(نامق كمال)، و(توفيق فكرت)، و(جلال نوري)، و(ناظم حكمت)، و(شيللي)، و(كيتس)، و(الرصافي)، و(الجواهري)، وكان تأثير هؤلاء مجرد عنصر من عناصر نتاج كوران ولم يطغ على العناصر الأخرى.
التجديد عند كوران في الشكل والأوزان الجديدة واللغة الرائعة كلُّ لا ينفصل عن المضمون في شعره بصورة عامة. ويمكن أن نحدد مميزات الواقعية الجديدة في شعر كوران بعد وثبة كانون الثاني 1948 في العراق بشيئين: التصوير العميق الرائع لمجموع حياة الشعب وجماهيره الكادحة والفضح الساخر العميق للإستعمار وقوى التوحش والشرّ، وتصوير نضال الشعب وإبراز البطل النموذجي للنضال والتناول الواسع والشامل للأفكار (الثورية) على نطاق الشعبين (الكوردي والعربي) والنطاق العالمي.
كرّس الشاعر العظيم عبدالله كوران حياته(منذ العام 1951) كلياً للنضال الوطني ومكافحة الاستعمار والعمل من أجل القضية النبيلة وحلم (البشرية) في سلام عادل يعم العالم. وقد عمّق ذلك إدراكه الإجتماعي وقدرته على تصوير بؤس الشعب ومطامحه، ومنحاه طاقة كبيرة في رسم ملامح المستقبل. فلم تبق صورة (كوردستان) المزدهرة اًمنية رومانتيكية فحسب، بل أصبحت واضحة الملامح، وأمراً يمكن تحقيقه، يقول كوران:
آنذاك سترانا كيف نعمر الدار..
ونقطع كل أعوام عشرة من التأريخ بعام واحد
نصعد مياه الأنهر إلى قمم الجبال.
ونقلع الصخور العاتية ونزيحها
ونزين أماكنها بحدائق
............................
وستتفتح حدائقنا كلها زهوراً
وتتعلم بلابلنا الحاناً جديدة
وتطرد معجزة الحياة السعيدة البكاء
حتى من مهود الرضع من أطفالنا.
ربط كوران نضال الشعب الكوردي دائماً بنضال الشعب العراقي ككل، وآمن بالأخوة التأريخية المتلاحمة الكبرى بين القوميتين الكوردية والعربية، وآمن بوحدة بلاد النهرين الخالدين، إذ يقول:
أخي العربي آه كم من عباءة
كم من لِبـّادٍ.. مزقنا
إنا كنا نعمل مسخرين للظالمين
آه كم مسحنا العرق من جباهنا
ونحن مثقلون بالأحمال.
أخي العربي يا ذا العينين السوداوين
مراً كان نصيبك، مراً كان نصيبي
قد جرعنا المرارة من كأس واحدة
فأضحت أخوتنا عسلاً شهياً
كان قلب كوران يخفق مع كل حدث في حدود عالمنا، فكان يرى العدو واحداً، ويرى رجعية كل العالم من سلالة أبٍ واحد.


الفنان التشكيلي الكوردي (حسام الدين كاكه يي) .. عودة للطفولة والبراءة والمنابع الأولى للمعرفة

حاوره: عدنان حسين أحمد - أمستردام

ينحدر الفنان التشكيلي الكوردي(حسام الدين كاكه يي) من عائلة فنية مؤلفة من أربعة فنانين تشكيليين ومصور فوتوغرافي، وهم صدر الدين، وفلك الدين، ونور الدين، وحسام الدين، وشمس الدين. وقد أقاموا في العام 2002 معرضاً جماعياً في مدينة كولوم الهولندية، ضمّ نماذج مختلفة من أعمالهم الفنية والفوتوغرافية. وقد أثارت هذه الأعمال ردود أفعال متباينة، وطريفة تنصّب على هذه المصادفة الغريبة التي جمعت خمسة مبدعين في أسرة واحدة. وربما يكون صدر الدين هو الفنان الأكثر تأثيراً في العائلة، ومع ذلك فان لكل واحد منهم عالمه التشكيلي الخاص بالرغم من وجود أوجه كثيرة للتشابه فيما بينهم في التقنيات والموضوعات الفنية التي تجد طريقها عبر الرموز والإشارات المكرسة عن العوالم الأسطورية والميثولوجية.
أقام (حسام الدين كاكه يي) المولود في كركوك 1968 والمقيم في هولندا، عدداً من المعارض الشخصية والمشتركة في شمالي هولندا على وجه التحديد، وقد حقق حضوراً متميزاً خلال السنوات الخمس الماضية. وللتعرف على مصادر ومرجعيات حسام الدين التقيناه ودار بيننا الحوار الآتي:
* أنت منحدر من عائلة فنية، إذ يمارس فيها الرسم أربعة أخوة، فضلاً عن الأخ الخامس الذي يشتغل في المنطقة البصرية ذاتها. من حرّضك علي الرسم؟ هل كان الدور الرئيس في تحفيزك علي الرسم هو صدر الدين، أم أن هناك أشخاصاً آخرين مهّدوا لك طريق الفن والإبداع؟
- في بداية طفولتي عشت في كركوك، وهي بيئة مليئة بالألوان، وفي بيت مليء بقصص المبدعين والفنانين المشاهير. كانت مكتبة العائلة عامرة بكتب الأدب والفن التي حرضتني علي الدخول في هذا الحقل البصري، كما كانت حواراتنا، نحن الأخوة الخمسة، عن الرسم والتصوير الفوتوغرافي، وبقية الفنون الأخرى في حضارات العراق القديمة والحديثة، هي المحفز الأساسي أيضاً لخوض هذه التجربة الفنية. ولا أجد ضيراً في الاعتراف بأن تأثير أخي الفنان صدر الدين، وجهوده الكبيرة التي كان يبذلها في الرسم، كانت مميزة وكبيرة، ولا يمكن تفاديها. وهذا التأثير ليس مقتصراً عليَّ حسب، وإنما على كل أفراد العائلة. كان صدر الدين بالنسبة لنا مفتاح باب الفن الحديث، بل لقد حوّل هذا المهووس منزلنا إلى ما يشبه متحفاً فنياً صغيراً، إذ رسم على الجدران والأبواب والشبابيك، وحتى على أرضية المنزل، العديد من اللوحات الفنية بحيث حوّل البيت من دار للسكن والمعيشة إلى معرض شخصي دائم له، ولهواجسه الفنية المقلقة. كل هذا الجهد الفني الذي بذله صدر الدين كان الدافع الأول الذي حرضني على عشق اللون، والتعلّق بضربة الفرشاة، وجمال الحركة الفنية المقتنصة، كما مدّني بالجرأة، وجعلني أخوض في موضوعات ورموز تنتمي إلى أفقي الذاتي، والى الأفق المعرفي العام أيضاً. نعم، لقد كان صدر الدين أول من أخذ بيدي ودفعني إلى هذا الحقل الفني المليء بالمفاجآت المتواصلة.
* أنت متأثر علي صعيد التقنيات والموضوعات بأخيك صدر الدين أمين، بل أن أربعتكم تشتغلون في منطقة واحدة هي الرموز، والإشارات، والشيفرات، وعوالم الطير، والحيوانات، والأشكال الأسطورية. هل تفكر بأن تغادر هذه المنطقة، وتؤسس للأسلوب الخاص الذي ينتمي إليك كفنان؟
- كما ذكرت آنفاً، لقد عشنا في بيت واحد، وتشبعّت أعيننا بصور ومشاهد البيئة الواحدة، ونهلنا من مصادر معرفية متشابهة، وبالرغم من اختلاف استقبالنا هذه المعطيات الفنية والفكرية والثقافية بشكل عام إلا أن الخيط الروحي، والمسحة الفنية المميزة لأعمالنا ستظل متقاربة جداً، ولا أعتقد أن توزعنا في بلدان متفرقة سيؤثر علي هذا التقارب الذي أشرت إليه. وهذا طبعاً، لا يمنع، من أننا سنتطور كلا في اتجاه خاص قد يختلف عن الآخر بسبب تأثرنا بثقافات ومعطيات جديدة. أنا أزعم أننا الأخوة التشكيليين الأربعة، والمصور الفوتوغرافي خامسنا، نعيش في مجال روحي واحد، وببيئات مختلفة، ومساحات لونية جديدة، وربما تجمعنا الرموز بوصفها لغة مشتركة. هذا هو عالمنا الجميل، والأصيل، والصادق الذي احتوانا، والذي أسميته بالمتحف الصغير لصاحبه صدر الدين والذي فتح لي ولأخوتي الباب، وسمح لنا أن ندخله بمحبة وفرح كبيرين.
* ما هي التقنيات التي تستخدمها في رسم أعمالك الفنية؟
- أنا أركز على التقنيات والأدوات المختلفة التي تلبي حاجتي لانجاز عمل ما مختلف قليلاً عن الآخرين. وكما تعرف أنت جيداً، بأن هناك الكثير من الأدوات التي يمكن أن تستخدم في الرسم بدلاً عن الفرشاة، وقد نجد الإمكانية للرسم بأشياء قد لا تخطر ببال أحد مثل الإبرة التي تستخدم في الحقن الطبية من أجل الحصول على خطوط وأشكال بارزة بفعل الحافة المدببة جداً للإبرة. وهذا ما فعلته خلال تجربتي الفنية. كما أستخدم أنا مواد أخرى في الرسم مثل صمغ الأخشاب، والرمل، أو قطع من قماش معين، فضلاً عن الأدوات والمواد الأخرى المعروفة في الرسم.

* أنت تستخدم البكتوغرافي أيضاً أو الكتابة التصويرية؟
- ان البكتوغرافي بالنسبة لي هو نوع من البحث عن روح الأشياء أو تجسيدها بطريقة بسيطة، ومفهومة حتى للصغار. أو قل أنها عودة للطفولة، وللبراءة، وللمنابع الأولي للمعرفة، وفض الأشياء. وأنا أرى الجمال في تلك البدايات البريئة، وأظن أنها ستبقي حيّة، وفاعلة، ومؤثرة.
* في تجربتك الفنية هل تعوّل على الأشكال أم على المضامين، وهل تعتقد أن التقنيات الأوروبية أكثر فاعلية وتأثيراً من التقنيات المحلية التي كنت تستخدمها في العراق؟
- إنني أتوصل إلى الأشكال من خلال المضامين، وثمة خيوط تربط هذه الأشكال الخارجية بالمضامين الداخلية. وفي هولندا، حيث يتوفر كل شيء، بإمكان الفنان أن يستخدم كل التقنيات والأساليب المتاحة في مجال الرسم. وأن حدود التجريب واسعة لدرجة لا يمكن تخيلها أبداً. ومع ذلك فأنا أعتقد أن الفنان الجيد يستطيع أن يخلق عملاً رائعاً بمواد بسيطة، وألوان محدودة إذا ما أشعل فتيل مخيلته. الفن التشكيلي عالم جميل، ومغرٍ إلى حد بعيد، لكن طريقه شاق ولا يخلو من محاذير ومجازفات، وعلى الفنان ألا يتورع عن القيام بها، وخوضها، وعدم الخشية منها. كما أن المثابرة مطلوبة، والتجريب أمر لا مفر منه، والإتيان بالجديد هو شيء ملّح لا بد منه. إن الإحساس بالمتعة الفنية التي تتولد عند الانتهاء من العمل الفني هي متعة لا تدانيها إلا اللذة الايروسية عندما تصل إلى ذروتها.


نشاطات ثقافية

تدريب المكفوفين على إستخدام الحاسوب

بدأ احد معاهد المكفوفين التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة اقليم كوردستان العراق بتعليم طلبته المكفوفين على طرق إستخدام برامج الانترنت والحاسوب. وقال لقمان شوكت البصير المشرف على مركز (النور) للحاسوب والانترنت (وهو كفيف في الخامسة والثلاثين)، إن تعليم الطلبة المكفوفين على طرق إستخدام الانترنت والحاسوب جاء بعد دخولنا دورة تدريبية في لبنان على برنامج يسمى (نظام تطبيق العمل مع الكلام) وهي أول تجربة يتم إدخالها الى العراق. وبحسب الطريقة، فان باستطاعة الكفيف أن يستخدم الانترنت أو الحاسوب على جهاز خاص مع النطق بالكلمات التي تكتب أو ذكر إسم موقع الانترنت الذي يريد. وأوضح أن الطلاب الذين يتخرجون في هذا المعهد سيكون باستطاعتهم الاستفادة من خدمات الانترنت والحاسوب وطباعة المقالات أو إرسال الرسائل البريدية وتصفح الانترنت حالهم حال الذين يبصرون. وأكد أن البرنامج يعمل باللغتين العربية والانكليزية ويجب أن يتقن الطالب الكوردي الذي يود أن يتعلم الحاسوب والانترنت إحدى هاتين اللغتين.
ويضم المعهد الذي يقع وسط مدينة أربيل ثلاثين حاسوباً موصولة كلها بالانترنت.

جامعتا دهوك و اوبسالا السويدية يجددان إتفاقيتهما

جددت جامعة دهوك وجامعة اوبسالا السويدية الاتفاقية المشتركة بينهما، مع توسيعها لتشمل جوانب اخرى تخص قسم الصحة النفسية في كلية الطب بجامعة دهوك .وأشار الدكتور عبد الباقي مايي ممثلاً عن الجامعة السويدية أن الاتفاقية التي تم توسيعها ستتضمن زيادة الاهتمام بقسم الصحة النفسية للطفل في كلية الطب وتوسيع برامج التدريب والدراسات العليا مع الزام المختصين بالتدريب والدورات بالعمل في الجامعتين. واكد الدكتور عبد الباقي الذي شارك في توقيع الاتفاقية: إن الاتفاقية ستتضمن توسيع اختصاص القسم ليشمل الصحة النفسية للكبار وتوفير الدعم والمستلزمات الضرورية له من قبل الجانب السويدي .

مهرجان السياحة والتراث في مركز دينارته الثقافي

لإبراز الوجه السياحي في إقليم كوردستان وإظهار مكامن الخلل في كيفية وضع اليات خاصة لتطوير الواقع السياحي، والاهتمام بالمصايف ووضع الاطر العامة لنشر ثقافة السياحة والحفاظ على نظافة المنتجعات والأماكن السياحية في مختلف مدن ومناطق الاقليم، وبدعم من وزارة الثقافة في إقليم كوردستان ومديرية الثقافة والفنون في محافظة دهوك، أقام مركز (دينارته) الثقافي مهرجاناً خاصاً تحت شعار (المصايف والتراث ونتاجات اخرى) بمنتجع كربيش السياحي في ناحية دينارته التابعة لقضاء ئاكرى في محافظة دهوك

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة