المدى الثقافي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

قراءة في رواية: شفرة دافنشي .. رواية الرموز والاسرار المقدسة

ابتسام عبد الله

شفرة دافنشي الرواية التي صدرت بالانكليزية عام 2003 لا تزال تثير ضجة عالمية خاصة بعد ان تحولت الى فيلم سينمائي من اخراج رون هوارد بدأ عرضه اخيراً ترافقه مظاهر شتى من دلائل الرفض والاحتجاج والرواية وما تقدمه من حقائق وفرضيات تستحق القراءة وتستحق ايضاً الضجة المثارة حولها خاصة انها تعتمد في سردها الحقائق الدينية على مجموعة من الوثائق الأصلية المحفوظة في عدد من المتاحف والاديرة والكنائس المعروفة، مضافة الى ذلك قائمة من كتب وضعها مؤرخون لهم قيمتهم في مجال عملهم.
يتناول الكتاب موضوع حياة السيد المسيح وعلاقته بمريم المجدلية وهل تحولت تلك العلاقة الى زواج اثمر سلاسة نبيلة ملكية! الفكرة جريئة طرحت سابقاً وتناولها مؤرخون بارزون، كما انها كانت الفكرة الاساسية في فيلم، مارتن سكورسيزي الذي عرض، ترافقه ايضاً حملات من الاحتجاج باسم الاغواء الاخير للسيد المسيح، سيناريو بول شرويدر وبطولة دانييل ديغو وباربرا هيرشي. وفي روايته، قدم دان براون تلك الحقائق والوثائق ضمن اطار من التشويق والاثارة والحركة وهي في صفحاتها الـ(494) تجعل القارئ يلهث معه بحثاً عن الحقيقة، ويتابع حركة شخوصها في انتقالهم من مدينة الى اخرى ومن وثائق متحف الى وثائق في كنيسة او دير قديم.
حقائق تاريخية
ان هناك صراعاً تقليدياً بين جماعة دينية متشددة تدعى (جمعية سيون)، او "الاخوية" وبين الكنيسة (روما). وقد تأسست (الاخوية) في القدس عام 1099 على يد ملك يدعى (غودوفرا دوبون) بعد احتلاله المدينة ويقال ان الملك كان يحتفظ بسر عظيم ووثائق مهمة تعد بالآلاف، كانت في عائلته منذ زمن السيد المسيح، وهو الذي قام بتأسيس الجمعية السرية لحماية هذا السر ونقله من جيل الى جيل لحين قدوم الوقت المناسب لاعلانه. وعلى مدى الاعوام التالية، تكونت اساطير حول هذا السر الذي يعرف اليوم بأسم (سانغريل) وتعني (الكأس المقدسة) وقد اصبحت هذه الكلمة اليوم مثار جدل وتحليل وبحث وصدرت عشرات الكتب حولها، وكان اعضاء جمعية (سيون) يتولون على مدى الاعوام حماية السر والوثائق المتعلقة به.
*في عام1975، اكتشفت مكتبة باريس الوطنية مخطوطات عرفت باسم الوثائق السرية، ذكرت فيها اسماء اعضاء عديدين انتموا للجمعية ومنهم دافنشي واسحق نيوتن وبوتشيللي وفيكتور هيجو وجان كوكتو وهناك ايضاً ما يعرف بملفات البحر الميت وحمادي
*المجموعة الاسقفية الفاتيكانية التي تعرف باسم (اوبوس داي) هي مذهب متشدد وهو حديثاً مثار جدل بسبب تقارير تفيد قيامه بغسل الدماغ بالاكراه والقسر والقيام بممارسات تعرف بـ(التعذيب الجسدي الدامي).
*ان وصف كافة الاعمال الفنية والمعمارية والوثائق والطقوس السرية في هذه الرواية هو وصف دقيق وحقيقي، ودان براون في "شفرة دافنشي" يتابع عبر عدد من شخوص الرواية البحث عن السر وكشفه، وتبدأ الرواية بمقتل القيم على الآثار الفنية في متحف اللوفر، وعلاقة هذه الجريمة بعدد من الاشخاص واشتباه رجال الشرطة بهم، ومن بينهم كاتب امريكي وخبيرة شابة في تحليل الشفرة، يتضح فيما بعد انها حفيدة القتيل ولأن الكاتب الامريكي كان مختصاً بدراسة وبحث الرموز الدينية ومدلولاتها، نجده على اتفاق تام مع خبيرة الشفرة للهرب من الشرطة والقيام بتحقيقاتهما الخاصة بعد كان يبدو جلياً لهما ان القيم كان احد رؤساء جمعية الاخوين (سيون) وان لمقتله علاقة بالسر المقدس وتمضي الرواية في سردها للاحداث المتسارعة ونكتشف ان هناك جماعة في الكنيسة (روما) تلاحق اعضاء الجمعية لمنعهم من كشف السر الذي ان حدث سيسبب ضربة لمصالحها في العالم.
وبحسب معلومات جمعية سيون الاخوية، ان السيد المسيح كان متزوجاً من السيدة مريم المجدلية وانها كانت (حاملاً) وقت صلبه وحفاظاً منها على سلامة الطفل المسيح القادم لم يكن لها خيار غير الهرب والاختفاء وهكذا رحلت من الاراضي المقدسة الى فرنسا حيث وجدت فيها ملاذاً آمناً وانجبت ابنة اسمتها (سارة) وقد ادرج الكثير من الباحثين في تلك الحقبة، تفاصيل الايام التي امضتها مريم المجدلية في فرنسا بما فيها ولادة سارة وشجرة العائلة التي تبعتها اما تلك الوثائق التي تتألف من عشرات الاف من الصفحات الاصلية فقد ظلت تنتقل من مكان الى آخر ويقال ان هناك ايضاً كتاب يحمل تعاليم المسيح بخط يده ومن بين تلك الامور التي تم نقلها من جيل الى جيل سر يتعلق بـ"الكأس المقدسة" وهي عبارة- كما سنعرف في خاتمة الرواية- تعني بقايا رفات مريم المجدلية والوثائق التي تروي قصتها الحقيقية وانه سيأتي ذلك اليوم الذي تنكشف فيه الحقائق ويتم تقديم التبجيل لتلك السيدة وسلالتها، فالكأس تعني الرحم التي حملت سلالة السيد المسيح.
وتعتقد الاخوية (سيون) ان الكنيسة قامت بحملة تشهير للانتقاص من مريم المجدلية وبالتالي من المرأة وتشويه صورتها. ومن افكارها ايضاً تقديس الطبيعة، فالعشوائية في العالم تحمل نظاماً داخلياً دقيقاً يتجلى في مظاهر وامور شتى ولهذا فان شعارها هو زهرة الزنبق- خماسية البتلات- وهو يشير الى المرأة والى افكارهم التي توازن بين الذكر والانثى لان الروح البشرية لا يمكنها الارتقاء- حسب رأيهم- الاّ بوجود العناصر المذكرة والمؤنثة. ومقر جمعية (سيون) في فرنسا وهي تجتذب اعضاء متنفذين في كافة اوربا وهي احدى اقدم الجمعيات السرية في العالم وكان دافنشي رئيساً لها (1510-1519) والمعلم الاكبر فيها.
شفرة دافنشي
قدس ليوناردو دافنشي الطبيعة وفهم اسرار بنية جسم الانسان قبل غيره متوصلاًَ عبر بحوثه في مجال التشريح الى ما يسمى -النسبة المقدسة- وهو الرقم (10618) الذي هو حجر بناء اساسي في الطبيعة بما في ذلك النبات والحيوان والانسان فهذه النسبة التي تسمى (في) سنحصل عليها لدى قياس نسبة اي رقم الى آخر، متعلق بالتركيب الحيوي: مثلاً نسبة التشكيلات الورقية في النبات والنسبة الدقيقة لبنية الانسان العظمية وكذلك الحيوان. وعلاقة دافنشي بالجمعية هي التي تجعله حاضراً في احداث الرواية الحافلة بالرموز والدلالات الرقمية والصوتية. وتقول الرواية ان دافنشي كان على خلاف مع الكنيسة، وكان شاذاً ومتطرفاً وبالاضافة الى ذلك فان غرابة اطواره احاطته، باعتراف الجميع، بهالة شيطانية (نبش الجثث، وتشريحها، لجوئه الى خط غير مقروء والى الكتابة باتجاه معاكس واتخاذه شفرات رقمية) وحتى النتاج الهائل الرائع الذي تركه الفنان من اللوحات الدينية، لم تعبر، كما يقال، عن معتقداته الحقيقية، بل كانت مجرد وسيلة لكسب العيش فقد ظهر بوضوح للمحللين انه كان يجسد في رسوماته تلك رموزاً خفية ابعد ما تكون عن المسيحية وشكلت نزعة دافنشي نحو الفنون الغامضة والسرية موضوعاً أثيراً محيراً بالنسبة للمؤرخين، وتأتي لوحة (الموناليزا) في مقدمة تلك الامور
شفرة دافنشي
تقول الرواية استناداً الى آراء محللين للرموز الدينية والاعمال الفنية، ان لوحة (الموناليزا) هي شكل محير وغامض بالنسبة للدارسين، فوجه الموناليزا، فيه نقاط تشابه مع صورة الفنان نفسه، وهذا الامر يولد افتراضاً ان الصورة تحمل ملامح الانثى والذكر، اي انها تؤكد ايمان الرسام بفكرة التوازن بين الذكر والانثى.
اما لوحة العشاء الاخير فلو تم التدقيق فيها لوجدنا فيها صورة لشخص ذي شعر احمر كثيف ويدين ناعمتين مطويتين وصدر صغير. إمرأة بلا شك جالسة على يمين السيد المسيح -مريم المجدلية- في حين يفترض ان اللوحة تضم ثلاثة عشر رجلاً.
وتضم رواية دان براون العديد من الرموز والاحاجي والارقام والمتواليات السحرية وقد استفاد المؤلف من كل تلك الامور متنقلاً بالقارئ عبر حركة شخوصه بينها عبر شيفرات خاصة وأبيات من شعر تحتاج الى تفسير وهو لا يكشف لنا السر العظيم مرة واحدة، بل خطوة اثر خطوة وكلمة إثر كلمة ليقول لنا في النهاية ان سلالة السيد المسيح لا تزال حية تعيش بيننا، وهناك من يحميها ويحافظ عليها وان هناك وثائق سرية يجب كشفها.
دان براون كان ذكياً في تقديمه الوثائق القديمة او الاشارة اليها، وايضاً في تأكيده على لسان احد شخوصه، ان الدين رحمة من الله نزلت على البشر وان العديد من الاساطير والقصص تحاك باستمرار حول رموز دينية لها جذور عميقة في النفس البشرية وليس من السهل التشكيك بها او محاولة هدم اساساتها فالخيال عنصر ضروري بالنسبة للاديان وهي ستبقى حتى ان ساورت البعض الشكوك في حقيقة كل ما ينسب اليها.


يا ليتنا حلماً مؤبَّداً

جلال زنكابادى

أيستحيل كل ذا
محضَ صورٍ وتنساني؟!
-كيف أنساكِِ؟
ووجهُكِ
رغيفُ كفافي المجبولُ بألذ الاسرار:
وعيناكِ
ما بين الترحيبِ والوداعِ عشا لهيب أسود يهمسانِ:
"أيُّ ذئبٍ قلُبكَ، ونحن ذبالتانِ راجفتانِ!"
وفي وجنتيكِ- اللتين يفوحُ شذاهما في أحرف هذي القصيدة-
يتلألأُ (زاغروس)
كلما نتعانق
كجناحي يمامة مقرورة
إذْ يجتاحنا قلبُ فراشة
تشطفنا أمواجُ أحلامنا
وانا أهذي:
-"يقينا لمْ أبحثْ عمَّ وجدتهُ في أحلامي
حيث وجدتني/ وجدتُكِ
فأنت من ايقظني/ عرَّفني منْ أكون
فيا ليتنا
نظلُّ حلماً مؤبَّداً لا يذوي!
وأظلُّ أليقُ بحبكِ
-حتّى مَ؟
-حتّى بعدما يحتضنُ ثرايَ ثراكِ.....


المشهد الثقافي في السماوة

حامد فاضل

لا تزال مدينة السماوة خزانة كبيرة مترعة بالحكايات ، والشعر ، وصندوقا للفرجة ، والموسيقى .. السماوة لوحة الرمل والماء والنخيل التي أبدعتها يد الفنان الخالق ، واختارتها لتمد سبلا من الضوء بين فتنتها ، وبين أعين أبنائها ، الحكائين / الشعراء/ المسرحيين/ التشكيليين/ الموسيقيين الذين ينبتون في متن تأريخها الثقافي كما ينبت الكمأ في مرآة صحرائها الشاسعة .. ويوم اهتزت المدينة ، وربت وأنبتت من مختلف حقول الإبداع نباتا طيبا سائغا للعقول ، في / القصة/ الرواية/ الشعر/ المسرح/ التشكيل/ الموسيقى/ .. أدلى واردو الإبداع من أبناء السماوة بدلائهم في بئر الإبداع العراقي الطافح الذي لا ينضب ، فانبثقت براعم في شجرة القصة ، وصارت تكبر وتميل بأغصانها نحو ضوء العاصمة حالمة بتمزيق الشرنقة التي نسجت من خيوط أدباء المحافظات لتحلق باحثة عن مكانها بين أنجم المبدعين العراقيين .. فبزغت أسماء لقصاصين عرفتهم العاصمة بغداد كما لم تجهلهم بعض العواصم العربية كحامد فاضل وزيد الشهيد وحيدر المعموري وعادل علي محسن ويوسف المحسن .. وأسماء أخرى لمبدعين أبعدهم الاغتراب عن المشهد الثقافي الداخلي ولكنهم حققوا نجاحا ملحوظا في المشهد الثقافي العراقي في الخارج كالدكتور صباح الشاهر وكريم السماوي وإسماعيل رسول وعاتي البركات وحميد عبس .. بينما اكتفى البعض من القصاصين بايصال أصواتهم إلى أبناء مدينتهم فقط من خلال النشر بالجرائد المحلية التي تصدر في السماوة كجريدة ساوة ، وأوروك ،و السماوة غير ساعين إلى إيصالها إلى العاصمة كالقاص علي محمد علي وجواد الزبيدي وإبراهيم خضوري والقاصتين هدى عبد الكريم وفوزية الجابري .. في حين تميز الناقد شاكر ارزيج فرج بمتابعته لما تجود به مخيلة قصاصي السماوة مكتشفا لهم ومعرفا بهم من خلال قراءاته التي دأب على نشرها في جريدة طريق الشعب خاصة .. ولا يقل عنه تميزا الباحث علي ألحميدي في مجال البحث ألتأريخي ولا الباحث زهير هادي في ميدان البحث التراثي والفلكلوري .. وإذا انتقلنا إلى المشهد الشعري في السماوة طالعنا قمر حط على ذروة هرمه ذلك هو الشاعر الشيخ عبد الحميد السماوي الذي اشتهر برده على طلاسم إيليا أبي ماضي الذي أرسل صديقه الصحفي علي الحوماني من لندن إلى السماوة للقاء الشاعر الشيخ والأعراب عن إعجابه بشاعريته ، ثم الشيخ الشاعر محمد أحمد السماوي ، فالشاعر كاظم السماوي الذي أخذه الاغتراب بعيدا عن وطنه العراق ومدينته السماوة ليموت غريبا بعيدا عن مدينته التي أحبها وتغنى بها في اغلب قصائده وكذلك هو حال الشاعر واللغوي الدكتور نوري العوادي .. ومن الشعراء السماويين الذين كتبت عليهم معاناة الغربة والاغتراب الشاعر يحيى السماوي والشاعر نجم عبد عذوف ومن الشعراء المجيدين الأخوة الزعرييون صادق الزعيري الذي لا تبدو عليه سيماء الاندهاش ببغداد التي أخذت أخويه الشاعرين يحيى صاحب وباقر صاحب كما تميز الشاعران أياد أحمد وسعد سباهي على مستوى المشاركة بالمهرجانات المحلية كالمربد والجواهري .. ومن الشعراء الذين يكتبون القصيدة الحديثة الشعراء عبد الجبار بجاي رئيس اتحاد أدباء السماوة و عباس حويجي وقاسم والي .. ومن بين الشعراء الذين يكتبون قصيدة النثر تميز الشعراء موفق صبحي وحسن حلاوة وعامر موسى ونجم الجابري والشاعرة أمل خضير ومعظم هؤلاء يقدمون نتاجا تهم من خلال منبر الوركاء الثقافي في كازينو الضفاف أو من خلال الأماسي التي يقيمها اتحاد الأدباء المهدد من قبل الإدارة المحلية بترك مقره الفقير الذي لا يتعدى غرفة صغيرة في كواليس قاعة الغدير بسبب عدم استطاعته دفع بدل إيجاره .. في المشهد المسرحي ، استهلت ميم المسرح السماوي بمسرحية تاجر البندقية التي عرضت على مسرح ثانوية السماوة في أواخر الخمسينيات للمخرج والفنان التشكيلي ثامر الدهان وتجدر الإشارة إلى أن هذه المسرحية قدمت باللغة الإنكليزية .. وعلى المسرح نفسه وفي بداية الستينيات عرضت مسرحية أوديب ملكا من إخراج الفنان التشكيلي كاظم أبو كلل أعقبتها مسرحيتا أغنية على الممر ، وجسر آرتا للمخرج صاحب محمد وهو فنان تشكيلي أيضا .. في بداية السبعينيات أخرج خالد خضوري وهو أول فنان متخصص بالمسرح، مسرحيتي قراءات شعرية ، وهاري ترومان لفرقة النشاط المدرسي .. كما أسس الفنانان عدنان أبو تراب ورحيم ماجد فرقة ساوة للتمثيل وقاما بإخراج معظم عروضها التي تميزت منها مسرحية السماع على إيقاع ألجيرك .. كما أخرج للفرقة ذاتها الفنان طارق القريشي مسرحيات الشيخ والطريق ، والصليب ، وثورة الزنج .. ثم تشكلت في السماوة بعد ذلك فرقة المثنى للتمثيل التابعة للفرقة القومية في مديرية السينما والمسرح واستهلت أعمالها بمسرحيتي الدربونة ، وأعيان ذلك الزمان للمخرج عبد الأمير السماوي .. كما أخرج لها الفنان جبار رحيم مسرحية القائم مقام الجديد .. أما الفنان عبد الحسين ماهود فقد أخرج لها مسرحية المحطة .. في أواخر السبعينيات تأسست فرقة المسرح العمالي وحصلت على المركز الثالث في المهرجان العمالي القطري الأول بمسرحية هموم عراقية التي عرضت على مسرح الخيمة في بغداد وهي من إعداد وإخراج حامد فاضل وللمخرج نفسه قدمت فرقة نقابة فناني السماوة مسرحية الحرب وهي من إعداده أيضا ، ولنفس الفرقة أخرج الفنان فاضل صبار مسرحية ، فاوست والأميرة الصلعاء كما أخرج الفنان كاظم حسوني مسرحية الرجل الصغير ومسرحية أغنية ألتم التي شاركت في مهرجان منتدى المسرح ببغداد.. في مطلع الثمانينيات ، تخرجت طليعة من الشباب المسرحيين من معهد وأكاديمية الفنون الجميلة كالدكتور ناجي كاشي ، وفاضل صبار واحمد عبد جاسم وحامد داخل وفيصل جابر .. وقد عرف الدكتور ناجي كاشي بميله إلى السيناريو المسرحي حيث اعد واخرج مسرحية من اجل أنكيدو التي شارك بها فنانو السماوة في المهرجان المسرحي العراقي كما أعد وأخرج مسرحية مدينة العقاب والتي شاركت في مهرجان المسرح العربي والمسرحيتان عرضتا على خشبة المسرح الوطني .. وبعد التغير الذي حصل في العراق في 9/4/2003 شهدت الحركة المسرحية في السماوة نشاطا للفنان الدؤوب عدنان أبو تراب الذي أسس دار ثقافة الطفل ، وأخرج مسرحية الكتاكيت الثلاثة لمسرح الطفل السماوي .. والفنان المثابر فيصل جابر الذي أخرج مسرحيتي بيتنا ، وحكاية الحروف .. ولا يزال هذان الفنانان مع الفنان فاضل صبار يعدان العدة لعمل مسرحي كبير برغم افتقار المحافظة إلى مسرح حقيقي بعد أن دمرت بناية مسرح النشاط المدرسي في الحرب الأخيرة .. وقبل أن نختتم المشهد المسرحي ، وننتقل إلى المشهد التشكيلي ، يقتضينا الالتزام الثقافي أن نذكر أسماء الفنانين المسرحيين الرواد كسالم عزت ومحمد عزيز كاندو وهلال نعوم ومحمد فاضل وعباس الراجب وكامل ألبياتي وحمودي عيدة وباسم العزاوي وناجي مطرود وحمودي شهيد وعباس جبارة التشكيلي الذي عمل في المسرح والذي ابتدأ المشهد التشكيلي على يده في الخمسينيات حيث كان متأثرا بالمدرسة التركية في الرسم على واجهات المقاهي ، وقد جايله في تلك المرحلة الفنان عبد الرزاق قادر ، حتى إذا شارفنا على مطلع الستينيات نجد أسماء عدة لفنانين في ساحة التشكيل السماوي كعلي بركات المتأثر بالانطباعية ، وكاظم أبو كلل منتج اللوحات الرمزية وعلي حنوش الذي عرف بإمكانيته في نقل اللوحات العالمية والفنان التعبيري كامل جيجان وعباس حويجي المهتم بتجسيد النساء الجنوبيات وسامي مشاري ذي الأقنعة والوجوه المتلصصة وجاسم فياض ذي الاستطالات غير الواقعية والأكاديميين عصام ديبس ومحمد على كامل وعدنان صاحب ومحمد نويحل كما تميز الفنان خضير الحافظ بالحفر على الخشب واستغلال لحاء الأشجار في إنتاج لوحات تعبيرية وفي السيراميك برز الفنان خليل السماوي .. كما أسست مجموعة من الفنانين الشباب المغتربين من أبناء السماوة جماعة التشكيليين السماويين في ديار الغربة وهم الفنان حيدر فاخر ومحمد جبار ومظهر هاني وكاظم جابر.. في بداية السبعينيات تخرج بعض الفنانين الشباب في قسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة وبدأوا بمزاولة نشاطهم الموسيقي في قسم النشاط المدرسي بإقامة الدورات الموسيقية حيث برز في تلك الفترة الفنان نعيم الجبوري ليأتي بعده موسيقيون آخرون كانوا هم نواة الفرقة الموسيقية التابعة لمديرية تربية المثنى كالفنان جواد كاظم جعفر وجبار حمد كريدي وعقيل كاظم وحميد كاظم وعماد رحيم ورعد بركات وكريم حنش وكريم شاكر وجعفر ناصر وقيس بهيش الذين أخذوا على عاتقهم إحياء الحفلات الموسيقية في السماوة وتلحين الأوبريتات والأناشيد الخاصة بالنشاط المدرسي ولقد انقطع اغلبهم عن العطاء فيما بعد تاركين المجال الموسيقي للفنانين الشباب حسين طعمة وحسن هادي وريسان السماوي وباسم الصياد ورحمن محمد حسين الذي أسس فرقة خاصة به وكذلك فعل الفنان خالد بركات .. هذه هي أهم ملامح المشهد الثقافي في مدينة السماوة التي تشهد اليوم تغيرات دراماتيكية على الأصعدة كافة.


من المكتبة العربية

العراق ورهان المستقبل

تأليف :ميثم الجنابي
الناشر: دار المدى ـ دمشق 2006

ميثم الجنابي أستاذ الفلسفة الإسلامية في الجامعة الروسية. يبحث في هذا الكتاب تاريخ العراق منذ الحضارة السومرية والبابلية والآشورية، مروراً بسقوط بغداد في القرن الثالث عشر، ثم السيطرة العثمانية، وبعدها الأوروبية، وصولاً إلى الاحتلال الأميركي عام 2003. هذا الواقع الجديد وضع العراق أمام خيارات وبدائل عديدة. لأن إسقاط التوتاليتارية البعثية والديكتاتورية الصدامية لا يعني الوصول إلى الحرية والديمقراطية. كما أن الادعاء بالديمقراطية لا يعني أن هذا البديل قد تحقق. مما يترك الباب مفتوحا أمام عودة الاستبداد بصيغ وأشكال مختلفة، وما يرافق ذلك من أخطار وحروب مدمرة. فالعراق يواجه من الناحية الواقعية في المرحلة الراهنة مشاكل قومية وطائفية وجهوية. وهي مشاكل مركبة وشاملة. لأن الاستبداد أحدث خللاً بنيوياً في المجتمع العراقي. والتوحيد القسري الشامل أدى إلى التجزئة الشاملة في كل شيء. وتفتيت وتهميش شبه كامل لمكنونات الهوية العراقية.

القضايا النقدية في النثر الصوفي حتى القرن السابع الهجري

تأليف :وضحى يونس
دمشق 2006

يشتمل كتاب د / وضحى يونس (القضايا النقدية في النثر الصوفي حتى القرن السابع الهجري) على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة وثبت بالمصادر والمراجع العربية. تنوه الباحثة في مقدمتها إلى أن حظ النثر الصوفي من النقد يكاد يكون معدوماً، لأنه هُمِّش ولم يُعر اهتماماً. وإذا كان ثمة حركة نقدية تناولت الصوفية مثل كتاب (اللمع في التصوف) للسراج الطوسي، وكتاب (طبقات الصوفية) لأبي عبد الرحمن السلمي، وكتاب (حلية الأولياء) لأبي نعيم الأصفهاني، فقد تناولتها بوصفها ظاهرة. إذ تمحورت حول التأريخ، والتصنيف، والتراجم، والجمع، والتحقيق، وتدوين الانطباعات العامة والذاتية عنها، والاهتمام بأبعادها الدينية والفلسفية، لا بأبعادها الفنية. فقد أهمل النقد روح الأدب التي تسري في نصوص النثر الصوفي على الرغم من ظهوره المبكر في القرن الأول الهجري.

ابن خلدون رائد العلوم الاجتماعية والإنسانية

تأليف :فؤاد البعلي
الناشر:دار المدى ـ دمشق 2006
يواصل الباحث والأكاديمي العراقي فؤاد البعلي البحث بشكل معمق في فكر ابن خلدون، ويسعى إلى تبيان جوانب مختلفة من تراث هذه الشخصية العلمية البارزة التي تحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث. وهو ما يؤكده الباحث إذ يشير في مقدمته، كنوع من التبرير لبحثه هذا، إلى ما يقوله المفكر العربي عبد المجيد مزيان: (إننا لنتعجب من الذين يلومون على الباحثين مبالغتهم في الاعتناء بابن خلدون. إذ ما زلنا نرى أن الأبحاث التي صدرت عنه غير كافية حتى الآن للإحاطة بجميع جوانب ومهام وأهداف علم العمران الخلدوني)، وهو ما يؤيده الباحث البعلي ويدفعه للإسهام في إلقاء المزيد من الضوء على نتاج هذا المفكر الكبير، كما يفعـــــــل في هذا الكتاب.

أمريكا في الخليج

تأليف :د. فتحي العفيفي
مركز الأهرام للترجمة والنشر
يعالج المؤلف فتحي العفيفي موضوعه من خلال تناول استعصاء التوازن في الإستراتيجية الأمنية الجديدة مركزا في هذا الخصوص على الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الإستراتيجية الأمنية الجديدة والتي برزت أهميتها إثر ظهور النفط حيث إن المسألة الأمنية، حسبما يشير المؤلف، لم تكن تثير جدلا من أي نوع في منطقة الخليج العربي قبل حقبة الطفرة النفطية. ويوضح أن هذه الإستراتيجية أصبحت صيغة أميركية خالصة. ويعرض المؤلف في هذا الخصوص لإرهاصات التحول الأميركي الراديكالي من السياسة المثالية النموذجية الاستحيائية الخجولة في طرح استثماراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم إلى رؤية جديدة تعكس صيغة أمنية مغامرة تعظم الشأن الأميركي وتدعي أحقيته الزمنية في الهيمنة بعد نجاح الثقافة والاقتصاد الأميركي المذهل في استقطاب العديد من الشعوب والدول فيما عرف بالحضارة المعاصرة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة