جناية محمد الماغوط
نصوص: باقر جاسم محمد
1-
جناية محمد الماغوط
ترى ما الذي جنته
يداك،
وأنت تحتطب في أعالي غابة الشعر،
فاتحاً عيوننا..
على بقايا أوطاننا المحترقة؟
يا لك من متنبئ فاشل،
وأنت تذكرنا منذ نصف قرن،
بآننا الراهن
وبحرائقه التي دخلت كل بيوتنا!!
2- يقظة
حين استفاق من
يقظته
أدخله الكشف في رؤيته
حين نحى الصحو عن لحظته
أخذه الحلم إلى دهشته
3- كان..
كان شاحباً مثل
كلمة شحوب،
كان متعباً مثل كلمة تعب،
كان
حزيناً
مثل
كان حزيناً مثل رجل فقد حبيبته،
فقد
وطنه.
4- علامة تعجب
ما أعظم
الكلمة..!
كم هي رقيقة..!
كم هي صلبة..!
كم هي خصبة..!
كم هي رائعة..!
بدءاً بكاف كونها..!!
وانتهاءً بتاء تأنيثها..!!!
5- كيمياء الكلام
مضى عليه دهر وهو
يمسك بوردة الحلم..
الصفراء، الحمراء، الزرقاء،
التي لا لون لها،
ومذ أدرك عمق الذات،
شغله البحث في كيمياء الكلام،
عن طاقة الكلمات،
عن الفرق في المعنى بين الحب والحرب،
عن كلمة النار التي ما أن كتبها
حتى احترقت الورقة،
وكل شيء في غرفته،
عن كلمة النوارس التي ما أن كتبها،
حتى أضاء البحر تحته..
أزرق لامعاً مثل عيني حبيبته.
6- اسد بابل
قال الرجل الممدد
تحت الأسد:
منذ عصور،
وأنت تقف منتصباً وحاجباً عني السماء،
فمتى يزول ظلك عني؟
قال أسد بابل:
أنا فوق،
وأنت تحت،
هكذا كنا،
وهكذا سنبقى،
أما السماء، فهي لن تشتاق إليك،
لأنك لم تفعل شيئاً حتى تراها.
|