ذاكرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

شعراء وأدباء المنتفك

تأليف: عناية الحسيناوي

مراجعة/ باسم عبد الحميد حمودي

صدر كتاب الباحث والشاعر عناية الحسيناوي بجزئه الاول عام 1957 وضم بداية مقدمتين صغيرتين عن حياة السيدين ابراهيم النقيب متصرف (محافظ) لواء المنتفك وحسين الصياح وكيل مدير معارف (تربية) اللواء باعتبارهما راعيين للكتاب الذي يعد اشبه بموسوعة ضمت تفاصيل عن حيوات واشعار الشعراء والقصاصين عبد القادر رشيد الناصري ومجيد حمد النجار ورشيد مجيد السعيد وحمدي آل حمدي وعامر طاغي البطي وفاضل السيد مهدي الناصري وصبري حامد العميري وعباس الملا علي وعبد الكريم الامين وعزران البدري وريسان سمير العسكري وسالم حسون السالم وعبد المحسن الكناني ووحيد الهلالي، وينتهي الكتاب بدعوة من المؤلف للقارئ لانتظار الجزء الثاني من الكتاب الذي سيضم اسماء بعضها اهم من الذين قدموا في الجزء الاول ومنهم صلاح نيازي وكاظم جواد وعبد اللطيف اطيمش وجعفر حيدر وخالد قادر ولبيبة الحمداني وعبد الرزاق رشيد واسعد محمد جعفر الخفاجي وقيس لفتة مراد ومصطفى جمال الدين وطالب مشتاق وسواهم ولم يصدر هذا الجزء لظروف قاهرة كما يبدو ابرزها عدم اهتمام بعض هؤلاء الادباء بتقديم المعلومات الكافية عن سيرهم الشخصية وعدم وجود دعم مادي لمشروع هذا الكتاب الذي كان من الممكن لو صدر بجزئيه ان يؤرخ لمجموعة من الادباء والكتاب في هذه المحافظة التي كان اسمها المنتفك نسبة لقبائل المنتفك ثم غير اسمها الى الناصرية فيما بعد باعتبارها عاصمة للواء مثلما غير اسم لواء الدليم الى محافظة الرمادي ابتعاداً عن التسميات العشائرية وذلك في مرسوم صدر اثر ثورة 14 تموز 1958 ويختصر الحسيناوي في (كلمة بريئة) معاناته بانه انتظر ان يلبي الجميع فكرته في اصدار مطبوع ببلوغرافي كهذا في ان البعض مدوا له يد المؤازرة والتشجيع في وقت ما يقول: "خذلني فيه البعض الآخر متذرعين انهم لا يملكون نتاجاً وانهم لا يستحقون الدرس والكتابة كما تعذر آخر بانه شاعر عصره واديب زمانه ولا يمكن ان يذهب بشهرته وسمعته مع هؤلاء الانفار المتأدبين والمتطفلين على الشعر.. على حد قوله".

عناية الحسناوي
وجاءت مقدمة عزران البدري عن الكتاب والكاتب بالقول: انه شاعر شاب ولد عام 1930 في مدينة الناصرية تخرج في دار المعلمين الابتدائية عام 1951 وقد عشق الشعر منذ طفولته واستطاع ان ينشر قصائده في مجلة المجلة وسواها بلغة رقيقة شاعرة، ثم اختار من قصائد الحسيناوي عدة مقاطع منها قوله:
دعني اشيد بذكرهن        
    ان كنت تجهل امرهن
وقل الحقيقة عادلاً            
من قال انك فقتهن؟
ان الرجال خلائق        
    وكذا النساء وحبهن
ان الخيانة عندنا        
    نحن الرجال وعندهن
لو كنت تشعر صادقاً         
ما كنت تنكر فضلهن

عبد القادر رشيد الناصري
ولد الشاعر في مدينة السليمانية سنة 1920 ورحل وهو في السادسة من عمره مع عائلته الى الناصرية حيث اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها وقال الشعر وهو صبي بعد ان حفظ الكثير من الشعر وتأثر بشعراء المهجر كثيراً وبدا ذلك واضحاً حين اصدر مجموعته الشعرية الاولى (الحان الالم) سنة 1939 ثم وجد نفسه كالطير الحبيس فهجر الناصرية الى بغداد متصلاً بالجواهري وفؤاد عباس وعبد الحميد الملا ودرس فنون البلاغة والمنطق على يد الشيخ عبد القادر الخطيب واشتغل الناصري سنة 1948 في الاذاعة الى جانب عدد من الصحف الصادرة آنذاك، ثم ارسلته وزارة المعارف سنة 1950 الى باريس ليكمل تحصيله العالي لكنه اضطر للعودة الى بغداد بعد عام بعد ان سحبت الوزارة تمويلها لبعثته وصادف مصاعب حياتية كثيرة حتى عين موظفاً في امانة العاصمة. اغلب شعر الناصري رومانسي ذو صور مشتعلة بالعاطفة وكان قبيل وفاته عام 1965 قد فقد الكثير من قصائده لتظهر باسماء اخرى في القاهرة وسواها ليعيد الشاعر كامل خميس نشر الديوان المفقود بعد ذلك عام 1967، لكن ذلك لا يدخل في حسابات كتاب الحسيناوي الذي كان يتحدث عن شاعرية الناصري مشيداً وليختار عدداً من قصائده المبكرة قبل صدور ديوانه الثاني (حرية وجمال) الذي صدر عام 1951 ومنها مقاطع من قصيدته المطولة (ملاح البحر) التي كتبها في الاسكندرية في العام ذاته ومنها:
قهقه البدر وغنى الموج للرمل الحبيب
وتهادت نسمة تفضح اسرار القلوب
تحمل الاطياب والشوق لمهجور غريب
وغفا الشاطئ مخموراً على رقص القيان
خدرت اجفانه الفتنة في كل مكان

مجيد حميد النجار
ولد في ضواحي مدينة سوق الشيوخ في محلة النجاجير سنة 1923 من اب كان رئيساً لعشيرته اتهم بقتل رجل ما فهرب الاب وولده الى الكويت ومنها الى مدينة الفلاحية في ايران حيث قضوا سنتين هناك ثم عاد والده الى الناصرية حيث قدم للمحاكمة وخرج بريئاً من التهمة، درس النجار حتى اكمل القسم العالي في دار المعلمين الابتدائية متخصصاً بالانكليزية وعين في كرمة بني سعد ثم نقل الى قرية قرب مدينة الحيرة حيث نشر مقالاً بعنوان (مأساة التعليم الريفي في العراق) فحوكم من قبل لجنة الانضباط حيث قررت نقله الى لواء ديالى فاستغل فرصة قربه من بغداد ودخل كلية الحقوق عام 1946 ليتخرج فيها عام 1950، ليعمل في المحاماة منصرفاً الى القانون والادب في آن واحد حيث نشر الكثير من القصص والخواطر الادبية.

رشيد مجيد السعيد
ولد سنة 1922 وعاش حياة متعبة متطيرة بسبب مرض جلدي انتشر في وجهه واحب في شبابه فتاة يهودية عانى الكثير من اجلها، كتب الكثير شعراً ونثراً ومن قصائده قوله:
الملايين قبلنا من ضحايا الجهل اودى بهم ضلال الايام
فتواروا عن الوجود ملء الدهر من ذكرهم حديث دام
أي حب اذن يسود بني الارض وقد اغمضوا على الاجرام
فالتقي التقي من صير الباطل حقاً ولج في الآثام
كتب رشيد مجيد ملحمة بعنوان (ليلى) نشرها تباعاً في جريدة الاماني في الخمسينيات وكان رساماً محترفاً واضح البنية التشكيلية.

حمدي آل حمدي
ولد الشاعر في سوق الشيوخ عام 1916 في عائلة لغة وادب ولم يكمل تعليمه لكنه كان منصرفاً الى شؤون الادب لدراسته على يد اعلام النحو والادب في مدينته وقد عين لفترة عضواً في مجلس ادارة اللواء ورئيساً لبلدية كرمة بني سعيد.
تأثر الحمدي بشعر المتنبي وبمقالات فهمي المدرس وكان من الرجال الذين ثاروا على اسار التقاليد وعلى تلون بعض الناس، وقد نظم الكثير من القصائد المثقلة بالوجع الانساني، ومن قصائده المهمة (ثورة النفس) التي يقول فيها:
ويوم به استعرضت كل جماعة        فكان بها للانحطاط تقدم
فقوم على طمس الحقيقة اجمعوا        وقوم على هتك النواميس اقدموا
وقوم يرون الكذب من زينة الفتى        اذا من وراء الكذب نفع ومغنم
وقوم يبيعون الضمائر سلعة            وعندهم رب النميمة مكرم

عامر طاغي البطي
ولد في الناصرية 1922 ودخل الكتّاب ثم درس الابتدائية والمتوسطة وفي عام 1946 سافر الى ايران للعمل وظل هناك اربع سنوات يشكو مرارة الغربة وعاد الى الناصرية ليكمل دراسته الاعدادية وعين موظفاً في مديرية المعارف، تميز شعره بسلاسة الاسلوب والقدرة على البناء الجيد للقصيدة التقليدية وقد كتب الخاطرة والمقالة النقدية.

صبري حامد العميري
ولد في الناصرية سنة 1933 ولم يستطع اكمال دراسته وعمل مراسلاً للصحف العراقية في الناصرية ثم سافر الى بغداد سنة 1954 ليعمل في القسم الثقافي لجريدة اليقظة لكنه عاد بعد بضعة اشهر الى الناصرية ليوظف في ادارتها المحلية، والعميري شاعر وقاص له قصة طويلة لم تطبع بعنوان (انامل ابليس) ودراسة واسعة عن شاعرية ابي نؤاس اضافة لنشره الكثير من القصص والقصائد والمقالات في الصحف البغدادية.

عباس الملا علي
ولد الشاعر المعلم عباس الملا علي في الناصرية سنة 1916 ويمتد تأثيره التعليمي كاستاذ لغة الى العديد من الادباء والكتاب في المدينة قبل ان يرحل الى بغداد ويتوفى فيها في ثمانينيات القرن العشرين، وقد كتب عباس الملا علي الكثير من القصائد والمسرحيات الشعرية وجمع العديد من الامثال الشعبية وقصصها وقد نشر ديوانه الشعري بعد وفاته بسنوات.

عبد الكريم الامين
ولد في الناصرية سنة 1926 وبعد اكماله الدراسة الثانوية عين مديراً لمكتبة المعارف في المدينة وعمل بصدق من اجل حزب الشباب للدرس والمطالعة وصارت غرفة الامين في المكتبة بمثابة ندوة ادبية يومية يحضرها ابرز ادباء المدينة ومثقفيها وقد كتب الامين قصصاً وخواطر متعددة.

عزران البدري
ولد في قرية قريبة من الناصرية عام 1918 وتعلم القراءة والكتابة بجهد شخصي نادر وانصرف الى الدرس والتثقيف الذاتي حتى انه انجز كتاباً مخطوطاً عن (صولون مشرع اثينا) اضافة لنشره الكثير من القصص والبحوث في صحف العاصمة.

ريسان سمير العسكري
ولد في سوق الشيوخ عام 1937 وانتقلت عائلته الى كردستان العراق حيث اتقن ريسان الكردية والتركمانية اضافة الى دراسته الثانوية ليعود الى بغداد ويعمل فيها في عدة اماكن غير رسمية منصرفاً الى كتابة القصة القصيرة ليصبح في الستينيات واحداً من كتابها اللامعين قبل ان تحيط به المصاعب الحياتية لينصرف عنها الى حياة اخرى مثقلة بالمتاعب.

آخرون
من الكتاب والشعراء الآخرين فاضل السيد مهدي وسالم حسون السالم وعبد المحسن الكناني ووحيد الهلالي الذين قدموا الكثير للادب في تلك المحافظة التي قدمت الكثير من المبدعين حيث سجل الحسيناوي لهم فضلهم في العمل الثقافي في كتابه هذا وقد فعل خيراً كثيراً.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة