اتفق مع
الامريكيين على اعادة نشر قوات التحالف في بغداد ومع
الاردنيين على علاقات ايجابية ..
المالكي
يؤكد من على منصة الكونغرس الامريكي الاصرار على دحر
الارهاب ويحث
العالم على دعم العراق
- عمان تتعهد
بأتخاذ خطوات ايجابية لدعم العملية السياسية في العراق
متابعة / نزار عبد الستار
اكد رئيس الوزراء
نوري المالكي امس الاول في عمان ان الاردن اتخذ مواقف جيدة
داعمة لوضع الامن في العراق وانها ستتخذ مواقف بحق من
يتخذون من الاردن منطلقا للاضرار بالامن العراقي.
وقال المالكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء
الاردني معروف البخيت ان هناك اتفاقاً على عقد لقاءات بين
المعنيين بالاجهزة الامنية في البلدين لوضع اللمسات
التفصيلية الواضحة لمواجهة كل الذين يتخذون من هذه الفرص
محاولة للاساءة.
ووصف المالكي لقاءه بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني
بالايجابي والبناء وقال: هناك امور اخرى تباحثنا فيها تؤسس
لعلاقات ايجابية بين البلدين مشيرا الى بحث تقديم تسهيلات
نفطية للاردن.
من جهته قال البخيت للصحفيين: سترون خطوات جدية في دعم
العملية السياسية في العراق ودعم الاصلاح ودعم الحكومة
العراقية المنتخبة.
و تحدث المالكي عن اتفاقيات من حيث المبدأ لزيادة حجم
التبادل السلعي وتطوير التعاون الثنائي بما في ذلك ترتيبات
تزويد الاردن بالنفط العراقي باسعار تفضيلية.
وخلال لقائه بالمالكي في العقبة شدد العاهل الاردني على
استعداد بلاده لتجديد دعوة سابقة إلى تضييف مؤتمر القيادات
الدينية العراقية بالتنسيق والتعاون مع الحكومة العراقية.
وكان من المفترض ان تضيّف عمان مؤتمر الحوار العراقي في
ربيع العام الحالي الا انه ارجئ في اللحظات الاخيرة.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد انهى الخميس الماضي
زيارة للولايات المتحدة استمرت ليومين التقى خلالها الرئيس
جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد فضلا عن القاء كلمة
تاريخية امام اعضاء الكونغرس والشيوخ.
واجتمع المالكي يوم وصوله الى واشنطن الثلاثاء الماضي
بالرئيس بوش واجرى مباحثات مطولة حول الاوضاع في العراق
والمنطقة.
وعقب الاجتماع الذي حضره عدد من اعضاء الوفد المرافق
للمالكي وكبار مستشاري الادارة الامريكية عقد رئيس الوزراء
المالكي والرئيس الامريكي مؤتمرا صحفيا رحب في مستهله
الرئيس بوش بالمالكي ووصف المباحثات معه بالهامة
والتاريخية.
وقال الرئيس بوش ان المالكي كان صريحا وجادا في عرض
المسائل وحمل معه خطة شاملة وواضحة لحل الامور العالقة
واضاف بوش ان المالكي اكد رغبته في عدم انسحاب القوات
الامريكية لحين تمكن العراقيين من ضمان امنهم وانه اكد له
ان الادارة الامريكية الحالية سوف تظل الى جانب العراق
حكومة وشعبا لحين تمكنهما من اداء مهامهما.
وقال بوش انه يدعم اقتراح المالكي في تشكيل لجنة مشتركة
لتعزيز القدرات الامنية العراقية خاصة في بغداد لضمان
الامن والاستقرار وفي عموم العراق. واوضح الرئيس بوش في
المؤتمر ان المالكي طلب دعم القوات العراقية وانه يحتاج
الى المزيد من المعدات لقوات الجيش العراقي وابدى بوش دعمه
لذلك اذا ما اوصى القادة به.
واشار الرئيس الامريكي الى انه ناقش بناء على طلب المالكي
تعديل خطة امن بغداد وجعلها اكثر فاعلية واصفا الجيش
العراقي بانه قوة ذات كفاءة وتجلب الثقة.
من جانبه قال المالكي انه متفائل حول نجاح خطة امن بغداد
وانه وضع النقاط على الحروف خلال الحوار الجدي والصريح
الذي جرى مع الرئيس بوش وانه تم تحديد تفاصيل الرؤية
لعملية دعم الوضع الامني والاعمار في العراق للمراحل
المقبلة.
واضاف: المهم فيما نسعى له الان هو ان نوقف عمليات القتل
والتخريب في العراق
الى ذلك التقى رئيس الوزراء نوري في البنتاغون وزير الدفاع
دونالد رامسفيلد وبحث معه زيادة عدد القوات الامريكية في
بغداد لدعم خطة المالكي الامنية.
رامسفيلد اكد بعد اللقاء ان جنودا امريكيين وعراقيين
سينتشرون باعداد كافية في بغداد. واضاف رامسفيلد ان
المالكي يجري باستمرار اتصالات مع الجنرال كيسي قائد
القوات الامريكية في العراق بشأن الخطة الامنية في بغداد.
وزير الدفاع الامريكي رفض الافصاح عما اذا كانت الولايات
المتحددة تخطط الى ارسال قوات اضافية الى العراق موضحا ان
حجم القوات الامريكية تحدده الظروف الميدانية.
وبحسب مسؤول كبير في البنتاغون فان المالكي ابلغ رامسفيلد
بوجود مراجعة شاملة لاداء الشرطة العراقية وهياكلها.
مصادر في وزارة الدفاع ذكرت ان المالكي بحث والوفد العسكري
المرافق احتياجات الجيش العراقي كما تطرق الجانبان الى
اجراء تغييرات في طبيعة انتشار قوات التحالف لاسيما في
بغداد الشهر المقبل. مصادر عسكرية اشارت الى ان الكتيبة
الثانية وقوامها 4000 جندي من فرقة المشاة الاولى
الاميركية ستنتقل الاسبوع المقبل من المانيا الى العراق
للمشاركة في دعم الخطة الامنية لمنطقة بغداد.
مستشار الامن القومي الامريكي استيفن هادلي قال ان بلاده
والعراق اتفقا على معالجة مشكلة الهجمات التي يشنها حزب
العمال ضد تركيا. واضاف هادلي انه تم اقتراح تسوية لهذه
المشكلة في اطار ثلاثي امريكي تركي عراقي وان الحكومة
العراقية ستعلن الخطوات الضرورية لذلك.
من جهة اخرى اعادت الولايات المتحدة الى رئيس الوزراء نوري
المالكي تمثالا ثمينا سرق من متحف بغداد الوطني عقب سقوط
نظام صدام عام 2003. التمثال لاحد ملوك لكش ويعود الى عام
2400 قبل الميلاد سلم للمالكي في مقر السفارة العراقية في
واشنطن خلال حفل رسمي شارك فيه السفير الامريكي في العراق
زلماي خليلزاد. وكانت الخارجية الامريكية قد ابلغت من قبل
مخبرين عن وجود التمثال في سوريا مما سمح باعادته الى
الولايات المتحدة في ايار الماضي.
الى ذلك شكر رئيس الوزراء المالكي الكونغرس والشعب
الامريكي على دعم العراق وقال في خطاب له قوبل بحفاوة
بالغة امام اعضاء الكونغرس: اشكركم على تصميمكم المستمر
على مساعدتنا في الحرب ضد وباء الارهاب حيث نخوض معركتنا
من اجل الدفاع عن ديمقراطيتنا الناشئة وشعبنا الذي يتطلع
الى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون.
الى ذلك طلب عدد من النواب والشيوخ الديمقراطيين من رئيس
الكونغرس الامريكي دينيس هاستر منع رئيس الوزراء نوري
المالكي من توجيه خطاب في الكونغرس يوم الاربعاء الماضي.
وجاء طلب الديمقراطيين الغاضبين هذا بسبب تصريح رئيس
الوزراء والذي دان فيه اسرائيل بسبب صراعها الدامي مع حزب
الله في لبنان.
وكان المالكي قد قال في وقت سابق: ان العراق يطالب المجتمع
بان يتخذ موقفا عاجلا وسريعا لوقف هذا العدوان ضد لبنان
ووقف قتل مواطنين ابرياء ووقف تدمير البنية التحتية.
وفي رسالة لهاستر اشتكى 20 عضوا من اعضاء الكونغرس وقالوا
ان سياسة العراقيين الخارجية تتعارض مع اهداف الولايات
المتحدة وان على منصة الكونغرس ان تعكس قيم امتنا.
وقد وقع على الرسالة الموجهة لرئيس الكونغرس 50 عضوا
ديمقراطيا معبرين فيها عن مشاعرهم للرئيس الامريكي جورج
بوش.
كذلك بدأ ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ بجهد مماثل في المجلس
وذلك بتوجيه رسالة الى المالكي. وطالب الشيوخ الثلاثة
المالكي توضيح وصفه لاسرائيل بصورة اكثر وضوحا وشمولا قبل
ظهوره امام لجنة الكونغرس المشتركة.
الباحث في معهد بروكنز مايكل اوهانلن قال للاعلام ان
التماسك السياسي هو التحدي الذي يواجهه الجيش العراقي اكثر
من الحاجة الى المعدات والتجهيزات وطالب الادارة الامريكية
بان تصغي للمالكي جيدا وان على الامريكيين اخذ اعتراضات
رئيس وزراء العراق بعين الاعتبار في إشارة منه الى موقف
المالكي من الحرب في لبنان.واعتبر اوهانلن ان زيارة
المالكي فرصة للامريكيين ليعملوا على تغيير انطباع الشعب
العراقي عن الولايات المتحدة.
نص
كلمة المالكي امام الكونغرس الامريكي
بسم
الله الرحمن الرحيم
سيادة رئيس المجلس
السيد نائب الرئيس
السيدات والسادة اعضاء الكونغرس المحترمون
انه لمن دواعي سروري ان اكون اول رئيس وزراء عراقي منتخب
دستوريا واخاطبكم انتم الممثلون المنتخبون للشعب الامريكي
واشكركم لمنح هذه الفرصة للحديث هنا امام مجلسكم الموقر.
دعوني ابدأ بشكر الشعب الامريكي باسمي وباسم الشعب العراقي
من خلالكم على دعمه لشعبنا للخلاص من الدكتاتورية، والعراق
لن ينسى من وقف معه في محنته سابقا ولاحقا وضحى من اجل
حريته.
اشكركم على تصميمكم المستمر على مساعدتنا في الحرب ضد وباء
الارهاب، حيث نخوض معركتنا من اجل الدفاع عن ديمقراطيتنا
الناشئة وشعبنا الذي يتطلع الى الحرية والديمقراطية وحقوق
الانسان وحكم القانون وهذه كلها ليست قيما غريبة انما قيم
عالية لكل بني البشر، انها تمثل التجسيد الاسمى لعقيدتي
وديني انا ومعي كل شخص يحمل روح التحرر في داخله.
ان الحرب ضد الارهاب تمثل مواجهة حقيقية مع اولئك الذين
يريدون اطفاء شعلة الحرية وفي هذه المعركة نحن نقف في الصف
الاول للدفاع عن القيم الانسانية، اعلم ان البعض يشكك في
كون العراق جزءا من الحرب ضد الارهاب، دعوني اتحدث بكل
وضوح، نحن اليوم امام معركة بين اسلام حقيقي تشكل فيه حرية
الانسان وحقوقه متبنيات اساسية وبين الارهاب الذي يتلفع
بعباءة الاسلام زيفا وزورا وهو في الحقيقة يشن حربا على
الانسانية والاسلام والقيم والمبادئ وينشر الكراهية بين
البشر مخالفا فيما جاء في قرآننا الكريم “انا خلقناكم من
ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند
الله اتقاكم”، وفي الحقيقة فان الارهاب لا دين له فديننا
يقول “ من قتل نفس بغير نفساً او فساد في الارض فكأنما قتل
الناس جميعا”، آلاف من الارواح التي ازهقت بشكل مأساوي في
(11) من سبتمبر عندما اطل ادعياء الاسلام بوجوههم القبيحة
على العالم وآلاف اكثر يموتون اليوم وبشكل مستمر في العراق
على ايدي الارهابيين انفسهم الذين يَظهرون ويُظهرون
استهانة لا نظير لها بكل معاني وقيم الحياة الانسانية،
خسارتكم في ذلك اليوم كانت خسارة للانسانية وخسائرنا اليوم
هي خسارة لكل الاحرار في العالم، واينما تخسر الانسانية
على يد الارهابيين هي خسارة لكل البشر.
ان من واجبنا جميعا ان نهزم هذا الارهاب في كل العالم
والعراق اليوم يقف في الواجهة ضمن هذا الصراع وسيشهد
التاريخ بان تضحيات العراقيين لم تذهب سدى في معركة حرية
الانسان، وان العراقيين متحالفون مع جبهة التصدي للارهاب
في العالم وسيسجل لهم التاريخ هذا الموقف الانساني الشجاع.
ان مصير بلدنا وبلدان العالم مرتبط ببعضه، اذا سمح
للديمقراطية بان تفشل في العراق وللارهاب بان ينتصر فلن
تحققوا النصر ولن نحققه ابدا في الحرب عليه في المناطق
الاخرى في العالم.
سيادة الرئيس...
نحن نبني عراقا جديدا على اساس ديمقراطي، ونشيده من خلال
اعتقادنا بالحفاظ على حقوق الانسان وبعكس ماكان يفعل صدام
بتدميره عن طريق انتهاك كل تلك الحقوق، نبني بلدنا من اجل
ان تتمكن الاجيال العراقية القادمة ان تعيش بسلام ورخاء
وامل.
لقد ذاق العراقيون اليوم طعم الحرية وسيدافعون عنها بكل ما
اوتوا من قوة ليمتلك كل انسان حقوقا لا يمكن مصادرتها، تلك
الحقوق في القرآن الكريم “ ولقد كرمنا بني آدم “، انا اؤمن
بان حقوق الانسان تلك ليست قوانين مصطنعة كتبت من اجل فئة
من الناس بل انها حقوق سماوية لكل بني البشر، واستنادا الى
هذا الاعتقاد الراسخ سنقوم ببناء بلدنا حيث يعيش شعبنا بلا
اغلال ويتنفس الحرية حيث سيادة القانون فيه لا يعلو عليها
شيء، هذا هو العراق الجديد الذي يخرج من بين رماد
الدكتاتورية ومجازر المتطرفين، دولة تحترم الاتفاقيات
الدولية ولا تتدخل في شؤون الآخرين وتعتمد الحوار وسيلة
لحل الخلافات، وتسعى جاهدة لتطوير اقوى العلاقات مع الدول
التي تتبنى مبادئ الحرية والسلام.
نعمل مع الاحرار في العالم بجد من اجل ان يعود العراق
ليأخذ مكانته التي تليق به ويلعب دوره الايجابي في محيطه
الاقليمي والدولي كلاعب اساسي ونشط في بسط الامن
والاستقرار واعطاء نموذج يحتذى في العالم في التعامل
الايجابي بين الدول والشعوب من خلال نبذ العنف واللجوء الى
الحوار البناء في حل المشكلات بين الامم والشعوب ورفض
التدخل في الشؤون الداخلية للدول والحكومات.
لقد حققنا تقدما في اصلاح الضرر الذي سببته سياسات النظام
السابق وبالخصوص بشأن علاقاتنا مع جيراننا، ان وجودي اليوم
وسط جو من الرغبة في اقامة العلاقات الدولية هو مثال على
السياسة التي يتبعها العراق الجديد.
ايها السيدات والسادة...
في فترة قصيرة من الزمن تحول العراق من الدكتاتورية الى
الادارة الانتقالية وصولا الى حكومة ديمقراطية كاملة، حصل
هذا على الرغم من كل الجهود الجهيدة للارهابيين المصممين
على ان يدمروا الديمقراطية ويدمروا العراق، ولكن شجاعة
شعبنا وقفت بوجههم وتحدى العراقيون الارهابيين في كل مرة
وضعوا فيها على المحك وخاطروا بحياتهم من اجل ان يذهبوا
الى صناديق الانتخابات واكدوا مرة تلو الاخرى وهم يلوحون
بفخر بأصابعهم البنفسجية بان اختيارهم سيبقى هو ذاته على
الدوام، الامل بدلا من الخوف، والحرية بدلا من القمع،
والسمو بدلا من الاذعان والديمقراطية بدلا من الدكتاتورية،
والاتحادية بدلا من استبداد المركز.
يجب ألا يكون هناك شك بان الفضل في كون عراق اليوم
ديمقراطية تقف بثبات على قدمها يعود الى تضحيات شعبنا
العراقي والى تضحيات كل الذين وقفوا معنا في هذه المحنة من
الامم والشعوب، فشكرا لهم على تضحياتهم.
لقد اجمع العراقيون بكل فئاتهم على المشاركة في اول
انتخابات برلمانية تجري وفق دستور دائم بعد ثمانية عقود من
الدساتير المؤقتة والانظمة الدكتاتورية، الشعب العراقي
ينتخب من كتبوا الدستور الجديد والشعب العراقي هو اقر ما
كتبه ممثلوه، ونجح العراقيون في تشكيل حكومة الوحدة
الوطنية استنادا الى الاستحقاق الانتخابي ممثلة العراقيين
بجميع اديانهم واعراقهم واتجاهاتهم السياسية.
لقد كانت المسيرة محفوفة بالمخاطر وكان المستقبل غير مضمون
وفي الوقت الذي قلل فيه العديدون في هذا العالم من شأن
عزيمة وتصميم الشعب العراقي وبدوا متأكدين من ان العراق لن
يصل ابدا الى المرحلة الحالية لكن القليل من الدول والشعوب
التي وضعت ثقتها بنا وفي طليعتها انتم موقفكم هذا يستحق
منا الامتنان".
يمكن احيانا ان نغفل درجة التحول الذي جرى في العراق وسط
اجواء العنف العبثي منذ التحرير لكن بلدنا شهد تطورات
عديدة في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني، لقد
انتقلنا من دولة حزب واحد تتحكم بها نخبة متسلطة الى نظام
متعدد الاحزاب تمثل السياسة فيه ميدان عمل ورأي لكل الناس
وتتنافس فيه الاحزاب بشكل حر.
الاعلام العراقي الذي كانت تسيطر عليه الدولة اصبح اليوم
حرا بالكامل ومن دون اي رقابة وهو امر لم يشهد له العراق
مثيلا منذ تأسيس دولته الحديثة كما هو امر لعله غير مألوف
لدى غالبية دول المنطقة.
كما كانت الدولة تهيمن على الاقتصاد في العراق، هذا
الاقتصاد يسير اليوم بخطوات متسارعة نحو اقتصاد السوق
الحرة، في الاعوام الثلاثة الماضية ارتفع نصيب الفرد من
الناتج القومي الى الضعف، وتشير التوقعات الى ان الاقتصاد
العراقي سيستمر بالنمو المطرد، لقد ارتفع المستوى المعيشي
لأغلب العراقيين وشهدت السوق بوادر رخاء اجتماعي، حيث اصبح
بامكان العديد شراء مواد كان من شبه المستحيل اقتناؤها من
قبل الانسان العادي.
وتوافقا مع توجهاتنا الرامية الى اعتماد اقتصاد السوق
قدمنا للبرلمان مشروع قانون للاستثمار يرفع العوائق التي
تقف حاليا بوجه الشركات والمستثمرين الذين يرغبون بالعمل
في العراق.
وفي الوقت الذي تحقق لنا فيه كل تلك الانجازات الاقتصادية،
فان التحول الاكبر حدث في المجتمع العراقي، لقد انتقلنا من
المقابر الجماعية وغرف التعذيب والاسلحة الكيمياوية الى
سيادة القانون واحترام حقوق الانسان، انتقلنا من مصادرة
الحريات الى فضاء واسع من الحرية وقد وفرت الحريات وحقوق
الانسان التي تبناها العراق الجديد وثبتها الدستور بيئة
صالحة لتأسيس عدد متزايد من مؤسسات المجتمع المدني، هذه
المنظمات تتطور باستمرار من حيث اساليب العمل وميادينه
بالشكل الذي مكنها ان تعكس التطور الاجتماعي الايجابي الذي
يشق طريقه في العراق على الرغم من استمرار العنف، الحقوق
التي اقرها الدستور تساعد ايضا في تعزيز دور المرأة في
الحياة العامة ويوفر لها فرصة اكبر في تطوير مشاركتها
سياسيا، اشعر بالفخر عندما اقول بان اكثر من ربع اعضاء
مجلس نوابنا من النساء ومع ذلك يبقى لدينا الكثير مما نريد
تحقيقه في هذا المجال.
سيادة رئيس المجلس
السيد نائب الرئيس
ديمقراطيتنا الناشئة تواجه تحديات وعوائق عديدة ولكن
تصميمنا القوي على النجاح لن يسمح لأي تحد ان يعيقنا،
واكبر خطر يواجهه شعب العراق اليوم هو الارهاب، الارهاب
الذي يمارسه المتطرفون اولئك الذين لا يعيرون اي احترام
للحياة ويعتمدون على الخوف الذي يتسبب به تخريبهم وجرائمهم
الشنعاء.
لقد قام هؤلاء بتهييج جروح حقبة الدكتاتورية، كما قاموا
بفتح جروح جديدة في الجسد العراقي، عراقنا اليوم، عراق حر،
وهذا ما لا يطيقه الارهابيون، انهم يريدون ان يضعفوا
حكومتنا المنتخبة ديمقراطيا عن طريق القتل العشوائي
للمدنيين، انهم يريدون ان يحطموا مستقبل العراق عن طريق
قتل خيرة علمائنا وقادتنا السياسيين وقادة المجتمع، وفوق
كل ذلك يريدون ان ينشروا الخوف والرعب.لا تتصوروا بان هذه
مشكلة عراقية، ان جبهة الارهاب تمثل تهديدا لكل البلدان
والشعوب الحرة في العالم، هذا التهديد خطير وجدي وان
حيرتنا اليوم تقع في مرمى التحدي وتقع على عاتق كل دولة
وشعب يحترم حريته ويعتز بها.
معركة العراق ستحدد مصير هذه الحرب اذا تمكنا، وسننجح ان
شاء الله، من خلال شراكتنا المتواصلة ان نهزم الارهابيين
وفكرهم في العراق فلن تقوم لهم قائمة اخرى.
من اجل انجاح العملية السياسية في العراق اطلقت مبادرة
المصالحة السياسية والحوار الوطني التي تسعى الى تقريب
المجاميع المستعدة لقبول منطق الحوار والمشاركة، غصن
الزيتون هذا يحمل تأييد الكتل البرلمانية العراقية كما انه
يحمل تأييدا اوسع من قبل قطاعات واسعة من الشعب العراقي،
انا مصمم على انجاح هذه المبادرة ولكن على اعدائنا ان لا
يسيئوا الفهم ويروا في يدنا الممدودة للعفو بادرة ضعف، ان
اي شخص يسعى الى ايذاء العراقيين سيلاقي المصير الذي لاقاه
الزرقاوي في العراق.
في الوقت الذي تمثل فيه الجهود السياسية والاقتصادية اهمية
عالية فان دحر الارهاب في العراق يعتمد اساسا على بناء
الاجهزة الامنية العراقية كما ونوعا، ان اتمام بناء هذه
الاجهزة يمثل اساسا لازما لانسحاب القوات المتعددة
الجنسيات، وفي ذلك الوقت فقط حين تتكامل قدرات القوات
العراقية تكون مهمة القوات المتعددة الجنسيات قد اكتملت،
وان قواتنا قد استكملت الكثير واكتسبت الخبرة الاكثر
ميدانيا تؤهلها لالحاق الهزيمة بالارهابيين وتسلم الملف
الامني وبسط الامن في البلاد.
الامر الآخر الذي يعيق الاستقرار في العراق هو وجود
الميليشيات المسلحة لقد قلت في اكثر من مناسبة تصميمي على
حل كل الميليشيات دون استثناء وحصر السلاح بيد الدولة
وضمان الامن للمواطنين، حتى لا يحتاجوا الى آخرين للدفاع
عنهم.
المهم تحقيقه هو ان تبدأ عملية اعادة الاعمار الآن، ففي
الوقت الذي تعاني فيه اجزاء محدودة في وسط العراق من عدم
الاستقرار، بقيت مناطق واسعة من العراق آمنة ولكن مهملة
لفترة طويلة من الزمن، هذه المناطق كانت الاكثر حرمانا في
زمن النظام السابق وكانت الاكثر بسالة في جهاد العراقيين
من اجل الحرية، علينا ان نجعل من هذه المناطق المستقرة
مثالا لباقي البلد.
مشاريع اعادة الاعمار في تلك المناطق ستعالج مشكلة
البطالة، الامر الذي سيضعف الارهاب ويمكن لهذه المناطق ان
تشكل تجارب تتطلع المناطق الاقل استقرارا الى حذوها، ولاشك
ان اعادة الاعمار ستغذي النمو الاقتصادي وتظهر الصورة التي
سيكون عليها عراق مزدهر ومستقر وديمقراطي واتحادي.
السادة اعضاء الكونغرس...
في جهودنا هذه نحتاج الى مساعدة المجتمع الدولي، جزء كبير
من المنح التي خصصت للعراق انتهى به الحال لدى المتعاقدين
الامنيين والشركات الاجنبية التي تعمل بهامش ربحي ضخم،
نحتاج الى ان يكون هناك اعتماد اكبر على العراقيين
والشركات العراقية مع مساندة واسناد اجنبيين لاعانتنا في
بناء العراق.
اننا نعيد بناء العراق على اسس جديدة وقوية ألا وهي الحرية
والامل والمساواة، ديمقراطية العراق مازالت ناشئة ولكن
ارادة شعبه قوية، ان وجود هذه الروحية والتطلع الى التحرر
هو الذي جعلنا نغتنم الفرصة ونحقق الديمقراطية، لقد واجهنا
الطغيان والقمع ايام النظام السابق ونواجه اليوم نوعا آخر
من الارهاب لم نرضخ في ذلك العهد ولن نرضخ اليوم.
لن نسمح بان يصبح العراق نقطة انطلاق للقاعدة والمنظمات
الارهابية، ولن ندع الارهابيين يحرمون العراقيين من
احلامهم وآمالهم ولن نترك الارهابيين يقررون مستقبلنا،
لعقد من الزمن جاهدنا لوحدنا من اجل الحصول على الحرية وفي
عام 1991 عندما حاول العراقيون ان يستثمروا فرصة ضعف
النظام وانتفضوا ضده وجدوا انفسهم لوحدهم مرة اخرى.
ان شعب العراق لن ينسى الدعم المستمر لنا ونحن نؤسس
ديمقراطيتنا الآمنة المستقرة، دعونا لا نسمح بما حدث في
1991 بان يتكرر لان ذلك ان حصل فلن يكون التاريخ رحيما مع
احد منا على الاطلاق.
الايام القادمة قد تكون صعبة والتحديات قد تكون جسيمة،
العراق ودول العالم تحتاج الى بعضها من اجل هزيمة الارهاب
الذي يحاول ابتلاع العالم الحر، بوقوفنا جنبا الى جنب
سنكون من المنتصرين لاننا لن نكون عبيدا للارهابيين، فقد
خلقنا الله احرارا.
ثقوا بان العراق سيكون مقبرة للارهاب والارهابيين دفاعا عن
الانسانية في كل مكان.
وشكرا جزيلا لكم.
|