مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الحفـــاظ على الأمــن في بغــــداد
 

بقلم: ليونيل بينر
ترجمة: فاروق السعد

عن فورن افيرز

في 14 حزيران، شن رئيس الوزراء نوري المالكي "عملية معا إلى الامام"، و هي عملية تتضمن مجموعة من الغارات التي شملت العديد من المدن، و دعا إلى إعلان حالة الطوارئ، وقام بنشر 75000 من الشرطة وقوات التحالف. " ان الجهد العملياتي في داخل و حول بغداد هو بقيادة قوات الامن العراقية." كما يقول اندريو كريبفيش، مدير تنفيذي لمركز التقييمات الاستراتيجية و الميزانية. " و سنرى ما مدى فعالية تلك الاجراءات." لقد صمم الجيش الامريكي بقيادة اللواء بيتر شيارلي، في الفترة الاخيرة ما يسمى بخطة" اعادة اعمار مركزة" لتامين بغداد- يشار اليها احيانا ستراتيجية " التطهير، المسك، و البناء"- التي تتطلب اعدادا عالية التمركز من القوات العراقية، الامريكية و من التحالف لتقوم بتطهير المناطق المسكونة من المتمردين و اعادة الحياة إلى الحكومة المحلية و الخدمات الاساسية الاخرى. و اخيرا، قامت الحكومة الجديدة بتصعيد حملتها الاعلانية في التلفزيون و لوحات الاعلان في جميع انحاء المدينة لتعليم العراقيين كيفية تجنب الهجمات الارهابية. "من اجل عيون العراق، فتح عيونك" كما يذكر احد الاعلانات التلفزيونية المشهورة.
" لم تحقق(العملية الامنية) لحد الان النتائج التي كنت اتوقعها" كما قال السفير زلماي خليلزاد، في كلمة له يوم 11 تموز بمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية. في الحقيقة، كان العنف، منذ بداية يونيو، في بغداد في تصاعد مستمر. فقد تسلم الطب العدلي في المدينة 1600 جثة في حزيران فقط، طبقا لوزارة الصحة." لقد تدهور الوضع بشكل كبير خلال الاشهر القليلة الماضية" كما كتبت الميسوبوتامين، هيئة استشارية مقرها بغداد. " لا اعرف ان كان الناس في الخارج هم حقا على بينة من حقيقة الوضع في بغداد في هذه اللحظة.
وان ضواحي داخل بغداد تعاني من الازمات، ولم يقتصر الامر على الضواحي القروية للمدينة بل لقد تحركت إلى قلب مناطق الطبقة المتوسطة". و حتى المنصور، الحي الراقي وصف من قبل النيويورك تايمز بانه" الجزء الشرقي الراقي من بغداد" يعاني من الاضطراب." ان الوضع يبشر بصيف طويل" كما تكتب امرأة عراقية تحت اسم شاطئ النهر. " ارتفاع الحرارة، والذباب، و ساعات القطع الكهربائي زاد من المعاناة." يقول الخبراء بان المستوى الحالي للقوات العراقية و قوات التحالف المنتشرة في بغداد- ما يقارب 75000- لا يكفي لتوفير الامن للمدينة المزدحمة ذات الستة ملايين نسمة. و يقول الخبير كينيث بولاك من معهد بروكنك، و هو يتحدث امام اللجنة الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ حول الامن القومي، التهديدات الظاهرة، والعلاقات الدولية يوم 11 تموز، بان ما بين 100000 و 120000 من قوات الامن العراقية قد تكون ضرورية لتوفير الامن لمدينة بحجم بغداد. اضافة إلى ذلك، كما يضيف، ان الخطة المطبقة الان يوجد فيها" تشكيلة قيادات منقسمة لا تتماثل مع رؤية اللواء جيارلي عن سلسلة القيادة المدنية-العسكرية الموحدة، و تفتقد إلى العون السياسي و الاقتصادي لجعل الامن قابلاً للاستمرار في العاصمة."
ويشير آخرون إلى انها مازالت تفتقد إلى الخدمات البلدية بشكل حاد. فالعديد من سكان المدينة يعيشون في احياء شعبية ذات دور منخفظة، و التي برزت كمراكز رائدة للاستياء من الامريكان.
ان المنطقة الخضراء، المحصنة جيدا و البالغة اربعة اميال مربعة في وسط بغداد التي كانت في يوما ما مقراً للطاغية و لمختلف انواع الفيلات، هي الان مقر للحكومة العراقية الجديدة. كما انها مقر للفنادق الغربية الطراز، و مقرات العديد من المنظمات الدولية، و للسفارة الامريكية التي اكتملت توا. يقيم ما يقارب 5000 عراقي ضمن محيطها اضافة إلى بضعة آلاف من العمال الغربيين. و مع ذلك، كما كتب لانكفيشة في تشرين الثاني 2004 في تقريره الاطلسي الشهري " هنالك الكثير من الفضاء المفتوح في المنطقة الخضراء بحيث ان المجموعتين بامكانهما العيش بلا أحداث الا القليل من الاختلاط. " تحاط المنطقة باسلاك شائكة و هي محمية بنقاط سيطرة عسكرية. ولكن ذلك، على اية حال، لم يجعلها محمية من الهجمات. ففي بداية يوليو، فجر انتحاريون انفسهم خارج بوابات المنطقة، مما اوقع ستة عشر قتيل. و سربت برقية في الفترة القريبة الماضية من قبل مراسلي الواشنطن بوست تفيد بان العراقيين العاملين داخل المنطقة الخضراء يواجهون و بشكل متزايد ظروفا قاسية خارج المنطقة.
قال خليلزاد، و هو يتحدث في معهد الدراسات الاستراتيجية بان قوات الامن العراقية قد نمت من 168000 إلى ما يزيد على 265000 منذ تموز الماضي. وخلال نهاية الصيف، كما يتوقع، سيقوم ما يقارب ثلاثة ارباع الوية الجيش العراقي و الافواج بقيادة عمليات مجابهة التمرد، اما قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة فستلعب دورا لوجستيا وداعما ومع ذلك يقول بولاك، وهو يتحدث امام اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ بانه لا يتمكن من اعتبار سوى ثلث القوات العراقية على انها مدربة بما يكفي لكي تلعب دورا اساسيا.
اضافة إلى ذلك، " انه حتى العدد 235000
من قوات الامن العراقية في الميدان او في مناطق التدريب في خطوط الانابيب هم غير ملائمين للمهمة: قد يتطلب العراق اكثر من ضعف ذلك العدد لمعالجة المسائل الامنية."


تخبط الديموقراطية في الشرق الاوسط
 

بقلم: اناتول ليفين*
ترجمة: فؤاد العزاوي

 عن جريدة لوس انجلوس تايمز


*و هو زميل بارز في مؤسسة نيوامريكا. و سينشر كتابه " الواقعية العرقية: رؤية للدور الامريكي في العالم " في شهر ايلول بالمشاركة مع جون هالسمان.
**البانتو: وهم خليط من شعوب ذات لهجات مختلفة، و يقصد الكاتب بها العودة إلى الفوضى من جديد.(المترجم)

ان خطة ادارة بوش لجلب الديموقراطية إلى الشرق الاوسط هي في انهيار الان. في امة مازلت المسؤولية السياسية فيها لها حساباتها الخاصة،يجب ان يجبر المهندسون عن هذه الاستراتيجية على الاستقالة. تذكر الجدل حول الحرب العراقية و ما اذا كانت ازاحة الدكتاتور صدام ستؤدي إلى عراق ديموقراطي مستقر و تذكر النقاش حول مفتاح القضية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني و تذكر وعد وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ان الولايات المتحدة " ستدعم لبنان الجديد في الحقيقة ان التعويل على الدمقرطة لم تكن دائما استراتيجية اكثر منه عذرا لافتقارها إلى احدهما. فهي تهيئ غطاء مهلهلا لعدم قدرة ادارة بوش او عدم رغبتها بمواجهة التحديات و الفرص الكبيرة في المنطقة. و تتضمن هذه الاخفاقات الابتعاد عن الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني و رفض اتفاقيات جادة مع ايران و سوريا، في حين ان هذه الانظمة كانت في صبيحة 11/9 تواقة و بشكل كبيرللتوصل إلى تسوية.
لقد جادل بوش كلاً من سيمور هيرش مراسل تحقيقات و فلاينت ليفرن احد الدارسين في مواضيع الشرق الاوسط، من بين الكثيرين الذين جادلوا، عن خسارة فرصة تجنيد هاتين الدولتيين كحلفاء في الصراع ضد القاعدة و العالم المتطرف الذي لدى النظامين السوري و الايراني اسبابهما المقنعة لكرههم. و عوضا عن ذلك فان الادارة التي دعمت من معظم القيادة في الحزب الديموقراطي قد دعمت الحكومة الاسرائيلية في خطتها لحل احادي الجانب يلزم الفلسطينيين باقامة بانتوستان * *. كما عاملت ايران و سوريا بعداوة لاتنتهي، محاولة تقويض الاقتصاد السوري و فرض عقوبات اقتصادية على ايران مطالبة بتنازلات سياسية. في حين انها تدعي بشكل علني رغبتها بازاحة هاتين الدولتين.
و ليس من المدهش ان اندلاع القتال بين اسرائيل و الفلسطينيين قد اعطى الفرصة لطهران و دمشق لان يطلقوا العنان لحزب الله، و في هذا خطورة كبيرة و استراتيجية غير مسؤولة من سوريا و ايران. و لكن لايستطيع اي دارس جاد في مواضيع الشرق الاوسط ان يدعي بان ما حصل كان غير متوقع، معطين الموقف الذي وضعتهم فيه امريكا بعدا بعيدا جدا عن تطوير و دعم الديموقراطية في المنطقة، فان الولايات المتحدة اقتيدت باستراتيجية اسرائيل التقليدية ذات الثلاث اجزاء تجاه جيرانها، معولة على صفقات مع انظمة دكتاتورية ترهب شعوبها و تشجع الانقسام بين الاديان و الجماعات العرقية المختلفة، و الدعوة إلى الحرب عند الضرورة. فالمطلب الاسرائيلي في مايخص المسالة اللبنانية عادل، و ذلك بان على الحكومة اللبنانية ان تمارس سيطرة اكثر على حزب الله. و لكن على اسرائيل ان تتذكر بان الشيعة في لبنان يمثلون اكثر من 40 % من الشعب اللبناني، كما ان الاغلبية الواسعة منه تدعم حزب الله.
لذا فان الطريقة الوحيدة للسيطرة على هذا الحزب ومن دون عنف شامل هو بدمج أعضائه في الدولة اللبنانية. و بالمقابل فان سحق حزب الله سيتطلب ديكتاتورية عسكرية من المسيحيين اللبنانيين و حرب لبنانية أهلية مروعة أخرى بالآلاف من الموتى.
قد يبرر المطلب الاسرائيلي اخلاقيا، اذا كان يمثل حزب الله تهديدا حقيقيا لوجود اسرائيل. و لكن اسرائيل تريد خراب الدولة اللبنانية عن طريق مهاجمة حزب الله بغض النظر عن الكلفة التي سيدفعها الشعب اللبناني وآمال المستقبل الديموقراطي الذي مدحه كثيرا بوش قبل ثلاثة اشهر فقط.
وفي اماكن اخرى في الشرق الاوسط فان الفشل السعودي و الاردني و انظمة اخرى بالتحدث بالنيابة عن الللبنانيين سببه انها ليست لها علاقة بالديموقراطية. و هذا نتيجة لعاملين: خوفهم من التوسع الايراني و التأثير الشيعي و تخوفهم من المواجهة في داخل بلدانهم. و في اي من هذه الدول فان الديموقراطية ستؤدي الى سياسات مختلفة جدا من بينها عداء اكثر بكثير إلى اسرائيل و الولايات المتحدة.
ان المحافظين الجدد الذين شكلوا ستراتيجية بوش في الشرق الاوسط دائما ما جسدوا تناقضا تاما .
فمن ناحية بالغوا بالاعتقاد ان الديموقراطية المبكرة ممكنة في الشرق الاوسط و بأنها ستحل مشاكل المنطقة و بضمنها النزاع الاسرائيلي
العربي، و من ناحية اخرى، فالعديد منهم لايخفون اعتقادهم، كتب الدارس المحافظ مايكل ليدن (مقتبسا عن ميكافيلي) " ان من الافضل ان تكون مخيفا على ان تكون محبوبا "، كما جادل رافايل بطي صاحب كتاب (العقل العربي)، الذي عكس فيه تفكير المحافظين الجدد، بان العرب يستجيبون و بشكل رئيسي إلى لغة القوة. و لكن كما اظهرت تجربة اسرائيل فان رفض التسوية و الاعتماد و بشكل رئيسي على القوة لا يقودان الا إلى صراع لاينتهي. اما الان فان الحلم الامريكي بالتوفيق بين دمقرطة المنطقة مع اذعانها إلى سياسات واشنطن، قد مات.
فالولايات المتحدة امام خيار صارم ايضا و هو اما البحث عن تسوية حقيقية مع الممثلين الرئيسيين في المنطقة، او التهيؤ لخوض حروب مكررة.


التآكل الأخلاقي في الحرب على الإرهاب
 

بقلم: ماكس هايستينجز
ترجمة: مروة وضاء

عن/ الواشنطن بوست

تعتبر المبادئ الاخلاقية في السياسة الخارجية شخصية في اغلب الاحيان. ان ادارة الولايات المتحدة تبدو واثقة من انها تمثل قوى الديمقراطية والحرية لذلك فهي تشعر بانها حرة لفعل ما ترى بانه الافضل للارتقاء بتلك المثل العليا. ترى اسرائيل ان الفلسطينيين والعرب مصممون على تدميرها،فتبرر أي عمل ضدهم. يعتقد العديد من الأمريكيين والاسرائيلين ان الأخلاق غير مهمة باي حال وبان العالم العربي والعالم بشكل عام يحترم الاستخدام الناجح للقوة بشكل رئيسي. مع ذلك فلقد كشف ضعف تلك الحجة في لبنان والعراق والأماكن الأخرى. يدرك الجميع ان الولايات المتحدة واسرائيل، ومن يدعمهما كتوني بلير ان لم يكن الشعب البريطاني يتصرف بشكل مناف للأخلاق ويسيئون استخدام القوة.
حلل عميد مدرسة السياسة العامة في جامعة سنغافورة (كيشور محبوباني) في مقالة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الهبوط الشديد للشرعية الغربية. كانت حجته الرئيسية ان على الولايات المتحدة وحلفائها ان يلتزموا بالقواعد نفسها التي يحاولون فرضها على الآخرين. واقترح إعادة صياغة ترومان سنة 1954 والذي اقرت بموجبه معظم الدول ان على الولايات المتحدة تجديد التزامها بجعل الامم المتحدة قوة حقيقية كما اقر محبوباني بوجوب عداله اعطاء اصوات عالية للقوى الكبرى في مجلس الامن. واضاف ان تاثير أعضاء المجلس يجب ان يجاري احساسهم الخاص بالمسؤولية والذين يعرفون اليوم بافتقارهم له.
ان العالم لاتعجبه محاولات الولايات المتحدة في الحد من القوة المتزايدة للصين. نجح اسامة بن لان بانتقاص شرعية القوة الامريكية في عيون آلاف الملايين من المسلمين...وكان احد العوامل الرئيسية في الانتقاص من تلك الشرعية هو لامبالاة الولايات المتحدة في التأثير الذي تتركه في نفوس 6 بلايين إنسان في باقي أنحاء العالم. حيث يخترق مبدأ رئيسي في المساوة السياسية والاقتصادية.
لا يمكن لاي شخص عاقل انكار ذلك كله فمن الصعب التغاضي عن النتائج العملية لتاكل الغرب الاخلاقي. شهد احتلال افغانستان 2001 دعماً دولياً واسع الانتشار مع ذلك فاكثر اعضاء الناتو يبدون فتورا حيال اداء الالتزام بتعهداتهم. كما وأدى السلوك الامريكي إلى تقليل الرغبة في دعم الاهداف الامريكية. ان ذلك خطأ لكنه غير مفاجئ. يكافح الفريق البريطاني باقصى جهده في محافظة هيلماند لكن القصور في العراق اثر على الشعور بشرعية العمل العسكري في افغانستان. حيث دفع الجنود البريطانيون في الساحة ثمن اساءة تقديرات قادتهم السياسيين.
قام الاسبوع الماضي المدعي العام الجنرال غولد سميث بتسليم خطاب ترضية مخز عن سجل بريطانيا الفخور في تاييد القانون الدولي في العراق وافغانستان بشكل خاص. حيث صرح " نحن في المملكة المتحدة نهتم كثيرا بضمان امتثالنا لحكم القانون... ونتعامل مع الشرعية بجدية كبيرة."
يبدو ذلك صحيحا عمليا على ساحة المعركة لكن ما يثير الدهشه هو ان اي عضو في الحكومة انضم للولايات المتحدة بخرق الشرعية بشكل كبير
واضاف غولد سمبث: "لايمكن للقانون الدولي ان يكون بديلا عن المبادئ الاخلاقية او الحكم السياسي." صادق بما يكفي قام توني بلير بمساعدة المدعى العام بقيادة عربته وخيوله خلال السنوات الثلاث كلها.لايمكن للاخلاق وحدها ان تجعل النظام الدولي يعمل.
لكن على كل حال قليلون منا هم من يريدون ان تمثلهم حكومات يعرفها معظم الجنس البشري باتباع سياسات ليس لها قاعدة اخلاقية مطلقا.
طالما تستمر اسرائيل بانكار العدالة على الفلسطينيين سيعطي الكثيرون اعمال حزب الله شرعية. ان المعايير العليا متوقعة من الدولة ذات السيادة.
من المفهوم ان جورج بوش عليه دعم الحملة الاسرائيلية الحالية حيث لا يتوقع منه اكثر من ذلك. ولكن من غير المفهوم ان على بلير ان يفعل ذلك ايضا.
حيث فشلت الاعمال الاسرائيلية واقعيا و اخلاقيا. وليس هنالك احتمال بانهم سيقمعون المقاومة الارهابية عن حكومتهم. وبخني اكاديمي اسرائيلي هذا الاسبوع قائلا لي: " لقد كتبت عمودا عن التكافؤ
يجب ان تراعي متطلبات الجمهور الاسرائيلي من حكومته"
حيث جعلتني كلماته استرجع ملاحظة حكيمة لاحد اكثر الاساتذه الاستراتيجيين البريطانيين ذكاء السيد ميخائيل هاورد اثر احداث 11/9 حيث قال " ليس بيدنا سوى ان نامل ان اي اجراء انتقامي سوف تتخذه حكومة بوش لارضاء شعبها من اجل برجي التجارة ان يؤدي إلى اقل الاضرار المحتملة في الكفاح ضد الارهاب".
حيث ان افضل طريقة لتحقيق الهزيمة على الارهاب هي من خلال كوكتيل من السياسات والطرق الدبلوماسية والمعلومات الاستخباراتية والرشاوى وعمليات الشرطة والقوات الخاصة. وفوق ذلك كله حملة ناجحة في المجتمعات التي خرج منها الارهابيون ليجروا إلى توزيع سياسي عادل. وعلى العكس من الاعتقاد السائد لم يهزم البريطانيون تمرد الملاوي في الخمسينيات بالكفاح القوي لكن بالتسييس الفطن الذي تضمنه وعد بترك البلاد. قد لاتكون ايرلندا الشماليه اليوم مكانا مقنعا لكنها تدين بهدوئها النسبي إلى السياسة والاقتصاد بدلا من 30 سنة من ادارة حملة مكافحة الارهاب.
قد تسترضي محاولات اسرائيل باستعمال القوة المتفوقة لقمع الاعداء الراي العام الخاص سريعا لكنه لن يساهم بشي لامن الامة الدائمي
بل بالعكس. يستحق بوش نوعاً من المكافأة من قبل القادة غريبي الاطوار وغير الكفوئين في ايران وفنزويلا وكوبا لان اكبر قوة مساعدة لابقائهم في الحكم هي العداوة الخشنة للولايات المتحدة.
انه لأمر استثنائي النظر إلى الجماعة الصغيرة وعالية الصوت التي تصنع السياسة في الولايات المتحدة اليوم ومقارنتها بالشخصيات العظيمة التي سيطرت عليها في أواخر الاربعينيات.
فهل يمكن ان جورج بوش وديك تشيني ودونالد رامسفيلد يأتون من نفس البلاد التي انجبت دين اشيون وافيريل هاري مان وجورج كينان وجوج مارشال؟ انهم انفسهم الذين صاغوا سياسة احتواء الاتحاد السوفيتي وحثوا ترومان على المحاربة في كوريا مع ذلك كانوا جميعهم مستودعات للحكمة العميقة وكرم الروح.
عندما امتدحت انجازاتهم مرة لراي سيز والسفير الامريكي في لندن قامو باجابتي بجفاف بان لا احد منهم حقق منصبا انتخابيا!
لقد وضعوا الامر بشكل جيد لكنهم استخدموا تاثيرهم بطريقة تحدد سياسة الولايات المتحدة في مرحلة كان فيها الانجاز الغربي من المستوى الاخلاقي العالي بحيث بالكاد يكون موضعا للنقاش في اي مجتمع متحضر. وذلك الذي علينا ان نستعيده على كل حال لكن بالتاكيد ليس في ظل الرئيس الامريكي الحالي او رئيس الوزراء البريطاني..

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة