المدى الثقافي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

صادق الصائغ يروي حكايته مع الشعر والحياة

  • ذكريات مع حسين مردان وسركون بولص وكاميران حسني وعشرات من المبدعين
  • السيتينيات كومونة صغيرة حوت تيارات متقاطعة
  • في براغ اعتنقت الشعر كدين
  • سرقة الكتب اضفت ارتعاشة لذيذة على مناخ الستينيات
  • تجانست مع الموهوبين ممن لا مأوى لهم على الخارطة الشعرية
  • جان دمو كان النزاهة الوحيدة التي لاتعيش الابالشعر
  • بيروت الفوضوية كانت حاضنة لكل عابر سبيل

صادق الصائغ في هذه المقابلة المطولة والضرورية معاً لاعادة اكتشاف الاجزاء المتشظية من صورة الحياة الثقافية العراقية خلال الستينيات وفي المهاجر، يكشف عن احلامه وايام دهشته الاولى واختراقه عالم الشعر من الصبا حتى المرحلة الحالية.
وفي هذه المقابلة توصيف لاسماء وشخصيات ورؤية لمراحل من حياة العراق الثقافية وذلك جهد تاريخي وفني ونقدي في آن يمتزج مع رحلة الحياة المتألقة حباً وشعراً وسياسة ورسماً وصحافة ومسرحاً تلك التي عاشها صادق الصائغ وما زال يعطي منذ (نشيد الكركدن) وحتى اعماله الكاملة التي ستصدر عن دار المدى.
لكن صادقاً اختار الشعر اولاً والسياسة ثانياً وانشغل بعد ذلك بهموم اخرى تجد محطات منها في هذه المقابلة المطولة التي تعطي الدليل على رهبانية هذا المبدع وتساميه ونظرته للاشياء والاحداث .
وفي مقدمته لنشيد الكركدن كتب نجيب المانع: "بعض الشعراء يمشون شعراً، يلمسون فنجان القهوة بشاعرية، صوتهم شاعري، حماسهم في الكراهية والحب شاعري (...) صادق الصائغ من هذا النوع. وحتى إن أنكر أنه شاعر كذبت قولته الطريقة التي يسأل بها عن الوقت".

 

بورتريت : صادق الصائغ

 

القسم الثاني
*
إلى أي مدى استطاع التطبيق الستيني لهذه الأفكار ان يصل بنموذج يصلح لان يكون مؤثراً حتى الآن؟
- ليست الستينيات نمذجة وحدانية ، انها مخيلة حرة وطاقة مفتوحة على فضاء واسع الاحتمالات. ولأنها فكرة الجمال في متغيراته ، فإني اليوم اعثر على اللحظات الممتازة من الستينيات في الشعر الحالى المنشور هنا وهناك. ومثلاٍ، عندما أقرأ طالب عبد العزيز وهو شاعر سردي باطني او عبد الزهرة زكي الذي يبحث عن لغز الشعر في تجليات الغياب وبصيغة الكتابة شبه الغائبة ، فإني انفتح على كتابتهما بحماس ، واعتبرهما من طيوف الستينيات التي ظهرت متأخرة ، لكن بخصائص مضافة . وعندما أقرأ عبد العظيم فنجان ، وهوشاب ينفتح شعره على عواطف ولواعج نائمة يزداد اعتقادي ان روح الستينيات مستمرة ومتحركة وتجري في نفس مجري الزمن الذي قطعه الشعر الستيني مع خصائص واضافات جديدة . واكيد ان هناك شباباً آخرين يضعوننا في موقع نشعر فيه ان ما بشرت به القصيدة الستينية ،في ان تكون الكتابة اكثر حرية واكثر بعداً عن المراقبة الواعية ما زال قائماً ، ولعل مروان عادل حمزة الذي قرأت له قبل ايام قصيدة متهكمة في جريدة الصباح يشير الى ان روح الستينيات لا تزال تعمل في ذاكرة الجيل الاكثر شبابا ، واستطيع بثقة ان اضم ، من نفس اسماء اخرى في القصة ، منهم دنى طالب من السويد التى ادهشتني بروايتيها الاخيرتين وهناك ، بالتأكيد آخرون في الداخل والخارج لا تساعد الاوضاع المضطربة ، للأسف ، على التعرف عليهم جميعاً ، بشكل اوفى.
*
في الوقت الذي صرحت (ان جيل الستينيين غير متجانس) قلت أيضاً بأني لا أشبه أي شاعر من هذا الجيل، ماذا تقصد بتصريحك هذا؟
- لقد جرى التعامل مع الجيل الستيني ككتلة واحدة. هذا التصنيف عددي اوجدته الاشاعة لا النقد. هو ليس كتلة، بل نوع، هو مكون من أفراد ومن تيارات فنية متقاطعة، صبت، صدفة، في زمن واحد ، وكان بالإمكان لبعض من حسب عليه ان يظهر في الخمسينات دون ان ينتبه احد الى وجود قفزة في السياق او خطأ في الترتيب. لقد جاء اغلبهم - ويبدو هذا غريباً- من القرى او من الخارج ومن أماكن مختلفة، وتعرفوا على بعضهم دون الاحتكاك بالخمسينيين الذين هم ، على الأغلب، أفندية يسكنون المدن. وكما يبدو، فقد كان لهم
لبعضهم طبعاً- لقاحهم الخاص المتأثر بأفكار كونية وليس محلية ، فحسب. وقد تجمعت هذه الروافد في بغداد في هنيهة ممتازة كان هناك فراغ سياسي ، ويحدثنا التاريخ ان بعض المدهشات تحصل دفعة واحدة- وقد حصل هذا، حين كانت القرى البعيدة تتقدم نحو المركز، وهكذا احتل الصفحات الثقافية مثقفون من الناصرية وكركوك والنجف ومن كل فج عميق- تصور ان النجف المدينة المحافظة شعرت بأن لها، هي الاخرى، دوراً في المشاركة، فظهرت من مطابعها مجلة الكلمة غير الرسمية التي لعبت دوراً طليعياً في الحركة الثقافية العراقية ، لكنها بعدئذ دجنت ، ثم اغلقتها السلطة بموافقة صاحبها الصديق حميد المطبعي ،كما اعتقد ، مستبدلة إياها بمجلة " شعر 69" التي رأَس تحريرها فاضل العزاوي ، دون ان ينتبه، إلا بعد فوات الأوان، الى انه خُدع ، فالقصد المبيت كان سياسياً، منذ البداية ، هو القضاء ، ليس عليها فحسب ، بل وعلى كل التيار الثقافي المناوئ للسلطة، فبعد ان أمسك البعثيون بمقود سفينة "شعر69" تم إغراقها بكامل الطاقم. وهكذا ، بعد صدور اربعة اعداد ، اغلقت المجلة التي بشرت بالبيان الشعري ووقعه وياللمفارقة- ثلاثة ليست لهم اية علاقة به ، بل ولا يؤمنون به اطلاقاً.!
ان روافد الستينيين غير متجانسة. أنا مثلا اتيت سنة1967 من براغ ولم اكن على علم بالذي يدور في بغداد، لكنني كنت متأثراً بالتيارات الطليعية التي انضجت ربيع براغ التشيكوسلوفاكي. في السينما كنت متأثراً بمدهشات سينمائية انجزها كل من ميلوش فورمان ومنزل وخيتيلوفا. اما في الادب فكان اعجابي ممتداً الى ميلان كونديرا وميروسلاف هولوب وفلاديمير هولان والموجة الجديدة في فرنسا وشعراء البيتنغز في امريكا ، بالإضافة الى شعراء هامشيين آخرين كفلاديميرا جيربكوفا التي كانت جارتي وتتعاطف مع العراقيين وتندهش من "عرقجين" الجواهري ، معتبرته اشارة سايكولوجة لشاعر عربي يعيش في مغترب لايعرف لغته، كما قالت لى!! ,في ذلك الحين كانت قصيدة الامريكي الن غنزبرغ الذي زار براغ والقى قصيدته الشهيرة "عويل" ،في مسرح "فيولا" وكنت حاضراً تلك الامسية ، قد هزتني هزاً وحفرت في روحي ، مغيرة اتجاهي الادبي بشكل قاطع...لذا،عندما وصلت بغداد من براغ والتقيت بجيل يسمي نفسه جيل الستينيات ادركت اننا ننتمي إلى اهداف متقاربة بشكل أو بآخر ، دون ان تفارق ذهني الاختلافات الاساسية، وفي المقاهي التي كانت تؤوي المتمردين والمهمشين والصعاليك من كل الاطراف
مقهاي المفضلة هي "مقهى المعقدين" التي يتصدرها أهم مثقف شفاهي في ذلك الوقت ، هو المرحوم منعم حسن اقول في تلك المقاهي ومكان عملي في مجلة الف باء التي كانت تجمع كل المتمردين من كل الاطراف تعرفت على مجموعة صغيرة على شبه بي، مجموعة تبحث عن دادا جديد وسريالية جديدة وبوب آرت سردي وايقاع مختلف وتجريد ذهني وكل ما يحول هذه العناصر وغيرها بضربة ساحر ، الى نسق ابداعي مكثف ويخرج القصيدة من سجنها الخمسيني الى افق التحديث. وهؤلاء كأفراد داخل كتلة طليعية واسعة ،ابتنوا لأنفسهم اسلوباً فنياٌ يحمل المواصفات التي ذكرتها سابقاً ، أي انهم اشتركوا في مجرى التيار، لكنهم لم يصنعوا مساره كجماعة ، بل كأفراد . ويجب ان نعترف بان النصوص التي تميزت بإسلوبيتها الفنية لم تكن كثيرة ولا قليلة ، وان من السهل اظهار التشوش وربما بعض المضحكات في بعض هذه المحاولات، لكن أفضلها حفر في العمق ، وأضحت حتى الآن وثيقة مؤسِسَة واطاراً واساساً لكل الإضافات الناجحة التي جاءت بها الاجيال اللاحقة ، وهي للآن تحرك المخيلة الذكية وقادرة على اعطاء رعشة لذيذة ،كلما استعيدت قراءة النصوص نفسها . ولعل مراجعات نقدية جادة ، بعيدة عن اجواء الاشاعة والتنافس والتصور الذي احدثته في حينها الترويجات الصحفية والمقاصد السياسية المعروفة ستقربنا من حفيف الرياح الستينية بشكل أكثر موضوعية وإنصافاً .
اما انا ، متجانسأ كنت ام لا ، فيتوضح بما اسلفت سابقاً . الستينيون كانوا، بالنسبة لي كومونة صغيرة تمثل وجه الشعر الذي انقلب،عن طريق السمع واللمس والقراءة المستبطنة الى عقله الباطن ، حيث من الصمت ينبجس الكلام وبالعكس، استطيع القول اني كنت متجانساً، اجتماعيا، مع الموهوبين ممن لا مأوى لهم في الخارطة الشعرية المعلنة ، ومنحاز فنياً، الى السابحين بجيشان الذهن، بصرف النظر عن شهرتهم ، صادقة كانت أم كاذبة ، لكن، اذا وُضِعنا جميعاً في قلب العمل الادبي ، جنباُ الى جنب احسست بالفروقات واشترطت الموهبة العالية ، مفضلاً الاحتفاظ بخصوصيتي ، سواء اكنت داخل السرب أم خارجه. واذا اعتمدنا الأرجحيات ، فأنا افضل ان اكون خارج التحقيب التاريخي السائد وداخل النوع الزمني الممتد .
*
من من جيل السيتينيات اقرب الى قلبك؟
- الاكثر قرباً والاكثر ادهاشاً كانوا منبوذين أو مُساءً فهمهم ، بافتراض حسن النية . هم جان دمو وسركون بولص ومنعم حسن وعبدالقادر الجنابي ، وكل واحد لاسباب مختلفة عن الآخر.
*
كيف؟
- أعتقد ان جان ظاهرة تفلت من اي تصنيف ، قد لا يكون شاعراً مجيداٍ ، لكنه أيضاً مخلوق سليقي آلى على نفسه الا يتقبل الحياة الا بواسطة الشعر. إنه شاعرالسلوك الانساني الاصيل الذي لا توجد في داخله حبة انانيةً. لااحد مثله عاش سريالية الواقع العراقي كما عاشها ومثلها هو ، ولا احد مثله امتلك الشجاعة لمواجهة الحياة بالشعر والشعر وحده ، كما فعل هو ، حتى ليمكن القول انه كان النزاهة الوحيدة التي لا تأكل ولا تعيش الا بالشعر . انه تكوين أثيري بريء يجعلك ، أحيانا من فرط سرياليته ، تتمرغ غرابة ، او تذوب في المضحك والمبكي معاً. هو الوحيد الذي تقبل منه ان يخلط السياسة بالشعر، فيضفي عليهما سريالية شخصية . يقول لك ، مثلاً ، بطريقته الجادة : هذا شنو لينين، طلع ميعرف يكتب !! أو يقول : بابا باكونين عظيم ، هو الوحيد اللي دمَّرْ ماركس تدميرا كاملاً!! واختصاراً فإن جان، كان اداة سعادة يعرفها جيدا اولئك الذين عايشوه عن قرب ،ولا غرابة في ان يحظى بهذا الكم الهائل من الكتابات بعد موته ، وقد اعتبره محبوه قديساً كجان جينيه. ومما يؤسف له ان مجموعته اليتيمة " اسمال " شوهت ، فقد اعترف لي شاعر صديق، بحسن نية- يالها من حسن نية- انه اضاف بعض قصائده الى قصائد جان القليلة لجعلها تكفي لملء ديوان.
هل تطلب مني ان احكي عن سركون؟ سركون لايحتاج الى تعريف او وصف.إنه اهم شاعرعراقي كتب قصيدة النثر. لقد طالبت بأن يمنح جائزة العويس ، لكنه، كما يبدو منكر من قبل البعض وبعيد عن الذهنية العربية المحافظة.
اما عبدالقادر،الجنابي فقد كان صغيراً وخجولاً ويعمل في كراج للسيارات . ويوم التقيته اول مرة لم يكن قد نشر إلا بعض ترجمات من الانكليزية .كان مهتماً بالترجمة وبتعليم نفسه بنفسه ، ويختزن طاقة روحية هائلة توضحت اكثر، في مجلته الرائعة "فراديس" ، فلولاها
رغم النواقص ، واظنها ليست قليلة- لما أعيد ترتيب الفصول ، ولما حصلنا على مثل هذه الحافظة المعاندة للتاريخ الرسمي، ولأصبح الشعر الستيني مجرد ذكريات ضائعة لا يحويها زمان أو مكان.
في ذلك الوقت لفتتني جرأته في سرقة الكتب الانكليزية من مكتبة مكنزي واورزدي باك وتوزيع بعضها بتفاخر ، على اصدقائه ، ممن يعرفون الانكليزية ، وكانت مثل هذه المغامرات البريئة تضفي ارتعاشة لذيذة على الشعر والسريالية وعلى اجواء ذلك الزمن ، وفعلٌ مثل هذا يمتلك غنائية اجتماعية فاخرة ويعتبر شهادة أخلاق بالشراكة الحلوة والعيش المشترك ، فالثقافة للجميع والكتب لمن يقرأها ، وهو، على صغر سنه ، كان يجلجل بالسريالية وتجلجل هي به ، ويضمر لأعدائها لغة هجومة تمنعه من اكتساب اي تعاطف ، لا في مجتمع محافظ ، كالمجتمع البغدادي فحسب ، بل وفي الخارج ايضاً.
هناك بالطبع كثيرون احب كتاباتهم كفاضل العزاوي ومؤيد الراوي ووليد جمعة وجليل حيدر ويوسف الصائغ وعمران القيسي وعالية ممدوح وفاضل عباس هادي ذي القصيدة اليتيمة التي تتحدث عن ملائكة تأكل الكرفس ، وغيرهم .
*
حاولت منذ مجموعتك الأولى وحتى آخر قصيدة نشرتها على موقع إيلاف (هنا بغداد) الاهتمام بالحياة اليومية، ومن ذلك أنك قمت بترتيب أيام الأسبوع إلى أناشيد شعرية، كما فعلت في قصيدتك "سيناريو الروح"، ماذا أضافت لك اللغة اليومية؟ وإلام كنت تريد الوصول في استخدام هذه اللغة؟
- لا أزعم بأني كنت أعي هذه المسألة ، أقصد تحريك امواج الكلام ،عبر 24 كادرا ، كما هو الحال في الفلم السنمائي المتحرك ، وهذا القصد لا يطيق ولايلتزم بأية قواعد سابقة . الآن أرى أن المجازات والاشتقاقات والصور العنيفة والثيمات والاحشاء كانت جزءاً من حواري مع السينما والمسرح ، هذه ، بدورها ، جزء من سيناريو العصر، التفكيك يبدأ باللغة ، فالصورة ، فالنسق ، فالخطاب بأكمله ، وباختصار ، بالحفر في السايكولوجي المتخيل ، ومن هنا اللغة عندي ، عجينة لا اسم لها ، ولست استطيع لها وصفاً إلا عندما يكتمل البناء ، وفي هذه الحالة تكون اللغة نصف نظام ونصف وجود شخصي ، وعلى القارئ المهتم ان يجد مواصفات وجهها الآخر :
هل هذي جثتك الملقاة أمامي؟
هل تخرج من فمها نصف المفتوح الحدأة؟
هل تخرج من فمها الرايات المكسورة؟
هل يخرج من فمها الجيش القادم؟
هل يخرج من فمها الانسان/الطفل؟
يتبع


مجــــــــــــــــــلات

عرض:عامر حمزة
 

الاقلام.. عدد جديد
صدر العدد الثالث للعام 2006 من مجلة الاقلام التي تعنى بالادب الحديث عن وزارة الثقافة ادارة الشؤون الثقافية العامة/ بغداد ضم العدد مقالات ودراسات عدة اضافة الى ترجمات مختلفة. ابتدأ العدد بمقالة بعنوان النقد الملتزم للكاتب عادل عبد الله تناول فيها مصطلح النقد الادبي من حيث مرجعيته مطلقا عليهما تسمية ملكتين هما ملكة التفكير وملكة التخييل واعتبر ان ملكة (التفكير) هي مصدر الاحكام التحليلية والتركيبية التي تتضمنها العملية النقدية وقرينها من المصطلح كلمة (نقد) اما الملكة الثانية (التخيل) فهي المبدأ المتعالي لكل نتاج ادبي أي انه المبدا الذي يعتمد الحس والخيال لا الفكر المحض في انتاج نصوصه. وفي موضوعة (اشكالية التلقي في جدل الحداثة) كتب د.ستار عبد الله دراسته عن (باتجاه شعر قرائي) و(شعرية الفضاء الكتابي) و(باتجاه شعرية النثر). وتحت عنوان (مفهوم النقد من الاسلوبية الى تحليل الخطاب) جاءت دراسة د.محمد رضا مبارك فيما اختار د.احمد ناهم (فاعلية النثر الموقع في ايقاع قصيدة النثر) عنوانا لدراسته.
أما الناقد د.اثير محمد شهاب فجاءت دراسته عن (صراع الاضاءة: الظلمة في النص الشعري) في نماذج شعرية للشاعر رعد عبد القادر. وفي حقل النقد وتحت عنوان (شحنة متفجرة.. السريالية) جاءت ترجمة مازن اكرم فاضل للمؤلف ميكائيل لوي فيما كتب جلال زنكابادي (الخيام ينبوع لا ينضب) اما الناقد يعرب السعيدي فكتب (حكاية فقدان ابرة الخياطة لكاظم الحجاج). وفي نقد الشعر تناول عيسى الصباغ (دلالة الالوان وسياقاتها في شعر رشدي العامل) وفي النقد الروائي كتب د.قيس الجنابي دراسة عن (الواقع والمسكوت عنه في الرواية العربية) ومن (كتاب تسع عشرة طريقة للنظر الى وانغ وي) لـ أوكتافيو باث جاءت ترجمة غيداء فيصل.. وتناول علي عبد الحسين مخيف رواية جنان جاسم حلاوي (ياكوكتي) بعرض نقدي بين فيه الجهد الذي بذله الكاتب واسلوبه اللغوي.. وعن شعر عاتكة الخزرجي جاءت دراسة د.نادية هناوي سعدون بعنوان (تواري الذات وتخفي الانا) وفي موضوعة (العقل ظاهرة اجتماعية) للمؤلف ف.س.أي دوران جاءت ترجمة خليف غني و(في المسرح العراقي للسنوات 1958-1968) كتب الناقد علي مزاحم عباس دراسته فيما خصص عامر رسول الوجه الاخر لـ(سيلفيا بلاث) وبقلم تريسي برين موضوعا لترجمته، وفي الباب الاخير المعني بالمتابعات كتب سلمان داود محمد عن (مهرجان ديوان الشعر الاول في العراق/ اجتياح التصحر بالاقحوان). ضم الغلاف الاول للمجلة لوحة للفنان كريم سيفو فيما امتدت صفحاتها الى اكثر من (120) صفحة من القطع الكبير شملت كذلك آخر اصدارات دار الشؤون الثقافية العامة ومنها كتاب عادل عبد الله (الله والامام)وكتاب عادل الهاشمي (فن التلاوة اصوات وانماط) وكتاب (الرقى) للشاعر خالد الخزرجي وكتاب افراح لطفي عبد الله (عن تحولات السببية) وكتاب موسوعة تاريخ الطب الجزء الثالث من ترجمة د.حسين سرمك حسن.
 

عمّان .. عدد جديد في التخييل
التخييل الروائي والشعري والمسرحي جاء متضامنا في بحوث متعددة جمعها العدد 132 الصادر حديثا من مجلة (عمان) التي تصدرها منذ سنوات أمانة عمان الكبرى اضافة الى نصوص ابداعية ومقالات لعدد من الشعراء والكتاب العرب.
الدكتور احمد بو زيان (الجزائر) كتب دراسة بعنوان (الرؤيا بين الصوفي والشاعر في التجربة الشعرية المعاصرة حلل فيه العلاقة بين التصوف والشعر والشاعر في مقدمة مطولة اعتمدت مقولات ابن عربي والشعراني وصولا الى تحليل نماذج من قصائد ادونيس وعبد الصبور وادونيس والبياتي العرفانية، وكتب الدكتور عبد المالك اشهيون (المغرب) دراسة عن (النهايات في رواية صنع الله ابراهيم) وهي دراسة وضعية سيمولوجية وترجم حسين عيد (مصر) حوارين اجريا مع الروائي الافريقي كويتزي (نوبل 2003) وكتب د.حسن يوسفي دراسة عن (شعرية النص المسرحي من التمثيل الى التعبير) عبر دراسته مسرح الراحل سعد الله ونوس وكتب محمد صالح البوعمراني مقالة عن (سيرة المكان في رواية الباشا) وهي رواية التونسي حسن نصر، فيما كتب د.علي القاسمي (عراقي مقيم في المغرب) دراسة عن (الروائي ونظرية الكتابة) في تطبيقات تحليلية عن رواية محمد عز الدين التازي وكانت دراسة د.محمود طرشونة عن (أعاجيب السرد في شمس القراميد) وهي رواية محمد علي اليوسفي التي قدم لها الروائي العراقي فؤاد التكرلي وكتب د.ابرهيم خليل (الاردن) دراسة موسعة عن رواية (زجاج الوقت) للكاتبة العراقية هدية حسين وترجم مروان حمدان دراسة عن عالم ان تايلر الروائي وهي الروائية الامريكية الفائزة بجائزة بوليتزر فيما كتب مصطفى الكيلاني بحثا عن ديوان الشاعر علي جعفر العلاق (سيد الوحشتين) الصادر حديثا، وضم العدد دراسات ومحطات ثقافية اخرى.


المأمون.. في عددها الرابع
تواصل مجلة (المأمون) الصادرة عن دار المأمون التابعة لوزارة الثقافة مسيرتها الثقافية، وها هو العدد الرابع ينزل الى الاسواق، زاخرا بالعديد من الموضوعات المفيدة في مجالات السياسة والترجمة والادب والفنون والعلوم والاثار.
فهناك مقال (السيبرناطيقا وانعكاساتها على المعرفة الانسانية) من ترجمة فوزية ناجي، حيث نقرأ ان هذه اللفظة جاءت من الكلمة اليونانية القديمة (سيبرنيتيس) وتعني ماسك الدفة، أي الربان، واصبحت تعني علم المبادئ العامة ووسائل التحكم واستخدامها في التكنيك وفي الاجسام الحية وفي المجتمع.
ويعرفنا خالد الصفار بالترجمات الانكليزية للقران الكريم من خلال ترجمته مقال أ.ر.كيداوي، الذي يورد بعض المعلومات عن هذه الترجمات التي تباينت في اساليبها ومنطلقاتها وتدخلات المترجمين من خلال الشروح والافتراضات الشخصية.
وفي مقال آخر، يحدثنا محمد عبد المجيد عن المفعول المطلق في اللغتين العربية والانكليزية ويبدي اسفه لاختفاء هذا الاسلوب الجميل، كما يرى، من اللغة العربية تقريبا، ويذكر الاسباب ومنها ضعف الكثير من المترجمين في قواعد اللغة وسيادة لغة الاعلام المعاصرة.
وهناك (دراسات في علم اللغة) لموفق محمد جواد المصلح و(الموبايل) ترجمة سندس فوزي، و(دراسة في ترجمة النصوص المسرحية) لاشراق عبد العادل، و(حرية الصحافة) ترجمة ناهدة احمد، و(الكآبة/صورة جيل) ترجمة مها محمد، وهي دراسة لغابرس لاسكاد يستعرض فيها هذه الحالة المرضية باستعجال على الصعيد الاجتماعي والسياسي والادبي والفكري من خلال آراء شاتوبريان والفريد موسيه والدكتور بروك وغيرهم.
كما نقرأ عن جوستاف فلوبير وحكاياته الثلاث، من ترجمة عادل العامل، ومقالة بعنوان (الكتاب.. ماذا يعني) من ترجمة قيس هادي... وسيطول بي الكلام لو تحدثت عن بقية مقالات العديد وهي مقالات قيمة في السينما والطب والعلوم والنفس والحضارات القديمة، وتختمها آلاء الخيرو بترجمة لمقالة بعنوان (مناطق الاتصال العصبي في الدماغ)/ الوصلات العصبية).
نتمنى لمجلة (المأمون) المواصلة المنتظمة والمزيد من الاهتمام بالاختيار الموفق للموضوعات التي يحتاج اليها القارئ العراقي في وقته هذا.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة