كربلاء
/المدى
أوقدنا شمعة جديدة ولم نطفئ الأولى لأنها ستكون الدليل لطريق
طويل..مر العام سريعا..بحلوه ومره..وها أنا مطالب بان اكتب
عنها مستوضحا رأي قرائها في كربلاء..المدينة التي لا تقرا
إلا ما تراه جديرا بالقراءة..
وفي كربلاء ثمة واقع يقول إن المدى استحوذت على عقول
قرائها..عام واحد فقط لتكون المدى عنوان القراءة
الصحيحة..شكلها الزاهي وطباعتها الأنيقة يجذبان الناظر إليها
لكي يقرأها الباحث عن الخبر الصادق والمعلومة التي تضيف إلى
ثقافته شيئا ذات قيمة إبداعية..
قلت لنفسي هل بالإمكان أن اكتب مقدمة عن صحيفة يومية وأنا
أحد العاملين فيها؟..هل يستطيع القلم أن يعبر عما يجول في
رأسي من كلمات كنت أنزفها على الورق مثلما انزف الهواء؟ كان
الأمر صعبا حقا..فهذه الجريدة تشكل جزءا من حياتي على الرغم
من أنني لم اكن من العاملين في الصحف في يوم ما من أيام
السنوات الماضية..المدى حملتني لأكون واحدا من كوادرها
واعتقد أن من حقي أن اعبر عما يشغلني الآن اتجاه المدى بعد
أن أخذت من وقتي الشيء الكثير..اعترف أن العمل في المدى صعب
جدا..فهيئة التحرير لا تريد كتابات عادية..ولا تريد من
العاملين فيها غير اختيار الصدق شعارا لها..اغلب المسؤولين
في المحافظة يودون أن تنشر الأخبار على صفحاتها..كما قال ذلك
السيد عارف حبيب مدير قسم اتصالات وبريد كربلاء..إلا أن هذه
الصعوبة ممتعة حقا لأنها تعطي معنى للكتابة ومعنى للذات
لأنك
تعمل في صحيفة اسمها المدى..واعترف أن المقدمة صعبة وسأتركها
لأدون ما قاله القراء عنها..
آراء حرة
الأديب احمد
حسون عضو التجمع الثقافي في كربلاء..تجده صباح كل يوم يقلب
ويقرأ ويناقش ما حملته المدى بين صفحاتها..وكان يردد دائما
ان المدى افضل جريدة في العراق..سألته عن المدى وقلت
له..ستحتفل المدى بمناسبة مرور عام على صدورها..ماذا تقول في
هذه المناسبة؟
رفع بصره
عن
جريدة المدى وقال: لا بد لي أولا من نثر المحبة التي أكنها
على وجوه العاملين في جريدة المدى ومحبة خاصة اهديها إلى
المبدع فخري كريم الذي أهدانا المدى لتكون مدانا الذي نعيش
فيه في عالم من الثقافة الرحبة..ويضيف الأديب حسون..قد أبدو
هنا منحازا بالكامل إلى المدى التي منحت لنا مديات واسعة
وجميلة في الصحافة العراقية..ولانك تسألني لماذا افضل المدى
أجيب..لأنها بدءا التزمت طريق الإبداع فعشقها المبدعون
وأصبحت مكانهم المفضل وكانت مكان استقطاب الكثير من الكتاب
الذين نحب أن نقرأ
لهم لأنهم مبدعون أضافوا إلى المدى رونقا مبدعا وباقة من
الكتابات التي تضيف إلى القارئ الشيء الكثير فما أن تقرا
أسماء مثل الدكتور حيدر سعيد وعلي بدر وجمال العميدي وسعيد
عبد الهادي وشاكر النابلسي الليبرالي الجميل فانك حتما ستحصل
على باقة من كتب تعوضك عن قراءتها تلك المقالات التي
يكتبونها..ولأنها ثانيا لامست نبض الشارع فكانت الصوت
الحقيقي الذي يعبر عن هموم العراقيين وآمالهم
وطموحاتهم..وأكد حسون..في كل صباح انتظر المدى بلهفة على
الرغم من كوني من المشتركين عند بائع الصحف..فقد تعودت أن
أرى فيها شيئا جميلا وممتعا ومفيدا سواء على مستوى الدراسات
والتحليلات أو الصفحات الثقافية والترجمات الرائعة والأخبار
اليومية..ويرجو الأديب حسون أن تستمر المدى في إبداعها وان
تبقى الصوت المعبر عن طموحاتنا ومشاكلنا وترفدنا بالثقافة
الراقية والتحليلات العميقة..شكرا لفخري كريم وشكرا للمدى
وشكرا للعراق الجديد الذي أتاح لنا مثل هذه الحرية..
وللأديب
حسون أمنية يقول عنها..أن تعمل المدى على إدامة مشروع كتاب
في جريدة لأنه سيكون إضافة نوعية مهمة وبصمة جديدة في فضاء
الثقافة والصحافة العراقية.
أما السيد
احمد الموسوي..سياسي من الحزب الشيوعي.. فلا يمر يوم إلا وأجد
بين يديه عدداً
جديداً من جريدة المدى..يقلب صفحاتها ويناقش ما تحتويه من تقارير وترجمات
وتحقيقات..قال لي انه اشترك عند بائع الصحف ليتخلص من ألم
عدم الحصول على عدد أحد الأيام..وقال..اليوم الذي لا أقرا
فيه جريدة المدى اشعر أن هناك نقصا في الذائقة القرائية..
قلت له..أمام
هذا التلقي الخاص بجريدة المدى اجبني عن
الذي أثار انتباهك فيها؟..
اخذ مكانا في
استديو التصوير الذي يديره وكتب..لن اخفي تعلقي بالمدى فأنا
مواظب
وسأواظب
على قرائتها لأنني تلمست ولا زلت أتلمس ما بين سطورها تلك
الخطوط لملامح وجه ديمقراطي علمي تقدمي..يحاول أن يقرا
الأشياء بواقعية وموضوعية قلما أجدها في الصحف الأخرى..هذه
الواقعية والموضوعية التي تجسدت في تجنب طروحات الجريدة
لفلسفة القبول المطلق والرفض المطلق واتخاذها ذلك الخط
التقدمي التقويمي الذي يتيح المجال للغة الحوار المتواصل أن
تأخذ مدياتها الواسعة، فلا شيء نهائياً
إلا المواقف المبدئية المعروفة التي تندرج ضمن أطر الوطنية
الديمقراطية..هذا من الناحية العامة ولكنه لا يعني أن ليس
لدي ملاحظات على الجريدة والتي اعتقد أن من حقي كقارئ متواصل
معها أن اطرح أفكاري وملاحظاتي على هيئة التحرير والتي تتلخص
بنقطتين..الأولى فيما يخص صفحة الأدب الشعبي..فهي ليست
بالمستوى المطلوب ولا أراها تواكب ما موجود على ساحة الأدب
من نتاج يحق لنا أن نفتخر به بإظهاره على صفحات صحفنا وأولها
جريدة المدى..والملاحظة الثانية فهي تخص الصفحة الرياضية
التي أجدها تبخس رياضة المحافظات حقها ولا توليها الاهتمام
المطلوب..وأخيرا لا بد لي أن أقول كل عام وجريدة المدى بألف
خير وهي تصيب مدى الصحافة بسهام إبداعها المتواصل.
التفاصيل |