الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

 

لا تخف أبو إسماعيل في الشارع!

علي حاتم

هوذا الشارع يعود شيئاً فشيئاً إلى وضعه الطبيعي، ويسود فيه الأمان، بسبب انتشار رجال الشرطة في الشوارع والأزقة، والمواقع الحيوية والرئيسة فضلاً على شعور الناس بالاطمئنان، بعد أن عاشوا أكثر من عام من الفوضى. التقينا بعدد من المواطنين ورجال الشرطة للوقوف على حقيقة الوضع الأمني الجديد.

النقيب رامي سعد من أفراد الشرطة الجديدة سألناه: هل يطبق شعار الشرطة في خدمة الشعب؟ أجاب: مهمة الشرطة الجديدة، أن تعيد النظام إلى الشارع، وتصحح الانطباع السائد لدى الناس عن هذا الجهاز الحيوي والمهم. ونطبق بالتالي هذا الشعار (الشرطة في خدمة الشعب) من خلال إلقاء القبض على المجرمين وسحب الأسلحة غير المرخصة التي استولى عليها اللصوص وغايتنا هي ضبط الأمن، وأن نكون مع المواطن عندما يحتاج إلى مساعدة.

أما الملازم الأول محمد عبد الجبار فقال بخصوص الشرطة والمواطن وتطبيق القانون: القانون فوق الجميع، ونحن كرجال

شرطة نطبق القانون بحق المجرمين، والمتجاوزين على حقوق المواطنين. وبالفعل ألقينا القبض على كثير من المنحرفين والضالين الذي أساءوا إلى المواطنين، لأن المواطن هو غايتنا. ونتلمس يومياً ثقة المواطنين بنا وهم يعبرون عن ذلك من خلال التزامهم بالقوانين.

ماذا يقول المواطن

بعد ذلك ونحن ندور في شوارع بغداد، توجهنا بالسؤال إلى مجموعة من المواطنين للوقوف على آرائهم في هذا الموضوع.

السيدة انتصار ثابت موظفة في مختبر وزارة الصحة قالت: أشعر بالأمان كلما أرى سيارات الشرطة تجوب الشوارع والأزقة، لأننا عشنا مرحلة من الفوضى واللااستقرار، أما اليوم فبدأ الأمر يستقر شيئاً فشيئاً.

السيد عصام محمد صاحب محل في ساحة الأندلس هو الآخر قال: نريد شرطة حقيقية أن تكون في خدمة الشعب وليست مثل شرطة صدام عندما كان الشعب في خدمتها. أتمنى أن يعود الأمان إلى الشرطة مثلما كان سابقاً، وأن تقضي الشرطة على العصابات والإرهابيين.

فيما قالت إحدى ربات البيوت وتكنى بأم علي: أتمنى أن تقبض الشرطة على عصابات خطف الأطفال، لأنهم يقلقوننا، ويهددون حياة أبنائنا ووضعنا النفسي والاجتماعي في أية لحظة.

وكان آخر المتحدثين الحاج أبو أسعد الذي تجاوز السبعين من عمره إذ قال:

كنا نعتبر الشرطة في الزمن الماضي نحن البسطاء حكومة، ونقدره على دوره المشرف في ضبط الأمن وملاحقة الخارجين على القانون. أما في زمن صدام فضاعت الشرطة بسبب كثرة الأجهزة الأمنية مثل المخابرات والاستخبارات والأمن الخاص وما إلى ذلك. نتمنى أن يأخذ رجال الشرطة دورهم في حفظ الأمن والأمان.

وسألناه لماذا أطلق لقب (أبو إسماعيل) على الشرطي قال: في بدايات تأسيس الشرطة كان هنالك شرطياً يكنى بـ(أبو إسماعيل) وصارت هذه الكنية ملازمة لكل رجال الشرطة.


عازف الكمان خالد مكطوف ناصر

بعقوبة: المدى

كان عمره ثمان سنوات حين دخل معهد الملكة حزيمة للمكفوفين في العام 1948، وتخرج في العام 52 ـ 1953، وكان من ضمن العشرة الأوائل حيث صنف في قائمة الذين يمتلكون مواهب بدرجة فوق اعتيادية.. ذلك هو عازف الكمان خالد مكطوف ناصر الذي كان من اوائل العازفين في الإذاعة والتلفزيون..

يذكر خالد من مدرسي معهده المرحوم بهجت داديان الذي كان حينذاك في التسعين من عمره وله ذاكرة قوية.. ويقول؛ درسني كذلك المرحوم جميل بشير وقبلني في فرقة الإذاعة والتلفزيون في الخمسينات، وعملت في تلك المرحلة مع معظم المطربين ومنهم (زهور حسين، لميعة توفيق، رضا علي، سليمة مراد، صديقة الملاية، يوسف عمر، حسن خيوكة، وقد عزفت مرتين للمطرب الكبير الراحل محمد القبانجي فضلاً على ناظم الغزالي الذي ذهبت معه الى الكويت لاحياء حفلات غنائية هناك.. كذلك عملت مع داخل حسن ومجيد الفراتي وناصر حكيم وعبد محمد وحضيري ابو عزيز الذي ذهبت معه الى الخليج في زيارة فنية، كما عزفت للمطربين من الجيل التالي منهم حسين نعمة وكاظم الساهر (في بداياته) وحاتم العراقي وباسم العلي.

ويحكي عن بداياته بعد تخرجه في المعهد كان اصغر عازف في فرقة الإذاعة والتلفزيون، وكان معه من العازفين عازف الناي الأول خضر الياس، وعازف الناي حكمت داود، وعازف الكمان جوزيف حنا، وعازف القانون خضير الشبلي.

* من كنت تفضل العزف له من المطربين او المطربات؟

ـ زهور حسين.. كان صوتها يطربني.. إنه الاقرب الى نفسي.

* وكيف ترى الابداع الموسيقي العراقي؟

ـ ما يميز موسيقانا هو طابع الحزن، فروحيتها تختلف عن روحية الموسيقى في باقي البلدان العربية، وحتى المصريون اخذوا من موسيقانا فعلى سبيل المثال أخذ محمد عبد الوهاب اغنية جبل التوبات من داخل حسن وذلك من نغم الحجاز.. وأيضاً أبدع الفنانون العراقيون من خلال ابتكار الحان كبيرة.. وقد أوجد محمد القبانجي النغم اللامي.

* هل عزفت على آلة اخرى غير الكمان؟

ـ هوايتي منذ طفولتي هي العزف على الكمان. فقد عشت مع الكمان منذ كان عمري ثماني سنوات وبقيت هكذا حتى اليوم.

لكنني أعزف على العود أيضاً. فكل عازف كمان لا بد ان يعزف على العود.

* هل جربت التلحين؟

ـ لم اجربه إلا في النادر.. أذكر موقفاً طريفاً ففي آذار 1970 كنا في الإمارات نريد ان نصور اغنية لتلفزيون ابو ظبي وكنا في حرج.. كانت هناك اغنية لمجيد الفراتي من كلماته يريد ان يغنيها فلحنتها له على وجه السرعة فغناها..


 

لماذا العاب الاطفال في حوزة الكبار؟

سعاد تولان

عندما يأتي الحديث عن اللعب.. يتبادر الى الذهن اننا نتكلم عن الاطفال، ذلك لأن اللعبة هي وسيلة التسلية لديهم وغالباً ما تنشأ علاقة حميمة بينهم لدرجة يطلق الاطفال على العابهم اسماء معنية يتحدثون معها كأصدقاء..

في موضوعنا هنا نتحدث عن لعب ليست لها علاقة بالصغار بقدر ما لها علاقة بالكبار يشترونها ولا يلعبون بها، فهنالك الكثير ممن يحتفظون على مناضدهم او فوق آسرتهم بلعبة لهم معها رابطة الى احد البوح بالاسرار والهموم.. وهنا ابتعدت اللعبة كونها وسيلة للتسلية واصبحت الصديق الذي تحدثه، قبل النوم وتطل عليه في الصباح

من البديهي ان اغلب الكبار الذين يمتلكون لعبا منوعة هم من النساء باعمار متفاوتة وقد ترجع الى رقة المرأة وغريزتها في التعامل مع الاشياء بنعومة في وقت يندر فيه ان تجد رجلاً يرغب في جمع اللعب ويعود هذا ايضاً الى طبيعة الرجل.. فهل هذا تصرف طبيعي لانسان يحب العيش في عالم الطفولة؟ أم هي حالة هروب من عالم الشوائب ليعيش لحظات طفولته في اجواء نقية؟

يقول اساتذة الطب النفسي، تختلف النظريات بشأن الادوار التي يمر بها الطفل حتى يبلغ مرحلة الرشد على الرغم من ان مرحلة الرشد لا تعني النضج النفسي انما تعني تجاوز مرحلة المراهقة بمكوناتها النفسية وان اللعب لدى الاطفال ضرورة حتمية في نموهم النفسي فهي تؤهل الطفل لمرحلة عمرية متقدمة كما انها تساعده على تفهم المسؤولية الاجتماعية.

وعن ماهية الاسباب والدوافع وراء شراء اللعب؟ يؤكدون بأنها قد تعوض عن حاجات نفسية مكبوتة من الطفولة وهذه الحاجات النفسية يمكن اشباعها في الكبر، وقد يحس الكبار بالخجل من ممارستها خاصة بعض الالعاب الالكترونية وهذا السلوك قد يحدد النضوج النفسي للانسان حيث ان النضج النفسي يتطلب ان يكون الانسان قادراً على التعامل مع الجنس الآخر بصورة تنم عن

امكانية التعبير عن هذه العلاقة بصورة تنم عن اتزان انفعالي وقد تعالج حالات او اضطرابات وجدانية موجودة لدى الكبار وهذا يفسر شغفهم بلعب الصغار وخاصة النساء.

تقول السيدة خولة حسن (ربة بيت) انني محرومة من الاطفال ولا انجب لهذا ينتابني شعور غريب نحو اللُعب احبها واشعر ان بيتي بوجودها مملوء بالاطفال، انها تحرك غريزة الامومة عندي واحس بانها صغاري الذين احبهم وآراهم في انحاء المنزل.

وتقول فاتن محمد في عقدها الثالث وهي موظفة انا اشتريها بكثرة وحين اجلس معها اشعر بالبراءة والصدق وهي بمثابة صندوق اسراري لهذا احدثها عن الكثير من الأمور فهي اصدقائي اللطفاء غير الثرثارين ولا المنافقين.

رجاء خالد طالبة في المرحلة الاعدادية وعلى ابواب الجامعة تقول: احب ان اهديها الى اصدقائي فهي شيء لطيف وبه طابع الصدق في المشاعر والنعومة كما احب ان تأتيني الهدايا على شكل لعب وان تقدم بي العمر.

وتقول منى حسين موظفة في هيئة السياحة: لقد حرمت من اللعب وانا صغيرة ولم العب يوماً بلعبة فأهلي كانوا ذوي دخل محدود وانا كنت مهتمة بدراستي اكثر لهذا أعزو حبي للعب الآن الى حرماني منها منٍ الصغر فهي لدي مسألة تعويض عن شيء بداخلي وانا متمسكة بها الآن اكثر من تمسك طفل صغير.

اكرام في عقدها الرابع وهي متزوجة غرفتها مملؤة باللعب قالت: المكان بها يكون اجمل بكثير وأنا أزين بها غرفتي فتعطيني احساساً منعشاً بالطفولة وبأنني ما زلت صغيرة تحيط بي لعبي.

وقالت نهى محمود طه معلمة في نهاية الثلاثينات من العمر: انها تعود بي الى زمن الطفولة الذي طالما تمنيت ان لا ينتهي واشعر معها وكأن الزمن قد رجع بي الى الوراء وكأنني ابنة العاشرة تحتض عروستها وتلعب معها..

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة