الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

مواطنون يتحدثون  للمدى

الارهاب يستهدف عراقية الانسان اولاً

- فليكن يوم الاحد الدامي يوماً للوحدة الوطنية وحوار الاديان

- الدم المسيحي المراق يعمق عراقيتنا ويوحدنا امام الاخطار

بابل/ مكتب المدى/ ناصر حسين ناصر

اصابني الفزع وانا ارى هذه الجريمة عبر الفضائيات واتابع اخبارها عبر الاذاعات -هكذا ابتدأت المعلمة رشا العبيدي كلامها عن الحادث الارهابي الذي استهدف الكنائس في بغداد والموصل الاحد الماضي.. واضافت مؤكدة كلامها بحرارة وانفعال: انها مثال لهمجية الارهاب وعماه ووحشيته التي لم تفرق بين رجل وطفل وامرأة في مكان مقدس لعبادة الرب..برنامجه الوحيد هو القتل وسفك الدماء البريئة.

ما قالته رشا العبيدي يمثل نموذجاً لآراء اهالي الحلة تجاه هذا العمل الارهابي، فالسيد مزاحم الجزائري يقول:

الارهاب استهدف الامتداد الحضاري

لعبت الطوائف الدينية دوراً سياسياً مهماً في مراحل النضال الوطني والتحرري ولا يمكن اغفال الشراكة الوطنية بين العراقيين جميعاً بغض النظر عن دياناتهم، لأن العراق هو الذي يجمع الكل ويوحدهم، لا فرق بين مسيحي ومسلم، صائبي او يزيدي. ان جرائم الاحد الماضي كافية لكشف اوراق الجماعات الارهابية وجهات تمويلها الخارجية. انها محاولة جديدة لزرع الخلاف والحقد بين ابناء وطن واحد، لإشعال حرب اهلية صارت مستحيلة، لأن كل عملية غادرة وجبانة تدفع العراقيين الى الاصطفاف اكثر. اخيراً انا اثق بأن الذي حصل من قتل وسفك دماء سيكون له تأثير كبير في ارساء التحولات الديمقراطية والحفاظ عليها لأني اعتقد بأن للديمقراطية فداء وتضحية ولذا عمدها الشعب.

لا احد بإمكانه نكران الدور الحضاري الذي لعبه الكلدان في تاريخ العراق القديم ومساهمتهم البارزة والمشهودة في تطوير الحضارة الانسانية والاشعاع عليها.

هذا ما قاله الاستاذ د. هديب غزالة في قسم الآثار/ كلية الاداب / بابل. ولذا اعترفت كل الحضارات بمنجزهم العلمي الكبير وما حصل يوم الاحد الدامي هو فصل من تراجيديا

الدم المستمرة، تراجيدياً قتل العراقي وملاحقته لحظة بلحظة. ولكن سينتهي كل شيء حتماً ولن يبقى غير العراق بوحدة اراضيه وتماسك اطيافه واقلياته. كما حاول الارهابيون زرع بذور الفتنة بين ابناء الشعب واختلاق الحرب الداخلية، وهذا امر مستحيل وغير ممكن، لأن التجارب الكثيرة ومنذ لحظة سقوط النظام السابق اكدت استحالة تحقق احلام المجرمين.

سيخرج ابناء الشعب مع اختلاف دياناتهم اكثر قوة واشد مقاومة من اجل عراق موحد ديمقراطي، يفخر بتعدده وتنوعه.

استهداف الكنائس تعبير عن الغلو

لا احد بإمكانه نكران دور الكلدو الاشوريين منذ زمن سحيق وحتى هذه اللحظة، فهم شركاء في هذا الوطن وساهموا عبر تاريخه الطويل مساهمة فعالة ونشطة. واضاف الاستاذ ثائر هادي: ما يمكن الخروج به من الاحد الدامي هو الاصرار على ابقاء الكلدوالاشوريين على هامش الحياة السياسية وتحولاتها الجارية، ولذا اقترح ضرورة اعادة تمثيل الاقليات والطوائف وعدم الاحتكام الى النسبة السكانية، وبإمكاننا اقتراح تجربة سياسية انموذجية، تنطوي على خصائص عراقية. ان الدم المسيحي المراق يعمق عراقيتنا ويوحدنا امام الاخطاء والتحديات. ولذا اجد ضرورة الحزم ومتابعة التطرف الاصولي والغلو الذي يرى في الديانات وتنوعها ستاراً لممارسة الفعل الاجرامي. ان جريمة استهداف الكنائس في بغداد والموصل واحدة من جرائم العصر التي لا تنساها الذاكرة ابداً.

وسيكون لها تبديات ايجابية كبيرة على حياتنا ووحدتنا ومستقبلنا السياسي.

الكنسية والمسجد هدفان للارهاب

وقال السيد كريم الموسوي: الجريمة النكراء استهدفت تاريخاً طويلاً واصولاً حضارية غائرة في اعماق العراق وصاعدة حتى اللحظة، من يستطيع انكار وجود كنيسة مسيحية في العراق منذ القرن الميلادي الاول وقبل وجود الاسلام في العراق بمئات السنين. هذا العمق التاريخي ومشاركتهم في صنع التحولات هو الذي منحها خصوصية وطنية واضفى عليهم مجموعة من الصفات. لذا لن يتمكن الارهابيون من زعزعة النسيج الديني وتفكيك الوحدة الاجتماعية/ السياسية/ والروحية لأنها -الوحدة- هي الدليل على بقاء العراق قوياً وصامداً.

وما يؤكد الوحدة القائمة بين المسلمين والمسيحيين هو الانفجار الذي استهدف كنيسة للمسيحيين في الدورة والذي اصاب حسينية العباس بإضرار بليغة ايضاً، وفي هذه الحالة صورة عن ثنائية مشتركة بين الديانتين، ثنائية المشاركة في العمل والنضال من اجل عراق موحد، والاستعداد للتصدي لهجمات الارهاب والدليل ان الجريمة والقتل لاحقت هذه الثنائية في حي الدورة ببغداد.

حماية دور العبادة واجب وطني

واكد باسم عبد اسود (تاجر حبوب) على وجوب حماية مراكز العبادة وتوفير جهاز ثابت للمراقبة، لأن استمرار الطقوس والشعائر دليل على الاستقرار والاحساس بالامن.

وما حصل للكنائس والمسيحيين هو امتداد لما تم فعله في المساجد والجوامع والمسلمين، وهذا يعني ملاحقة الجميع من قبل الارهاب وعدم التمييز بين عراقي وآخر بسبب القومية او الدين. للدم لون واحد في جسد المسلم والمسحي والصابئي، لذا فإن الارهاب يستهدف عراقية الانسان اولاً ومن بعد صفته كإنسان.

قتل الانسان وهو يمارس طقوسه الدينية

اشعر بالاشمئزاز مما حدث للاخوة المسيحي، واضاف علي عبيس ، سائق): ان الوحشية ماثلة فيما حصل يوم الاحد واعتقد بأنهم سيستهدفون الصابئة ايضاً والطوائف الاخرى، الارهاب يلاحق الجميع، ولابد للجميع من محاربته ومقاومته.

عائلة عراقية واحدة

ما حصل بعد تفجيرات الاحد الدموي عكس ما كان يطمح اليه الارهابيون، حصل تكاتف بين العراقيين وتآلف بين الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الثقافية والاكاديمية وممثلي الاديان والطوائف لاستنكار التفجيرات، واضاف سعد حسين (خياط) قائلاً: لم اجد ابلغ من كلام نيافة المطران عما نوئيل الثالث وهو يقول بوحدة العائلة العراقية ويطلب الغفران لمن اساء وقتل. هذا موقف رجل الدين المسيحي، لكنني اؤكد على ضرورة ملاحقة القتلة ومحاكمتهم بشكل عادل. وادعو الحكومة العراقية الى اعتبار يوم الاحد مناسبة لحوار الاديان في العراق

سنوياً.


قطعة لحم ... بشرية

حسين التميمي

إنها قطعة لحم ليس إلا .. لحم ساخن ، يختلج اختلاجته

الأخيرة فوق سطح الدار ، ترى من هو صاحبها ؟ هل هو عابر سبيل صادف أن حظه كان سيئا هذه المرة ، لأنه تواجد في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ ، فتناثرت أشلاؤه فوق سطح داري والدور المجاورة ، ترى هل صاحب قطعة اللحم هذه متزوج ، ولـه أطفال ؟ .. ربما ينتظرونه الآن عند باب الدار ، ينتظرون أبا وعدهم بإحضار اللحم والخضار ، لن يصدقوا بالطبع أن أباهم قد تحول (بقدرة ارهابي أحمق مختل) إلى شرائح من اللحم تناثرت فوق أسطح المنازل المجاورة لمكان الحادث ، فدوما نحن لا نصدق أننا سنكون ضمن المشهد ، ودوما نفكر بأن هذا الموت يخص أناساً آخرين ، لذا نحن لا ننفعل بمشاهد الموت التي نراها من على شاشات الفضائيات ،التي تروج لموتنا ، وكأنه بئرها النفطي الذي لا ينضب ، ها قد كفت قطعة اللحم عن الاختلاج ، يبدو أنها قد اقتنعت أخيرا بأنها قد ماتت ، مجبر أنا على حمل قطعة اللحم هذه وتسليمها إلى رجال الشرطة ، ليس لأنها مذنبة ، ولكن هناك يتم جمع القطع وإرسالها إلى المستشفى ، وهم بطرقهم الخاصة سيعيدون تجميع الجثث ، كي يتم دفنها وفقا للشرع الذي استغله القاتل الارهابي المهووس بالقتل مبرراً لجريمته التي لا حدود لشناعتها! خارج الدار كانت الفوضى سيدة الموقف ، جمع من الشرطة يتراكضون يمينا ويسارا إلى لا مكان ، وأناس كثر يبحثون بين الأشلاء عن بقايا أبنائهم أو أقاربهم ممن أعيتهم الفاقة فكان من سوء حظهم أنهم توجهوا هذا اليوم للتطوع في سلك الشرطة أو الحرس الوطني ، وعلى مقربة منهم كانت هناك سيارة باص متوسطة تفحمت بمن فيها ، في حين اصطبغت أرضية الشارع بالأحمر الفجائعي ، أحدهم قال وهو يصرخ أمام جثة أخيه : الشرطة كانت تعلم .. التحذير وصلهم يوم أمس لكنهم لم يتخذوا أي إجراء بل سهلوا الأمر على الانتحاري حين تركوا الناس في الشارع ولم يدعوهم يدخلون الباحة الآمنة ، طفل كان يبكي أباه الذي لم يبق منه سوى الرأس والأطراف العليا ، لا أعرف لماذا خشيت أن تكون قطعة اللحم التي عثرت عليها هي لهذا الشخص ، لا أعرف لماذا شعرت ببرد في عظامي على الرغم من حر تموز وحر الحرائق التي لم تندمل بعد ، كنت بحاجة في تلك اللحظة الى من يعيدني الى البيت قبل أن يفتتني الغضب مما يحدث و.. على ما يحدث في طريق عودتي إلى البيت كنت أجرجر قدمي اللتين أصيبتا بخدر مفاجئ ، وأنا أفكر بأن هذا الانتحاري الذي قتل عددا من المسلمين قد يتجاوز الستين أو السبعين ، لمجرد أن عجوزا ملتحيا خرفا يتسلم ثمن الجرائم من داخل الحدود وخارجها،  قد أقنعه بأن الرسول ينتظره في الجنة كي يتناول معه الإفطار ، غافلا عن حقيقة أن الرسول الكريم(ص) ستعاف نفسه الزاد لأيام طوال لأنه شهد اليوم مذبحة استهدفت أبناءه.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة