الامة في خطر أم الرئيس؟
بقلم- اندرو
بانكوم
ترجمة- عمران
السعيدي
عن-
الاندبندنت
ملاحقة الارهابيين
تؤدي الى اعتقال خبير كومبيوتر في باكستان، والرئيس بوش
يوافق على تعيين رئيس لجهاز امريكي مستقل. واسعار النفط تسجل
أعلى مستوياتها بعد تهديد ارهابي جديد.
كانت امريكا في
حالة توتر خلال الاسبوع الماضي بعد تحذير وجهته وكالات
الاستخبارات مفاده ان القاعدة تخطط لمهاجمة مؤسسات مالية على
الساحل الشرقي وان المنفذين قد ارسلوا بعثات مراقبة لتلك
الاهداف. وقد اغلقت مفارز الشرطة الشوارع في مدينة نيويورك
طالبة من المصرفيين الدوليين في واشنطن بالمرور خلال نقاط
تفتيش دقيقة ووضعت الحواجز مع تكثيف التواجد العسكري في نيو
أرك ونيوجرسي. جاء هذا الاستعداد عقب معلومات استخباراتية في
باكستان تفيد بأن مؤسسات في هذه المدن اصبحت هدفاً لهذه
الاعمال الارهابية. وقد قال الرئيس بوش الاحد قبل الماضي بعد
رفع حالة الانذار الى اللون البرتقالي وهو الوضع العالي، نحن
أمة في خطر واننا نعمل كل شيء من اجل مجابهة ذلك الخطر.
سنواصل العمل على مواجهته.
من جهة اخرى كان
هناك القاء قبض على مهندس حاسوب باكستاني في الثالث عشر من
تموز الماضي هو محمد نعيم نور خان 25 سنة، يقال انه عمل في
نظام اتصالات شبكة القاعدة الارهابية. وقد ارسلت التحذيرات
المعتمدة على ادلة وثائقية الى واشنطن خلال الاسابيع الماضية
والتي ارتبطت مع استخبارات اخرى، كل هذا دفع بالمسؤولين الى
رفع درجة الانذار.
و قد اشارت
الولايات المتحدة الى العديد من الانذارات الارهابية منذ
هجمات الحادي عشر من ايلول 2001، وقد شكك البعض من المواطنين
بطبيعة التحذير الذي وجهتة مؤخراً الادارة الامريكية، وان
المرشح الديمقراطي السابق (هيوارد دين) كان قد اعطى اعتبارات
خاصة حول الموقف دون الاقتراب من المعلومات ذات الصلة، إذ
يقول: انه لمن الصعب معرفة العمل الذي نقوم به إزاء هذا
الموقف اذ لا يوجد احد منا خارج الادارة لديه اقتراب من
الاستخبارات التي ادت بها الى اتخاذ هذا القرار. واني اعلم
بان أي حدث سيء بالنسبة للرئيس بوش وفي أي وقت كان نجده يلعب
ورقة البوق هذه وهي ورقة الارهاب. وان عموم حملته ترتكز على
مفهوم يفيد بأنه (بامكاني جعلكم في حالة آمنة إذن عليكم
الوقوف الى جانبي في الاوقات العصيبة التي تمر بها امريكا).
ثم يأتي بعد ذلك
(توم ردج). انه لمن المستحيل معرفة كم من هذا الوضع حقيقياً
فعلاً وكم منه سياسياً وأنا أشك بوجود كلا الامرين فيه. جاء
ذلك اثناء حديث (دين) مع محطة (CNN).
أما بالنسبة للسيد
(ريدج) رئيس قسم الامن الداخلي ومسؤولين آخرين فقد أصروا على
ان المعلومة كانت (من الناحية التحذيرية) اكثر دقة من
الثرثرة الاستخبارية العادية. وقد تم اكتشاف المعلومة تلك
بعد القاء القبض على مهندس الحاسوب (خان) والتي اعتبرها
المسؤولون بأنها اكتشاف كنز ثمين).
وقد ذكر هؤلاء
المسؤولون بان الاماكن التي استهدفتها القاعدة تشتمل على
مركز نيويورك للاوراق المالية ومجمعات (سيتي كروب) في
مانهاتن ومؤسسة النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن
وبرونتيال فايننشيال في (نيو آرك ونيوجرسي). وقد افادت
التقارير بأن ارهابيي القاعدة قد وضعوا نظام مراقبة على هذه
المؤسسات وذكرت النيويورك تايمز في تقرير لها ان المحققين في
نيوجرسي افادوا أن الشكوك وجدت مع (طبعات زرقاء) لبناية
(نيوآرك) وهناك فحص- اختبار يشير الى سيارة مفخخة او شيء من
هذا القبيل قد نفّذ خلال الايام الحالية.
وفي نيويورك
ونيوجرسي وضع رجال الشرطة البنايات المستهدفة تحت الحراسة
المشددة منها غلق الشوارع ومنع الشاحنات من عبور الجسر
والانفاق المؤدية الى (وول ستريت) اما (مايكل بلومبرك) محافظ
نيويورك والحاكم جورج باتاكي قرعا جرس الافتتاح في السوق
المالية في محاولة لابداء الثقة في تدابير المدينة
الوتقائية. وبرغم هذا التبجح فقد ارتفعت اسعار النفط بشكل
جنوني كرد فعل للانذار.
ومع مرور امريكا
خلال حملة الانتخابات القريبة فقد يندهش القلة من ان البعض
يتهم ادارة بوش باللعب على الساحات السياسية. ومع الأخذ
باحتمال توجيه النقد من قبل الجمهوريين فان مرشح
الديمقراطيين جون كيري شعر بالحاجة الى ابعاد نفسه عن
تعليقات السيد (دين) مؤخراً.
وفي الوقت نفسه
هنالك العديد من الانذارات منذ احداث الحادي عشر من ايلول قد
تبدو وكأنها تعتمد على شيء اكثر من كونه ثرثرة. منها اعتقال
(جوس باديلا) الانتحاري القذر وقد اعلمت هذه الانذارات
بطريقة توحي بالمواجهة السياسية العالية. وهناك تحذيرات اخرى
اعتمد على معلومة غير صحيحة.
وبالنظر الى
الانذار الاخير اعترف السيد (ريدج) بأن الاستخبارات لم تقدم
التفاصيل المؤكدة حول زمان ومكان وكيفية الضربة التي سيقوم
بها الارهابيون.
مع ذلك يقول
المسؤولون بأن رجال القاعدة قد اكتشفوا الاهداف المطلوبة مع
الملاحظة بكيفية الاتصال بالعاملين ومتابعة الاشكال المرورية
والمواقع الخاصة بالمستشفيات ونقاط الشرطة. ومن جهة اخرى فقد
القي أُلقبض على اصحاب أسواق في أمريكا بتهمة لها صلة بأحداث
إرهابية.
|