الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

الاطباء مهددون بالقتل او الترحيل.. والصيدليات الخافرة تغلق ابوابها..

استطلاع/ علي حاتم

مهنة الطب مهمة نبيلة، وذات بعد انساني لا يمكن للحياة من دونها ان تستمر، وقد بدأت هذه المهنة منذ فجر البشرية، وبلغت اقصى تطورها في وقتنا الحاضر، وقد عانت هذه المهنة من ظروف العراق الاخيرة كثيراً، اذ بدون استقرار امني وبناء مؤسسات طبية حديثة لا يمكن للمختصين ممارسة دورهم. والاطباء والصيادلة واصحاب المختبرات سواء في المستشفيات العامة او الخاصة كلهم يعانون عدم الاستقرار الامني، خاصة جانب التهديدات العنف وما الى ذلك.

الدكتور حيدر البغدادي او لمن تحدث الينا في هذا الاطار قائلاً: الوضع الامني شهد تحسناً ملحوظاً في الاشهر الاخيرة على المستوى العام وعلى حركة الشارع العراقي ونحن نعمل الى ساعات متأخرة نسبياً عما كنا عليه في العام الماضي وكنا لا نعمل آنذاك سوى في الصباح والى ما بعد الظهر احياناً، خوفاً من العصابات والاعمال الارهابية والتسليب. والتحسن الان جاء من وفرة رجال الشرطة وانتشارهم الواسع في الاماكن العامة، ولكن الاطباء ظلوا في دوامة الارهاب والاختطاف والمساومة وهذا ما دفع البعض الى غلق عياداتهم التي وصلتهم خطياً، علماً ان هذه التهديدات لا تصل الا للاطباء المشهورين والمبدعين في عالم الطب. الدكاترة الن ليون وفارس البكري وسعد الوتري وحسين الحلي ومنذر الجنابي، هؤلاء من الاطباء النادرين في تخصصاتهم الطبية. وقد قامت لجنة من الاطباء بتقديم شكوى الى وزارة الصحة من اجل ايجاد حلول لهذه التصفيات والابتزاز والتهديد ومطالبتهم بالنزوح ولكن للاسف الشديد لم نحصل على اية ضمانات حول هذا الموضوع من الوزارة.

وفي عيادة الدكتور احمد عبد الرؤوف اشار الى ان الوضع الحالي افضل من السابق أي بعد سقوط النظام، حيث لم نكن نعمل الا لساعات قليلة خوفاً من القتل والتسليب. وتحديداً فقد تعرضت عيادتي الى السرقة والتدمير بعد الاحداث.

اما الان فإن الحال تسير نحو الاحسن وان عملي يمتد الى الساعة التاسعة مساءً او ربما اكثر احياناً وهذا شيء مفرح، واعتقد ان الوضع سوف يكون افضل في الايام القادمة بعدما تسلم العراق سيادته كاملةً. واشار الدكتور عبد الرؤوف الى ضرورة اعادة الشرطة السابقين من الشرفاء لانهم يعرفون جيداً ارباب السوابق من المجرمين. علماً اننا نعرف الكثير من هؤلاء المجرمين وهم في الجوار الان ولا احد يحاسبهم. ولكن عندما يعود القانون سوف يكون هؤلاء المجرمون خلف خف القضبان وتعود الامور الى وضعها الطبيعي.

الصيدليات لم تنج من هذا الوضع المقلق، ففي صيدلية حبيب كانت لنا وقفة مع الصيدلانية الهام ابراهيم التي حدثتنا عن الاوضاع الامنية من خلال وجودها في فترات متفاوتة خاصة المسائية منها وقال: الوضع الامني في تحسن ملحوظ عما كان عليه قبل ستة اشهر حيث اصبحنا نواصل عملنا في هذه الصيدلية وكذلك الصيدليات الاخرى المجاورة لنا الى التاسعة مساءً وكان هذا مستحيلاً قبل عام.

وعن غياب الصيدليات الخافرة في الفترة الماضية قالت: يعود ذلك الى سوء الاوضاع الامنية، وفي السنة الماضية لم تكن هناك خفارات للصيدليات. ولكن سوف تعود كما كانت خاصة اذا تحسنت الامور وهي في طريقها الى التحسن المتواصل. المشكلة التي تبقى عالقة في الذهن هي التهديدات الارهابية التي تصل الى الاطباء والطبيبات من المميزين وهذا ما حصل مع الدكتورة (نجاح) اشهر دكتورة نسائية في مجال الاشعة والسونار.

وفي عيادة الفرج للاشعة والسونار التقينا المصور الطبي الاشعاعي كريم خلف الربيعي ليحدثنا عن الوضع الامني في الفترة الاخيرة فقال: هناك جماعات ارهابية اهدافها معروفة الا وهي عرقلة مسيرة العراق الجديد. وهم من ايتام صدام ونظامه الدموي المباد والذين يريدون اعادة الزمن الى الوراء وهذا مستحيل. وبصراحة فإن الوضع الامني خلال هذه الايام يتحسن تدريجياً خاصة بعد تسلم السيادة.

محطتنا الاخيرة كانت مع المعاون الطبي نور حيدر الساعدي في مدينة بغداد الجديدة حيث حدثنا عن الاوضاع الامنية فقال: عملنا الان افضل من السابق بحيث اصبحنا نعمل حتى ما بعد الساعة التاسعة مساءً خاصةً بعد عودة رجال الشرطة الى الشوارع والساحات وتسلم السيادة ونحن نعالج الحالات الطارئة في عيادتي هذه وكذلك اعمل في البيت واقدم المساعدة لمن يحتاجها. واتمنى من رجال الشرطة القبض على المجرمين الذين اطلق سراحهم النظام المباد لانهم من ارباب السوابق ومن اعتى المجرمين.

 


 

 

الحرية والقانون

علي حسين عبيد

هل يمكن ان يبدع الانسان بغياب الامن بل هي يمكن ان يبدأ بأي عمل ومن أي نوع كان والخوف يترصد خطواته وافكاره؟ اسئلة كثيرة من هذا القبيل تتردد على شفاه العراقيين الذي عانوا ما عانوا من القهر والحرمان.

فمن عقود الدكتاتورية والحروب والقتل المجاني الى عهد الحرية المعمدة بداء الفوضى وغياب القانون وضعف اجهزة الدولة واستشراء الامراض الادارية وغيرها.. ولو سألت المواطن عن الامنية الاولى من امانيه فإنه سيطلب الامان بلا تردد او تفكير .. حتى ان احدهم ذكر لي بأنه يفضل الآمان على رزقه وقوت اطفاله اما ظاهرة الرشوة التي انتعشت من جديد وفي اغلب دوائر ومؤسسات الدولة فإن المواطن لم يعرها اهتماماً وسط حالة غياب الامن التي غطت كل العيوب الاخرى وعلى كل المحاسن التي رافقت سقوط النظام السابق ومنها زيادة القدرة الشرائية للموظفين مثلاً.

ان المواطن يرغب قبل كل شيء ان يعيش حياته بهدوء واستقرار وان لا يعاني من مخاوف الموت المجاني الذي قد يفاجئه في اية لحظة، قبل ايام كنا نائمين في في امان الله فوق سطح الدار بفعل الحر وانقطاع الكهرباء، وفي اعماق الليل انطلقت من البيت المجاور لنا صرخة طفل تفطر القلب حتى تردد صداها في فضاء الحي كله وعرفنا بعد قليل ان رصاصة حارة هبطت على فخذه واخترقت لحمه حتى وصلت العظمّّ ما الذي فعله هذا الطفل كي تترصد هذه الطلقة التي لا يعرف من قذفها عليه الا الله، اهذه هي اخلاق العرب والاسلام؟ اهذه هي نتائج الحرية التي اصبحت طوع ايدينا وبين استخدامنا لهذه الحرية، ضاع الامان، اتذكر كلمة لكولن ولسن يقول فيها (ان الحرية وحدها تصنع العمالقة) ولكن كيف يمكن لحرية سائبة ان تخلق شيئاً من هذا القبيل؟

ليس من شك اننا بحاجة الى القانون والى يد ضاربة للشرطة والحرس الوطني وكل مؤسسات الدولة المسلحة، اننا بحاجة ماسة الى اعادة الحرية الى مكانها الصحيح وايقاظ القانون من غفوته وان يعرف الجميع ان الحرية هي غير الفوضى وهي الالتزام بالقانون العادل بحذافيره لانه وحده الذي يصنع الحرية الحقيقية والحرية الحقيقية هي وحدها التي تصنع الحياة الاسمى.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة