الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

الاهوار.. ماضيها وحاضرها

الكتاب: الاهوار ماضيها وحاضرها

المؤلف: كاظم عبد الواحد وادي

الناشر: خاص/ 2003

البصرة- المدى

صدر مؤخراً كتاب الاهوار.. ماضيها وحاضرها.. تأليف الشيخ كاظم عبد الواحد وادي آل عنيزان.. يتحدث عن الأهوار التي هي جنة الاحلام ومناطق الخيال، الاهوار عالم غريب يعدها من زار مناطقها جنة واسعة وشاسعة المساحة تسحر الناظر لها والمتمعن في ممراتها النهرية (الكواهن) ويصفها عرب الاهوار بمدينة الجن والكنوز وفيها الكثير من الآثار.. زراها العديد من الرحالة والـسواح من العديد من دول العالم.. فيها اماكن مملوءة بالصخور الكبيرة والاواني الفخارية والشذر الازرق والاخضر وقد عثر فيها على جثث مبنية لحودها من الجص المقاوم الذي حيرت صناعته العقل والطابوق الفرشي ولم يؤثر عليها الماء المتراكم فوقها قيد شعرة..

وفي فصل مسهب من الاسماك التي فيها الهور اكبر خزين لها في العالم، وفيها اضافة إلى السمك انواع من الطيور المحلية والمهاجرة وفيها من الحيوانات كالاسود والذئاب وبنات آوى والخنازير وكلاب الماء وافاعي وثعابين يزيد طولها على ثمانية امتار كذلك الاحراش الكثيرة من امثال القصب والبردي والجولان والكعيبة والنعناع.

ومن أشهر انواع الاسماك البني والكطان والسمتي والحمري وابو خريزة والشبوط والشلج والعنزة وهذه السمكة تجاوز وزنها 40 كغم. وهناك جزر عديدة من الاهوار يصل اكبرها إلى اكثر من 3كم2 تحيط بها المياه من كل الجوانب..

ويشير المؤلف إلى الحركات السياسية التي اتخذت من الاهوار مسكناً لها. وعن الخدمات التي قدمها  عرب الاهوار لهم وعن العشائر التي كان لها الدور الواضح في مساعدة الثوار معنوياً ومادياً..

وفي فصل آخر يتحدث عن تاريخ الاهوار وكيفية تكوينها وعن جغرافيتها بشكل مسهب. واشار إلى الثورات ورجالها الذين اتخذوا من الاهوار مساكن لهم.. بدءاً من عمران السلمي أمير البطائح الذي فر إلى مناطق الاهوار حين حارب البويهيين عام 1005م وفي عام 1535م جهزت الدولة العثمانية حملة كبيرة من السفن الشراعية لغزو معاقل شيخ مشايخ الصيامر وفي عام 1565م هوجم شيخ مشايخ الجزائر وفي عام 1890م جهزت حملة تأديبية بقيادة الجاجان فاضل عباس الداغستاني على قبيلة شيخ بني اسد حسن الخيون وفي عام 1924 شنت الحكومة العراقية حملة للقضاء على نفوذ شيخ بني أسد سالم الخيون الذي اتخذ من الاهوار حصناً منيعاً له..

وفي العصر الحديث تحدث الكتاب عن ابرز الحركات السياسية التي وقفت ضد النظام السابق وقامت بعدة عمليات متوخية افراده وقواته..

وفي فصل آخير ذكر اسماء العشائر التي سكنت الاهوار وابرز شيوخها ووجهائها..

يعطي الكتاب صورة جيدة وواضحة لواقع الاهوار وما فيها من حقائق مهمة وارقام جديدة عن ابرز فعاليات رجال الثورة ضد النظام السابق.


الزوج المبكر: بين القبول والرفض

عواطف مدلول

قلوب صغيرة تعصف بها الحيرة والقلق من مستقبل غامض مجهول تبحث عن اسوار تضمها تؤثث في داخلها حياة وردية. فتيات في ربيع العمر يتسابقن للولوج في عالم الزواج وهاجسه لا يفارقهن فيتمسكن بحباله خشية من ان تتسرب العنوسة اليهن.

انها ظاهرة اخذت تنتشر مؤخراً في مجتمعنا، فما الذي دفع فتياتنا  لاختصار السنوات واختيار الطريق الاقصر من خلال التفكير بالزواج في سن مبكرة؟

توجهنا بسؤالنا هذا إلى عدد من الفتيات فتباينت الآراء والاجوبة.

تقول سماهر خليل (موظفة): العائلة هي التي تحث بناتها على الزواج في سن مبكرة خصوصاً في السنوات الاخيرة لان ظروف الحياة اصبحت صعبة في مجتمعنا والظواهر السلبية سادت فيه بشكل اوسع والفتاة تتعرض لانتقادات دائماً اذا لم تتزوج مبكراً لذلك اثناء دراستي في الاعدادية تزوجت وكذلك بقية شقيقاتي تزوجن باعمار صغيرة والان نحن نمارس حياتنا بحرية ولا نواجه صعوبة لان نظرة الناس للمتزوجة تختلف كثيراً عن النظرة للفتاة غير المتزوجة.

بينما ترى سناء محمد وهي جامعية غير متزوجة ان السبب الرئيس في انتشار هذه الظاهرة هي غزو (الستلايت) للبيوت العراقية مؤخراً حيث جاء محملاً بالافلام والاغاني والبرامج التي لعبت دوراً كبيراً في تغيير افكار الشباب وجذبهم (بالملابس العارية) وسبقه جهاز (CD) والاقراص الاباحية التي باتت تباع بشكل علني وتداولها بين المراهقين وكذلك المراهقات لم يعد امراً صعباً، كل ذلك جعل الاسر العراقية تتخوف على مستقبل بناتها بل ان اشاعة هذه الاجهزة دفع بفتياتنا للتنافس بينهن للحصول على رجل وطبعاً هذا الحل (الزواج) هو استر لهن.

وافضل وهو الحل الشرعي والاخلاقي.

وتنتقد علياء عباس (جامعية ايضاً وغير متزوجة) رفض البعض للزواج المبكر وهي من مشجعات الزواج المبكر كما تقول وتضيف: ليس غريباً ان تفكر الفتاة بالزواج مبكراً لان امهاتنا وجداتنا كن قد تزوجن في اعمار صغيرة ونجحن في حياتهن فلا ضير من ان تتزوج الفتاة وتكمل تعليمها مع زواجها وربما تجد لها وظيفة فيما بعد والان اغلب جامعاتنا تشهد كثرة الزيجات بين الزملاء بعكس السنوات الماضية (التسعينيات والثمانينيات) لا سيما قد اخذت الفتاة العراقية تدريجيا تتفهم الظروف فلا تشترط مهوراً غالية او أية شروط تعجيزية أخرى.

أما شيماء عدنان فهي تؤيد الفتيات اللواتي رفعن شعار الزواج اولاً راميات خلفهن الشهادة والعمل وذلك بالقول: ان فرص الزواج اصبحت نادرة وان عدد الذكور يغلب على عدد الاناث في العراق بالاضافة إلى ان الرفض الدائم خلف فتيات جميلات ومثقفات دون زواج فإذا جاءتهن فرصة الزواج يقدمن تنازلات كثيرة من بينها قبول رجل اقل من مستوى طموحهن ولا يتناسب مع ما كن يحلمن به وغالباً ما يتقدم لهن رجال يسعون وراء راوتبهن، لا من اجلهن. كما ان هناك عوائل تقبل بأول قسمة لبنتها لانها تتشاءم من الرفض فتشجع هذا النوع من الزواج حتى ينشأ ويكبر الاطفال مع والديهم.

وبرأي (المدرسة) صفاء يعقوب ان الغيرة في المدرسة بين الطالبات تدفع إلى تقليد بعضهن ولا سيما فيما يخص الزواج فتقول: هذا لم يكن موجوداً في زماننا فقد تزوجت اخواتي بعد تخرجهن من الجامعات ومارستهن لوظائفهن وهن يمتلكن جمالاً فائقاً وكل واحدة منهن جاءت قسمتها فكل شيء بوقته حلو) كما يقولون والعمر لا اعتقد له علاقة بالزواج فلا تتعجل لان الزواج في سن مبكرة يولد مشاكل وهموم وخلافات لذلك فان نسبة الطلاق لدينا  كبيرة والان ارى ان كثيراً من الفتيات يتزوجن باعمار تتجاوز الثلاثين وانا واحدة منهن واذا كان هناك من يقول لي ان قابلية المرأة على الحمل والولادة بهذا العمر تقل أجيبه ان هذا الموضوع هبة من الله والامثال على ذلك كثيرة.

وتضع سعاد محمود اللوم على الرجل في اشاعة هذه الزيجات فتقول: ان اقبال الرجال على الزواج من فتيات صغيرات كان سبباً في زيادة هذا النوع من الزواج فلم يعد هناك من يبحث عن شريكة لحياته بعمره لان الرجل الشرقي لا يرغب في ان توازيه زوجته بعقلها ودراستها ويفضل ان يجد من تخضع له ذلك دوماً نسمع من يقول (أريد الزواج من فتاة صغيرة واقوم بتربيتها على يدي بما يناسب افكاري).

أخيراً أقول تبقى ظاهرة الزواج المبكر نسبية ومرتبطة إلى حد كبير بعوامل وظروف موضوعية متعددة.


اضاءة :وطن الرأي الحر

فؤاد العبودي

بعيداً عن الضغوط النفسية القاسية و(كلبشات) الطاغية الصغير وصل العراق رياضياً إلى اولمبياد أثينا.

وبعيداً عن الصخب الاجوف والدعاية الاعلامية للنظام البائدوالتهنئة المغلفة بالخوف وبينها التهنئة المنافقة (للقيادة الحكيمة) أرسل رياضيونا العراقيون المشاركون في الاولمبياد برقيات تهنئة  إلى وطنهم قبل أي شيء آخر (الذي ظل بمنأى عن المشاركات الدولية بسبب ممارسات الطغمة الفاسدة لنظام صدام المنخلوع.

ومن المفرح حقاً ان يبعث الفتى العراقي الملاكم فوزه إلى امه وأبيه والى العراق وهو (الفتى) الذي يبدأ خطوة موفقة على طريق التأهيل النهائي في مجال تخصصه الرياضي.. حيث قال بلغة عفوية (أهدي فوزي الى العراق وطناً ليس غيره من يستحق هذه التهنئة).

إذن.. ومع هذا الالق العراقي الرياضي ومن بعده السياسي في عقد المؤتمر الوطني بنجاح نقول... لا مكان بعد اليوم لمن يضع (توابيت الحديد) و(خوذ التعذيب) للرياضيين، ذلك لان العراق بدأ مشواره الحقيقي مع كل هذا الانفتاح الديمقراطي الحر وتدشين مرحلة جديدة من مراحل التعبير الحر.. مرحلة رائعة بكل ما تحمله وتعنيه الكلمة من ارتقاء إلى العلياء.

 أما الاستثناءات التي حدثت وتحدث هنا وهناك فانها حتماً ستزول.. وسيزول معها كل ما ليس له مكاناً بيننا وضمن اطار عراق متعدد القوميات ويجمع تحت جناحيه كافة مكونات المجتمع العراقي واطيافه السياسية.

وطن الرأي الحر.. والمظلة المتينة للديمقراطية وسيصبح بجهود ابنائه وحسن نوايا الآخرين أروع وطن في الدنيا..

نعم.. إنه العراق.. والعراق.. والعراق قبل أي حاكم مستبد.. ونظام الا يقيم وزناً لقيم الابناء وحريتهم واستقلال بلدهم باتجاه تحقيق المزيد والمزيد من الاستقرار والامان..

فنعمة التحرير من الدكتاتورية جعلت من العراقي أياً كان اهتمامه سياسياً أم رياضياً او علمياً يثق بأن المستقبل الافضل بيده.. وانه لا يصح الا الصحيح.


ماريو كازاري يستعيد في  طباخ بغداد  مذاق عاصمة العباسيين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

صدر عن دار  غويدو تومازي  كتاب تحت عنوان  (طباخ بغداد) وهو ترجمة منقّحة ومزيدة ل كتاب الطبيخ  الذي وضعه محمد بن الحسن بن محمد، إبن الكريم الكاتب البغدادي الذي عاش في بغداد في نهاية العصر العباسي وتُوفي في العام 1239. وتعمل الدار الإيطالية على استعادة نصوص قديمة لوصفات وعادات غذائية عبر تخصيصها مجموعة من الكتب التي تمزج بين التاريخ والمطبخ.

ولم يكتفِ  ماريو كازاري  أستاذ اللغة العربية في جامعة أوربينو بالترجمة بل أرفقها بمقدّمة  تحيط القارىء الإيطالي علماً بتلك الحقبة التاريخية، وبدقّة الباحث  فتح أمام قارئه عوالم بغداد، تلك المدينة الجامعة التي استقطبت ثقافات وحضارات فمزجتها، ورأى في تنوّع مطبخ البغدادي، وحرصه على الأفاويه والمقادير دليلاً على الرقيّ الذي بلغته تلك المدينة التي باتت تتفنن في ما تأكله وتنظر إلى الغذاء نظرة تكاد تكون حديثة  في مرحلة كان فيها شارلمان يلتهم الشواء إلى أن أُصيب بالنقرس  كما كتب كازاري في المقدّمة.

وفي مقابلة مع وكالة آكي أشار ماريو كازاري إلى أنه في مقدّمته عمد  إلى المقارنة، فالعمل وُلد من هذا المنطلق فقد سعى باليريني (الناشر) إلى خلق شبكة نصوص تاريخية ، وأشار إلى أنّ  هذا النص جاء في زمن لاحق قياساً بنصوص أخرى قامت عليها التطويرات في الغرب، فهو نصّ من القرن الثالث عشر ، ويرى في هذه الترجمة  فرصة لتسليط الضوء على هذا المسار (الغذائي)  وذلك لأنّه  غالباً ما يتم التطرق إلى الترجمات العربية الكبيرة، ونقلها للغرب النصوص الفلسفية الإغريقية واللاتينية عبر الترجمات الإسبانية، فيُشار إلى المستويات المختلفة لهذا المسار من الثقافة القديمة وحتى عصرنا هذا... إنّما قلّما يأتي ذكر الجانب الذي تناوله الكتاب .

وأضاف كازاري يقول:  قلّ ما تُدرس هذه المادة لذا رحتُ أتخيّل ما كانت لتكون عليه رحلة النصوص لأخوض بذلك نوعاً من التحدي .

وتابع:  لا شكّ في أنّ الكتاب الذي اقترحوه عليّ كان هدفه تجارياً، وبالتالي لم يكن مطلوباً مني أن أقدّم وثيقة علمية بل عملاً يتأرجح بينهما أي مادة تسعى لتقديم المسائل المتعلقة بالمطبخ العربي، وترجمة النص في آن معاً .

ويجاور النصّ المتَرجم عن البغدادي الذي حرص المترجم في مقدّمته على شرح المقادير التي اتّبعها طباخ بغداد في وصفاته، وكشف النقاب عن بعض الكلمات التي دخلت القاموس المطبخي العربي  ذات الأصول الفارسية لإلمامه بالفارسية أيضاً، نصّ لستيفانيا بارتزيني التي اعتمدت على وصفات البغدادي في تأليف وصفات راهنة تناسب الذائقة الحديثة. فراحت تنطلق من اقتراحات طبّاخ بغداد لتعيد إلى موائد الإيطاليين شيئاً من ألق عاصمة العباسيين.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة