الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

سدة بغداد أنشأها ناظم باشا.. وحمت بغداد خمسين سنة من الفيضانات

مها عادل العزي

تصوير/ سمير هادي

إنها تمتد لأميال عدة.. هذه التلة الترابية أو كما تسمى بالسدة، كثيرون يمرون بالقرب منها.. قلة قليلة هي من تعرف وقت إنشائها ومن أمر بتشييدها.. إنها تمتد من الزعفرانية جنوباً حتى تصل إلى الصليخ شمالاً.. بعد الحرب الأخيرة وخلف معسكر الرشيد بالذات، هدمت السدة في أجزاء منها بحثاً عن مقابر جماعية.. ولا نعلم ماذا حدث بعد ذلك، فهل تكون السدة مجرد تلال ترابية أم إنها مكون آخر؟

للحديث عن السدة، كان لنا لقاء مع الباحث التراثي الدكتور صالح مهدي هاشم، فهو يعرف عن السدة الكثير، ويقول عنها إنها سدة ناظم باشا ويضيف:

قبل قيام الدولتين المجاورتين (تركيا وسوريا) بإنشاء الخزانات والسدود العملاقة على نهري دجلة والفرات داخل حدودهما وقبل أن تقوم الحكومة العراقية بتشييد سدي الحبانية والثرثار وتحويل مياه الفيضانات إلى خزاناتهما في الأراضي المنخفضة، كانت هذه المسألة (الفيضانات) الشغل الشاغل للسلطات المسؤولة، بعد أن أصبحت صيانة ضفاف الأنهار وإدامة السدود من الأمور التي يجري تحديدها سنوياً، وهي في الغالب لا تدفع خط الفيضانات الكبيرة ولم تكن فعالة إلا نادراً، مع إنها كانت باهظة الكلفة وتشكل عبئاً ثقيلاً على ميزانية الدولة التي هي بالأساس خاوية لانشغال إسطنبول بحروب طويلة.

وصول ناظم باشا

في تاريخ 6 آيار 1910 وصل الفريق ناظم باشا بغداد بعد أن عين قائداً للفيلق السادس ووالياً لبغداد ومنح صلاحيات واسعة للإشراف على ولايتي الموصل والبصرة، وبامتيازات لم يتمتع بها وال من قبل.

كان ناظم باشا من الولاة المصلحين في العراق، استطاع أن يحقق الأمن والاستقرار في زمن كانت بغداد بحاجة إليهما، وكانت من بين أعماله المهمة العناية بنظافة بغداد ووقايتها من الأوبئة والجراثيم وحمايتهما من الأمراض الوبائية. ولتحقيق ذلك أمر بردم الخنادق المحيطة ببغداد، إذ كانت مصدر الجراثيم والحشرات ومحطة للأزبال والقاذورات لذلك جلب ماكنة لرش الماء في أسواق بغداد صيفاً بدلاً من رش السقائين، وبذل جهداً مضنياً لشق شارع النهر بعد تهديم الدور القديمة وغطاه بالقير وهو أول شارع في بغداد كان مكشوفاً.

وكان من أهم أعمال الفريق ناظم باشا في وقته القصير الذي قضاه في بغداد قرابة العشرة أشهر هو تشييد سدة ممتدة على طول حدود بغداد الشرقية.. متينة التشييد عالية بما فيه الكفاية، عريضة لا تخرقها مياه الفيضانات تمتد من الزعفرانية جنوباً حتى تصل إلى الصليخ شمالاً. كانت السدة فعالة في حماية بغداد من الغرق خاصة عند تضرر سداد دجلة شمالي بغداد وحدوث بثوق فيها لا يمكن السيطرة عليها.

موسم الفيضان

يبدأ موسم الفيضان في العادة منتصف شهر نيسان في كل عام ويبلغ الذروة خلال عشرين يوماً ثم يزول خطره تدريجياً لما بعد منتصف آيار، ولذا كانت الدول من أجل تخفيف الضغط على نهر دجلة وإنقاذ العاصمة ومن فيها من خطر كسر السدود في مناطق متعددة شمالي بغداد كالداودية واليهودية والفرصاتية، وقد تضررت من جراء هذه الكسور المتعددة بيوت الساكنين خلف السدة الشرقية المحيطة بالعاصمة وغرقت بيوتهم وأغنامهم ومواشيهم، كما تتعطل جراء ذلك المواصلات وتتوقف قطارات كركوك.

وبعد افتتاح مشروع الثرثار لم تعد الحاجة قائمة لهذه السدة التي ظلت لما يقرب من نصف قرن تحفظ بغداد وأهلها من خطر الفيضانات. بل صارت عائقاً لامتداد بغداد وعمرانها وكأنها في قسمها الشمالي خاصة قد عزلت أحياء مهمة من العاصمة مثل القاهرة والصليخ الجديد والشعب وغيرها من مجمعات سكنية، فصار الآن القسم الكبير من السدة الشرقية شوارع وساحات وما زال البعض منها ماثلاً حتى الآن، يروي قصة الوالي ناظم باشا الذي استدعي إلى اسطنبول ليعزل عن ولاية بغداد في السابع عشر من آذار 1911 نتيجة مؤامرات جمعية الاتحاد والترقي التي قتلته في ما بعد غيلة 1913.


 

طائر لا يطير...

أفاد باحثون بريطانيون وفلبينيون متخصصون في الحياة البرية، أنهم عثروا على فصيلة جديدة من الطيور في غابة تقع في إحدى الجزر الصغيرة النائية الواقعة في أقصى شمال الفلبين، إذ يتميز الطائر الجديد بأنه لا

يطير، رغم وجود جناحين له، إلا لمسافات قصار، وذلك لقصر طول جناحيه؛ وهو جديد على العلم والعلماء.

وجاء في بيان صحفي صادر عن الجمعية الدولية لحماية الطيور، وهي جمعية بريطانية لحماية الحياة البرية، إنه تم العثور على هذا الطائر في جزيرة كالايان التي تبعد نحو 460 كيلومترا إلى الشمال من مانيلا(العاصمة)، خلال حملة استكشاف علمية.

ويتسم هذا الطائر، الصغير الحجم، بلونه الغامق عموما؛ أما منقاره ورجلاه فلونهما برتقالي.

ويقّدر عدد الطيور من هذا النوع، والتي شوهدت في الجزيرة، بين 100 إلى 200  طير.

ورغم أن السكان المحليين يعرفونه منذ وقت طويل، ويعرف عندهم باسم بدينغ (Piding) فإنه لم يوثق في البلاد، كما نقلت (الأسوشيتد برس) عن (كارل أوليفيروس)، من جمعية حماية الحياة البرية الفلبينية.

وقال (أوليفيروس)، إن الغريب في الأمر أن معظم الطيور في بلاده جرى توثيقها، مما يعني أن هناك حاجة لإستكشاف الجزر بحثا عن المزيد من أنواع الحياة البرية.

وأشار بيان الجمعية الدولية لحماية الطيور إلى أن هذا الطائر الجديد يجب أن يحظى بالحماية، ذلك أن الفصائل الجديدة غالبا ما تصبح في خطر بسبب التأثير البشري على مواطنها. وبهذا، ينضم طائر (كالايان) إلى عدد من الطيور التي لا تطير، كالنعامة والبطريق والكيوي.


اللعب بالنار.. من دون كبار!

عادل العامل

تستحق القوات المسلحة العراقية، من شرطة وجيش وحرس وطني ودفاع مدني، كل تقدير وإكبار للبسالة ونكران الذات والانضباط التي تواجه به الانفلاتات الحاصلة من حين لآخر على امتداد الوطن وحدوده، ورصاص القتلة وتفجيرات الإرهابيين.

فعندما تتصدى هذه القوات الوطنية لضبط الأمن وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم وتنفيذ القانون العام، فإنما هي تقوم بالواجب الذي خلقت من أجله في كل زمان ومكان. وبالتالي، فهي ليست ضد فئة وطنية معينة، وإنما هي ضد أية فئة تفرض قانونها الخاص، بالسلاح أو بغيره، على المجتمع الذي تشكل جزءاً صغيراً جداً منه. وعلى من لا يعجبه ذلك أن يدرك أن هذه القوات الأمنية قد تحميه هو شخصياً من تجاوز فرد أو فئة أخرى على حياته وحقوقه المشروعة، في يوم ما.

وإذا كان البعض لا يريد للشرطة أن تحفظ الأمن، فهل لديه البديل المناسب لذلك؟

هل نأتي بالفلاحين، مثلاً، ليضبطوا لنا الأوضاع المنفلتة، ونبعث بالشرطة إلى المزارع والحقول؟! أم المعلمين؟! أم الطلاب؟!

أم نأتي باللصوص والقتلة والإرهابيين، ليحموا لنا حياتنا ويحافظوا على ممتلكاتنا وينظموا لنا حركة المرور في الشارع؟!

البعض يريد أمناً، ويولول في الفضائيات من انعدام الأمن، ويغمض عينيه، في الوقت نفسه، عن حركات اللصوص، والمخربين والإرهابيين وأوكارهم إلى جواره، وقد يساعدهم أيضاً!

والبعض يريد أعمالاً وظروف معيشة طيبة ومستقبلاً سعيداً، وهو يسبب للبلد خسارة يومية بملايين الدولارات!

والبعض يريد لقوات الاحتلال أو المتعددة الجنسيات أن تغادر الوطن، وهو يخلق ظروفاً تستدعي بقاءها!

والبعض لا يحب هذه الحكومة ولا ينتظر حتى يغيرها في انتخابات أول العام القادم بحكومة أخرى تكون، لعلها، رهن إشارته الكريمة!

والبعض لا أدري ماذا يريد، ولا يدري هو ماذا يفعل!

هل حقاً لا ينفع معنا، نحن العراقيين، إلا صدام، كما تقول قناة (الجزيرة) وغرباؤها؟!

ألا يلاحظ هؤلاء جميعاً إنهم سيخلقون طاغية آخر بمثل هذه اللاعقلانية في معالجة الأمور طالما إننا لم نبلغ بعد سن الرشد الحضاري ولم نكن مؤهلين للديمقراطية كما يظهر للعالم من هذه الأوضاع؟!

لقد أسأنا للعراق الغالي مرتين أمام العالم خلال عام واحد تقريباً.. مرةً عندما ظهرنا على شاشات فضائيات

العالم كلصوص، واللصوص ينهبون مؤسسات الدولة ويحرقونها هاتفين: نو صدام.. تعيش أمريكا.. كلنا USA!

ومرةً، ونحن نتفرج، والعالم معنا، على حالنا ونحن نلعب بالنار الآن.. من دون كبار!

 

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة