الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

الصناعات الشعبية في البصرة.. تراث وأصالة وفن

البصرة/ المدى

الصناعات النحاسية.. قديمة قدم حضارة وادي الرافدين

مصنوعات الخوص تعتمد على المرأة اعتماداً كبيراً

حياكة السجاد.. تمتاز بها منطقة الزبير

لتنوع مناطق البصرة حيث القرنة لا تشبه (أبو الخصيب) والفاو لا تشبه الزبير.. لذا فقد تنوعت الصناعات بشكل يكسبها روعة وديمومة.. تصور إن حياكة السجاد واحدة لكن نقوشها وألوانها تختلف من منطقة إلى أخرى.. كذلك الصناعات النحاسية وصناعات الخوص ومن أجل تسليط الضوء على هذه الصناعات نذكر أهمها:

صناعة الفخار

تصنع من الفخار أشياء عديدة منها زير الماء والمشربية وزهريات كبيرة وصغيرة منقوشة بنقوش مختلفة وتماثيل الأسود والطيور مصنوعة كلها بشكل فطري جميل ينم عن ذوق صاف.. وكل هذه الأشياء تصنع باليد دون أن تدخل الآلة في صناعتها حيث ينقش الفنان الفطري النقوش التي تبادر ذهنه.. إذ أن النماذج تعمل من الطين وفق عجينة خاصة تعجن بالأرجل ساعات طويلة.. وبعد أن تطاوع هذه العجينة وتلين توضع في قوالب مخصصة وبأحجام مختلفة ثم ينقش على البعض منها باليد ثم يقوم بفخره وذلك يحتاج إلى القوة والصبر الشديدين.

الصناعات السيراميكية

هي صناعات تتنوع ما بين لوحات جدارية وقطع سيراميكية فبعد أن يكونها الصانع تدخل في فرن كبير وتبقى في النار  مدة معينة وبعد ذلك تعرض.. علماً إن طينها خاص وتصبغ بألوان ثابتة جميلة.

صناعة السفن الشراعية والأبوام

من أشهر الصناعات في البصرة يختص بها صناع مهرة لهم باع طويل في هذه الحرفة حيث كانوا يقومون بصناعة هذه السفن وبيعها إلى منطقة الخليج العربي التي تفضل هذه السفن على غيرها لما لها من متانة وخصوصية متفردة.. ارتبطت هذه الصناعة بالبحر فنشأت نظراً لاحتياجات أهالي المنطقة وجيرانهم لذلك.. ومن أشهر السفن التي صنعت في البصرة (البيتل والبقاره والبانوش والجالبوت والشوعي والنبوك والبوم) وكانت السفن الكبيرة منها تستخدم في صيد اللؤلؤ سابقاً أما الصغيرة فإنها تستخدم في صيد الأسماك.. إضافة إلى نقل البضائع من وإلى البصرة ومن أشهر البضائع المستوردة هي الأخشاب والحبال والأبواب والأثاث المنزلية والتوابل وبعض المصنوعات الخشبية من الهند ودول الخليج العربي وتمتاز بعض قرى (أبو الخصيب) بهذه الصناعة لقربها من المياه وخاصة قرى جيكور وأبو الفلوس وأبو مغيرة والسراجي.. وزائر (النكعة) في قضاء الفاو يشاهد آلاف السفن التي صنعت في البصرة.

الصناعات البيتية

وهي متعددة منها (الجادن) الذي لا يعرفه عدد كبير من الناس في الوقت الحاضر وهو من الأدوات الخشبية.. كان يستعمل لتهبيش الرز وإعداد حلوى تصنع من التمر والسمسم أو لب الجوز.. تسمى (المدكوكة).

وكذلك (الرحى) التي هي طاحونة الحبوب والحنطة على رأسها لإعداد الطحين سابقاً.. و(الطبك) الذي كان يقوم مقام (الصينية) في البيوت لرخص ثمنه كما كانوا يستعملونه في تنقية الحبوب من الأعشاب و(السفط) الذي كان يصنع من سعف النخيل وكذلك الحفر على الخشب وهذه الصناعة الشعبية التي تنتشر بين أبناء مركز المدينة.. وهناك الأدوات المنزلية كالملاعق وقوالب الكليجة..

الصناعات النحاسية

وهي القدور والمناقل والجرار النحاسية إلى جانب الصواني وقدور الدهون والقناديل والشهدانات والسماورات والمطارق ومقابض الأبواب القديمة وتعرض هذه على الصناديق الخشبية ذات المسامير النحاسية التي يبلغ الواحد منها عدة سنتمترات وهذا العمل استمر فيه منذ عدة عقود.. وهناك قدور الدهن النحاسية التي يزيد عمرها على الأكثر من قرن ونصف.. وكذلك السيوف والخناجر.

مصنوعات من مواد النخيل

إن صناعة الخوص وسعف النخيل متمثلة بالسلال والمراوح اليدوية والأطباق وغيرها وبرغم كل ما دخل الحياة من تطور في الآلات الحديثة كان لهذه المصنوعات اليدوية الأثر الكبير والاستمرارية الدائمة.. محافظة على وجودها وهذا يعني إنها تحمل في داخلها سر بقائها.. إنها حرفة تعتمد على المرأة أساساً لأنها توفر الاحتياجات المنزلية ولهذا فإن كل هذه السلع هي من صنع النساء حيث توجد الكثيرات ممن تفرغن لهذا العمل ويساعدهن في المواصلة توفر المواد الأولية وزيادة الطلب ويسهم

سكان القرى والأرياف في تزويد السوق بالسلال والأطباق والمراوح اليدوية والمكانس وأشياء أخرى.

حياكة السجاد والبسط

إن صناعة البسط المنقوش وحقيبة الكتف الصوفية والحذاء القطني جاءت إلى البصرة من السماوة والحي. وأضافت عليها طابعها الخاص في النقشة والألوان. عاشت هذه الصناعة وظلت تواصل الحياة جيلاً بعد جيل وتوارثتها وتخصصت بها بعض العوائل. فن يمتزج به القديم والحديث في الوقت ذاته.. ويحدث التجانس كأفضل ما يكون وفقاً لمتطلبات الحالات الجمالية المعاصرة.. وتشتهر كل منطقة بحياكة سجاد خاص بها وتكون لها مدرستها المتميزة التي يستطيع المتابع أن يتعرف عليها بسهولة.. فسجاد شمال البصرة غير سجاد غربه.. تسمى البسط التي تحاك في القرنة بـ(الفجة) وما يصنع في منطقة الزبير يدعى (ركم) وهو نوع أفضل.. يرغبه المواطنون ويتطلب وقتاً وجهداً في العمل.. ولهذا يكون سعره أغلى من غيره.. أما البساط الذي تختص به منطقة الفاو فهو أكثر جودة ودقة حيث يكون واسعاً ناعم الخيط ويسمى الأزار أو (الشف) وللمنطقة الشمالية من البصرة صناعتها المشابهة.. فالبسط التي تصنع في المدينة جميلة ودقيقة العمل ومتماسكة الحياكة ذات ألوان زاهية ونقوش بارزة وتستعمل فيها أصباغ طبيعية ثابتة تستخلص من أوراق نباتية..

إن نقوش سجادها تمتاز بالخطوط المستقيمة والزوايا الحادة بينما يمتاز سجاد الفاو بنقوش دائرية مستمدة من عالم النباتات.. أما الشيء المشترك في جميعها إنها تحاك من الصوف الخالص وعلى منوال قديم وتصبغ الغزول محلياً بأصباغ قد تكون صناعية أو طبيعية.

إن هذه الصناعة حرفة نسائية في الغالب حيث تعمد النساء استثمار وقتهن وجهودهن في البيوت ويعمدن بعد ذلك عرضها على المحلات التجارية لتصريفها.


الازياء الرسمية  وهيبة القانون

نزارعبدالستار

يعد الزي الرسمي من اهم الشكليات الكلاسيكية التي تحفظ للوظيفة هيبتها وعنوانها، وهو علامة حضارية نستدل بها على واجباتنا وحقوقنا.

ثمة مقاييس للجمال والذوق والانضباط وهي التي تتحكم في العلاقة بين القانون والمواطن، فأزياء شرطة المرور والقضاة ورجال الاطفاء وعمال البلدية تروض بجماليتها الانفعال البشري وترسخ الاحترام.

لقد اندثرت التقاليد الوظيفية في العراق وحل محلها العنف في الكثير من العلاقات المهمة، حتى بات الخوف هو المعيار في علاقة المواطن بالسلطة، فبدلا  من الزي الانيق لشرطي المرور صرنا نلمح الشارب الثخين الذي يشبه عارضة وقوائم مرمى كرة القدم، اضافة الى الصوت الغليظ واللهجة المتعالية الزاجرة والنظرات الشزرة وكذلك الفوقية والاحتقار. لقد استبدلنا الجمال بالاستبداد والعنف والسلوك الصفيق وساعدت في ذلك تلك الازياء المخيفة التي ترهب الانسان بقتامتها وكآبتها وعسكرتها، وبات الاهمال والوضاعة والسلوك المشين هو الرادع وليس القانون. لقد تحول المظهر المقزز للشرطي والكروش المندلقة من ( بدلات السفاري ) وبؤس قيافة الجندي الى دليل على همجية القانون وليس على رقي الانسان ودقة نظامه.

على الحكومة ان تدفع وزارة الداخلية الى اعادة النظر في العديد من الضوابط، وفي سلوكيات اجهزتها، وان تنبذ العنف المضاد وذلك باحلال السيطرة القانونية محل القوة المطلقة وهذا يتحقق بالاهتمام بالمظهر العام وتوفير التجهيزات وعدم المفاضلة بين القوانين.

ان اناقة الانسان ونظافته هي محفز لرفع المعنويات ومدعاة للتهذيب والارتقاء بالسلوك، ومن هذا المنطلق يتوجب السعي الى اعادة احياء التقاليد الوظيفية في العراق من خلال الاهتمام بالازياء السلطوية كونها تمثل جمالية القانون ومكانته في الحياة اليومية.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة