بقلم: اليساروبن
ترجمة: عمران السعيدي
لوس آنجلزتايمز
يبدو ان الدكتور أياد علاوي اصبح اكثر حزماً برغم التحديات الكبيرة التي
تواجهه وهو أكثر معرفة وامكانية في التوفيق بين المطالب
الامريكية وآمال العراقيين وطموحاتهم وذلك يبدو واضحاً من
خلال الاسابيع الاولى لتوليه المسؤولية. وكان قد تحدث عن
الأمن ثم الأمن وهو من أهم هموم العراقيين جميعاً ويبدو ان
علاوي محظوظ نوعاً ما من هذا الجانب، حيث نلاحظ إنحساراً
واسعا للعنف في أكثر المواقع سخونة، وإن تسلمه السلطة جاء مع
ظهور الدكتاتور السابق (صدام حسين) مكبّلا بالسلاسل أمام
قاضٍ عراقي وذلك يوضح سلطة حكومته الجديدة واهميتها.
تقول (مارينا أتاوي) من معهد كارتيجي للسلام في واشنطن: (ان علاوي قد انجز
العمل بصورة جيدة لحد الآن وعلى جبهتين: فقد أدار العمل
ليولد الانطباع بأنه في موقع المسؤولية برغم وجود القوات
الامريكية وهو جيد في التنقل بين الاسئلة التي لم يكن
مستعداً للإجابة عنها) وان هذه المشاكل والاسئلة موجودة
أمامه فعلاً واولها هي كيفية معالجة وتطوير الوضع الأمني
اكثر من الحديث عنه.
ان وقوات الأمن العراقية برغم تطورها الحالي إلا انها غير كافية لحماية
المواطنين العراقيين وذلك يعني ان الدكتور علاوي عليه
الاعتماد على القوات الامريكية والذين يستخف باساليبهم
العملية، ولكن حضورهم يذكر العراقيين بعدم انتهاء الاحتلال.
ومع عمله المتواصل لتوحيد البلاد يجب على الدكتور علاوي
تقدير مدى تضمين أكثر العناصر تطرفاً داخل الخليط السياسي
وهل بامكانه جلب عناصر من البعث السابق داخل الحكومة الحالية
دون اثارة الوحدة الشيعية ذات الحساسية الشديدة ضد هذا
الموقف؟
وبينما هو يحاول قبول ضباط من الجيش العراقي المنحل عليه ان يقرر مدى رغبته
بتشكيل وحدات عسكراية كالتي شكلت داخل الفلوجة والتي انسحبت
منها القوات الامريكية تاركة المدينة في ايدي ضباط من الجيش
السابق ذات علاقة قوّية مع المتمردين ـ وان حل أي من هذه
القضايا السياسية سيكون اصعب من أخذ خطوات قد يتخذها والتي
قد تكلفه القليل ولكنها تحصد الكثير من المنافع ـ ومع علمه
بأن شهر العسل مع الرأي العام العراقي قد ينتهي في حال حدوث
عملية تفجير في بغداد أو البصرة نجد علاوي يحاول اتخاذ اجراء
مسبق لاحباط هذه الاعمال المدمّرة والقاتلة.
وكان الدكتور علاوي قد شكل هيئة أمنية مكونة من وزرءا الدفاع والداخلية
والخارجية والمالية وبالتعاون مع القوات الامريكية ونلاحظ ان
قوات الشرطة اصبحت تتخذ الاجراءات الصارمة ضد نشاط الجريمة
العادية مثل اختطاف الاطفال وسرقة السيارات والدور وقد بدأ
يعيد تشكيل بعض المؤسسات الخاصة بوحدة الأمن القديمة
كالمخابرات وشرطة الأمن والخدمات الاستخبارية.
ومن بين احدى المشاكل التي تواجه الدكتور علاوي كما تقول (جوان كول) استاذة
دراسات الشرق الاوسط في جامعة مشيغان، هي ليس في مد يده إلى
مجموعات عراقية عديدة بل بالمخاطرة في التحالف مع المجموعة
التي هو بحاجة إليها. ومع ذلك فان الدكتور علاوي قد حصل على
موقع سياسي معتبر من خلال حديثه عن السياسات التي تقوم
بتوضيح الامور للناس دون انجاز الخصوصيات وقد حصلت الحكومة
الجديدة على نسبة 80% من خلال الاستطلاع الذي أجرته سلطات
التحالف السابقة بقيادة الولايات المتحدة.
وحتى قبل انتقال السلطة رسمياً إلى العراقيين أبدى علاوي قوة واضحة في
كيفية استخدام المسرح العام وخاصة في القضايا الامنية. فحين
انفجرت سيارة مفخخة في حشد خارج مركز للتجنيد يوم 17 حزيران
الماضي داخل بغداد اندفع علاوي إلى ساحة الحدث وسط الدمار
والضحايا مؤكداً على: ((مواجهة هكذا تصعيد للاحداث)) (قد
صممت على سحق الاعداء اينما وجدوا في العراق أو أي مكان آخر
خارج العراق).
وكان ظهور الدكتور علاوي بمثابة تناقض حاد مع ظهور بريمر والذي نادراً ما
كان يغادر الحزام الاخضر والمحمي من قبل القوات الامريكية او
رؤساء مجلس الحكم السابق والذين لم يظهروا أبداً في موقع
الاحداث أو التفجيرات.
وإنه يبعث الثقة أثناء حضوره لمسرح الهجمات ويبدي تحمله المسؤولية عن
الموقف حين يقول: انا موجود هنا وعليكم التعامل معي) هكذا
يبدو وكأنه يوجه كلامه إلى أولئك الذين هم قاموا بالتفجيرات.
وبعد يوم أو اثنين من تسلم علاوي المسؤولية وجّه الارهابي
(ابو مصعب الزرقاوي) تهديداً لعلاوي بالاغتيال ورد عليه
الدكتور قائلاً: هذا ليس تهديدا لي ولكنه تهديد ضد الشعب
العراقي نفسه).
وإن علاوي هو الذي دفع بالمسؤولين الامريكان على تسليم السلطة قبل موعدها
المحدد. وحتى قبل تسلمه المسؤولية كان علاوي دائم الحديث عن
حالة الطوارئ وفرضها عند الضرورة مثل منع التجول والاعتقال
دون انذار مسبق. والعراقيون يؤيدون هذا الموقف تماماً لكنهم
لا يتعاونون مع حالة الطوارئ اذا فرضت من قبل الامريكان.
وكان علاوي مسيطراً تماماً في اول مؤتمر صحفي بعد تسلم
السلطة ويستطيع الرد بسرعة في حال ابتعاد الاسئلة عن
المواضيع الرئيسة كظهور (صدام) امام المحكمة العراقية مثلاً
فتراه ينتقل بكل بساطة إلى الموضوع الثاني.
وإن تاكتيكاً كهذا بامكانه ان يلعب دوراً جيداً مع العراقيين. فبرغم
التفجيرات واختطاف الاجانب فان محاولة ابعاد هذه الاحداث وفي
هذه المرحلة بالذات يعد أمراً هاماً بالنسبة للعراقيين الذين
مزقت بلادهم الحروب. وان تهدئة الاوضاع الآن سوف تمنح
الحكومة العراقية الحالية بعض الوقت لرسم خطط ذات مناورات
فاعلة اكثر مما يمنحه العراقيون لسلطة الاحتلال.
|