هموم المواطن مع البطاقة
التموينية بعد تناقص موادها تدريجيا
بغداد /كريم الحمداني
بالرغم من مرور اكثر من أربعة عشر عاماً على بدء العمل
بنظام الحصة التموينية الذي اخذ على عاتقه تأمين الغذاء
للعراقيين بلا استثناء، من خلال توفير المواد الاساسية
شهرياً للأسر العراقية وبأسعار رمزية واستطاعت البطاقة
التموينية ان تنصف ذوي الدخل المحدود الذين يحسب غالبيتهم
عند خط الفقر، ولكن هذا النظام شهد منذ سنتين حالات من
التعثر نتيجة شحة بعض المواد التي أصبحت تتكرر شهرياً
والضحية هو المواطن الذي يعتمد على مفرداتها في تأمين
معيشته في هذه الظروف الصعبة.
المواطن علي فرج (موظف)
قال ان البطاقة التموينية كانت تسد حاجة اسرتي من المواد
الغذائية، ولكن منذ سنتين أخذت الحصة التموينية تتناقص
شهرياً مرة الطحين واخرى الرز وثالثة السكر الذي لم نتسلمه
من الوكيل منذ خمسة اشهر مما اضطرنا الى شرائه من السوق
بأسعار مضاعفة حتى وصل سعر الكيلو غرام الواحد الى (750)
ديناراً.
وتساءلت المواطنة ليلى عبد العزيز (ربة بيت) بعد ان كنا
نتوقع زيادة مواد البطاقة التموينية وتحسينها، بل راح
المتفائلون يبالغون برسم صور عديدة عن محتويات البطاقة
الجديدة وشمولها على الاجهزة الكهربائية وغيرها نتفاجأ
بفقدان مفردات الحصة واحدة تلو الاخرى وتردي بقية المواد،
وهذا حاصل بتقديري من عدم وجود المتابعة لما يحصل في مخازن
التجارة والناقلين وتواطئهم مع بعض الوكلاء في تبديل
المواد الجيدة باخرى رديئة وتوزيع المقسوم فيما بينهم
وليذهب المواطن الى الجحيم بسبب الفساد الاداري المعشش في
مكاتب التموين.
واوضح المواطن حسن الخطيب (متقاعد) ان تعامل بعض الوكلاء
مع المواطنين ليس بالمستوى المطلوب ونأمل ان تضع وزارة
التجارة ضوابط للحد من هذه الظاهرة السلبية مشيراً الى ان
الوزارة كانت في السنوات الماضية تراقب عمل هؤلاء وتستمع
الى شكاوى وملاحظات المواطنين، فضلاً عن اخبار المواطنين
بمفردات المواد التي يتم توزيعها عبر وسائل الاعلام للحد
من تلاعب الوكلاء بالكمية والنوعية، اما اليوم فاننا نعتمد
على الوكيل الذي يجهزنا بما لديه وهي في الغالب مواد ناقصة
ليشمل النقص حتى مساحيق الغسيل.
واشارت المواطنة يسرى سعيد (موظفة) الى ان استمرار توزيع
الحصة التموينية اسلوب ناجح فمن دونه قد يشهد السوق
العراقي المعروف بتقلباته ارتفاعاً بأسعار المواد الغذائية
الاساسية وهذا مايلمسه المواطن من تصاعد في اسعار المواد
التي يتأخر توزيعها غالباً في الحصة التموينية كالطحين
والرز والسكر والشاي والبقوليات.
وقالت المواطنة احلام جرجيس (ربة بيت) نسمع كثيراً عبر
وسائل الاعلام عن قيام لجان الرقابة التابعة لوزارة
التجارة بجولات تفتيشية للمطاحن والوكلاء بغية الوقوف على
عملها ومراقبة النوعية ومع تأكيدات التجارة ان الطحين
الموزع لهذا الشهر على المواطنين ضمن الحصة هو طحين تركي
او اماراتي الا اننا تسلمنا من الوكيل طحيناً اسمر مملوءاً
بالشوائب، وعندما واجهنا الوكيل بتأكيدات الوزارة كان رده
بأنها تصريحات اعلامية.
واكد المواطن قاسم عيال (موظف) على تلاعب الوكلاء باستمرار
المواد وحجب بعضها تحت ذريعة عدم وصولها وهذا الشيء حصل
معي اكثر من مرة عندما اطالب الوكيل بمادة متأخرة يدعي عدم
وصولها ويقوم ببيعها في السوق وبالرغم من الشكاوى الكثيرة
من المواطنين على هذا الوكيل الا انه لم يتخذ أي اجراء
قانوني بحقه.
تبريرات الوكلاء
بعد ان استعرضنا اراء وملاحظات المواطنين حول البطاقة
التموينية ومفرداتها من المواد والتي انحت باللائمة على
وزارة التجارة ووكلاء المواد الغذائية انتقلنا الى وجهة
نظر الوكلاء للاسف رفض الكثير منهم اللقاء.
يقول وكيل المواد الغذائية ضياء محسن حسن عندما نراجع
مراكز القطع والسؤال عن احدى المواد المتأخرة يكون جواب
مسؤولي المركز عدم توفرها في مخازن التجارة وهذه الحالة
تتكرر شهرياً موضحاً ان بعض الوكلاء يقومون بتأخير احدى
المواد وعند مراجعة المواطن للوكيل لتسلم هذه المادة بعد
فترة يخبره الوكيل بأن المادة نفدت ويكتفي بأعطائه مبلغاً
من المال بدلاً منها، وطالب بوضع فترة زمنية تلزم المواطن
بتسلم حصته الشهرية من قبل وزارة التجارة.
|