تقارير المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

متعددة الجنسية تؤكد لـ (المدى) ان قوة عسكرية امريكية تتحرك باتجاه العراق .. رئيس الوزراء: المرحلة الثانية من خطة امن بغداد ستركز على العامرية والدورة وابوغريب والمدائن والنهروان ومناطق أخرى
 

كتب / محرر الشؤون الامنية
اكدت القوة متعددة الجنسية في العراق ان هناك قوات امريكية ستتحرك باتجاه العراق، لكنها لم تكشف عن تفاصيل اضافية بشأنها لأسباب قالت انها امنية.
وقال مصدر في الإرتباطِ الإعلاميِ العراقيِ ردا على اسئلة (المدى) حول التحركات العسكرية الامريكية المرتقبة في العراق في رسالة عبر البريد الامريكي "نعم هناك قوة امريكية متحركة ألى العراق لأسباب أمنية لن نستطيع اعطاء معلومات أكثر عن وصولها وموقعها".
ويعتقد ان القوة المذكورة كانت تتمركز في المانيا، وقوامها 5000 جندي امريكي، ومن المنتظر ان تشكل مع لواء سترايكر القادم من الموصل الى بغداد قوة من قرابة 9000 جندي امريكي تساند قوات الامن العراقية في تنفيذ خطة امن بغداد، لكن بيلبس لم يؤكد ذلك.
واضاف المصدر ان متعددة الجنسية مستمرة "بالعمل بالمشاركة مع القوات الأمنية العراقية"، مؤكدا " أن قوات الأمن العراقية هي في طليعة المنفذين للخطة الأمنية (معاً للأمام)". مما يؤكد ان التقارير التي تحدثت عن دور ثانوي للقوات العراقية في تلك العملية، هي تقارير غير دقيقة.
وحول مستجدات الخطة الامنية ونوعية التحركات التي ستقوم بها القطعات العسكرية الامريكية في العراق قال بيلبس "القيادة العسكرية الأمريكية دائماً تقوم بتكييف وتحديد عدد الجنود بما تقتضيه طبيعة المهمة المنوطة بهم، ولذا لانستطيع التكهن بماهية المتطلبات للتغيرات المستقبلية".
وكانت متعددة الجنسية قد اعلنت امس الاول ان اللواء الامريكي المقاتل سترايكر ستنقل مهامه من الموصل الى بغداد، ويبلغ تعداد جنود سترايكر 3700 جندي، بحسب ما ذكر بيان للقوة.
وفي الجانب العراقي تحاول الجهات المسؤولة عن الامن ان تمهد سياسياً لاية تحركات عسكرية، بالرغم من اتفاق الحكومة العراقية ومتعددة الجنسية على ان تكون القوات العراقية في مقدمة القوات المسؤولة عن تنفيذ مهام الامن في بغداد.
وفي هذا الاطار يقول رئيس الوزراء نوري المالكي ان استدعاء قوات عراقية من الشمال او الجنوب او قوات متعددة الجنسية الى بغداد لا يستهدف اي طرف او جهة.
واضاف المالكي في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه بالقادة العسكريين والامنيين امس ان أي عملية استدعاء هي من اجل "تحقيق الامن والاستقرار في بغداد ومحيطها".
واوضح "دعوت وزراء الداخلية والدفاع والأمن وقادة الفرق ورؤساء الأركان وقيادات قوات حفظ النظام والمغاوير وقيادات عسكرية وسطية لمناقشة آخر التطورات الأمنية".
وقال ان اجتماعه بالقادة العسكريين كان بهدف الوقوف على اهم النقاط التي تمخضت عنها العمليات الأخيرة في خطة أمن بغداد من أجل تشخيص الايجابيات التي تحققت والسلبيات ومعالجتها واستكمالها.
وكشف النقاب عن ان القوات الامنية هي الآن في صدد البحث في المرحلة الثانية من خطة أمن بغداد التي اكد انها ستكون "خطة تكميلية للمرحلة السابقة".
واضاف "سنحشد من أجلها طاقات كبيرة وجهوداً و امكانات اكثر لادامة زخم مواجهة التحديات الارهابية.
واردف قائلا "بوسعنا القول انه وبرغم زيادة وتيرة عمليات الاغتيال والقتل العشوائي ضد المدنيين العزل في مناطق مختلفة فاننا وقفنا على نتائج مهمة".
واوضح ان من هذه النتائج "سعي منظمات الارهاب الى تحاشي المواجهة مع الاجهزة الأمنية". كما اكد انه تم خلال تلك الفترة اعتقال عدد كبير من الارهابيين وقتل عدد آخر في أثناء المواجهات اضافة الى تفكيك الكثير من البنى التحتية للمنظمات الارهابية في محيط بغداد.
وقال المالكي "ان الخطة التي نناقشها اليوم بحضور هذا العدد الكبير من المسؤولين العسكريين والأمنيين في الدولة هي للوقوف على سبل تثبيت مواقع اقدام الأمن في مناطق محيط بغداد".
واضاف "ان هدفنا النهائي اضافة الى تأمين العاصمة هو تأمين المناطق التي تم تهجير الأهالي منها".
واوضح "نريد استكمال عملية تطهير تلك المناطق ثم دعوة السكان للعودة اليها مجددا في ظل أجواء المصالحة الوطنية لأننا حينما نسعى الى مواجهة الارهاب فاننا نسعى في خط المصالحة وبناء جسور المودة والثقة بين مختلف مكونات الشعب العراقي".
ورداً على سؤال حول آلية قوات اضافية من القوات متعددة الجنسية للمشاركة في خطة امن بغداد قال المالكي ان هذه القوات ليست خارج العراق بل هي عملية تحريك وحدات عسكرية من القوات متعددة الجنسية او القوات العراقية وهي هنا وليست في الخارج.
وعن تأثير زيارته الى بريطانيا والولايات المتحدة قال: ان الملف الأمني في مقدمة الملفات التي حملتها وناقشتها مع الأطراف المعنية به.
واضاف انه تم الاتفاق على وضع النقاط على الحروف في اطار تفعيل الخطة الأمنية وتطوير القوات المسلحة في العراق وزيادة عددها وعدتها وكفاءتها لمواجهة التحديات.
وقال انه تم ايضا الحديث عن التنسيق المشترك واللجنة العليا المشكلة بين الجانبين الامريكي او القوات متعددة الجنسيات بوجه عام وبين الحكومة العراقية من اجل تحقيق عملية الاكتفاء الذاتي وعملية انتقال الملف الأمني الى الجانب العراقي.
وحول المناطق التي ستطبق فيها المرحلة الثانية من الخطة الامنية قال: ان العامرية والدورة وابوغريب والمدائن والنهروان ومناطق أخرى شهدت عمليات تهجير "ستكون أهدافا للمرحلة الثانية ".
وعن سبب الخسائر في صفوف المدنيين برغم تطبيق الخطة الامنية قال: ان أهداف الخطة الأمنية تقع في محورين الأول: مواجهة عمليات منظمة تستهدف الأجهزة الأمنية "وقد نجحت الخطة فيها نجاحا كبيرا بحيث باتت أجهزة الأمن قادرة على ردع الصدمة التي يمكن أن تتعرض اليها من الجماعات الارهابية".
وعن الجانب الثاني قال انه يتعلق بحماية المواطنين من القتل والاغتيال التي تنفذها منظمات ارهابية تستهدف الأبرياء موضحا ان التركيز الآن هو في "ايجاد الخطة اللازمة لمنع تلك العمليات".


المصالحة السياسية والامتدادات الشعبية
 

عمر الشاهر
إجازة في أيام الأجازة
بشير الأعرجي
اخر ما يتوقعه المواطن.. اجازة ممثليه في البرلمان، في الوقت الذي حرم فيه الممَثل من يوم اجازة يهنأ به باستثناء ساعات الحظر والباقي.. ماكنة بشرية تعمل وأفواه فاغرة.
صحيح ان من حق (بعض) برلمانيينا الحصول على الأجازة البرلمانية، لكن هل يستحقها البعض الآخر؟، لغاية آخر جلسة لم يكتمل حضور أعضاء البرلمان، بل واكثر من مرة ترجأ الجلسات لعدم حضور النواب بعدد يكفي عقد جلسة اعتادوا فيها تداول خطابات استنكار وشجب.. وقضايا الناس تؤجل لحين اكتمال النصاب.
ما يفتقد اليه البرلمان هو الشفافية، فلو قيّم عمله كل ثلاثة اشهر وحوسب المقصرون من اعضائه وتمت (مساومتهم) بالاجازة لما تخلفوا عن الحضور، فالمؤشر ان ما يقرب ثلث اعضائه خارج العراق في سفرات وزيارات باعتقادي انهم يستغلون صفاء الذهن واستقرار الأمن هناك لتداول الاوضاع في العراق واتخاذ القرارات بدون ضغوط امنية او فيزيائية كنقص الاوكسجين بفعل عوادم المولدات او تمدد الضغط الجوي جراء انفجار سيارة ملغمة وغيرها من المعادلات المعيشية للعراقيين، والسفر هذا يذكرنا ببرلمان الصومال وشعور اعضائه بأن اثيوبيا هي الجنة، فهل من فرق بين البرلمانين؟.
ما يهمنا هنا العدالة في كل شيء، تقاسم الخطر والراتب والمسؤولية و..الاجازة، وقد يسأل سائل.. هل الظرف الاستثنائي الذي يمر على العراق استقر، وهل حُلت جميع مشاكل العراق كي تطفأ انوار البرلمان الى الثاني من ايلول موعد انتهاء الاجازة الشهرية البرلمانية؟، بالتأكيد لا، وبينما يلملم اعضاء البرلمان (اشياءهم) للتمتع بالاجازة تتبعثر يومياً العشرات من المشاكل بين (اشياء) المواطنين لتضاف الى المتراكم منها.
العراق بحاجة الى تشريعات يومية ومواقف حازمة ينتظرها العراقيون من ممثليهم في البرلمان وكما استغرب العراقي من جلسات رواتب النواب والغياب المستمر لهم، فالاجازة في هذا الوقت اثارت التساؤلات تحت قبة البيوت.. فالخوف، ان يعودوا من استجمامهم ويبدأوا من الصفر وكما انتهوا بأنتظار اجازتهم الثانية والعراقي يصيح.. هل من مغيث.


نقلاً عن صحفي في الواشنطن بوست .. عسكري امريكي سابق: جئت إلى العراق لاقتل الناس.. القتل هنا لا يختلف عن سحق نملة
 

واشنطن / المدى
كتب الصحفي اندرو تيلغمان المراسل السابق لصحيفة "ستارز آند سيترايبس" في صحيفة "واشنطن بوست" انه التقى الجندي السابق غرين في العراق واجرى مقابلات معه في شباط الماضي في المحمودية.
(جئت إلى هنا لأقتل الناس)
حول مائدة الطعام نظر إلي مباشرة الجندي ذو الوجه الناتئ العظام، ستيف غرين (21 سنة) من تكساس وقال وهو يتحدث عن قتل العراقيين بلا مبالاة، "جئت إلى هنا لأقتل الناس".
كان ذلك في شهر شباط الماضي وكنا في القاعدة الصغيرة لدورية تبعد مسافة 20 ميلاً جنوب بغداد: "الحقيقة لم يتحطم كل ما فكرت به، اعني اعتقدت ان قتل شخص ما سيكون تجربة لتغيير الحياة هذه، وبعد ان فعلتها كان الامر مثل قول "حسناً، مهما يكن".
واضاف: "قتلت فتى باطلاق النار عليه عندما لم يمتثل لأمر الوقوف عند نقطة سيطرة في الطريق وكان الامر بمثابة لا شيء. اما هنا فان قتل الناس لا يختلف عن سحق نملة. أعني انك تقتل شخصاً وهو امر يشبه ما نقول، "حسناً، لنذهب ونتناول بعض البيتزا".
في هذا الوقت تصرف الجنود تصرفاً واقعياً صدمني بصورة رئيسة كمثال نادر للنزاهة. كنت في مهمة لتسعة اشهر كمراسل في العراق، ممضياً معظم وقتي مع جنود من امثاله - معظمهم من الشبان (غير الناضجين)، اولاد مدن صغيرة من الذين يتطوعون لوظيفة قتلة، مهووسين برغبة للمغامرة والاثارة. لم تكن مجموعتهم هي الاولى المتكونة من الشباب الذين يتقاسمون احساساً قاتماً لروح الدعابة، اعتقدت ان هذا الجندي هو استثناء فقط، لم يكن خائفاً ان يقول ما كان يفكر فيه حقاً، ولد صريح ومتجاوب.
الجندي كان ستيفن د. غرين
المرة التالية التي رأيته فيها، كان على الصفحة الاولى للصحيفة بعد خمسة اشهر من اللقاء، وكان واقفاً خارج مبنى محكمة فيدرالية في نورت كارولاينا، حيث اعلن انه غير مذنب في التهمة التي وجهت اليه بالاغتصاب والقتل. عملية قتل وحشية لفتاة عراقية في الرابعة عشرة من العمر وعائلتها في المحمودية والذي اتهم هو فيها، وكانت قد جرت بعد ثلاثة اسابيع من حديثنا.
عندما التقيت غرين لم اكن اعرف شيئاً عن خلفيته: فترة شباب مضطربة وحياة عائلية سيئة ومشاكل واضحة مع الكحول والمخدرات، اضافة إلى سجله الاجرامي.
لقد قابلت ولداً يتحدث بصراحة. اما الآن وبعد ان وجهت اليه تلك التهم فان كلماته تتضمن معاني مختلفة جداً.
وعندما التقيت به عندئذ فان كلماته وتعليقاته لم تكن تبدو مخيفة كما هي الآن، ربما ان ذلك يعود إلى اننا كنا آنذاك نتحدث عن المحمودية، انها المدينة التي حصل فيها ما يعرف بالتوتر العسكري، وهي المدينة التي تمركزت فيها وحدة غرين على حافة ما يدعى "مثلث الموت"، في الاعوام الثلاثة الاخيرة، فهي مركز للهجمات المميتة.
كنت خائفاً حتى قبل ذهابي إلى المحمودية، على الرغم من كونها تبعد مسافة (15) دقيقة بالسيارة عن المنطقة الخضراء المحصنة بكثافة. كنت قد نقلت إلى هناك بواسطة الهليكوبتر فالمسؤولون العسكريون لا يريدون المخاطرة بركوب الناقلات، التي من المحتمل ان تتعرض لانفجار لغم ارضي.
وعندما وصلت في شهر شباط إلى كتيبة غرين، الفرقة المجوقلة، فوج مشاة 502، كانت تفقد بمعدل جندي في الاسبوع، وكلما سألت عن عدد الذين قتلوا من مجموع 1000 جندي متمركز هناك، يعبس الجنود ويقولون انهم قد اضاعوا الحساب. الخطر في كل مكان داخل قاعدة المعسكرات الامريكية وقذائف مميتة تسقط عليهم يومياً.
اما في المدن حيث دوريات القوات الامريكية فان تفخيخ السيارات تهديد مستمر لهم. اما في الطرق الزراعية، فان هذه القوات تظل ترقب سلسلة من هجمات المدفعية المخفية تحت اكوام من النفايات والتي بامكانها بتر ساق سائق المدرعة همفي من جذعه.
كان ستيفن غرين واحداً من الجنود الذين جلست معهم في احدى الليالي بعد مجيئي بقليل وتحدثنا عن تناول الغذاء، وعندما سألتهم عما يحدث وعن اقسى اللحظات التي مروا بها وعندما بدأوا بالحديث عن مقتل الرقيب السارجنب كينبت كاسيكا، بدأت اللقاء بـ غرين.
ولم اتطرق إلى تعليقات غرين في التقارير التي ارسلتها إلى (متارز وسترايبز)، عندما قال مثلاً انه اعتاد الموت والقتل، وهو شيء يبدو لي الآن مناسباً لذلك المكان والزمان، حيث رأيت بنفسي في العراق اناساً ينزفون حتى الموت.
ستيفن غرين تطوع في حرب قال انه لا يهتم بها اطلاقاً واضاف: "هذه الحرب تختلف عن تلك التي حارب فيها اباؤنا واجدادنا. تلك الحروب كانت لاجل شيء. هذه الحرب للا شيء".
هناك عنف دائم من قبلهم او ضدهم ولكن الضغط النفسي والتوتر الناشئ عن المعارك الحربية ليس عذراً للافعال القاسية الوحشية التي اتهم بها ستيفن غرين. واعتقد اني سأعود وانما إلى حديثنا في المحمودية وأتساءل بدهشة: ما الذي كان يعنيه.


العنف في بغداد يجبر النساء على ارتداء الحجاب
 

بغداد / وكالات
في معرض اقيم مؤخرا للفنان (امري سليم)، وهو فنان فوتوغرافي قديم، لفتت الانتباه صورة بالاسود والابيض لنساء من الكاظمية في تظاهرة.. زمن الصورة 1959.. حرية النساء في التظاهر آنذاك ليست المظهر الوحيد للاستغراب، بل كون المتظاهرات كن بمجملهن سافرات.. والسؤال المطروح الآن، ونحن في عام 2006.."ترى لو تظاهرت نساء الكاظمية في هذا الوقت..فكيف ستكون الصورة؟"
هذه الصورة تطرح تساؤلات كثيرة عن حقيقة وضع المرأة اليوم وكيف يلخص زيها حقيقة ظرف مجتمعها وثقافته، فليست المشكلة في الحجاب أو السفور، فهو خيار، لكنها تكمن في العنف الذي يفرض فيه الحجاب على النساء.
تقول ح.س،وهى موظفة في وزارة النقل بدأت تواجه ضغطا يجبرها على ارتداء الحجاب،إن الضغط لم يكن يستهدفها بالذات إنما " هناك حملة واسعة لتحجيب المرآة العراقية بدأت بتوزيع المنشورات في مناطق عديدة، ورافق ذلك حملات مكثفة قامت بها إذاعات الاحزاب الدينية.."
وتضيف "هذه الحملة حفزت جماعات متطرفة على استخدام العنف ضد السافرات، فلم يتورعوا عن ضربهن، و اذا ما استوجب الأمر بالرصاص، خاصة لمن تجرأت منهن على لبس البنطلون.. كل ذلك خلق الرهبة في قلوب النساء.ولا يقتصر الأمر على الشارع، فبعض الأحزاب التي حصلت على وزارات تفرض على المنتسبات تطبيق الحجاب كالزام."
وتابعت "تعمدت أن أذهب لمحل لبيع الملابس النسائية كانت تدخله نسبة من السافرات قبل أشهر،فوجدت الملابس تغيرت..فقد اختفت البنطلونات النسائية وتغيرت فصالات الفساتين. كما تغيرت الزبونات، فطوال نصف ساعة بقي المحل مزدحما، ومع ذلك لم تدخل سوى سافرة واحدة بملابس سود."
وذلك إشارة واضحة الى انحسار واضح للسافرات في الشارع البغدادي وفي الدوائر الرسمية.
"لم يتركوا الأمر لاختيارنا".. هكذا قالت الموظفة (ح س) وهي تشكو من القوانين التي "يفرضها مسلحون وقوى سياسية على الشارع وعلى الدوائر الرسمية.. قوانين غير مدونة إنما هي متروكة لامزجة وطريقة من يملكون السلطة رسميين كانوا ام غير رسميين."
الباحثة الاجتماعية منى عبد الرزاق العبيدي تقول إن "الشارع العراقي يعطي صورة حقيقية للمجتمع من غير أي تزويق،وفي حساباته تدور صورتان تمثلان التناقض المر، التصارع مع الذات وعدم التصالح معها..فعندما يحتاج المجتمع للمرأة يطلب منها ان تكون اكثر من رجل،وهذا ما حدث فعلا اثناء الحرب وما تلا ذلك من ايام الحصار،لكن في مقابل ذلك لا يعرف المجتمع الا ان يغمط حقوقها ويعاملها على انها الأضعف."
بعض الأسواق والأماكن العامة،كمنطقة الباب الشرقي وشارع الرشيد والنهضة وغيرها، اصبحت حكرا على الرجال،"وبحكم الظروف تصور الرجال ان من حقهم ان يعترضوا طريق اية امرأة توجد او تمر في أي من هذه الأمكنة"..هذا ما تشكو منه سناء محمد الموظفة بالبنك المركزي والتي تضيف "نضطر احيانا الى التأخر بحكم عملنا، وبالتالي نضطر الى المرور بإحدى هذه المناطق، وهنا تكون المشكلة الكبرى،فالحل الوحيد للمرأة ان تطبق المثل في ان لاترى ولا تسمع ولا تتكلم،هذا في افضل الأحوال."
وتستطرد سناء "اما المرأة السافرة فالاولى لها ألا تفكر في ارتياد أي من هذه المناطق والا فأنها ستعرض نفسها لمشاكل هي في غنى عنها."
طبيبة مسيحية (ن م) تعمل في مستشفى يقع في احدى المناطق الشعبية تلقت إنذارا بأن تغطي شعرها..وحجة أنها غير مسلمة لم تردع اولئك الذين قاموا بتهديدها،وهذا ما تم فعلا.. فقد بلغ التهديد مداه،فإختطفوها وقاموا بحلق شعرها وأخبروها بأن هذا انذار اول،"فهي تؤثر بشكل مباشر في نساء المنطقة واللواتي قد يتجرأن على تقليدها،ولها ان تقرر المصير الذي تختاره."
تقول الطبيبة الضحية إنها حاولت أن تقدم شكوى للجهات الأمنية، لكن معارفها حذروها من أن ذلك"سيعرضني للمساءلة والدخول في مشاكل، الاولى الابتعاد عنها وبالتالي يكون السكوت هو الحل الأفضل."
(ب.ف) عضو في منظمة انسانية،وهي محجبة، تقول "عندما تحجبت فعلت ذلك بارادتي، فالحجاب مسألة شخصية، غير خاضعة لرأي الغير، انما هو جزء من الحرية التي طالما نادينا بها، لكن الملاحظ الان هو ان الحجاب بدأ يمثل صورة سياسية."
وتضيف "نمطه وطريقة لبسه يعكسان تيارا معينا، وله شروط ينبغي التقيد بها. " وتستدرك "ما يحدث الان هو عملية الغاء للآخر وشخصيته،فالاجبار في أي من اشكاله هو عنف واضطهاد وانتهاك للحقوق الانسانية،وما تعلمناه انه لا إكراه في الدين."
الشيخ احمد البياتي احد اتباع الطريقة الكسنزانية يقول "ظهرت في الآونة الاخيرة آراء كثيرة تنادي بعدم وجوب الحجاب على المرأة المسلمة، نحن نسمع هذه الآراء ونناقشها،فالدين الاسلامي دين متسامح.لا اكراه في الدين،هذا هو مبدأ الاسلام. يعتمد في ذلك على المصدر الاول في التشريع كتاب الله ثم سنة رسوله ومن اتبعهم بالمعروف،الاسلام دين محاججة لادين قتل وترهيب."
ويستطرد الشيخ البياتي " ثم انه سبحانه وتعالى لم يقل اقتلوا من لاتغطي شعرها،لأن الإسلام دين النصيحة. الترهيب وإشاعة الخوف في القلوب ليس هو الوسيلة الصحيحة لجعل المرأة تقتنع بلبس الحجاب، اذا لم يكن ذلك بمحض ارادتها وبرغبتها المطلقة.اقول لهؤلاء ممن خولوا انفسهم اشاعة الرعب الذي وصل الى قتل النفس التي حرم الله انهم بأفعالهم هذه يعكسون صورة سيئة عن الاسلام الذي هو دين محبة وسلام."
الدكتورة منى الشمري اخصائية الطب النفسي في احد المستشفيات تفسر اعمال العنف هذه فتقول "هناك نوع من المضطربين شخصيا يطلق عليهم (السايكوباث)، يتميزون بطبيعتهم بالعدوانية في كل اوجه الحياة، ويوجد نوع منهم لديه ضعف، ولذلك يوجه عنفه ضد الاضعف جسديا، أي النساء،وهناك نوع من التربية يؤثر في النفسية،كأن يشاهد الولد اباه يضرب امه وأمه لا ترد فيترسخ في ذهنه بان هذا حق من حقوقه."
وتحمل الدكتورة الشمري مسؤولية ذلك للمجتمع "فهو الذي يشجع هذه الحالات" مشيرة الى أنه في "داخل هذا المجتمع يوجد من يعطي نفسه المبررات ليخرج عدوانيته وينفس عنها."
هذه هي الصورة في بغداد العاصمة، فكيف حال المرأة في المحافظات؟.. تقول واحدة من الناشطات النسويات طلبت عدم ذكر اسمها "لقد انكفأ دور المرأة قياسا لأيام التغيير الأولى، فالتخويف الذي تفرضه بعض الأحزاب الدينية وسيطرة العشيرة ورغبة الرجل في تهميش المرأة،كلها عناصر ساعدت على انكفاء المرأة وحرمانها من ابسط مقومات حريتها رغم انها تمثل اكثر من نصف المجتمع، وما ينطبق على العاصمة ينسحب على المحافظات."

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة