أمريكا ضد
العالم: كيف نختلف ولماذا نحن منبوذون؟
بقلم:
اندرو كوهن
وبروس ستوكس
ترجمة: عمران السعيدي
عن:
فايننشال تايمز لميتد
كتب الروائي أج جي
ويلز مرة يقول: في كل مرة تنظر فيها أوروبا عبر الأطلسي
لتشاهد الصقر الأمريكي وهو لا يرى غير عجيزة النعامة. أما
اليوم فعلى معارضي أمريكا اختيار مخالب حادة لوصف وضع
أمريكا تجاه العالم. ومهما يكن لدى الأجانب من انتقادات
فإن العزلة ستكون أحد هذه الانتقادات.
ولأجل فهم ما سيقوده الرهاب الأمريكي ويوضح التناقض السائد
في جميع أنحاء العالم للنظر إلى أمريكا: الأمريكان بلا دين
- يقولها المسلمون، الأمريكان ذوو ديانة عالية - يقولها
الأوروبيون وهو ما أصبح حاجة أكثر إلحاحاً بعد أحداث
الحادي عشر من ايلول 2001. وهناك انتباه أقل يحمل آراء
مربكة بالنسبة للأمريكان وما يحملونه حول حالهم.
وقد قام مركز (بو) للأبحاث في الولايات بتحليل الحالتين
وكان أكثر هذه البحوث دقة ما قدمه اندرو كوهت وهو يتحدث
فيه حول وقوف أمريكا ضد العالم. وقد زود مدير مركز (بو)
وبروس ستوكس المستشار في المركز تأكيداً أقل أهمية بالنسبة
لأولئك الذين يحملون كرهاً دولياً لأمريكا ويعتقدون بأن
هذه الكراهية سوف تمضي بيسر.
وكانت النتيجة لهؤلاء هي أن الرهاب الأمريكي يأتي بمثابة
رد فعل للإدراك الحسي لدى الأمريكان على انهم ينتمون لأمة
مباركة فريدة ومميزة بنفس الوقت.. ومع ذلك فإن الصورة
المشوهة التي يحلمها الأمريكان عن أنفسهم وكأنهم ذوو ديانة
غير اعتيادية قد ولدت متماسكة من خلال الاقتراع.
وحين أبلغ جورج بوش المصوتين قائلاً: أنا لا أستطيع رؤية
كيف تصبح رئيساً من دون العلاقة مع الرب. وكان يتحدث إلى
الأكثرية الديمقراطية والجمهوريين أيضاً. وإن أكثر من 92%
من الأمريكان يؤمنون بالله مقارنة مع 61% من البريطانيين
و50% في فرنسا.
وإن الأمريكان يؤمنون بوجود النار أكثر من شعوب فرنسا
وبريطانيا وألمانيا، وإن 58% من الأمريكان يقولون أن عليك
الإيمان بالله كي تكون أخلاقياً، وأكثر من نصف الأمريكان
مقتنع بأن لدى الولايات المتحدة حماية خاصة جداً من الله.
ولدى هذه الدولة المعتقد البرتستانتي حيث جاء جميع
الرؤساء، من هذا المذهب عدا الرئيس جون كيندي الذي كان
يردد دائماً بأن لا يسمح لمعتقداته الدينية أن تدخل في
مهام عمله. هذا وإن الأكثرية من الأمريكان يقولون بأن
الأشخاص هم المسؤولون مباشرة عن فشلهم وإن الدولة لا تدين
بأي شيء للفقراء. ومع ذلك فإن صورة أمريكا وكأنها دولة
دينية فريدة أو كونها الدولة الغنية الوحيدة ولديها العديد
من المؤهلات القوية وإن أهم هذه المؤهلات هو التفسير لكلمة
(ديني) لدى الأمريكان.
كذلك الحال بالنسبة للإيمان بالعلوم فإن أمريكا نفسها أعظم
دولة علمية غنية كانت أو فقيرة. وفي الوقت نفسه نجد أمريكا
بكل طبقاتها أكثرية أو أقلية تدعم الاتحادات المدنية وحقوق
المرأة في الإجهاض والقتل الرحيم. ويؤيد الأمريكان
العقوبات الاقتصادية وتلك حقيقة في أي مكان بضمنها الدول
الأوروبية. إذن فإن قياس المواقف يكون بحالة مراوغة إذا تم
على أساس قياس الجوانب السيئة. فالذي يقوله الناس ربما لا
يتطابق مع سلوكهم. والأسئلة المطروحة عادة ما تكشف أكثر عن
شخصية السائل من الذي يحتويه سؤاله. لذلك نجد موقفاً
واحداً يمر خلال جميع هذه الطروحات وهو (التفاؤل
الأمريكي). وإن أكثر من ثلاثة أرباع الأمريكان يؤمنون بأن
علاجاً للأيدز والسرطان سيكون قريباً وإن الإنسان سوف يزور
المريخ وإن البيئة سوف تتحسن. وإن إيمان أمريكا في العلوم
جلي وواضح. ومع ذلك فإن أكثر من نصف الأمريكان يؤمنون
بعودة المسيح ثانية إلى الأرض. وإن بو لم يسأل عن البلد
التي سيحط فيها السيد المسيح حال عودته ثانية.
|