تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

من أروقة المحاكم: أحبها.. فاستعبدته وحرمته من رؤية بنتيه!

بغداد -سها الشيخلي

كانت موظفة على درجة كبيرة من الخلق.. هكذا بدأ السيد (س) حكايته التي اوصلته اروقة المحاكم.. ويواصل حديثه الحزين قائلاً:
كنت اراقبها في كل حركاتها وسكناتها.. واعجبني فيها ذلك الحياء والخفر الذي كان يبدو عليها كلما تحدثت معها.. ولم اكن الوحيد الذي اعجب بأدبها وثقافتها بل جميع الزملاء في القسم الذي كنا نعمل فيه.. مهندسة على جانب كبير من المهارة والكفاءة في عملها.. ولم يمض وقت طويل على تعيينها حتى ترأست القسم الذي أعمل فيه.. وازددت تعلقاً بها.. كنت اختلق الاسباب لأسألها عن العمل الذي غالباً ما كنا نشترك فيه وأحياناً كنت أتمادى في ملاحقتها فكنت اجد الصد المهذب الرقيق منها.. المحت لها انني اريد الاقتران بها اذا كانت خالية القلب! وجاء الرد الذي اسعدني وجعلني احلق في دنيا الاحلام.. لكنها قالت لي
-انت لا تعرف عني سوى ما تراه في العمل.. وهو غير كافٍ للارتباط بامرأة.. اسأل عني.. وعن أهلي.. اجبتها فرحاً.. لا يهمني كل ذلك.. المهم أنتِ.. ويسعدني كل ما يتعلق باهلك وعشيرتك.. الا تكفي ثلاث سنوات وانا اراقب حركاتك وسكناتك.. قالت ضاحكة اظنها غير كافية..!
سألت عنها وعرفت انها تقيم في بيت شقيقها وان اهلها يقيمون في احدى المحافظات.. سألت عن شقيقها فعلمت انه هو الآخر مهندس ناجح وصاحب شركة كبيرة.. ذهبت إلى البيت الذي تقيم فيه فوجدته فخماً إلى درجة لا تصدق..!
لم أسعد بذلك بل بالعكس قلقت فانا من عائلة متوسطة الحال انفق على عائلتي المؤلفة من ابي الشيخ المتقاعد الذي كان معلماً في الارياف وامي ربة البيت وثلاث شقيقات لكننا كنا نمتلك داراً متواضعة ابعدتنا عن جشع اصحاب الدور المستأجرة..
غرقت في حيرة.. كيف لي ان اوفر لهذه المرأة سكناً لائقاً بها والادهى من ذلك انها كانت رئيستي في العمل.. لكنني ايقنت ان الحب لا يعترف بالحدود والحواجز وانه ممكن ان يعمل المعجزات - صارحتها بشكوكي ومخاوفي وحدثتها عن كل حياتي العائلية والمادية فاقترحت علي أن نفتح مكتباً هندسياً هي برأس المال وانا بجهدي الهندسي.. وذلك قبل ان اتقدم لخطبتها لكي اجمع لي مبلغاً بسيطاً ولكي اكون امام شقيقها صاحب مكتب هندسي الذي من المؤمل ان يتحول إلى شركة.. اعجبني بها دقة التخطيط والموضوعية وازداد بذلك تعلقي بها.. لكن شعوري بالحرج ازداد فهي رئيستي في العمل.. وستكون رئيستي في المكتب.. هذا يعني انني سأكون تحت سيطرتها وارشاداتها واوامرها في عملي الصباحي والمسائي.
في عام 1995 تقدمت لخطبتها مع شعوري بانني (الصبي الذي يعمل عندها) ولا أدري ان كنت على حق في ذلك ام على باطل.. كانت صاحبة كلمة نافذة وآراء سديدة على كل الصعد.. وبعد ان نجح المكتب الذي كنت اديره وجدت الاموال تجري بين يدينا.. تزوجنا بالطريقة التي ارادتها هي.. حيث الحفل الباذخ في نادي الصيد ثم السفر إلى باريس لقضاء شهر العسل.. وبعد عودتنا إلى بيتنا الذي اختارته هي بكل اثاثه ورياشه وخدمه شعرت بالضيق.. فانا لم اتعود على حياة الترف والبذخ والمجتمع المخملي الذي كانت تعيشه زوجتي.. وبدأت الخلافات تدب بيننا فقد كانت تتدخل حتى في ربطة العنق التي ارتديها والتي تصر على ان تختارها بنفسها بينما كنت افضل عليها سروال الكابوي والقميص المريح.. واخذت تحاسبني بدقة وكأنني - خادم - عندها وليس زوجها وخلال خمس سنوات انجبنا بنتين كنت اظن ان وجودهما سوف يخفف من شدة التوتر بيننا لكن الذي حدث هو العكس.. حيث لم تسمح لي بالتدخل في تربيتهما.. ومرت والدتي ووالدي بازمة مالية شديدة وطلبا مني مساعدتهما فسحبت من المكتب المبلغ الذي طلبته والدتي على أمل ارجاعه من دون ان تعلم بذلك زوجتي لكنها اكتشفت ذلك فجأة فعملت على الغاء وكالتي عن طريق المحكمة حتى من دون ان تخبرني بذلك في البيت.. وجاءني الانذار بالغاء وكالتي إلى محل عملي.. لم احتمل.. ثرت بوجهها واخذت اصرخ في مقر العمل فما كان منها إلا ان امرت بنقلي إلى قسم آخر.. وقد اتهمتني بالتهور والاستغلال وحتى بعدم الامانة.. عدنا إلى البيت لاكمال ثورتنا ومن خلال غضبها قالت لي انها نادمة على الارتباط برجل دونها في كل شيء.. وهنا جن جنوني رميت عليها يمين الطلاق وخرجت من البيت.. وفي مقر العمل ارسلت احد الزملاء يطالبني بتسليم مفاتيح المكتب.. رفضت بالطبع لان لي حقوقاً في ذلك المكتب لكنها اصرت على عدة أمور.. اولها ان اكمل اجراءات الطلاق وان اسدد ما بذمتي من حساب المكتب ومن ثم تسليمه لها وترك البيت..
فوجدت نفسي تحت مطرقتها دوماً..
فأردت الانتقام منها.. فلم اوافق على أي شرط من شروطها.. ما عدا الطلاق.. لانني اريد ان استرد حريتي من تلك الزوجة المتسلطة كما لا انسى بناتي الاثنتين اللتين اشتاق اليهما كثيراً واريد عن طريق المحكمة ان اراهما دوماً وان اتفقد شؤونهما كأي أب له التزامات حيال بناته اما هي فقد عرقلت هذه المهمة متذرعة بعدم وجود المكان الملائم واللائق لكي اراهما فيه.. اما الصغيرتان فهما دائمتا الاتصال بي هاتفياً فعمر الكبرى.. 10 سنوات والصغرى 7 سنوات.. وانا في حيرة الآن وابحث مع المحامية عن الطريقة التي استطيع فيها رؤية البنتين فهما ضحية زواج فاشل وتعنت أم لم تقدر في ثورة غضبها عواقب مثل هذه الخلافات.
ويختتم المهندس (س) حكايته بتوجيه نصيحة إلى كل الشباب بان يختاروا الزوجة التي من مستواهم الاجتماعي والثقافي وان لا ينجروا وراء اوهام قد تؤدي بهم إلى مثل هذه المشاكل.


البغداديون: الهاتف النقال بديل لتبادل الزيارات

بغداد-المدى

محاولات كثيرة يلجأ إليها أهالي بغداد ولتحجيم انواع المخاطر المتنوعة التي تواجههم وغيرها التي يتوقعون وقوعها الامر الذي دفع بهم إلى التخلي عن تقاليد وعادات اجتماعية عرفوها منذ زمن طويل ولان العنف طال اماكن مختلفة وبتوقيتات مختلفة ايضاً فهم يتبعون محاذير تتجدد مع اشتداد العنف وسعة مساحاته ويعملون فكرهم لخطة اثر أخرى لتجنب الوقوع في فخ الموت والقتل ورعب التفجيرات الذي يحصد يومياً المزيد من ارواح الابرياء من الناس. من هذه المحاولات التعويض عن زيارة الاقارب والمعارف والاصدقاء بالاتصال عبر الهواتف النقالة للتعرف على جديد الآخرين واحوالهم والابقاء على الصلة التي تربطهم بطريقة لا تعرضهم إلى المزيد من المآسي والمحن. ويبدو ان اجراء الاتصالات بالهواتف النقالة قد سمح لهم بتجاوز العقبة الكبيرة التي تمنعهم من الوصول إلى الآخرين والتحدث معهم وقضاء الاوقات بصحبتهم الـ (المدى) رصدت هذه الظاهرة وارادت ان تعرف تفاصيلها وتأثيراتها على أهالي بغداد من خلال لقاء عينة منهم.
أبو نشأت / متقاعد قال: حقيقة تعلمت استخدام الهاتف النقال من اجل ان اكون قريباً من اقاربي ومعارفي ولان العنف ليس له مكان واحد فانا اجري اتصالاتي ومنذ مدة للاطلاع على اخبارهم وتفقد احوالهم والأطمئنان على صحتهم. انه نوع من التضامن مع اعزائنا في ظل هذا الظرف العصيب وبذلك فاني افضل البقاء في البيت على زياراتهم كما اني انصحهم بعدم زيارتي والاكتفاء بالاتصال فقط.
أما عالية / ربة بيت فتقول انها كثيراً ما تؤكد لابنائها وبناتها المتوزعين في مناطق بغداد ان لا يأتوا لزيارتي أو ينتقلوا لرؤية بعضهم البعض وذلك بسبب الوضع الامني غير المستقر وكحل ناجح للابقاء على معرفة امورهم واحوالهم استخدم الموبايل عوضاً عن الذهاب لرؤيتهم وهذا ما اضطرهم كذلك لعمل الشيء ذاته واكدت ان ذلك يخلق احساساً بالألم لكنه باي حال من الاحوال طريق نتجنب فيه العنف الواسع في العاصمة بغداد.
على ساهي / بغداد / كاسب قال: لم أر اخوتي لمدة تصل إلى اكثر من ستة اشهر وعلى الرغم من شعوري بالحسرة جراء ذلك إلا اني بادرت إلى الاتصال بهم وابلاغهم باستخدام الهاتف النقال وعدم المجيء لزيارتي فمنطقتي تشهد احداثاً كبيرة من القتل والاختطاف وغيره ونكتفي الآن بالاتصال ببعض للتعرف على احتياجاتنا والاطمئنان على عوائل بعضنا البعض والوقوف على أي طارئ قد يحدث لأحدنا.
حليمة فاضل / 35 عاماً بغداد قالت إن والدتها منعتها من زيارتها خوفاً عليها من احداث العنف وهي يومياً تتصل بها وبإخوانها في بغداد لسماع صوتهم والاطمئنان عليهم واشارت إلى حزنها الكبير لان الاوضاع في العاصمة تمنعها من رؤيتهم لتزداد عزلتها في بيتها بعد ان كانت تقضي أوقاتاً ممتعة مع عائلتها الاولى.
ليث جميل قال: حرمت من رؤية اخواني في بغداد بسبب الوضع الامني كما اني لم ازر أياً من اصدقائي الذين طالما تعودنا أن نزور بعضنا البعض واستعضنا عن كل ذلك بالاتصال عبر الهاتف النقال ولم يزل حديثنا محصوراً بيوم لقائنا مجدداً في اوضاع اكثر سلاماً وهكذا فانني اعتبر وجود جهاز الموبايل عندنا نوعاً من اشاعة الامل في نفوسنا ولا اعرف حقيقة كيف يمكن للامور ان تجري دونه.
كاكا سلام قال: عبر الهاتف النقال نتداول انا واخوتي واخواتي الاحاديث ونتعرف على احتياجات بعضنا البعض لصعوبة التنقل في بغداد نتيجة العنف الكبير. كم كان جميلاً سابقاً حين كنت اعاود زيارتهم ولكن ما العمل نحن مجبرون على فراق بعضنا البعض على الرغم من وجودنا في مدينة واحدة.
اذن يفضل البغداديون استخدام الهاتف النقال للتعرف على اخبار بعضهم البعض تاركين ما تعودوا عليه من تبادل للزيارات على أمل أن تنجلي احداث العنف عن بغداد.


أسواق الكاظمية استعادت عافيتها بحذر ومنع التجوال قلل أرباحها

بغداد-صافي الياسري

هي موطن العلماء والادباء واكبر سوق بحجم تبادلات ضخم، بدأت قرية صغيرة وتمت مدينة عامرة فهناك 1016 محلا تجاريا لمختلف البضائع، وهناك عدة اسواق هي سوق الملحاني وسوق الاسترابادي وسوق هرج وسوق باب الدروازة والشريف الرضي وسوق الذهب وسوق الفضوة وسوق النخلة، وهناك 88 فندقا و120 عيادة طبية و4 بنوك.
وحجم التبادل التجاري يوميا يبلغ ملايين الدولارات وهناك ورش يبلغ عددها 300 ورشة لتصليح السيارات في سوق الصنايع فضلا على عدة معامل خراطة لصناعة الادوات الاحتياطية للسيارات، ويزور الكاظمية يوميا آلاف الزوار من شتى المحافظات ومن خارج العراق وتزدهر فيها العمالة فهي موئل الايدي العاملة من انحاء بغداد وتنتشر في الكاظمية المكتبات الدينية ويزداد الطلب على كتبها ومنشوراتها في المناسبات الدينية.
وفيها محال وورش صياغة الذهب.
يقول الصائغ جمال شهيد صاحب محل صياغة ان ايام الاربعاء والخميس والجمعة ايام مميزة في الكاظمية حيث تقدم اليها العوائل البغدادية من جميع انحاء بغداد واريافها وذكر ان دخله اليومي يبلغ في هذه الايام اربعة ملايين دينار، واضاف انه احصى اكثر من 70 محلا للصياغة في شارع الشريف الرضي وسوق الذهب لها جميعا زبائنها الذين يثقون بها وبنوعية الذهب الذي تتعامل به.
أما سوق الاسترابادي فهو سوق متخصص ببيع الملابس الجاهزة وبخاصة الدشداشة العراقية ويقول عبد المنعم عبد الله: ان المتسوقين هنا غالبيتهم من ارياف بغداد الذين يستغلون فرصة زيارتهم للتسوق كما ان البضائع التي يتعاملون بها هي من انتاج محلي تخصصت بانتاجها معامل ومحال الخياطة المنتشرة في المدينة، ويضيف انه في ايام الزيارة يبيع اكثر من 40 دشداشة يوميا وفي الايام العادية يبيع 20 دشداشة او اكثر ويبلغ معدل سعر الدشداشة العادية 16 الف دينار، أما الدشداشة الزبدة ذات القماش والخياطة المميزة فيبلغ سعرها اكثر من 25 الف.
ويبلغ عدد محال سوق الاستربادي اكثر من 200 محل وفق احصائية ميدانية قمنا باجرائها وقد استهدف السوق بقذائف الهاون في الشهر الماضي مرتين.
الامر الذي اثر كثيرا في اداء السوق، لكنه استعاد بسرعة نشاطه بنسبة عالية فالكاظمية هي اكثر مناطق بغداد امانا وتحرس مداخلها قوات الجيش والشرطة.
اما سوق الملحاني فهو السوق المتخصص ببيع الفواكه والخضر ويتعذر تعداد الباعة في هذا السوق فإضافة الى اصحاب المحال هناك اصحاب العربات والبسطيات على الارصفة وتدخل هذا السوق يوميا كما يقول البائع عبد علي عبد الحسين اكثر من ثمانين سيارة محملة بالفواكه والخضر قادمة من ارياف بغداد ومن علاوي جميلة ويبلغ معدل الوارد اليومي للبائع هنا بين 60 الى مئة الف دينار بنسبة ربح تبلغ 40% وتعتمد مناطق الكاظمية كلها على هذا السوق لتزويد السكان بحاجتهم اليومية من الفواكه والخضر.
اما سوق الفضوة فهو سوق الملابس النسوية الجاهزة اغلب بضائعه من البضائع المستوردة من سوريا ولبنان وايران، يقول هاشم عبد المطلب صاحب محل ازياء نسوية ان الطلب على البضائع هنا كان اضعاف ما هو عليه الحال الان وان الوضع الامني في عموم بغداد واغلاق جسر الائمة قد أثر في السوق، فمثلا كان وارده اليومي يصل الى 750 الف دينار قبل اغلاق الجسر اما الان فلا يصل الى 250 الف فقد قطع الطريق على الزبائن الوافدين من احياء الرصافة وبخاصة مدينة الصدر ومدينة الشعب.
والى جانب سوق الفضوة هناك سوق النخلة المتخصص ببيع القماش والقماش الذي تعرضه المحال هنا مستورد من الصين وكوريا الجنوبية واليابان، وهو يعرض القماش الرجالي والقماش النسائي، يقول كامل عبد الرزاق صاحب محل لبيع قماش العباءة النسوية لقد تأثر نشاطنا كثيرا بسبب الوضع الامني المتردي في بغداد وضعف حركة المواطنين بين احياء بغداد، وكذلك قطع جسر الائمة الذي عزل الكاظمية عن الوافدين من احياء الرصافة كما ان وضع المرأة لم يعد كما كان سابقا فقد ضعفت حركتها وتغير زيها ويزداد نشاطنا ايام الزيارة والمناسبات الدينية.
اما سوق باب الدروازة فهو الاخر مختص بالملابس الجاهزة ويتميز بكثرة اصحاب الجنابر الذين فشلت جهود البلدية في معالجة اوضاعهم فكفت عنهم، واغلبهم من احياء بغداد وبضائعهم بعضها محلي وبعضها مستورد وهم يتعاملون مع سوق الشورجة ويقول البائع محمد علي ناصر صاحب جنبر لبيع ملابس الاطفال: ان نشاط باعة السوق عموما قد ضعف بسبب الوضع الامني وقلة الوافدين الى الكاظمية وان واردهم اليومي انخفض الى النصف، وفي منتصف سوق باب الدروازة هناك سوق في قيصرية خاص بالاحذية النسائية يحتوي على محال يقول اصحابها ان نشاطهم تاثر كثيرا بسبب تدهور الاوضاع الامنية في بغداد.
نأتي الى سوق البالات وهذه السوق مزدهرة ومكتظة بالزبائن وغالبيتهم من النساء ومن احياء بغداد المختلفة وهناك محال تجارية يصل حجم الاستثمار فيها الى مليون دولار بحسب التاجر كريم هميم وهناك بسطات تبيع المفرد يصل وارد البسطة اليومي الى 750 الف دينار تقريبا. والبضائع هنا متنوعة تخص الاطفال والنساء والرجال وتتدرج من الجوارب والملابس الداخلية حتى المعاطف وقماصل الجلد والبردات والفرش، ومناشئها هي الدول الاوروبية والصيف بعضها من (ستوكات) المعامل والبعض الاخر من الموديلات المنتهية في المحال، تجذب العديد من الزبائن بسبب رخص اسعارها وجودة سلعها وبخاصة من العوائل ذات الدخل المحدود، وينفر البعض من المواطنين من شراء سلع البالات قائلين ان بعضها قد يحمل ميكروبات لامراض معدية لانها تخص مرضى وموتى في المستشفيات الاوروبية يقوم بجمعها تجار متخصصون يقومون بتعقيمها تعقيما خفيفا ويضخونها الى السوق العراقية التي تعد اكبر سوق للبالات ولذا تشم فيها رائحة مميزة، كريم هميم ينفي هذا القول ويؤكد ان البالات المستوردة للسوق العراقية هي من (ستوكات) المصانع والمحال الاوروبية والصينية ومن امريكا، وانهم ينتقون اجودها لعرضعها على الزبائن، وان النساء المشتريات دقيقات في تفحص السلعة قبل شرائها.
نترك سوق البالات ونتجه الى قطاع الفنادق وهي برغم خدماتها المتواضعة تستقبل زبائن على طول الوقت ويتراوح سعر الغرفة بين 7 آلاف دينار و15 الف بحسب درجة الفندق، وهناك دور حولها اصحابها الى فنادق، لكنهم جميعا يتفقون ان قلة الزوار بسبب الوضع الامني المتردي قد اثر في نشاط قطاع الفنادق، ومع ذلك يقول صاحب فندق الصادق في شارع باب المراد انه يستقبل ما معدله 80 زبونا في الليلة.
هذا الاستعراض الاحصائي يوضح حجم التبادل التجاري والاموال المتداولة في سوق الكاظمية ما يجعل اسواقها روافد مهمة من روافد اقتصاد العاصمة مستفيدة من الوضع الامني المستتب نسبيا فيها الامر الذي يجعلها تفتح ابوابها حتى الساعة العاشرة او الحادية عشرة مساءا، فدوريات الشرطة والجيش العراقي تقوم بحراستها ليلا ونهارا كذلك الحراس من الاهالي يقومون بدورياتهم لحراسة الاسواق والاحياء السكنية.


التعليم في محافظة المثنى بين آراء المختصين والمسؤولين
 

السماوة / عدنان سمير دهيرب

مختصون يتحدثون عن مشكلات ومعوقات كثيرة تحول دون تطوير العملية التربوية في محافظة المثنى بينما يعتقد بعض المسؤولين ان هذه العملية في تطور مستمر وشهدت انجازات مميزة.
الطرفان يعبران عن حرصهما على تطوير التعليم في المحافظة لكنهما يختلفان بالتقييم، (المدى) التقت طرفي التقييم وكانت هذه الحصيلة من الآراء والافكار.
ولمعرفة الاسباب وكيفية معالجة هذا الموضوع الحيوي استطلعت (المدى) آراء عدد من المختصين التربويين فكان اول المتحدثين السيد محمد فليح الجبوري تدريسي في كلية تربية المثنى اذ قال: الاسباب تعود إلى ان اغلب الاسر اخفقت في توجيه أبنهائها جراء غياب المتابعة اليومية وتجاهل مشاكل الطالب واحتياجاته وغياب المتابعة الدورية مع ادارة المدرسة. وتكليف الطالب بمهام أخرى كالمساهمة في الانفاق على الأسرة نتيجة الظروف التي يمر بها البلد مما جعل الطالب يفشل في دراسته وشيوع ثقافات جديدة ولاسيما بعد سقوط النظام المباد مثل ثقافة اجهزة الموبايل والستلايت ومنظومة الانترنيت التي ينهمك الطالب في متابعتها اكثر من متابعة دروسه.
واضاف كما ان المجتمع يتحمل مسؤولية ذلك بسبب عدم الشعور بالمصلحة العامة لدواعٍ مختلفة منها الظروف التي مر بها المعلم قبل السقوط فضلاً عن هبوط المستوى العلمي والثقافي للمعلم وانحسار مهمة المعلم على ما يحويه الكتاب المقرر دون سواه مما تسبب في تحجيم عقلية المعلم والطالب معاً.
وكذلك عدم صلاح الكثير من المدارس للخدمة، واحتياجها إلى المستلزمات التي تديم العملية التربوية.
وترى السيدة فوزية الجابري - تدريسية في كلية تربية المثنى - ان العملية التربوية تقوم وكما هو معروف على ثلاثة اركان الطالب والمدرسة والعائلة ويمكننا صياغة عملية رياضية توضح ترابط هذه الاركان.. المدرسة + العائلة = طالب جيد.
واضافت: بعد سقوط النظام ودخولنا مرحلة جديدة اظهرت وبشكل واضح التفكك بين اطراف المعادلة العلمية تلك وبدأت تظهر اشكالات اخرى، اذ اخذت المدارس تهتم بالأثاث والبناء أكثر من انشغالها بتجديد المناهج او تأسيس مكتبات او حتى التفكير برفع المستوى العلمي للطالب.
أما الطالب طرف المعادلة ونتيجتها فقد ظل كما هو، لم يتطور علمياً، وان انتقل إلى مرحلة دراسية متقدمة. اذ صار شغله الشاغل الحصول على النجاح، بأسهل الوسائل الممكنة.
وكان للسيد عبد الكاظم نفات المدير العام لتربية المثنى رأي مغاير لما قاله زملاؤه اذ قال:
ان التعليم مر بفترة مظلمة خلال العقد الاخير من القرن الماضي حيث لم يلق التعليم آنذاك أية رعاية أو اهتمام بل على العكس أراد النظام السابق أن يهبط بالتعليم إلى الحضيض كي يستطيع تحقيق مآربه من خلال مجتمع متخلف. وقد استهدف المعلم من مختلف النواحي وتم تحييد قدراته فضلاً عن عزوف الطلبة عن التعليم بسبب الظروف السياسية والاقتصادية مما جعل مستوى التعليم متدنياً من حيث النوع.
واضاف: ان المعلم نفض غبار الماضي الذي تراكم لسنوات طويلة وعبر عن مكامن قوته وإبداعه حيث وصل مستوى التعليم الابتدائي في الصفوف الثلاثة الاولى إلى مستوى جيد وقد اصبح طلاب الثالث الابتدائي يجيدون القراءة والكتابة بشكل قد لا يرتقي اليه معظم طلاب السادس الابتدائي سابقاً. والآن بدأ التعليم ينحى منحىً صحيحاً من خلال الاقبال الشديد على التعليم من قبل الطلبة وأولياء الامور.
واشار إلى ان الدائرة نفذت خططاً تربوية جديدة ومع بداية العام الدراسي 2005 - 2006 قمنا بفك الاختناق الذي تعاني منه مدارسنا حيث تم شطر 82 مدرسة وفتح عدد آخر من المدارس. وبلغت الزيادة في عدد المدارس خلال العام الحالي 99 مدرسة بين فتح جديد وشطر. ليصل عدد المدارس في عموم المحافظة إلى 433 مدرسة منها 191 مدرسة بدوام احادي و242 مدرسة بدوام مزدوج ولفك الازدواج نحتاج إلى بناء 121 مدرسة جديدة فضلاً عن التوسع الطبيعي الذي يبلغ معدله 30 مدرسة سنوياً.
وقال المدير العام لتربية المثنى لقد تم تأهيل معظم مدارسنا من قبل المنظمات الدولية والدول المانحة وعلى رأسها اليابان التي أسهمت بقدر كبير في إعادة تأهيل المدارس عن طريق قوات الدفاع الذاتي اليابانية في المحافظة.
وحول النقص الشديد في عدد المدرسين لمادة اللغة الانكليزية في مدارس المحافظة. قال ليس لدينا (ملاك) في هذا الاختصاص حيث ان كلية التربية لا ترفد الدائرة بهذا الاختصاص. وقد عمدت الوزارة إلى نقل مدرسين من محافظات اخرى إلى السماوة لسد النقص الحاصل.
لكن المدرسين البالغ عددهم (80) مدرساً لا يغطون النقص في كل المدارس.
وأقترح السيد محمد فليح الجبوري التدريسي في كلية تربية المثنى عدداً من الافكار التي من شأنها الارتقاء بالعملية التربية والتي تتجسد بـ:
-العمل بقوانين اداء العمل والتشديد على تطبيقها بحق المقصرين من الملاك التدريسي وتفعيل قانون الثواب والعقاب.
-إعادة النظر في آليات قبول الطلبة في كليات التربية ومعاهد اعداد المعلمين بوضع شروط لا تسمح بتسرب الطلبة من غير المؤهلين لمهنة التعليم.
-إعادة النظر في المناهج الدراسية لكل المراحل وطرح مناهج جديدة مع الأخذ بنظر الاعتبار المرحلة الجديدة التي يعيشها الطالب.
-استقلالية المنهج والنأي به عن الاتجاه السياسي والمذهبي والطائفي.
-عدم تسييس الجانب الاداري واعتماد معيار الكفاءة للوصول إلى هذا المنصب او ذاك.
-متابعة ادارات المدارس ولاسيما البعيدة عن مركز المحافظة من قبل المشرفين بشكل دوري.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة