التعليم
في محافظة المثنى بين آراء
المختصين والمسؤولين
السماوة / عدنان سمير دهيرب
مختصون يتحدثون عن مشكلات ومعوقات كثيرة تحول دون تطوير
العملية التربوية في محافظة المثنى بينما يعتقد بعض
المسؤولين ان هذه العملية في تطور مستمر وشهدت انجازات
مميزة.
الطرفان يعبران عن حرصهما على تطوير التعليم في المحافظة
لكنهما يختلفان بالتقييم، (المدى) التقت طرفي التقييم
وكانت هذه الحصيلة من الآراء والافكار.
ولمعرفة الاسباب وكيفية معالجة هذا الموضوع الحيوي استطلعت
(المدى) آراء عدد من المختصين التربويين فكان اول
المتحدثين السيد محمد فليح الجبوري تدريسي في كلية تربية
المثنى اذ قال: الاسباب تعود إلى ان اغلب الاسر اخفقت في
توجيه أبنهائها جراء غياب المتابعة اليومية وتجاهل مشاكل
الطالب واحتياجاته وغياب المتابعة الدورية مع ادارة
المدرسة. وتكليف الطالب بمهام أخرى كالمساهمة في الانفاق
على الأسرة نتيجة الظروف التي يمر بها البلد مما جعل
الطالب يفشل في دراسته وشيوع ثقافات جديدة ولاسيما بعد
سقوط النظام المباد مثل ثقافة اجهزة الموبايل والستلايت
ومنظومة الانترنيت التي ينهمك الطالب في متابعتها اكثر من
متابعة دروسه.
واضاف كما ان المجتمع يتحمل مسؤولية ذلك بسبب عدم الشعور
بالمصلحة العامة لدواعٍ مختلفة منها الظروف التي مر بها
المعلم قبل السقوط فضلاً عن هبوط المستوى العلمي والثقافي
للمعلم وانحسار مهمة المعلم على ما يحويه الكتاب المقرر
دون سواه مما تسبب في تحجيم عقلية المعلم والطالب معاً.
وكذلك عدم صلاح الكثير من المدارس للخدمة، واحتياجها إلى
المستلزمات التي تديم العملية التربوية.
وترى السيدة فوزية الجابري - تدريسية في كلية تربية المثنى
- ان العملية التربوية تقوم وكما هو معروف على ثلاثة اركان
الطالب والمدرسة والعائلة ويمكننا صياغة عملية رياضية توضح
ترابط هذه الاركان.. المدرسة + العائلة = طالب جيد.
واضافت: بعد سقوط النظام ودخولنا مرحلة جديدة اظهرت وبشكل
واضح التفكك بين اطراف المعادلة العلمية تلك وبدأت تظهر
اشكالات اخرى، اذ اخذت المدارس تهتم بالأثاث والبناء أكثر
من انشغالها بتجديد المناهج او تأسيس مكتبات او حتى
التفكير برفع المستوى العلمي للطالب.
أما الطالب طرف المعادلة ونتيجتها فقد ظل كما هو، لم يتطور
علمياً، وان انتقل إلى مرحلة دراسية متقدمة. اذ صار شغله
الشاغل الحصول على النجاح، بأسهل الوسائل الممكنة.
وكان للسيد عبد الكاظم نفات المدير العام لتربية المثنى
رأي مغاير لما قاله زملاؤه اذ قال:
ان التعليم مر بفترة مظلمة خلال العقد الاخير من القرن
الماضي حيث لم يلق التعليم آنذاك أية رعاية أو اهتمام بل
على العكس أراد النظام السابق أن يهبط بالتعليم إلى الحضيض
كي يستطيع تحقيق مآربه من خلال مجتمع متخلف. وقد استهدف
المعلم من مختلف النواحي وتم تحييد قدراته فضلاً عن عزوف
الطلبة عن التعليم بسبب الظروف السياسية والاقتصادية مما
جعل مستوى التعليم متدنياً من حيث النوع.
واضاف: ان المعلم نفض غبار الماضي الذي تراكم لسنوات طويلة
وعبر عن مكامن قوته وإبداعه حيث وصل مستوى التعليم
الابتدائي في الصفوف الثلاثة الاولى إلى مستوى جيد وقد
اصبح طلاب الثالث الابتدائي يجيدون القراءة والكتابة بشكل
قد لا يرتقي اليه معظم طلاب السادس الابتدائي سابقاً.
والآن بدأ التعليم ينحى منحىً صحيحاً من خلال الاقبال
الشديد على التعليم من قبل الطلبة وأولياء الامور.
واشار إلى ان الدائرة نفذت خططاً تربوية جديدة ومع بداية
العام الدراسي 2005 - 2006 قمنا بفك الاختناق الذي تعاني
منه مدارسنا حيث تم شطر 82 مدرسة وفتح عدد آخر من المدارس.
وبلغت الزيادة في عدد المدارس خلال العام الحالي 99 مدرسة
بين فتح جديد وشطر. ليصل عدد المدارس في عموم المحافظة إلى
433 مدرسة منها 191 مدرسة بدوام احادي و242 مدرسة بدوام
مزدوج ولفك الازدواج نحتاج إلى بناء 121 مدرسة جديدة فضلاً
عن التوسع الطبيعي الذي يبلغ معدله 30 مدرسة سنوياً.
وقال المدير العام لتربية المثنى لقد تم تأهيل معظم
مدارسنا من قبل المنظمات الدولية والدول المانحة وعلى
رأسها اليابان التي أسهمت بقدر كبير في إعادة تأهيل
المدارس عن طريق قوات الدفاع الذاتي اليابانية في المحافظة.
وحول النقص الشديد في عدد المدرسين لمادة اللغة الانكليزية
في مدارس المحافظة. قال ليس لدينا (ملاك) في هذا الاختصاص
حيث ان كلية التربية لا ترفد الدائرة بهذا الاختصاص. وقد
عمدت الوزارة إلى نقل مدرسين من محافظات اخرى إلى السماوة
لسد النقص الحاصل.
لكن المدرسين البالغ عددهم (80) مدرساً لا يغطون النقص في
كل المدارس.
وأقترح السيد محمد فليح الجبوري التدريسي في كلية تربية
المثنى عدداً من الافكار التي من شأنها الارتقاء بالعملية
التربية والتي تتجسد بـ:
-العمل بقوانين اداء العمل والتشديد على تطبيقها بحق
المقصرين من الملاك التدريسي وتفعيل قانون الثواب والعقاب.
-إعادة النظر في آليات قبول الطلبة في كليات التربية
ومعاهد اعداد المعلمين بوضع شروط لا تسمح بتسرب الطلبة من
غير المؤهلين لمهنة التعليم.
-إعادة النظر في المناهج الدراسية لكل المراحل وطرح مناهج
جديدة مع الأخذ بنظر الاعتبار المرحلة الجديدة التي يعيشها
الطالب.
-استقلالية المنهج والنأي به عن الاتجاه السياسي والمذهبي
والطائفي.
-عدم تسييس الجانب الاداري واعتماد معيار الكفاءة للوصول
إلى هذا المنصب او ذاك.
-متابعة ادارات المدارس ولاسيما البعيدة عن مركز المحافظة
من قبل المشرفين بشكل دوري. |