الانسان
والشمبانزي جينات مشتركة واختلاف كبير !
ترجمة / عادل العامل
يشترك البشر
والشمبانزي في اكثر من 98 بالمئة من
DNA (الحمض
النووي) و 99 بالمئة من الجينات. ومع هذا، فنحن في المظهر
والسلوك مختلفون جداً عنهم.
ولاكثر من 30 سنة
–
قبل ان يتم ترتيب مجموعة
العوامل الوراثية للانسان وللشمبانزي
–
فكر العلماء بان هذا
يمكن ان يكون عائداً للطريقة التي تعبر بها الجينات
المشتركة عن نفسها لا للاختلافات في الجينات نفسها. ويبدوا
ان المقارنة الجديدة التي نشرتها مجلة
Nature
تبرهن على صحة هذه
النظرية.
فقد قام عالم المورثات او الجينات يوف غيلاد من جامعة
شيكاغو وزملاؤه باستخدام تقنية جديدة لفحص الجينات في
خلايا الكبد لدى اربع من الرئيسات: البشر، الشمبانزي،
انسان الغاب، وقرد المكاك. وكان الباحثون قادرين على
مقارنة اكثر من 900 جينة لكل من هذه الاربع وتقدير كيف
انها كانت تختلف في لغة التعبير. واكثر من النصف
– 60
بالمئة –
لم تختلف او تتغير على
الاطلاق. ووجد الباحثون المستويات نفسها من
mRNA –
أي الجزئي الذي يربط
الجينة والبروتين التي تساعد على بنائه
–
في جميع الرئيسات الاربع
بالنسبة لمعظم الجينات غير ان 19 جينة اظهرت تغيرات في
التعبير بين البشر والقرود، (أي قدرتها على تعديل الكائن
الحي).
ويوضح غيلاد قائلاً: "عندما نظرنا إلى قدرة الجينة هذه ،
وجدنا تغيرات صغيرة إلى حد ما في 65 مليون سنة من مسيرة
نشوء قرود المكاك، وانسان الغاب، والشمبانزي. وقد تبع هذا
تغير سريع على طول الخمسة ملايين من النسل البشري، تركز
على هذه المجموعات النوعية من الجينات".
وان نصف الجينات تقريبا التي كانت قد دفعت لتعديل نفسها
اكثر لدى البشر كان يتضمن عوائل نسخ
–
بروتينات محولة الجينة
Gene-encoded
proteins تتحكم
بتعديل بروتينات اخرى، وتغيير هذه الجينات المتغلبة
قليلاً، فان النشوء قد استطاع ان يكون له تاثير مضخم على
التعديل الاجمالي من دون فرصة كثيرة الحدوث لتحولات سلبية
ويقول غيلاد هنا: "لا اعتقد بان نتائجنا تكشف عن آلية
جديدة. غير انها الايضاح التجريبي الاول في الرئيسات
الاعلى بان النشوء يمكن في الغالب ان يعمل عمله من خلال
التغيرات في تنظيم الجينة".
ويرى غيلاد ان التعديلات السريعة نسبياً في النظام الجيني
للكبد البشري قد يكون نتيجة التغيرات المستمرة في نظام
الغذاء، مثل الاعتماد المتزايد على الطعام المطبوخ. "فربما
كان شيء ما في عملية الطبخ قد غير الاحتياجات
البايوكيميائية إلى اقصى ما يمكن من الوصول إلى المواد
المغذية
nutrients اضافة
للحاجة إلى السمينات
toxins
الطبيعية الموجودة في
الاغذية النباتية والحيوانية".
وتنطوي نتائج البحث على تضمينات للطب اضافة للنظرية
النشوئية: ان 9 من الجينات المئة الاكثر ثباتا قد تم ربطه
بالسرطان عندما تغير." فهذه النتائج تشير إلى ان التركيز
على الجينات بمستويات تعديل محفوظة بين الرئيسات يمكن ان
يكون مساعداً في تحديد هوية المرشحين الواعدين للدراسات
المرتبطة بالامراض، كما انه يلقي بعض الضوء على كيف ان
نوعين من المخلوقات
–
البشر والشمبانزي
–
يتشاطران الكثير من
الجينات، يمكن ان يكون على هذه الدرجة من الاختلاف.
|