تعزيز
الإجراءات الأمنية في مطارات أوروبا ..
لندن
تحبط تفجير 10 طائرات تجارية في الجو .. وواشنطن تتهم
القاعدة
لندن-
واشنطن/ وكالات
أحبطت السلطات
البريطانية ما يشتبه بأنه أكبر مخطط إرهابي لتفجير طائرات
تجارية.
وأفادت الأنباء أن إحباط هذا المخطط جاء بعد مراقبة وثيقة
ودقيقة استمرت على مدى أشهر، وأسفرت عن اعتقالات في كل من
بريطانيا وباكستان، حيث أكدت شرطة سكوتلانديارد أن
التوقيفات التي تمت هي محصلة عملية معقدة ومستمرة منذ أشهر،
ضمن جهود مكافحة الإرهاب.
واعتقلت السلطات البريطانية 24 مشتبهاً به من البريطانيين
على علاقة بالمخطط الإرهابي فيما قامت، السلطات
الباكستانية بحملة اعتقالات متزامنة، وبالتنسيق مع السلطات
البريطانية.
وقالت السلطات البريطانية إن واحداً على الأقل من
المعتقلين المشتبه بهم في بريطانيا كان موظفاً في مطار
هيثرو، ومصرح له بدخول كافة أقسام المطار.
وقالت شرطة سكوتلانديارد في بيان إن رجالها أحبطوا ما
يظنون أنه كان مخططا إرهابيا رئيسيا.
وأضاف البيان أن عمليات اعتقال واسعة شنت في مناطق مختلفة
مساء الأربعاء الماضي في العاصمة البريطانية لندن، مشيرة
إلى أن 25 شخصا قيد الحجز.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الباكستانية الخميس الماضي
إن السلطات الباكستانية قامت بحملة اعتقالات بالتنسيق مع
نظيرتها في بريطانيا بشأن "المؤامرة الإرهابية"، غير أنها
لم تحدد عدد المعتقلين.
وقال متحدث باسم الخارجية الباكستانية "في الواقع، لعبت
باكستان دوراً مهماً في الكشف عن الشبكة الإرهابية الدولية.
وأن التعاون كان قائماً منذ فترة من الزمن."
في تعقيب على الكشف عن مؤامرة تفجير طائرات ركاب في الجو،
قال الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إن هذا المخطط يجب أن
يذكرنا بأن الولايات المتحدة في حالة حرب مستمرة مع من
وصفهم بـ "فاشيين إسلاميين."
وأضاف بوش أن هؤلاء، الذين تحاربهم الولايات المتحدة، سوف
يستخدمون كل الوسائل المتاحة أمامهم، لتدمير كل من يحب
الحرية بيننا، ويؤذوا هذه الأمة."
من جهة أخرى، وعلى الصعيد ذاته، أعلن مسؤولون في الإدارة
الأمريكية الخميس، أن هناك مؤشرات قوية ترجح أن "المخطط
الإرهابي لتفجير طائرات خلال رحلاتها عبر الأطلسي، بين
بريطانيا والولايات المتحدة"، والذي كشفت عنه السلطات
البريطانية الأربعاء، كان من تخطيط تنظيم القاعدة.
وأشارت مذكرة صادرة عن الأمن الداخلي الأمريكي أن المخطط
كان يهدف إلى تفجير نحو 10 طائرات قادمة من بريطانيا إلى
الولايات المتحدة بالتزامن، وذلك باستخدام متفجرات سائلة،
فيما وصفت المؤامرة بأنها "متقدمة جداً."
وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل شيرتوف، في مؤتمر
صحفي، إن المخطط "كان جدياً وخطيراً جداً، لشن هجوم على
رحلات تابعة لشركات طيران أمريكية، في طريقها من المملكة
المتحدة إلى الولايات المتحدة."
وشددت السلطات الأمنية في المطارات البريطانية والأمريكية
من إجراءاتها في أعقاب الكشف عن "المؤامرة الإرهابية"، في
الوقت الذي يشهد فيه مطار هيثرو البريطاني حالة شديدة من
الارتباك والفوضى.
ومن بين الإجراءات التي اتخذتها المطارات البريطانية
والأمريكية الخميس، سلسلة من القيود تتعلق بما يسمح
للمسافر حمله عند اجتياز نقاط التفتيش أثناء السفر عبر
جميع المرافئ الجوية.
وحسب بيان لوزارة الأمن الداخلي في واشنطن، فلن يسمح لركاب
الطائرات على جميع الرحلات التجارية، حمل أية سوائل، بما
في ذلك المشروبات أو زيت الشعر والشامبو، داخل الطائرة.
كما لم يسمح للركاب القادمين من المطارات البريطانية حمل
أية أجهزة إلكترونية، في حين لم تصدر أية قواعد بمنع ذلك،
بالنسبة لمستخدمي الرحلات الداخلية، أو الرحلات المتجهة
إلى المملكة المتحدة.
الى ذلك اعلن مصدر رسمي امس الجمعة ان السلطات الباكستانية
اوقفت سبعة اشخاص بينهم بريطانيان من اصل باكستاني.
وقال مسؤول حكومي لوكالة فرانس برس ان احد البريطانيين
اوقف في مدينة كراتشي والثاني في مدينة لاهور، موضحا انهم
اعتقلا الاسبوع الماضي.
واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته انهما
"بريطانيان من اصل باكستاني وعضوان اساسيان في شبكة
للناشطين المتمركزين في لندن .
واضاف "تم اعتقالهما قبل بدء العمليات في لندن وكان
الرجلان على علم تام بالمؤامرة التي هدفت الى تفجير طائرات
وتم نقل المعلومات الى اجهزة الاستخبارات البريطانية
والاميركية"، ولم يذكر تفاصيل عن عمليات التوقيف.
واشار المسؤول الى انه من غير المعروف ان المشتبه بهما على
علاقة بالقاعدة او بمجموعات اسلامية في باكستان.
واضاف ان الموقوفين الخمسة الاخرين ناشطون محليون
باكستانيون تم استدعاؤهم في اطار عملية القبض على المشتبه
بهم في بريطانيا. ولم يعط المزيد من التفاصيل.
وقال مسؤول اخر في جهاز الاستخبارات ان ثلاثة على الاقل من
الباكستانيين الموقوفين على علاقة مع شبكة القاعدة.
وفي سياق متصل أعلن مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية
الخميس، أن هناك مؤشرات قوية ترجح أن "المخطط الإرهابي كان
من تخطيط تنظيم القاعدة.
وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل شيرتوف، في مؤتمر
صحفي، إن المخطط "كان جدياً وخطيراً جداً، لشن هجوم على
رحلات تابعة لشركات طيران أمريكية، في طريقها من المملكة
المتحدة إلى الولايات المتحدة."
وأوضح أن "المؤامرة" كانت تركز على طائرات شركات طيران
أمريكية في رحلات بين بريطانيا والولايات المتحدة، وأنها
كانت في مراحل التخطيط الأخيرة.
وأكد شيرتوف أن الولايات المتحدة سترسل أفراداً متخصصين في
أمن الطائرات، إلى بريطانيا لتوفير تغطية أمنية موسعة بعد
إحباط المخطط.
وكان شيرتوف قد ذكر في وقت سابق لـ
CNN،
إنه من غير المؤكد ما إذا كان المشاركون المحتملون في
تنفيذ هذا المخطط يوجدون جميعهم في بريطانيا، أو أن لهم
وجوداً في دول أخرى.
وأشار مسؤولون بالإدارة الأمريكية إلى أن المخطط كان يشمل
رحلات شركات كونتيننتال، ويونايتد، وأمريكان إير لاينز،
وجميعها شركات طيران أمريكية، تقوم بتسيير رحلاتها عبر
الأطلسي.
وكان رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الذي يمضي إجازة
في جزر الكاريبي، قد أبلغ في وقت متأخر من مساء الأربعاء،
الرئيس الأمريكي جورج بوش، بهذه التطورات عبر اتصال هاتفي.
ورفعت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة درجة
التحذير من تهديد إرهابي إلى أقصاها، والمحددة باللون
"الأحمر"، إزاء الطائرات التجارية القادمة من بريطانيا،
فيما رفعت درجة التحذير إلى "البرتقالي" أي ما يوازي الخطر
المرتفع، للطائرات التجارية العاملة في الولايات المتحدة
أو القادمة إليها من دول أخرى.
كما عقد وزير الأمن الداخلي الأمريكي، والمدعي العام
ألبرتو غونزاليس، وروبرت مولر مدير مكتب التحقيقات
الفيدرالي الأمريكي، مؤتمراً صحفياً مشتركاً حول هذا الشأن
الثامنة صباحاً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، وفق ما
أكدته مصادر لشبكة
CNN.
إلى ذلك، قال
وزير الداخلية البريطانية جون ريد الخميس، إن الأشخاص
الرئيسيين في "مؤامرة نسف عدة طائرات ركاب أثناء رحلات بين
بريطانيا والولايات المتحدة أصبحوا الآن رهن الاعتقال."
الى ذلك قال مسؤولون اميركيون ان المؤامرة الارهابية
الدولية التي كانت تهدف الى تفجير عدة طائرات مدنية بين
بريطانيا والولايات المتحدة تشكل اخطر تهديد منذ اعتداءات
الحادي عشر من ايلول 2001 وكانت يمكن ان تؤدي الى سقوط
"آلاف" الضحايا.
وذكرت وزارة الدفاع الاميركية ان الارهابيين لم يكونوا
ينوون استخدام الطائرات اسلحة كما حدث في ايلول 2001.
وقال شرتوف "على حد علمنا كانت المؤامرة تقضي بتدمير
الطائرات نفسها ولكن بطريقة لا تتنبه فيها الطائرات الاخرى
الى وجود خطر وشيك".
واكد مسؤولون اميركيون ان الارهابيين المفترضين كانوا
يعتزمون استخدام متفجرات سائلة توضع في عبوات تجعلها تبدو
وكأنها اغراض عادية.
وقالت شبكة التلفزيون الاميركية "ايه بي سي" نقلا عن خبراء
في مكافحة الارهاب انهم كانوا يعتزمون اخفاء المتفجرات في
قعر زجاجات مزيفة لمشروبات رياضية واستخدام فلاش الات
تصوير تستخدم مرة واحدة من اجل تشغيل الصاعق لتفجير
العبوة.
ولم يؤكد المسؤولون الاميركيون ذلك. لكن شرتوف قال ان
المحققين اكتشفوا وثائق تحتوي على طريقة صنع المتفجرات ان
لم يكن المتفجرات نفسها. ووصف العملية بانها "متطورة"،
مضيفا انه لم يتسن للسلطات بعد دراستها بدقة.
من جهة أخرى اشاع الاعلان عن احباط خطة تفجير الطائرات في
لندن حالة من الفوضى في مجال النقل الجوي الاوروبي، حيث
ادى تعزيز الاجراءات الامنية في مطار هيثرو اللندني وفي
مطارات اخرى الى الغاء عدد من الرحلات دون انذار مسبق،
اضافة الى تاخير مواعيد اقلاع رحلات اخرى.
ولم تغلق شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش ايرويز"
التي تشغل المطارات البريطانية مطار هيثرو وانما طلبت
تعليق كل الرحلات التي كان من المفترض ان تنطلق منه.
والغت "بريتيش ايرويز" كل رحلاتها الاوروبية المنطلقة من
هيثرو او المتوجهة اليه، مع العلم ان هذا المطار ياتي في
المرتبة الاولى اوروبيا لجهة عدد الركاب، معلنة انها ستلغي
المزيد من الرحلات في وقت لاحق وناصحة الركاب غير المضطرين
للسفر البقاء في بيوتهم.
وقامت عدة شركات طيران اوروبية بالغاء رحلاتها ، لا سيما
الالمانية "لوفتهانزا" والاسبانية "ايبيريا" والهولندية
"كي ال ام" والفرنسية "اير فرانس" والايطالية "اليتاليا"
والنمسوية "اوستريان ايرلاينز"، ونبهت من ان الاضطرابات في
مواعيد الرحلات المنطلقة من لندن او القادمة اليها ستستمر
طوال النهار.
ويتوقع ان تكون اسبانيا الاكثر تضررا من هذا الانذار اذ
انها تعتبر اول وجهة سياحية للبريطانيين.
وتم تعليق مجمل الرحلات المتجهة الى لندن من مطارات
ستوكهولم ولشبونة وبلفاست الى هيثرو، او الى مطاري لوتون
وستانستد الواقعين ايضا في العاصمة البريطانية. كما علقت
شركة "ايزي جت" رحلاتها من بلفاست الى امستردام.
وظلت اجواء الغموض مسيطرة بعد الظهر بشان الطائرات التي
كانت في طريقها الى لندن اثناء الاعلان عن كشف "المخطط
الارهابي"، لاسيما تلك التي انطلقت من اليابان وتايلاند
وماليزيا وانتظرت تعليمات السلطات المعنية لارشادها الى
الهبوط في هيثرو او في مطار آخر.
وحذر عدد من الشركات زبائنه من وجود تاخيرات في مواعيد
انطلاق الطائرات، كما اعلمتهم بان معاملات التسجيل ستتطلب
وقتا اطول بسبب تعزيز الاجراءات الامنية. وطلبت "اير
نيوزيلاند" من زبائنها الوصول الى المطار قبل اربع ساعات
على موعد الاقلاع.
ويتم تفتيش الركاب في كل المطارات البريطانية تفتيشا دقيقا
كما تفتش الحقائب التي يطلب ان يقتصر ما فيها على الحد
الادنى الضروري من المحتويات على ان تكون موضوعة "في حقيبة
من البلاستيك من الافضل ان تكون شفافة". |