عراقيون
في المنفى:
مشروع
المصالحة الوطنية سيكشف من لا مصلحة له في بناء العراق
الجديد
دمشق/خاص بالمدى -طارق
الجبوري
لم
يتصور ابو مهند الذي عاش ست سنوات من الغربة قبل سقوط
النظام السابق في 9/4/2003 ان يخبو حلم حياته بالعودة الى
الوطن ليقضي ما تبقى من عمره في احضان اهله واصدقائه.
امل
العودة
ويقول: كنت كغيري من الاف العراقيين الذين اضطرتهم الظروف
للهجرة والتشرد، أعد الايام ان لم اقل الساعات بانتظار يوم
العودة وبعد سقوط النظام السابق وبرغم مرارة الوضع الحالي
فقد عقدنا الامال في بناء عراق جديد خال من الخوف
والاضطهاد وكنا نتطلع الى يوم ينتهي فيه العنف والارهاب
وفي وطننا غير ان الواقع الامني ومع الاسف ازداد سوءاً
وبدلا من العودة آثرت ان ادعو عائلتي للعيش معي في الغربة..
انها معادلة غير صحيحة ومعكوسة لكنه الاضطرار والخوف الذي
سببه لنا الارهاب مهما كان نوعه وهويته.
ويضيف: بعد اعلان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي مشروع
المصالحة الوطنية عاد لنا الامل وكل ما نتأمله ان يعي قادة
الكتل والاحزاب اهمية هذا المشروع ويعملوا بصدق على تحقيقه،
لان المصالحة بين الشعب موجودة وراسخة والمطلوب فعلا
مصالحة ومصارحة بين الكتل والاحزاب.
ثمار المبادرة
اما الدكتور احمد البدري فيقول بألم: تصور انا قادم مع
زوجتي واولادي من بلجيكا الى سوريا لالتقي بأهلي القادمين
من بغداد.. فأي مأساة يعيشها شعبنا في ظل الاوضاع المتردية.
ويؤكد ان كل مغريات العيش في الخارج لن تثنيه عن العودة
الى بغداد وهو يترقب بشغف مشروع المصالحة الوطنية ويدعو مع
الكثير من العراقيين ان يأخذ مشروع المصالحة مداه ويعود
الامان الى بغداد الحبيبة وكل ارجاء بلدنا وستكون ثمارها
خيرا للعراق وللعراقيين.
امنية نجاح
ويعرب ابو محمد عن ثقته بنجاح جهود المصالحة الوطنية ويقول
ان مشروع المصالحة سيفرز بشكل واضح بين العناصر التي تريد
العمل لاستقرار العراق والاخرى التي تعمل على تعطيل مسيرة
بناء مستقبله بطروحات لا تنسجم وطموحات ابناء الشعب.
ونظن ان هنالك من يتاجر بدمائنا وامالنا فانا غادرت
الاعظمية برغم ان مهنتي (كهربائي سيارات وتبريد) تدر علي
ربحا وفيرا وكنت ميسور الحال وانا لم اخف من جاري او ابناء
محلتي لكنني اخشى على عائلتي من عصابات الارهاب والاجرام
لذا فان هنالك من يسعى لاثارة النعرات الطائفية البغيضة
التي لفظها شعبنا منذ فترة طويلة وهي غريبة عليه، لذا فانا
انتظر واتطلع الى نجاح مشروع المصالحة الوطنية لانه
الارضية الصلبة التي ستفشل كل مؤامرة ومخطط ضدنا وضد بلدنا..
القانون اولاً
ويقول فاضل عبد القادر: املنا كبير بمشروع المصالحة
الوطنية وبصراحة فان الامريكان يتحملون الجزء الكبير من
مسؤولية الاوضاع المتردية التي اضطرتنا الى ترك العراق..
فهل الديمقراطية تعني غياب القانون وضياع هيبة الدولة؟ لذا
فان أي مشروع لكي ينجح يتطلب ان يعمل الجميع على احترام
القانون وقرارات الدولة خاصة في ما يتعلق بتجريد
الميليشيات من السلاح الذي يجب ان يبقى بيد اجهزة مسؤولة
ومختصة..
لننظر الى اوضاعنا نحن العراقيين في سوريا فمع كل
اختلافاتنا في وجهات النظر حيث هنالك الشيوعي والقومي
وتيارات دينية مختلفة لكننا نناقش ونختلف بسعة صدر من دون
ان يصل الامر الى القطيعة. لذا فمشكلتنا ليست في عموم
المواطنين ولكن في اختلاف عدد من قياديي التيارات السياسية
ومحاولتهم اثارة عواطف عامة الناس.
المهم ان مشروع المصالحة الوطنية بارقة امل لكل العراقيين
وصمام امان مستقبلنا.
|