حامد
السعدي: صوت صادح في فتوحات المقام العراقي
بغداد/جمال العطوي
في صباه استيقظ
فكره على قراءة لقصيدة خماسية بصوت القارئ المرحوم يوسف
عمر، مؤدياً مقام المنصوري فيها.. فسرج فرسه، ومكث في
الساحة وعندها قرر أن يولج كيانه في هذا المعترك، حيث
الفروسية والحماس والبطولة.
في خياله صرح من البطولة والتحدي منذ صباه. فقد اراد لشخصه
أن يكون بطلاً.. فنسج من جسمه عضلاً مفتولاً، وساعداً قوياً..
فأصبح الفتى الفارس الذي يعيش في طقوس معارك الماضي العتيق.
هزه شعر الحماس.. وأسس في ذهنه مكتبة للأدب ودواوين الشعر،
وهمّ في حفظ ما يناغم جسمه المفتول. وصوته المعسول.
فإذا به يصدح بالأوتار.. ويؤذن بالأذكار. ويقرأ ما سمعه
وما علمه.. وما شخصه وما حلله.. يتلو الشعر القريض، ويفصح
في أدائه.. وينغم تارة بـ(بتايته).. وبـ(عربته) أخرى..
فيسبح في أمواج المقام العراقي.. ونغرق نحن فيه.. "هلة هلة.
يا حجي حامد.. هله هله".
المقام وبحور الأنغام.. كتاب كبير.. لقارئ وخبير.. تجد فيه
دراسة تحليلية شاملة لغناء المقامات العراقية.. موضحاً ذلك
بالنوتة الموسيقية.. مستعرضاً النصوص الشعرية.. والزهيريات..
للمقامات والبستات والأبوذيات.
لا يتيه القارئ هنا في خريطة الحاج حامد السعدي أبداً. بل
سيعلم إن تصنيف الفصول، هو للاستدلال على طريقة القراءة..
أما المقامات.. فقد قسمها كما يجب، مبيناً بذلك الأصول
فيها والفروع.وباعتقادي.. إن هذا الكتاب صالح لأن يكون
مصدراً للتدريس، وايضاً كمنهج للجامعات والمعاهد الموسيقية
بما يفيض من اختصاص.
إن الحاج حامد السعدي أشبه بالحمام الذي يعشش في مرقد
الشيخ عبد القادر الكيلاني.. فذاكرته مليئة بالأذكار
والمقامات.. وعندما فرد جناحيه.. طار..
فقد طار في سماء بلاده.. والبلاد المجاورة، حتى حط زاجله
في بلاد الإنكليز البعيدة.
وحينها.. غربت شمس بلادهم إجلالاً للمقام العراقي وعندها
صاح بالبنجكاه في
Kinizigton Town Hall
بقصيدة الكاظمي.. ليلكم
ايها الكرام سعيد
طاب فيه المسموع والمشهود
في لندن.. يقولون عن فرقة اسمها / انغام الرافدين.. يقولون
"هنالك جالغي بغدادي.. كانوا قد وضعوا شبكة صياد السمك على
جرّاوياتهم..
فذكرونا بـ"كوديا" الملهم.
طه غريب.. سألته فأجاب:
أحب العمل الجماعي وأؤمن به ولم أعمل بمفردي لذلك اجتمعنا
نحن نخبة من قراء مقام وموسيقيين وهذا يحصل لأول مرة
فأصبحت لدينا فرقة من خمسة أشخاص.. ولكننا في الصيغة عشرة.
|