مواليد
التسعينيات الأكثر فشلا في الزواج في بابل ..
العامل المادي وغياب الارشاد وعدم التوافق وراء تزايد
حالات الطلاق
بابل
/مكتب المدى
6771حالة زواج لغاية الشهر الثامن يقابلها 2000 حالة طلاق
.
أمام القاضي وفي غرفة
الباحثة الاجتماعية وفي ممرات المحكمة تزدحم العشرات من
النسوة تغطي الدهشة والذهول وجوههن وهن ينتظرن دورهن
ليصبحن مطلقات هذه الكلمة التي لا يستسيغها المجتمع
العراقي ولكنها أصبحت الأكثر تداولاً حيث وصلت حالات
الطلاق إلى آلاف الحالات في محافظة بابل وتستطيع ان ترى
وبوضوح خلال زيارتك الى محكمة الاحوال الشخصية حجم هذه
الكارثة التي يزداد يوما بعد اخر احيانا فنجد انفسنا في
خضم نزاعات اسرية وصراعات في عائلة واحدة يمكن تداركها
وحلها خاصة اذا ما تحلى الجميع بالهدوء والكياسة وحسن
النية غير ان الذي يحدث في كثير من الاحيان هو تسيد
العصبية حينها يكون الحكم الفصل عندها يكون الطلاق الذي هو
ابغض الحلال عند الله اذ تتحول العلاقة الزوجية المقدسة
الى خصامات وعداوات واتهامات متبادلة تفضي الى الندم .
انا اعرف العديد ممن اختار هذا الطريق وتمنى الف مرة لو
انه لم يكن متسرعا في اتخاذ هذا القرار الذي فرق عائلة
ودمر اسرة كان يمكن ان تكون في احسن حال فالكل عرضة لان
يقع في مطبات ومشاكل عائلية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي
يمر بها البلد غير ان الحكمة تتطلب من الانسان ان يكون
متسامحا ومرناً وسهلاً في تجاوز كل اشكال الاختلاف خاصة مع
اقرب انسانة له ولكن اختيار الطلاق كسبيل وحيد لحل
الخصامات جعل المحاكم تكتظ بعشرات الازواج والزوجات ومعهم
البعض من ذويهم يريدون اتمام عملية الطلاق .
جحيم لا يطاق
يقول ميثم لطيف وهو شاب في العشرين من العمر تزوجت قبل
اشهر ولا يمكن ان تستمر حياتي بهذه الطريقة وخير لي ولها
ان نفترق وحين سألناه عن الاسباب قال بالحرف الواحد كلها
اسباب كافية لجعل حياتي بجانبها جحيماً.
والد الفتاة المطلقة كان هو الاخر في حالة استياء وتحدث
لنا لاعناً البطالة واعتماد اكثر الازواج على الاهل مضيفاً
انه حاول من جانبه ان يقدم ما هو مستطاع الا ان ذلك كان
غير كاف.
القاضي حسن احمد قال اننا لانشجع على الطلاق ولكننا امام
حالات كثيرة يتم الطلاق فيها خارج المحكمة اما اكثر
الحالات فنقوم بردها ونحاول في كثير من الاحيان بذل
المساعي الصادقة باصلاح ذات البين وعن اسباب الطلاق قال
السيد القاضي انها مختلفة لكن عدم التكافؤ والبطالة وعدم
وجود ثقة متبادلة اضافة الى ان الزواج المبني على قاعدة
هشة لا يدوم .
الباحثة
الاجتماعية
غرفة الباحثة الاجتماعية تزدحم بالعديد من النسوة يتلقين
النصائح بهدوء وروية من السيدة ماجدة عبد عباس كانت تهتم
بقضية كل واحدة توجه وتنصح ثم تحدثت الينا قائلة ان الباحث
الاجتماعي في دول العالم المتقدمة لديه مكاتب خارجية يؤدي
عمله من خلالها بطريقة مثالية واكثر فعالية في تحجيم هذه
الظاهرة وحسب علمي فان ظاهرة الطلاق اصبحت مشكلة حيث
تجاوزت الفي حالة في النصف الاول من السنة وكما ترى فهي لا
تنقطع يومياً وما يهمني هو ان حالات الطلاق لها اثار كبيرة
على المرأة خاصة في مجتمعنا اضافة الى تأثيره الكبير على
الاطفال حيث سيكون اكثرهم ضحية للتشرد والانحراف والضياع .
ومهما بذلنا من جهد يبقى ناقصا من دون تعاون اصحاب الشأن
من اهل الزوج والزوجة اضافة الى القاضي والمحامي اذ ان
المشكلة اكبر مما نتصور وعلينا ان نلاحظ التبعات. وأضافت
الباحثة الاجتماعية مؤكدة حصول زيجات آنية ومتسرعة خاضعة
للمزاجية والعاطفة .وكثيراً ما تتم الاتفاقات بين
العائلتين وتفرض لاحقا على البنت والولد .ولا يخفى بان
التحسن الاقتصادي الملحوظ ووجود جهات داعمة للزواج والبيع
بالآجل كلها عوامل مشجعة على الزواج .وهذه الأسباب توضح
اعتباطية الاتفاق الذي يؤدي إلى اختلافات واضحة بعد الأيام
الأولى للزواج ويمكن معرفة الإقبال على الزواج من خلال
إحصائية دقيقة منذ بداية السنة وحتى الأسبوع الأول من آب
،حيث بلغت حالات الزواج 6771 حالة يقابلها 2000 حالة طلاق
والرقم الأخير مرعب ويكفي وحده إيضاح ما ستكون عليه
العائلة مستقبلاً وتأثير ذلك على الأطفال .
وما هي برأيك الحلول المناسبة ؟ لا نستطيع وضع حلول وضوابط
لأنها خاصة بالعائلة العراقية الخاضعة لعلاقات عشائرية
،الحل الوحيد يكمن في الوعي الثقافي الوحيد القادر على
إيقاف الدمار الخفي في روح العائلة العراقية ،كما اعتقد
بان المنظمات النسوية وهي كثيرة جدا قادرة على لعب دور
اجتماعي ثقافي وحتماً سيكون لها تأثير كبير.
مطلقات صغيرات
ثلاث زوجات صغيرات جلسن متجاورات في ممر الانتظار سألنا
احداهن ن.ص عن اسباب طلاقها فانبرت الام متحدثة نيابة عنها
(الفقر وعدم اشتغال الزوج العاطل عن العمل جعل حياة ابنتي
صعبة حتى على الكافر كما انه يضربها كل مرة فهو يدخن ويسهر
لكنه يطلب مصروفاً من والدته .وما ابنتي سوى خادمة هذا كل
دورها حتى ان والدها يشتري لها الملابس فما واجب الزوج
واهله؟)
المحامي حسن نايف
رداً على الاتهامات الموجهة لهم بأنهم يصبون الزيت على
النار قال احد المحامين حين تأتيني دعوة تفريق الى مكتبي
اوجه النصائح اولاً للطرفين وافهم الزوج بان ذلك ابغض
الحلال عند الله واذا كان هناك اطفال اخبر الزوج بكل صراحة
عن المصير الذي سينتهون اليه اضافة الى ما يجهله بحقوق
المرأة في الطلاق التعسفي وفق القانون والمهر المؤجل وحين
سالناه عن النفقة اجابنا انها تحتسب حسب راتب الزوج وحسب
الشهود الذين تقدمهم الزوجة
لكل قاعدة شواذ
اما ما ذكرت من ان بعض المحامين يصبون الزيت على نار
الخلافات الزوجية فأود ان اقول لكل قاعدة شواذ ولكن اغلب
زملائنا وزميلاتنا يبذلون قصارى جهودهم في اصلاح ذات البين
اضف الى ذلك ان المراجع هو الذي يختار المحامي لقضيته
وعندما يتحقق الصلح يتسلم المحامي اتعابه بيسر وتأكد بان
المحامي مهما فعل فلا يستطيع اصلاح ما فسد في حال لم يكن
كل من الزوجين يمتلك القدرة على البدء من جديد .
اننا بحاجة الى ثقافة اسرية تدعم الزواج وتبين الظواهر
السلبية التي تنتج عن الطلاق وان تاخذ عائلة الزوج والزوجة
الدور الايجابي المساعد في تعزيز الزواج واستقراره. |