لماذا اختفت الجمعية الوطنية لرعاية اليافعين والأحداث؟
 

بغداد /المدى
ما تبقى من وثائق وارشيف الجمعية الوطنية لرعاية اليافعين والاحداث في العراق، يسرد علينا حكاية تلاشي احدى المنظمات غير الحكومية ذات الدور الوظيفي المهم في المجتمع العراقي لان هذه المنظمة معنية برعاية شريحة مهمة من المجتمع (الاحداث واليافعين بين سن العاشرة والرابعة عشرة).
مؤسسها الاستاذ ابو انيس مثقف عراقي أراد ان يسهم في حركة المجتمع المدني العراقي، فسعى ومعه نخبة خيرة من المثقفين الى انشاء هذه المنظمة الانسانية ولكن هذه النخبة واجهت من الفوضى والاهمال ما لم تستطع معه الاستمرار في مشروعها الانساني.
(المدى) التقت رئيس الجمعية ومؤسسها لتقف على تجربتها في الولادة و(السقوط) او التنحي، او.. الخ.. وما استطاعت ان تقدمه لليافعين والاحداث.
إذ قال: (ان الجمعية تأسست في نهاية عام 2003 من مجموعة من اكاديميين وفنانين ومثقفين في بغداد بهدف تقديم المعونة والمساعدة لليافعين والاحداث وايجاد افضل الوسائل لرعايتهم، خاصة الايتام منهم والمشردين وابناء ضحايا النظام السابق، من خلال انشاء مراكز للايواء ووسائل التعليم، واعادة المتسربين منهم للدراسة، والوقوف على الاسباب التي دفعتهم الى الشوارع، وعن سبب اهتمام الجمعية بهذه الشريحة قال: لانهم يمثلون الشريحة الاكبر والاخطر، فالاطفال لهم منظمات وكذلك ذوو الاحتياجات الخاصة والمسنين والنساء.
واضاف: لقد قمنا باجراء بحث ميداني حول تناول الاحداث للمسكرات والمخدرات ومقارنتها مع بعض الدول المجاورة، واخترنا عينات عشوائية من بغداد مثل البتاويين و(ابو سفين)، ووجدنا اطفالا يمارسون بيع الحبوب المهلوسة والمسكرات وآخرين يعملون لدى مومسات ولدى سماسرة البغاء كما وجدنا بعضهم يعمل في مهن شاقة لا تتناسب مع اعمارهم ومقدراتهم الجسدية، وبشكل يتعارض مع قوانين العمل والمواثيق الدولية، كما وجدنا من هرب من دور الدولة للاحداث، وروى لنا حدث انه يعمل لدى شخص يستخدم (40) حدثا وطفلا لمصلحته، وقد وظفهم في اعمال لا تتناسب مع اعمارهم، ولقد حاولنا ايجاد مأوى لـ(22) يافعا تتراوح اعمارهم بين 11-14 واسكناهم بمساعدة فاعل خير ولكنهم وبعد يومين هربوا ليعودوا الى الشارع.
ومن يقرأ النظام الداخلي سيعلم اهمية مثل هذه المنظمة غير الحكومية التي فشلت بسبب الظرف العام للبلد وعدم استقراره، فقد جاء في المبادئ العامة لها ان الجمعية تشكيل مدني انساني تربوي اجتماعي يسعى الى توجيه اليافعين والاحداث نحو الطريق القويم وايجاد علامات ودلالات ترشدهم اليه.
وهي لا تعنى بالسياسة وغير مؤدلجة لحساب حزب او تجمع سياسي ولا طائفة او مذهب محدد ولا لدين دون اخر بل تعتمد الانفتاح الانساني، بما فيه من مودة ومحبة واخلاق، وسلوك وتربية والفة وتسامح ومساواة وعدالة. وهي ترفض العنصرية والطائفية في عملها ومنهجها، وتدعو الى الحوار.
أما عن اسباب فشل مشروع الجمعية هذا فقال: ان الظرف العام في البلد لم يتح لنا الحصول على الدعم المالي المناسب لاستمرار انشطة الجمعية وما استطعنا جمعه من تبرعات من الخيرين من العراقيين انفقناه في دفع اجور المقر واقامة المهرجانات الرياضية والثقافية في حي الزهور، اضافة الى تدريب الطلبة على الكومبيوتر وواجهنا صعوبة الاستمرار من دون الدعم المالي، ولهذا قررت الهيأة الادارية للجمعية تعليق نشاطها حتى تتحسن الاوضاع في البلد.

الاستقلالية المفقودة!

علي ياسين

منذ تشكيل الحكومات المؤقتة وحتى تشكيل حكومة السيد نوري المالكي الدائمة، وبرغم ان لكل واحدة منها برنامجا كانت تتحدث به ظل يملأ اسماع المواطنين المتطلعين الى أية بارقة امل تلوح في افق حياتهم المثقلة بجرائم الارهاب وانعدام الخدمات وشرور سرطان الفساد.

منذ تشكيل الحكومات المؤقتة وحتى تشكيل حكومة السيد نوري المالكي الدائمة، وبرغم ان لكل واحدة منها برنامجا كانت تتحدث به ظل يملأ اسماع المواطنين المتطلعين الى أية بارقة امل تلوح في افق حياتهم المثقلة بجرائم الارهاب وانعدام الخدمات وشرور سرطان الفساد.
برامج وخطط ومشاريع ظلت الى الان مجرد أمانٍ واحلام على ارض واقعنا المتفجر والمحترم ولم ير المتمنون والحالمون المغلوبون على امور حياتهم، غير مزيد من الازمات المتصلة، تعتريهم خناقا ونفاد صبر وهجرة الى ملاذات خارج الحدود.
الحكومات المنتهية ولاياتها والحكومات الحالية، كلها تحدثت من خلال برامجها، عن قضايانا وملفاتها الساخنة، والمهمة، كالتنمية ومكافحة الفقر في بلاد الذهب الاسود!، ومعالجة خلايا سرطان الفساد المستشري بمؤسسات الدولة، والقضاء على خطر البطالة، القضايا كثيرة ومشاريع المعالجة اكثر منها، ولم تكن محاربة الارهاب ومكافحته اخرها، انها بلا شك مطالب شعبية، وتعرف الحكومات انها ملزمة بتحقيقها لان ذلك يعني انها تمس حياة المواطنين تماساً مباشراً ومؤثراً، ومن ثم تخلق جوا من الثقة والصدقية بين الحاكم والمحكوم، هذه العلاقة المفقودة بين الاثنين منذ اكثر من ثلاثة عقود، اخذ الثاني يتطلع اليها منذ اللحظات الاولى لسقوط صنم السلطة المنهارة، لكن البوصلة ما زالت تبحث دائبة عن اتجاه خطط التنفيذ الواقعية والعملية، واذا تحققت خطوة هنا، واخرى هناك، فهذا يعني اننا يجب ان نتقدم الى خطوات اخرى مدروسة ومحققة لنتائج ايجابية على الارض.
ان السبب الرئيس في تباطؤ تنفيذ البرامج والتعثر في نقل خطواتنا الى الامام، هو بروز ظاهرة تسييس مؤسسات الدولة بين احزاب مؤقتة واخرى اثرت البقاء خارج هذه اللعبة، من هنا تقع على مسؤولية الحكومة وكذلك البرلمان، فصل هذه المؤسسات عن سلطات تلك الاحزاب وفك هذا الارتباط المعرقل لكثير من خطط وتنفيذ البرامج، لانه لا يمكننا ان نتحدث عن تنمية شاملة وفاعلة، تشترك فيها جميع مكونات المجتمع العراقي، وبخاصة مشاركة القدرات العلمية الكفوءة والنزيهة من دون النظر الى الولاءات الحزبية او العرقية او الدينية والمذهبية.
إن هذه الاستقلالية المفقودة الان هي التي ستقود بوصلة الوطن الى الاتجاه التنموي الصحيح اقتصادياً واجتماعيا وسياسياً، فعلى سبيل المثال، لا يمكن لنا ان نكافح الارهاب والفساد، من دون الحاجة الى وجود سلطة قضائية مستقلة وقوية، تستمد قوتها من مرجعية الدستور، هذا الى جانب مؤسسات الدولة الاخرى.
للمواطن على الحكومة، استحقاقات خدمية وامنية وتنموية، لا يمكن تحقيقها الا في ظل قيام دولة المؤسسات القائمة على مرجعية قانونية ومدنية وحقوق انسانسة وهذه ان تحققت، آجلا ام عاجلاً ستلتقي مع مصالح واماني الشعب التي طال انتظارها..!

جمعية الأمل العراقية ومبادرة حرية المنظمات غير الحكومية .. دعوة للاستقلالية وتأكيد شفافية العمل
 

بغداد /المدى
استعدت جمعية الأمل العراقية، ومنذ شهر آذار لدعوة عدد من المنظمات غير الحكومية، لإعداد أفكار مسودة قانون عمل المنظمات غير الحكومية، بما يخدم وجودها وأداءها، ويكون بديلا لمسودة القانون الذي تم طرحه من قبل وزارة المجتمع المدني ، تشكلت على اثرها لجنة تحضيرية لهذه المبادرة ضمت عشر منظمات غير حكومية.

واتسمت المشاركات بأنها كانت فعالة ومتميزة. للوصول الى أفكار لمسودة قانون، ينظم العلاقة بين المنظمات والحكومة ودار نقاش معمق حول كيفية الوصول الى كتابة مسودة تمنح المنظمات الحرية في العمل والأداء الأفضل.
من أهم المواضيع التي تناولتها اجتماعات اللجان المختلفة الاختصاص وهي:
1-التمسك بقوة بالمادة 42/اولاً من الدستور التي تنص على " تحرص الدولة على تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني، ودعمها وتطويرها واستقلاليتها.
2-اطلاق حملة اعلامية للتصدي لمشروع القانون المطروح من قبل وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني.
3-الشراكة هي اساس العلاقة بين المنظمات غير الحكومية والحكومة.
4-الاستعانة بقوانين دول أخرى تمتلك خبرة أكبر في مجال عمل المنظمات للاستفادة منها، ولتجنب الوقوع في الاخطاء.
5-التاكيد على مبدأ الشفافية في العمل المشترك بين المنظمات المشاركة في المبادرة.
6-ضرورة وضع آليات واضحة لتأسيس المنظمات غير الحكومية، تشتمل على تبيان أهداف المنظمة ونظامها الداخلي، وجهة تسجيل المنظمة رسمياً.
7-جرى إعداد مسودة ورقة "مسببات وقواعد إعداد مسودة قانون المنظمات غير الحكومية"، من قبل مجموعة من المختصين والقانونيين.
8-اتفق المشاركون على اطلاق اسم مبادرة حرية المنظمات في العراق على حملتهم ونشاطهم.
9-تشكيل لجان متنوعة، وعلى أساس طوعي لتسهيل العمل وجعله أكثر تشاركياً.
10-قامت المجموعة بالاتصال مع عدد من المؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية، بغية التنسيق معهم بشأن مسودة القانون، وكسب تأييدهم لحرية واستقلالية نشاط المنظمات غير الحكومية، مثل وزارة حقوق الإنسان، والمفوضية المستقلة للنزاهة، ومكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI)، ومكتب الأمم المتحدة لخدمة المشاريع في العراق (UNOPS)، إضافة لمشاركة لجنة تنسيق المنظمات غير الحكومية في العراق (NCCI).

في مناطق محددة .. عودة حذرة إلى معاهد الرشاقة النسائية

بغداد/صافي الياسري
المرأة مهووسة بكل ما من شانه ان يمنحها مسحة جمال، كما انها تهوى تقليد نجمات السينما والمطربات فهي تتردد على معاهد الترشيق والقاعات الرياضية وتتبع برامج وريجيما قاسيا للحصول على قوام جميل.

يقول هاشم الدباغ صاحب قاعة لكمال الاجسام في العامرية: ارتبطت تلك المعاهد باللجنة الاولمبية حيث كان المشرفون عليها واصحابها تربطهم بعدي علاقات حميمة لان افتتاح مثل تلك المعاهد يتطلب موافقة من امبراطورية عدي الرياضية، كي نعمل وفق اهوائه ومزاجياته.
وقد كان يتدخل في عمل تلك المراكز بشكل مباشر وفيما لو حصل واشتركت في دورات احد المعاهد (حسناء) فان الدنيا تقوم ولا تقعد الا حين ترضخ تلك الحسناء وبشتى الطرق لرغبات الاستاذ، لذا عرفت معظم النساء عن الاشتراك في تلك الدورات، ويضيف الدباغ: كانت تلك المعاهد اشبه بالاوكار التي تعقد فيها صفقات مريبة ويمكنك التأكد مما اقول وذكر احد المعاهد التي تتوسط العاصمة، ومن المعروف ان هذا المعهد كان نجم الاعلانات عبر شاشة T.V الشباب، وبالفعل ذهبت الى هذا المعهد لاستطلاع الواقع، وحين علم مدير المعهد انني صحفي تذمر علنا وقال: لقد ضقت ذرعا بالصحافة وتهويلاتها المستمرة فهي تعمل من الحبة الصغيرة (كبة) كبيرة، قلت هون عليك فقد جئت لا تعرف على آلية عمل المعهد واسعار الاشتراك ومدى الاقبال على الدورات التي تقيمونها.
عندها هدأ وتنفس الصعداء ثم قال: انهم يشككون بعملنا ونزاهتنا ودائما اصابع الاتهام موجهة الينا على اعتبار ان معاهد الترشيق كانت تحت اشراف عدي وازلامه، وما الضير في ذلك فما كان بالامس لم يعد موجودا اليوم.
*وما الوضع الان في عمل المعاهد؟
-يجب الاشارة الى ان عدد المشتركات في دورات المعهد لا بأس به برغم ارتفاع الاسعار، ذلك ان رغبة المرأة في الترشيق حافز قوي لها على الاشتراك في دوراتنا اضافة الى وقت الفراغ الطويل الذي تعاني منه كما ان معظم المرافق الترفيهية اغلقت ابوابها لتحولها الى ثكنة عسكرية او انها تلقت انذارا بالاخلاء.
*ارى ان الملاك يقتصر على الرجال في حين ان المشتركات من النساء فقط؟
-نحن نعيش في اجواء الحرية وكل حسب اهوائه، وما دمنا لا نلاقي امتعاضا، او رفضا من قبل المشتركات ويضاف الى ذلك ان الملاك الرجالي اكثر كفاءة وخبرة في تمارين الرشاقة.
*ارى ان معظم المشتركات لا تتجاوز اعمارهن الـ25 سنة؟
-اود ان اقول ان اللواتي يبحثن عن الاناقة والرشاقة هن من الشابات اللاتي تتراوح اعمارهن بين 17و33 ومن الطبيعي ان يشهد المعهد اقبالا من تلك الاعمار.
*وما تأثير الوضع الامني على عملكم؟
-لقد غيرنا الجدول الزمني للدورات وساعات الدوام وبذلك مكنا المشتركات من الوصول الى معهدنا بأمان.
أغادر ذلك المعهد لالتقي بمدير معهد آخر في ساحة ميسلون الذي لم يفصح هو الاخر عن اسمه وطلب عدم ذكر اسم المعهد وقد قال: انتشرت مؤخرا ظاهرة افتتاح معاهد الترشيق والتجميل وكانت سابقا اقل عددا.
*كم هي كلفة الدورة الواحدة في المعهد؟
-لا يوجد سعر ثابت او محدد ولكن رغبة الزبونة هي التي تحدد السعر فالتي ترغب في الاشتراك مدة شهر يتوجب عليها دفع مبلغ يتراوح بين 50و 100 الف دينار.
*وهل تحقق تلك الدورات نتائج ايجابية؟
-طبعا نتيجة تكثيف التمارين الرياضية التي تؤدي الى حرق السعرات الحرارية وبالتالي تخفيض الوزن وازالة الشحوم والترهلات الدهنية في الجسم يضاف الى ذلك جدول الريجيم الذي يضعه المختص حتى يتناسب والوضع الصحي للمشتركة، وفيما يتعدى ذلك ترتفع تكاليف الاشتراك في الدورات الاخرى طويلة الامد فتصل احيانا كثيرة لاكثر من 500 الف دينار.
في شارع فلسطين يتوسط حي المستنصرية منزل يطل على شارع متفرع من الشارع الرئيس في المنطقة علقت عليه لافتة كتب عليها: معهد للرشاقة والتجميل وقد استقبلتنا صاحبته فريال محمد الدهاي بحفاوة بالغة، وقد وجدت انها حرصت على ان يستوفي معهدها كل الشروط التي تؤمن احتياجات المرأة من حيث الملاك النسوي والاجهزة الطبية والرياضية الحديثة، وكذلك اعتدال الاسعار.
وتضيف السيدة فريال: تقضي نسوة الحي اوقات فراغهن في التمارين الرياضية التي تشرف عليها احدى المدربات هنا وبهذا اكون قد اوجدت للمرأة متنفسا تستطيع من خلاله قضاء اوقات فراغها وثانيا اكتسابها لياقة ورشاقة عالية، وابتعادها عن مجالس النفاق والاشاعات التي تسود مجالس النساء، وحاولت جاهدة ان يكون المعهد الذي اديره مختلفا تماما عن بقية المعاهد من حيث الخدمة والاسلوب.