استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

حمامات السوق في الموصل .. مهـــــــــــنة مازالت تقاوم أسباب انحسارها
 

الموصل /أصوات العراق

للحمامات الشعبية العامة التي يطلق عليها "حمامات السوق" تاريخ طويل في مدينة الموصل يعود الى عشرات السنين ، ولكن عدد هذه الحمامات إنحسر الى حد كبير مع تطور نمط الحياة وإنتشار السخانات الكهربائية في المنازل..ومع ذلك فمازالت الطبقات الشعبية والمتوسطة تلجأ اليها وخاصة في المناسبات الخاصة جدا مثل الزفاف والطهور وغيرهما..
وهناك أسباب إضافية جديدة ساهمت في تقلص عدد زبائن هذه الحمامات وهى الظروف الامنية الصعبة التي يمر بها العراق حيث صارت بعض الهجمات المسلحة تستهدف مواكب الاحتفالات بالاعراس وغيرها في بعض الاحيان..
وتتميز حمامات السوق بطراز معماري معين تغلب عليه الاقواس والدهاليز بالاضافة الى السقوف الملونة ..وفي أحد هذه الحمامات المخصص للنساء كانت تفوح روائح انواع فاخرة من العطور والصابون ومستحضرات غسول الشعر والجسم..بينما وضعت على دكات الحمام سلال من القش فيها انوع مختلفة من الصابون اشهرها ما يعرف ب(صابون حلب) الذي لايستغنى عنه مهما زادت وتنوعت اسماء والوان واحجام الصابون الموجودة..
وبالرغم من حرارة الجو الا ان ابخرة الماء الساخن كانت تتصاعد من عدة احواض في الحمام..وفي احد اركان الحمام وقفت الحاجة ام السعد امام موقد بدائي ،يشبه الى حد كبير مواقد المقاهي الشعبية ، تراقب اباريق الشاي الذي كان يقترب من نضوجه على نار هادئة جدا.. تنوعت اباريق ام السعد التي وقفت منهمكة في عملها بإنتظار من يناديها طلبا للشاي..
تدخل الموصليات الى الحمامات في جماعات وخصوصا اذا كانت هناك مناسبة وفي يد كل منهن حقيبة بها ملابسها ومناشفها وما تحتاج اليه من لوازم في الحمام كالليفة وكيس التدليك وغيرهما.. كما يجلبن معهن سلال الفاكهة المختلفة حسب موسمها..وفي اغلب حمامات النساء هناك باحة مقسمة على شكل غرف مكشوفة السقف تتخذ مكانا لتغيير الملابس..
تقول ام محمد وهى واحدة من العاملات في الحمام كانت تدور كالنحلة بين احواض الغسيل وسلال الصابون تجمع المناشف والخاوليات (الفوط) المبللة .." اعمل منذ عشرين عاما في هذا الحمام لم اتركه الا في ايام المرض وقصف الطائرات الامريكية ..اعمل كل مايطلب مني في الحمام كذلك البي طلبات النساء في وضع الحنة على الشعر او التدليك او صب الماء وغيرها من الاعمال.."
وتشير الى انها تحصل على اكرامية من الزبونات اضافة الى اجرها اليومي من صاحبة الحمام.
وهنا ..طلبت قريبة لإحدى العرائس بالحمام من ام محمد استبدال شريط الكاسيت بشريط آخر مسجل عليه أغاني حمام العروس ، وهى من الاغاني الفولكلورية التي تشتهر بها مدينة الموصل..وسرعان مالبت الطلب وهي تطلق الزغاريد الواحده تلو الاخرى طمعا في اكرامية كبيرة.
على اريكة وثيرة في جانب من الحمام كتب عليه ( الادارة) ، جلست ام يونس وهى إمرأة جاوزت الاربعين من العمر ترتدي ملابس فضفاضة ومزركشة وتضع أمامها صندوقا خاصا باجرة الحمام.. قالت لوكالة انباء (اصوات العراق) المستقلة إنها تشرف على هذا الحمام بينما يشرف زوجها الحاج ابو يونس على حمام الرجال الذي "ورثه عن والده وجده حيث كانوا يجلبون الماء من النهر على ظهر الدواب.."
وتقول "طورنا الحمام اكثر من مرة مع تطور الزمن.. واصبح الماء يأتي ساخنا من السخانات النفطية والكهربائية الى الزبائن . ولدينا خزانات اضافية في حالة انقطاع الماء..والانارة متوفرة باستمرار.."
وتحدثت عن حمام الرجال قائلة " (المدلكجي) و(الحلاق) و (القهوجي) من مميزات حمام الرجال..وفي الافراح والاعراس يتم استئجار الحمام بأكمله لإقامة عرس او اسبوع مولود حديث (حمام السبعة)."
وتابعت "عموما زبائن الحمام من الطبقات الوسطى والطبقات الشعبية ومنهن طالبات الجامعات والموظفات وربات البيوت ..وهناك مثقفات يترددن على الحمام من اجل التعرق وازالة الشحوم بحرارة الحمام كالساونا او تدليك العضلات المشدودة .. عموما في الاعياد يكون دخول الحمام بحجز مسبق."
ومن جانبها ،قالت الحاجة ام نوري احدى العاملات في الحمام بينما كانت ترتب انواع الصابون ومنها (صابون حلب) و (صابون حبة خضرة ) إن "فوائد الحمام كثيرة لانه يخرج الاوجاع والالام التي تصيب المفاصل والعظام ،والذي يرغب بالعلاج عليه البقاء في الحمام ساعات طويلة.."
وهنا حضرت عروس مع اقاربها وصديقاتها ومعهن ملابس الساتان الجديدة وادوات الزينة ابتداء من مشط الخشب مرورا بالحنة وصولا الى الحجر الاسود الذي يستعمل لتدليك كعوب الاقدام.
فرشت احدى اقارب العروس شرشفا ابيض واجلست العروس عليه والجميع يطلق الزغاريد.. اما خالة العروس فأخذت تصف قطع البطيخ والعنب والتفاح في صحون عميقه وضعتها بجانب صينية البقلاوة وتلك التقاليد لابد من اتباعها في الاعراس والمناسبات المفرحة.. كذلك كانت هناك صينية مملوءة بالشموع والبخور وبعض الحلوى المتناثرة بين الشموع ..
قالت ام محمود وهي عمة العروس "لابد من اجتماع نساء عائلتي العروس والعريس في الحمام الذي يسبق ليلة الزفاف ..ولابد للعروس ان تسبح بمعية اهلها واقاربها ليس من اجل الحمام فقط وانما من اجل الاحتفال بهذه المناسبة حيث تردد الاغاني الشعبية الخاصة بهذه المناسبة مع التصفيق وتبادل التهاني والدعوات بديمومة الافراح والمسرات."
"حمام النسوان"..مثل يطلق دائما على الضجيج الذي تحدثه النساء عندما يتكلمن بأصوات عالية في نفس الوقت..ولكن لماذا اختير الحمام كتعبير عن الضجيج؟!!..اجابت السيدة خالدة عبد الوهاب وهي مدرسة اعدادية بقولها:" دردشة النساء او النسوان في كل مكان الا ان الحمام مكان مغلق والصدى يكون واضحا فيه لذلك كان التشبيه بالحمام .. وحماماتنا الشعبية في الموصل لها صدى لدردشة النساء والتي غالبا ما تكون عن الوضع الامني او عن مواضيع اخرى.."
وتضيف "وقد يأخذ الحديث مجرى اخر بحيث هناك من تتم خطبتها في الحمام بعد ان تشاهدها احدى المترددات وتقتنع بها ..وبعد سؤال صاحبة الحمام عن الاصل والفصل والعشيرة تبدأ الحكاية التي تنتهي فصولها بتحديد موعد مع اهل البنت لخطبتها."
ام فراس واحدة من المترددات على الحمام باستمرار وتواظب على الحضور الى الحمام صيفا وشتاء.. تقول " لقد عودتني والدتي على الحضور معها الى الحمام عندما كنت صغيرة وها انا جاوزت الستين من عمري ولم انقطع عن حمام السوق حتى في الحرب."
وتضيف "وبالرغم من وجود حمام كبير في بيتنا اصبح حضوري الى الحمام اكثر من الاول بسبب شحة النفط وازمة الكهرباء حيث تصعب تهيئة وقود للحمام."


ناصر سالم أقدم بائع صحف في البصرة صندوق بريد للأدباء وصديق لهم
 

البصرة/ عبد الحسين الغراوي

لم يعد ناصر سالم- اقدم بائع صحف في البصرة ذلك الكادح الاسمر الذي تركت الشمس اشعتها تقاطيع وجهه وشعره القطني، الذي بدأ رحلة حياته كبائع للصحف منذ عشرات السنين متخذاً من ساحة ام البروم إحدى معالم البصرة التراثية والشعبية ولتسمية هذه الساحة قصة يعرفها ناصر جيداً بانها سميت بام البروم. لان إحدى العوائل البصرية المعروفة آنذاك كانت من اهل الخير تطبخ للفقراء الطعام بواسطة (البروم) وتعني (القدور) الكبيرة وتأتي بها فيها الى الساحة حيث يقدم الطعام للفقراء ومن هنا اطلق عليها ساحة ام البروم أي ساحة ام القدور.. هكذا تشكل ذاكرة ناصر سالم سجلاً زمنياً أو ارشيفاً يختزن الكثير من الاحداث والصور التي مرت عليه كبائع للصحف. اما اليوم فصديقنا ناصر سالم ليس ارشيفاً زمنياً وحسب بل اصبح صديقاً حميماً للمثقفين والادباء والتشكيليين والمصورين ومراسلي الصحف في البصرة، بل ذهبت شهرته الى ابعد من ذلك فالدوائر والاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني إذا ارادت ان تقوم بتنفيذ فعالية أو ندوة أو مهرجان أو ملتقى يضعون لديه بطاقات الدعوة ليقوم بتسليمها وكذلك بالنسبة للادباء اذا ارادوا ان يرسلوا إحدى نتاجاتهم الابداعية الى صحف أو مجلات بغداد وبواسطة مراسيلها فانهم يسلمونها اليه ليقوم بدوره بتسليمها وحتى اعارة الكتب من اديب الى اخر تتم عن طريق ناصر سالم، وعند المساء يلتقي عنده حتى اساتذة الجامعة والمثقفون والفنانون، لان ناصر بعمله هذا يشكل صورة صافية وطيبة للانسان المخلص والاجتماعي والانساني وهو مشوار عمله مع الصحف منذ ساعات الصباح وحتى المساء. والغريب رغم ان بيع الصحف مصدر رزقه الا انه يسمح لبعض اصدقائه تصحف الصحف والمجلات وهذا أسلوب يتبعه بعض الأدباء اذا وجد له نصاً منشوراً اشترى الصحيفة واذا لم يجد يعيدها ليبحث في صحيفة أخرى، وناصر سالم يقضي اغلب وقته يقرأ الصحف واذا سأل احد الادباء عما إذا نشر له نص يخبره قبل ان يسأله أو يحتفظ له بالجريدة حتى يأتي. وحين سألته الا يشكل لك مثل هذا التصرف احراجاً؟ قال.. انا اجد متعة انسانية حين يأتون اليّ لان هذه الطبقة المثقفة هي مرآة المجتمع وروح تحضره ومصدر إبداعه، لان البلد ينهض بمثقفيه وأدبائه وشخصياته الادبية والفكرية والانسانية لانهم رموز للابداع والعطاء ورعايتهم والاهتمام به مصدر حب لهم، لانهم نواة خيرة وطيبة وتراثهم الروائي والقصصي والمسرحي والنقدي التشكيلي هو ثروة أبداعية من ثروات العراق الذي يحتضنهم ويرعاهم ثم سالته عن ابرز الشخصيات الادبية والثقافية والفكرية التي تتواجد معه قرب مكان بيعه الصحف والمجلات: ابتسم كعادته وقال بصوت ممزوج بخجله لكنه وجد هنا متنفساً لحبه لهذه الرموز الثقافية الابداعية وذكر بعضهم- محمد عبد الوهاب، حسين عبد اللطيف، محمد خضير، د. لؤي حمزة القاص والاستاذ الجامعي حميد مجيد مال الله، عبد الله حسين جلاب، مصطفى حميد جاسم، نجاح الجبيلي، رمزي حسن، مجيد الموسوي، كريم جخيور، رياض عبد الواحد، المحررون في الصحف البصرية، ومنهم المتقاعدون القدامى.
بل ان ناصر سالم- يقوم بتوزيع بعض الصحف التي تصدر وتوزع مجاناً كصحيفة (مداد) التي يصدرها قسم الأعلام بجامعة البصرة وصحف أخرى.. وناصر لم يكتف بكل هذه الامور المتحمس لها انطلاقاً من حبه للثقافة والادب والابداع يذكر زبائنه من قراء صحفه ومجلاته، بل يخبرهم ان المؤسسة الفلانية، ستقوم بعقد ندوة أو نشاط ثقافي أو وطني ويحدد لهم المكان والزمان وهذا العمل الطوعي لصديقنا اقدم بائع صحف في البصرة ناصر سالم، ترك له مكانة محبة واحترام في قلوب الجميع.


الوشم يسبب أمراض الحساسية الجلدية
 

برلين: أفادت دراسة حديثة أن بعض الأشخاص الذين يميلون إلى رسم الحناء أو ما يعرف بالوشم في وجوههم أو أيديهم أكثر عرضة لأمراض الحساسية والالتهاب، وفقاً لما أشارت إليه شركة التأمين على الصحة التي مقرها مدينة هانوفر الألمانية.
ويرجع ذلك نظراً لوجود مادة كيمائية تضاف إلى الوشم فتسبب مرض الحكة الجلدي والحساسية، وحتى بعد شهور من إختفاء الالتهاب قد يترك الوشم أيضا علامة بيضاء على الجلد.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة