تقارير المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

في العيد الستين لتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني .. المكتب السياسي: اصبحت كردستان ملاذاً آمناً لجميع المناضلين العراقيين
 

 كتب: محرر الشؤون السياسية

شهد اقليم كردستان ابتداء من يوم امس الاربعاء السادس عشر من ايلول احتفالات شعبية ورسمية لمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني قضاها مناضلوه في النضال الدؤوب ضد الاستبداد واستلاب الحريات والقمع والارهاب على اوسع نطاق.
وجاء في بيان المكتب السياسي للحزب بهذه المناسبة: ان ميلاد الحزب الديمقراطي الكردستاني في السادس عشر من ايلول عام 1946 برئاسة بارزاني مصطفى يعد حدثاً مهماً في تاريخ الشعب الكردي الذي غدرت به المؤامرات والاتفاقات والمعاهدات الدولية في القرن الماضي وانعطافاً وتحولاً نوعياً على مسار الحركة التحررية التي ناضلت بالاساليب الممكنة لايجاد الحل السياسي الديمقراطي لقضية الشعب الكردي الذي تعرض جراءها إلى الكثير من المآسي والويلات والحرمان.
واكد البيان بالقول: واذ يحتفل حزبنا ومعه جماهير شعب كردستان والاحزاب الحليفة والمؤتلفة معه في برلمان وحكومة اقليم كردستان إلى جانب القوى والأوساط السياسية والشخصيات الاجتماعية الصديقة على صعيد العراق وكذلك الاشقاء في الاجزاء الاخرى من كردستان يجد نفسه مفعماً اكثر من أي وقت مضى بالمزيد من الحيوية والفاعلية والعزم الاكيد والارادة القوية وروح التجدد والعطاء على طريق بلوغ التطلعات القومية الكردية المشروعة التي جاء تأسيسه من اجلها اصلاً وفي سبيل الديمقراطية للعراق وتطبيق الديمقراطية والفدرالية والتعددية والبرلمانية كسمة وطابع لنظام الحكم في العراق الجديد وبالشكل الذي اقره الدستور الدائم.
من جهة اخرى نشرت الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني الزميلة (التآخي) التي تصدر في بغداد على صدر صفحتها الاولى امس صورة كبيرة لمؤسس الحزب الراحل مصطفى بارزاني ومقالاً افتتاحياً بقلم رئيس تحرير الجريدة د. بدرخان السندي جاء فيه - اما على صعيد العراق فقد بارك الحزب عملية النضال السياسي المشترك وكان دوماً يقف إلى جانب الحركة التحررية النضالية العراقية معبراً عن ذلك سواء من خلال ادبياته العديدة ام من خلال اسهاماته النضالية في المسيرات والمظاهرات الشعبية النقدية الجريئة في الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي فضلاً عن احتواء الثورة الكردية في ايلول عام 1961 الباسلة لكل من لجأ إليها من المناضلين العرب ممن كانت النظم العراقية تحاول البطش بهم فقدمت كردستان وبأمر القائد الراحل بارزاني الملاذ الآمن للعديد من المنأضلين العراقيين الاحرار.
بعد كل هذه العقود من عمر الحزب الديمقراطي الكردستاني خبر الحزب انظمة وحكومات تعد بالعشرات من الملكية إلى الجمهورية ومن انظمة عسكرية إلى نظام الحزب الواحد وبعد توالي جيلين كاملين على تأسيسه وهما الجيل المؤسس والجيل الذي لا يتعدى عمره نصف عمر الحزب.. وبعد ان مارس مختلف صنوف الكفاح العسكري والسياسي والجماهيري السري والعلني وقدم الآلاف من الشهداء وحرر مناطق ادارها تموينياً وتربوياً وادارياً وافتتح مدارس لكوادره وانخرط في الجبهات والتحالفات الوطنية ومارس النضال من المهجر إلى جانب العمق الكردستاني والداخلي ولجأ مؤسسه الراحل مصطفى بارزاني إلى الاتحاد السوفيتي ومكث هناك احد عشر عاماً ثم عاد إلى الوطن بعد نجاح ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ليستمر الحزب في مسيرته النضالية مع سائر الاحزاب الوطنية والقومية حتى القضاء على الدكتاتورية وانبثاق حكومات تمثل شعب العراق بعربه وكرده وسائر قومياته لاعادة البناء الشامخ من جديد.
طوبى لشعب كردستان واحزابه الوطنية وشخصياته التحررية في العيد الستين للحزب الديمقراطي الكردستاني.


جيل كارول تستعيد ذكرى اختطافها في بغداد - الحلقة الثالثة

عن :كرستيان ساينز مونتير
عن اليوم الاول من اختطافها تقول جيل كارول:
..أمضيت اليوم الاول في الأسر جالسة على كرسي من البلاستك، في غرفة نوم، في الطابق الثاني في بغداد، بينما كانت تدوي اصوات اطلاقات نارية من حولي.
ظللت افكر، انها بغداد وهذا هو امرها، ولكن الاطلاقات التي بدأت الليلة الماضية استمرت ثم تواصلت طوال اليوم، بعضها كانت قريبة جداً.
مع اقتراب الظلام، جاء إلى الغرفة، ابو رشا، الرجل الثاني في المسؤولية وصاحب الدار. كان يبدو متعباً.
قال لي:
"انا متعب جداً طوال النهار وانا اقاتل الجنود". ثم بدأ يقلد اصوات الاسلحة الاوتوماتيكية، جلس بعد ذلك على السرير وسحب انفاسه وقال:
"إنهم هنا تماماً، انهم قريبون جداً". "جيل، لماذا يتواجد الجنود هنا! لماذا هم قريبون منا؟
كان السؤال بمثابة توجيه تهمة إليّ. أدركت انه اذا اعتقد باني أرسل، بشكل ما، إلى العسكريين الامريكيين معلومات عن مكان تواجدي، فاني، من اجل سلامتي، كنت في حاجة لنقل قلقي اليه حول هذه الفكرة.
ارتفع صوتي قائلاً: "لا اعلم، لا اعلم".
نزعت عن رأسي غطاء الرأس وامسكت بشعري محلولاً. كان هذا تصرفاً غير لائق مني ينفر منه الرجل المسلم بشدة. ولكني كنت يائسة تماماً.
جاست يداه عبر خصلات شعري، مفتشاً قشرة رأسي باحثاً عما تخيل إني كنت قد اخفيته هناك. وأخيراً بدا راضياً وغادر الغرفة.
سقطت على الكرسي.. عاد فجأة مهرولاً نحوي، أمسك بيدي، راكعاً بجواري. وقال:
"أنا آسف. لا جيل. لا تبكي. إني شديد الاسف. آسف جداً.. لا.. لا.. أنا آسف.. أنا اخوك..
كان قلقاً للغاية، ما الذي يهمه من أمري ان كنت غير مرتاحة. وهو قد اختطفني على كل حال.
ادركت في تلك اللحظة اني عرفت شيئاً مهماً. شيئاً سيساعدني على تجاوز كل ما سيأتي لاحقاً.
وفي اليوم التالي، اخبرت ان الجنود الامريكيين والعراقيين قد شنوا هجوماً على جامع ام القرى - على مسافة ميل واحد فقط من مقر عدنان الدليمي.
وفيما عرفت ان الهجوم قد تقرر عبر معلومة من مواطن عراقي حول موقع وجودي. وكان المختلى الذي سيأتي اليه الجنود الامريكيون لانقاذي بعد ثلاثة اشهر.
في الدقائق الاولى لاختطافي، بدا المتمردون الذين قاموا باختطافي وقتلوا ألان، مصدومين عصبياً، اذ لم الاحظ ان لديهم خطة عما سيفعلونه بعد ذلك. ولكن خلال الايام التالية، تم وضع الخطة التي تطورت طوال فترة اسري.
كنت انقل باستمرار من مكان إلى آخر، كانوا يقدمون لي طعاماً يعتبر بالنسبة للعراقيين مناسباً للضيوف، واموراً أخرى تبدو نوعاً من البذخ مثل الحاجات الخاصة بالحمام والتي كانت غالية الثمن. ومع ذلك كنت سجينة، وقد ينفجر المتمردون بشكل غير متوقع بتهم غير صحيحة مثل كوني جاسوسة، او يهودية، أو اني اخفي أداة ما. إنهم يتفاخرون بجرأتهم في القتال مع الجنود الامريكيين - سمعت ذلك مرة وانا اقاسمهم وجبة غداء خلال فترة الاسر.
كان مزاجي يتغير بشكل كبير كرد فعل على ما يحصل. ففي دقيقة اكون واثقة من انهم سيقتلونني وفي الدقيقة التالية، اعتقد انهم سيطلقون سراحي، وان ذلك كله مسألة وقت.
وبشكل عام كنت اريد ان ينتهي كل شيء بسرعة مهما حصل. اتذكر اني كنت منذ اللحظة الاولى لبدء العملية، اتمنى ان تأتي النهاية بسرعة.
في ذلك اليوم، عندما اندهشوا من امر اقتراب الامريكيين، قال، ابو رشا، ان عليهم الانتقال إلى منزل ابو علي (اخيه) واعتقدت انه يقصد شقيقه الحقيقي. فيما بعد، ادركت انه كان يعني بذلك أحد المجاهدين.
حزم ابو رشا حاجاتي، ولكنه نسي ان يضع معها معجون الاسنان والشامبو، واللذين سلموهما ليلة امس. فكرت انه ربما هناك سبب لعدم وضعهما. وعندما سألته عنهما، وضعهما في الحقيبة.
نزع ابو رشا نظارتي (كنت قد عثرت على العدسة المفقودة في السيارة)، ووضع إيشاربين اسودين فوق رأسي ولتغطية وجهي كي لا اكون قادرة على رؤية الطريق. متمسكة بذراعه، سرت متعثرة خارج المنزل ثم إلى السيارة، محاولة استنشاق هواء نقي عبر طبقات قماش (البوليستر) الاسود.
بعد قيادة السيارة لفترة قصيرة، تبودلت السيارات، وزحفت إلى مقعد السيارة السوداء، وسرعان ما ادركت وجود اطفال بالقرب مني ورجال في المقعد الامامي.
كان مسجل في السيارة يذيع قراءة من القرآن، وبين كل بضع دقائق، كان الرجال القلقون يرددون، "الله اكبر، الله اكبر" كلما توغلت السيارة في الظلام. ثم قال احدهم بجواري بالعربية: "من أنت"، من انت؟، واجاب صوت ضعيف بجواري، "أنا مجاهد" أي محارب مبارك (حسب شرحها).
كان ولداً صغيراً - وعلمت ان اسمه اسماعيل، وكان عمره خمسة اعوام، مجرد طفل ويبدأون بتعليمه منذ الآن.
بعد مضي حوالي 20 دقيقة، توقفت السيارة، امسكت امرأة ترتدي القفاز بيدي لتقودني خارج السيارة وإلى داخل منزل كان قلبي يخفق بشدة (الادريناين لم يتوقف لدي خلال 24 ساعة).
مجرد يوم قد مرّ وكنت متهالكة ومرتعشة وخائفة.
رفعت الإيشاربين، ومع تدفق الهواء والضياء رأيت وجهها، كانت تبتسم مرحبة في غرفة الجلوس التي صفت على طول جدرانها الوسائد. دخل، ابو رشا، واسدلت المرأة حجاباً اسود على وجهها فيما عدا العينين.
"هذه ام علي - وهذ ابو علي. ولكن جميع اسماء المختطفين كانت مزيفة.
نظرت يساراً إلى رجل مستدير ذي لحية وعينين تعطيان انطباعاً كونه جداً، كان يبتسم ايضاً وبدا متعاطفاً.
سأل ابو رشا، "هل تعرفين ابو علي، أتعرفينه منذ يوم أمس!".
قلت "لا"
تطلعت اليه ثانية، وعرفت آنذاك من يكون. كان ذلك الرجل الذي وجّه المسدس نحو عدنان (السائق) خلال اختطافي، الرجل السمين ذا اللحية.
"اوه، لا، وفكرت مع نفسي، انه امر غير حسن، وتمضي كارول في سردها للاحداث:
بعد يومين من اختطافي، بدأ الخاطفون محاولة لتغيير ديني إلى الاسلام. كان الذي يقوم بذلك تواقاً لتعريفي بمدى التشابه بين الدينين الاسلامي والمسيحي، ولذلك كان يحدثني عن القصص الكثيرة الموجودة في الانجيل والموجودة ايضاً في القرآن. كنت تواقة ايضاً لجعله إلى جانبي والتعبير عن مشاعري المتعاطفة معه، إلى درجة إني بدأت في استخدام المزيد من العبارات العربية التي اعرفها.
هو وغيره تعجبوا من كثرة المفردات التي اعرفها والتي بدا لهم اني التقطتها منهم في يوم واحد.
كنت احاول ان استمع إلى (ابو علي) ودروسه وهو يترجم اللغة الصعبة في القرآن إلى عربية مبسطة كي افهمها. وكان يقول باستمرار، ان لا اكراه في الاسلام، لا اكراه مطلقاً، وانهم كانوا ممنوعين من إكراهي على التحول إلى الاسلام. ولكل التقبل الحقيقي للدين يجب ان يصدر عن إرادة حرة.
لقد اختطفوني، وكانوا جميعاً يحملون سلاحاً جاهزاً لقتلي، ولكن، أوه، لا اكراه في ذلك. كنت باستمرار مهتمة بالاطلاع على الدين الاسلامي والقراءة عنه، ولكن ذلك كان من اجل تفهم الشعوب التي احاول تغطية اخبارها كصحفية.
في صبيحة يوم الاثنين، استدعيت من قبل الخاطفين إلى غرفة الجلوس. كان رجل يرتدي الكوفية - الغطاء التقليدي للرجال العرب - جالساً ازاء الجدار. كل ما استطعت رؤيته هو عينيه اللتين كانتا بلون الحبر الاسود. عيون الحبر توجه إليّ الاسئلة بالانكليزية. كانت رنة صوته مألوفة، جادة.
سألني:
"هل انت سعيدة هنا. هل كل شيء على ما يرام؟"
كنت اعرف ذلك الصوت - كان المترجم الرجل الذي حقق معي في الساعات الاولى من الاختطاف مستفسراً عن تاريخي وخلفياتي. وسرعان ما علمت انه اكبر من كونه مترجماً كان قائدهم. ومضى في كلامه قائلاً: ان مجموعته اختطفت صحفياً فرنسياً قبل عام. وانها ستتساءل عن السبب في معاملتها، هذه المعاملة الحسنة، ذلك كي تتحدثي عن معاملتنا الحسنة هذه بعد عودتك إلى الوطن" (صدمة اخرى)..
اذن هؤلاء كانوا من خطف فلورنس اوبيناس. مراسلة صحيفة فرنسية (صحيفة ليبيريشن)، وكانت قد اختطفت في بغداد - كانون الثاني 2005.
حسناً، لقد اطلق سراحها في النهاية، على الرغم اني لم اكن اعلم المدة التي اسرت فيها وهي خمسة اشهر.
وتتحدث العينان بلون الحبر ويقول:
"نحن في حاجة إلى تصوير فيلم فيديو عنك. نريد ان تشاهده عائلتك. نريد ان يرونك في حالة سيئة، كي يتحركوا بسرعة".
وومضت صورة في ذهني: سأكون واحداً من الأسرى المحاطين بعدد من الرجال المسلحين في بث لفيلم - فيديو على الهواء. وبعد مشاهدتهم المتجلي المتجلي في وجهي، قالوا انني غير مرغمة على التصوير ان لم ارغب فيه. اكدت لهم اني اريد ذلك حقاً. كانوا مسلحين، لم ارد ان اعرف نتائج قولي (لا)، ان قلتها.
ثم قال الرجل ذو العينين السوداوين:
"جيل.. اين هاتفك المحمول؟ يوم امس، اقترب الجنود الامريكيون جداً. قريبون جداً من هذا المكان الذي انت فيه. لماذا فعلوا ذلك؟".
مرة ثانية يتهمونني بالاتصال مع العسكريين الامريكيين. كان ذلك الامر سيئ.
ثم اضاف مستطرداً:
"إني قائد هذه المجموعة الصغيرة. وانا اكثر صعوبة من اصدقائي هنا" هل تحملين شيئاً في جسدك شيئاً يرسل اشارات إلى حكومتك".
ثم حكا لي قصة: كان لديه صديق معتقل في السجن الامريكي - ابو غريب. هذا الصديق ادعى ان الامريكيين - المارينز - اعطوه شيئاً، جعله ينام، مرات عدة. وبعد خروجه من المعتقل ذهب إلى الطبيب واجرى عليه فحصاً بالاشعة السينية، ووجد في جسده اداة للتتبع الالكتروني مفزورة فيه.
وقال صاحب العينين بلون الحبر الاسود:
"إن كانت مثل هذه الأداة في جسمك، اخبريني الآن وسنذهب لنستخرجه".
صحت، "لا، لا أداة في جسدي.. لا أداة.." وانا ابكي.
وأضفت، "احضر امرأة، إلى هنا وسأذهب معها إلى الحمام الآن، وسانزع جميع ملابسي وبامكانها تفتيشي، وسترون ان لا اداة هناك".
هزّ يده قائلاً ان ذلك لن يثبت ولا يؤكد عدم وجود اداة مزروعة داخل الجسد. ثم غّير الموضوع وكأنه تخلى عنه.
وفي تلك الساعة، جلب الطعام للرجال - سمك، وهو شيء غالي في العراق، تكريماً لي.
غادرت الغرفة لتناول الطعام مع النساء والاطفال. وكان واضحاً ان هذا الشك لن يزول.
بعد تناول الغذاء، طلبوا مني ارتداء - التراك سوت - الذي اعطاني اياه قبل يومين وان انزع عن رأسي الايشارب. اردت ان ارتدي، حجابي، ان ارادوا تصويري. قالوا: لا، انهم يريدون جعل شعري مبعثراً، كي ابدو في حالة سيئة.
أعادوني إلى غرفة الجلوس، وبدأ رجال مسلحون بحشو اسلحتهم. كانت احدى قطع الاسلحة على الارض موجهة نحوي تماماً. وفكرت "انه لو انطلق ذلك السلاح فسيفجر قدمي".
كانوا يمسكون بورقة يحركونها هنا وهناك من اجل ايجاد افضل انارة. كان هناك نحو عشرة رجال في الغرفة وكل واحد منهم كانت لديه فكرة: هنا.. لا لا هنا، لا لا.. هناك".
عينا الحبر، كان قد كتب كلمة قصيرة، لكنه لن يقرأها ابو رشا، الرجل الذي قاتل الجنود الامريكيين في الليلة السابقة في بغداد، كان سيقوم بذلك. ظل يتمرن على القراءة بصوت مرتفع. لم افهم معظم ما جاء فيها، ما عدا قوله، "سي - آي - أي".
تصوير (آكشن): فيلم الفيديو الاول صور في 9 كانون الثاني، مع ابو رشا، الرجل الذي في الوسط، يقرأ الكلمة بالعربية.
بث نحو 30 ثانية من فيلم - الفيديو الذي مدته 4 دقائق، بلا صوت، على قناة الجزيرة في 17 كانون الثاني.
ثم استدار القائد ليوجهني. كان عليّ ان اقول ان هؤلاء مجاهدون يريدون الدفاع عن وطنهم، وانهم يريدون تحرير نساء سجينات في (ابو غريب)، وان القوات الامريكية، وعلى الاخص - المارينز. يقتلون ويعتقلون نساءهم ويخربون بيوتهم.
وكان عليّ ان ابكي، مع بدء الاشارة.
لفّ ابو رشا رأسه بالكوفية، اثنان آخران فعلا الشيء نفسه. جلست امامهم وبدأت حركة الكاميرا.
بدأت أقرأ كلمتي. ابو علي الواقف خلف الكاميرا، مسح خديه باصابعه، اشارة إليّ للبكاء. استغرق الامر دقائق كي أهيئ نفسي لدور البكاء ولكن كنت اختزن كماً كبيراً من الحزن والضغط النفسي، وعندما انهينا التصوير، بدأت ابكي حقاً. (علمت فيما بعد ان الجزيرة بثت 30 ثانية منه بلا صوت. من ذلك الشريط الاول الذي كان طوله 4 دقائق الدموع لم تبث اطلاقاً.)
مع انتهاء التسجيل، بدأت ابكي، سمعت ابو رشا يتنهد من خلفي متعاطفاً معي، كان في حالة سيئة، وكذلك عدد آخر من الرجال، يصدرون اصواتاً ضعيفة متعاطفين مع حالتي، وانا جالسة هناك ابكي امامهم.
رد فعل عينا الحبر، كان مختلفاً. لم يظهر تعاطفاً لي. وكنت اعرف فكرته عني - شخصيتي - قد يجعل الامر مختلفاً فيما لو عشت ام متّ.
قال: "علينا ان نفعل ذلك ثانية."اراد مني ان ابكي اكثر واتحدث لمدة اطول وان اقول كيف ان المارينز يخربون الاشياء، يدمرون بيوتهم. كانوا يكرهون المارينز بشكل خاص - الذي لا يعرفونه، وآمل ان لا يكتشفوه مطلقاً - اني عشت مع المارينز خمسة اسابيع في تشرين الثاني وكانون الاول.
وهكذا، في اعادة تصوير الفيلم، اكدت على كلمة "المارينز" وقلت، "ان حكومتهم ليست حكومة الشعب العراقي. وانها عينت من قبل الحكومة الامريكية والمارينز".
اردت ان يعرفوا اني كنت افكر فيهم. تعالوا، انقذوني، ايها الشباب، تعالوا فكّوا اسري.

يتبع


التجارة: الاستمرار ببيع سيارات الصالون واجراءات للحد من استيراد المواد الغذائية التالفة
 

بغداد / كريم السوداني
جهزت الشركة العامة لتجارة السيارات والمكائن بوزارة التجارة المواطنين المسجلين على سيارات الصالون خلال شهر حزيران الماضي بـ 60 / سيارة و 11 / سيارة لدوائر الدولة.
اعلن ذلك مصدر في الشركة وقال ان عدد السيارات التي تم توزيعها للمواطنين ودوائر الدولة منذ استئناف الشركة نشاطات بيع السيارات في شباط من عام 2004 بلغ 21 / الفاً واربعمائة وتسعة وخمسين سيارة صالون ومائة وواحداً وثلاثين سيارة بيك اب وثلاثمائة وسبعين شاحنة.
واضاف المصدر أن مجموع السيارات التي وصلت إلى مجمعات ومخازن الشركة بموجب العقود السابقة بلغ لغاية 30/حزيران الماضي (26793) سيارة فيما تواصل ورش الصيانة في الشركة استقبال سيارات المواطنين والدولة لتصليحها وصيانتها حيث بلغ عدد السيارات التي تمت صيانتها في الشهر المذكور (551) سيارة .. كما جهزت الشركة دوائر الدولة خلال حزيران نفسه بـ (423) مطفأة حريق.
من جهة اخرى بلغ عدد سيارات الصالون المباعة وفق آلية وعقود خدمات تسويق السيارات والمكائن بلغ في حزيران الماضي (844) سيارة إيرانية و(359) سيارة من نوع نيسان اليابانية و(590) سيارة صينية الصنع . وعلى صعيد متصل .. ساهمت شاحنات الشركة في الجهد العام لنقل المواد التموينية والبضائع حيث بلغت الكميات المنقولة خلال الشهر المذكور (6626طناً) وشملت ( حنطة ، زيوت، ودهون طعام ، عدس ، رز، أدوات احتياطية ، مولدات ، وقود ، رافعات شوكية).
على صعيد متصل دعا الدكتور عبد الفلاح حسن السوداني وزير التجارة إلى مشاركة جدية في سفاراتنا في دول الجوار للحد من دخول المواد التالفة التي يحاول بعض التجار العراقيين إدخالها إلى العراق بحجة أتلافها بعد ان تأكد وجود كميات كبيرة من المواد الغذائية وغيرها حالياً في دول الجوار وهناك سعي لجهات كثيرة بغية إدخالها إلى العراق تحت حجج وذرائع مختلفة وهذه الكميات غير صالحة للاستهلاك البشري مما يعرض العراقيين إلى خطر الإصابة بعدة أمراض .
يذكر أن بعض الموردين العراقيين يستغلون الوضع في بوابات حدود البلاد بغية إدخال مواد غير صالحة والتعامل مع تجار محليين وبيعها في الأسواق المحلية العراقية حيث أكتشفت دوائر الرقابة التجارية وجود بعض من هذه المواد يباع في الأسواق المحلية بادرت إلى ايقاف بيعه فوراً.
كذلك بدأت وزارة التجارة بتدقيق مطالبات عدد من التجار الاردنيين بصرف مستحقات لهم على الوزارة..
اعلن ذلك مصدر في الوزارة وقال ان المختصين في التجارة سيعمدون إلى مناقشة تلك المطالبات مع الجانب الاردني لمعالجتها بشكل ودي يضمن حقوق الطرفين.
ويذكر ان وزير التجارة كان قد قرر دفع مستحقات التجار العراقيين الخاصة بتوريد مفردات من البطاقة التموينية والمواد الاخرى التي
تستورد لحساب وزارة التجارة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة