تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

ذاكرة العذاب العراقي .. اعتقلوا ولده من الجامعة وأعادوه معدوماً والسبب مجهول!
 

بغداد / علي الاشتر

لاتنقطع حكايات العراقيين عن مآسيهم التي تعرضوا لها، ولا تجد بين العراقيين من لا يملك حكاية عن ألمه الخاص. فهل ستنقذ الديمقراطية العراقيين من محنة الشعور بالألم والمعاناة اللذين تعرض لهما فيما مضى؟.
عائلة معوقين
تتكون عائلة الشاب عبد الرسول الحجامي (1969) من (4) ابناء (3) منهم مصابون بالعوق الحركي، و (4) بنات، وأب عصامي يعمل كاسباً، نزحت العائلة الى بغداد في عام 1957، عائلة فقيرة، ومنكوبة اساساً بابناء ثلاثة بحاجة الى العلاج والرعاية، وبقيت العائلة تناضل وتكدح من اجل رعاية الأبناء الثلاثة، كما سعى الأب الطيب الى ان يتعلم الابناء.
الابن السليم
يقول السيد عبد الرسول الحجامي عن حكاية العائلة مبتدئاً الحديث عن شقيقه الابن الوحيد السليم في العائلة (الكارثة التي المت بالعائلة، بدأت عندما اعتقل النظام السابق الولد السليم في العائلة، الذي كان طالباً في الجامعة المستنصرية بكلية العلوم، قسم الرياضيات وفي المرحلة الثالثة، وقد كان شقيقي يساعد ابي ويعمل معه من اجلنا نحن اخوته وكان اعتقال (عبد الكريم) شديد الوقع على العائلة فهو الابن الوحيد الذي يقضي حاجة اخوته المعاقين وكان ساعد ابي الايمن.
بحثاً عن الأبن
ويضيف عبد الرسول: ان والديه ما ان وصلهما الخبر حتى بدأت رحلة العذاب الصعبة في البحث عن (عبد الكريم) وكنت طالباً في الصف الخامس الابتدائي، لم يترك الوالدان مستشفى أو مركزاً الا وطرقا بابه، وتعرضت العائلة الى مضايقة التحقيقات التي كانت تتم في مراكز الشرطة والمؤسسات الحزبية التابعة للنظام فتعرضت العائلة للاهانات والشتم.
خبر الاعدام
وفي 31/8/ 1982 حدثت الكارثة عندما اخبرت العائلة باعدامه وقد تسلمنا جثة الشهيد (عبد الكريم) وكانت مشوهة وعليها اثار التعذيب وتخيلوا حال رجل عجوز لديه ثلاثة ابناء معاقين يذهب لتسلم جثه ولده السليم، ودفن الشهيد من دون غسل جثتة لانها لا تحتمل التغسيل وطلب من العائلة ان لا تقيم فاتحة ولا ترتدي السواد.
ذكريات
ويتذكر عبد الرسول كان والدي صاحب موكب حسيني ويقيم الطقوس والشعائر الحسينية في منطقة الزعفرانية في السبعينيات وبعد اعدام الشهيد (عبد الكريم) منع من اقامتها.. وبدأ شوط آخر للعائلة، مرحلة جديدة فقد داهم جهاز الامن البيت ولم يكن فيه سوى كتب المرحوم فصادروها والواقع انهم ارادوا مصادرة ذكرياته.
وكان يتم استدعاء العائلة للمركز للتوقيع على بعض الأوراق بتعهدات ومعلومات لنثبت اننا مازلنا نسكن في ذات المكان، ونتيجة لهذه الكارثة يقول، السيد عبد الرسول انبثقت مترتبات عديدة على اثر ذلك منها:
1- كل من يتخرج من العائلة لا يعين في وظيفة وهذا شمل الأقارب من الدرجة الاولى.. عشنا مأساة اقتصادية إذ لم تتوفر موارد كافية، وتدهورت صحة والدي، وكان صاحب دكان بسيط في السوق.. وبالنسبة لي قدمت اوراقي من اجل اكمال دراستي العليا ولمدة عشر سنوات لم أقبل بسبب مبدا (السلامة الفكرية) من وجهة نظر النظام.
ومع الحصار عانينا الامرين وبالكاد تجاوزنا المرحلة واستمرت المضايقات بين مكتب المعلومات الخاص والشرطة وانا مقعد على كرسي المعوقين وكل ثلاثة أشهر يأتي المختار مع مسؤول والفرقة الحزبية واوقع على تعهد أمني، اخي الاكبر اكمل الاعدادية والاصغر علمناه القراءة وكان شديد العوق وتوفي نتيجة عوقه الشديد وهذا مرتبط بالظرف القاسي الذي الم بالعائلة.
تقويض العائلة
يواصل عبد الرسول قائلاً: عائلتنا عاشت مأساة، واستطاعت الخروج من النفق الذي ادخلها فيه النظام وقد توصل اطفالها ليتخرجوا في الجامعات وربت ابناءها على ان يكونوا مواطنين شرفاء رغم قسوة الظروف.. ونتمنى على المسؤولين ان يكرموا العوائل التي قدمت شهداءً هم عصارة حياتها وتاريخها من اجل الوصول الى ضفاف العراق الجديد الذي لم نصله نتيجة قرار سياسي صادر عن الأمم المتحدة، وانما كانت نتيجة لعقود طوال ومواكب الشهداء التي نزفت دماء زكية، نتمنى ان يكرموا هذه العوائل وان يحولوا وعودهم الكثيرة التي سمعنا عنها في الخطابات الاعلامية الى افعال واقعية الى إنجازات حقيقية يمكن ان تضمد على الاقل بعض الجراح خصوصاً وان هذه العوائل شريحة صامتة ضحت بصمت وناضلت بصمت.


أمين عام حركة التجمع الارمني العراقي: عراقيون قبل كل شيء
 

بغداد /المدى
ذكر الدكتور منير جهور مارديورسيان أمين عام حركة التجمع الارمني العراقي لـ (المدى) ان المكون الارمني في العراق جزء اصيل من مكونات الشعب العراقي، واضاف ان تاريخ الارمن في العراق يعود لازمنة بعيدة مؤكدا بان الارمن يعتزون بعراقيتهم.
وتحدث عن نشاط الحركة وقال: ان الحركة تسعى إلى معونة الفقراء من الارمن والعراقيين، واشار الى ما قدمه العراقيون الارمن للعراق فقال ان مؤسسة كولبنكيان هي التي شيدت ملعب الشعب الدولي وجامعات الموصل والبصرة ونقابة الاطباء، وكانت المؤسسة تبذل اموالا طائلة للنهوض بالعراق وخدمة الشعب العراقي، وهذه المؤسسة يملكها المرحوم كولبنكيان الذي كان يحب العراق، وينشيء المؤسسات ذات النفع لكل مكونات الشعب العراقي.
واضاف الامين العام حركتنا تعمل في الساحة العراقية وعلاقتنا جيدة مع الكتل السياسية ونؤيد كل المساعي التي تصب في مصلحة العراق وسلام شعبه وعلينا ان نصطف جميعا ضد الطائفية والكراهية المذهبية، وعلى الجميع ان يعملوا باخلاص وصدق ونزاهة من اجل العراق كل العراق وبعيدا عن الفئوية الضيقة، كما اشار إلى ان التجمع وان كان خاصا بالارمن الا ان هناك عضوية فخرية للاخوة العراقيين من غير الارمن.


أنا والأسئلة

صافي الياسري

حين وعيت اني يتيم الاب، عددت الامر ميزة، فقد كنت شاهداً على قسوة الاباء وانسحاق شخصية الاولاد في دوامة الخوف والممنوعات.
ولم يكن بامكاني قبول امر حول أي موضوع مهما كانت صفة الامر وصلته بي ولا الرضا بجواب عن أي سؤال يعن ببالي، فقد كنت ابتدع اسئلتي واتفنن في خلق اجاباتها.
في مرحلة لاحقة اجبرت على اجراء تعديلات عليها يفرضها واقع لا املك تغييرا له، وفي كل مرة كان عالمي يفقد بعض لمعانه، وكان الصبية ينفضون من حولي فرادي كلما فقد عالمي بعض مدهشاته، لذلك فجرته بالكامل وقلبته رأسا على عقب في بناء جديد يحوي اسئلة جديدة لا تبتدع اجاباتها وانما تكتشف العالم.
صرنا نجتمع شباباً، باحثين عن اجابات واقعية لاسئلة، نلتقطها من افواه الناس ومن معاناتنا ومعاناتهم، ونتحرى اجاباتهم في احاديث العقلاء والصحف والكتب وبرامج الاحزاب، لنفترق مجدداً في مسالك المراجع والمناهج والنظريات بانين قناعاتنا وافكارنا وعقائدنا المختلفة، عائدين من جديد إلى رحلتنا الاولى.
هنا بدأت الاسئلة تنطفيء، والمراجع تختصني، والاحزاب تتلاشى والصحف والكتب لا تطرح إلا اسئلة واحدة ولا تملك الا اجابات واحدة ولم يعد بامكاني ان ارى سوى عالم واحد، بسؤال واحد واجابة واحدة، غير ان القسر الحكومي والحزبي بدأ يمد رقعته لاعتماد هذا الحال.
وكان السؤال حينها يطرح خارج عقولنا، والاجابات تأتي من خارج اذهاننا مصنوعة مبرمجه، وبالتكرار، لم يعد مهماً ان ندرك او نفهم ان سؤال اليوم كان هو سؤال الامس، وربما هو سؤال الغد، فالاجابة واحدة، ولم تكن تهدف إلا لجعلنا قطعانا طيعة، وهنا حاولت مرة ان استعيد عالمي الخاص، لكنني فشلت فالعالم الذي رسمته اثار سخرية حشد الجنود الموزعين في المزاغل والخنادق يترقبون ساعة الفناء في حوادث الاخرس والثقيل والارض
ارض وصواريخ ورشاشات الطائرات والكيمياوي ولقد كبر الصبيان وصاروا رجالا، وتجمدت الاسئلة، ولم يعد ثمة الاعالم واحد هو ذلك الذي نعيش دقائقه في الخندق، ولم اقنع بفشلي، وعندها لجأت إلى حيلة جديدة، بدأت اكتب اسئلتي شعرا واقرأها مستمتعا حتى باخطائي وسطحيتها.
وحين نقصتني متعة المشاركة، لم يمنعني الخوف من كثرة كتاب التقارير من المغامرة بقراءتها لبعض رفاقي الجنود في اللحظات التي كانت تنطفيء فيها فوانيس القذائف وتصمت الخنادق، حتى انطفأت الحرب على الحدود واشتعلت فيما بعد في المدن والقرى والبيوت، عندها بدأ ضجيج الاسئلة يشتد.
- كيف يصير الحب في بلاد الحب مشكلة؟
- وتصبح الاغنية الرقيقة الكلام مهزلة؟
- وينتفي الجواب عن ابسط الاسئلة؟
كنا نحاور بعضننا في المجالس عابرين طرقات الهم سجناء ومعتقلين وجثثاً، واخطاء فاتها الدفن في المقابر الجماعية، ويكاد ينفتح العالم امامنا على عوالم لا تنتهي فلماذا يحاول بعضهم اليوم ان يعيد الي في شيخوختي كل تلك الاسئلة المرة التي حصدت عمري واريد تجنيب اولادي وبقية اهلي واصدقائي وابناء شعبي تكرارها، لماذا يريدون ان اصرخ في الطرقات ومن على المآذن.
وطني حديقة وسنبلة
فكيف صار مذبحة وقنبلة؟


ورشة عمل حول مفهوم البث العام في الديوانية
 

الديوانية / باسم الشرقي
اختتم قسم إعلام مركز المجتمع المدني العراقي في بابل ورشة عمله الإعلامية في الديوانية حول مفهوم البث العام واستمرت مدة يومين متتاليين. تناول مدرب الورشة الإعلامي الأستاذ (علي المطلبي) مفهوم البث العام حيث تطرق إلى ركائزه الأساسية، وابتدأ بالركيزة الأولى وهي انه مخصص لعموم المواطنين من خلال اعتباره منبرا للحوار الديموقراطي، وتميزه بتنوع برامجه التي تشمل الجميع، إضافة إلى تركيزه على الموضوعات الثقافية المتنوعة، واعتباره وسيلة تنموية تطويرية، هذا غير اعتباره مقياسا مرجعيا للنوعية، واتصافه بالإنتاج المكثف الأصيل، إما الركيزة الثانية فهي سيطرة عموم المواطنين عليه، وقد استعرض عددا من التجارب كنماذج لسيطرة المواطنين على البث العام كتجربة المملكة المتحدة (BBC) والتجربة الالمانية وتجربة جنوب افريقيا (SABC) واخيرا تجربة مونتيغرو، وقد انتهى عند الركيزة الثالثة الا وهي انه مموّل من عموم المواطنين. ثم اخذ الأستاذ ألمطلبي بسرد ابرز مصادر تمويل البث العام التي كانت هي التبرعات من الأفراد والجماعات، واجور الترخيص، والإعلان والرعاية، وتمويل الدولة.وقد شارك في هذه الورشة عدد من إعلاميي البث كالقنوات الإذاعية والتلفزيونية. وكان من ابرزهم الإعلامي محمد إسماعيل عن قناة البغدادية، والاعلاميتان وجدان وزينب عن راديو الديوانية fm والإعلامي أمين الهلالي عن قناة العراقية، والإعلامي حسين محمود عن تلفزيون الديوانية.وذكر الأستاذ(علي المطلبي) في حديث له ( للمدى) إننا نهدف من خلال إقامة مثل هذه الورش إلى النهوض بواقع الإعلام العراقي الذي كان يعاني طيلة السنوات الماضية من الانغلاق على نفسه وعدم التواصل مع الإعلام الخارجي بسبب السياسة السلطوية للنظام الحاكم، مما جعله في حالة سبات إعلامي ولم يجار إعلام بقية الدول الأخرى. حتى بات عدد من الإعلاميين ولا سيما العاملين في المؤسسات الإعلامية ذات البث ألتلفازي والإذاعي يجهلون الكثير من أبجديات عملهم الإعلامي وذكر انه ستقام مثل هذه الورش في عدد من المحافظات العراقية الحبيبة وأوضح انه قد وقع الاختيار على الديوانية كأول محافظة لإقامة هذه الورشة. وقد أعرب المشاركون في هذه الورشة البالغ عددهم 10 إعلاميين عن مدى ارتياحهم بالمشاركة في هذه الورشة لأنها استطاعت أن تقدم دروساً إعلامية كنا بحاجة حقيقية لها، لا سيّما ان الورشة تميّزت بالمناقشات الجادة وتبادل وجهات النظر المختلفة بين المشاركين من جهة والمحاضر والمشرف من جهة أخرى.


يوميات عراقية : لكي تنجو من مصيبة اتبع الطرق التالية!
 

بغداد/ عباس الشطري

سهرة بانتظار البانزين
مجاميع من سواق التاكسي يفترشون الحديقة الصغيرة المجاورة لساحة كهرمانة يضعون على موائدهم البسيطة ما جادت به عوائلهم من طعام وشراب , يقضون الليل في حفلة تسامر يومية تفيض بها ذاكرتهم من قصص عايشوها عبر اكثر من ثلاثة عقود تبدا من قصة ابوطبر وتنتهي بالقتل اليومي على الهوية؟ وبينهما العديد من صور المعاناة املا في ان تشرق شمس صباح اليوم التالي فيتسابقون للحصول على بضعة لترات من البانزين .
عن قصة المبيت في الساحات العامة قريبا من محطات البانزين يقول قصي محمد (سائق سيارة اجرة) : من اجل مساعدة بعضنا اتفقنا على تكوين مجموعات صغيرة تقوم المجموعة الاولى بالمبيت هذا اليوم والاخرى في اليوم التالي وتتكفل احدى المجموعتين بايصال ماتحتاج الاخرى ,ويضيف معاناتنا كبيرة تبدا من الزحام الشديد وتنتهي بالكارت ابو العشرة الذي نقدمه الى(البوزرجي) كعربون صداقة مجبرين على ذلك.
وبين الانتظار للحصول على حصتنا من البانزين والالم يعتصرنا نشاهد (البحارة) وهم السواق الذين يقومون بتحوير خزانات الوقود لتاخذ اكبر كمية من الوقود نشاهدهم وهم يدخلون اول الناس دون الالتزام بالنظام بتواطؤ واضح من المشرفين وامام انظار الشرطة المكلفة بتنظيم الزحام .
 

العبور الى الضفة الاخرى
لم يكن يدور في خلد عبد الكريم وهو استاذ جامعي في علم الاجتماع ان يكون يوما ما ضحية دفاعه عن القيم المجتمعية المدنية وكثيرا ماحاضر في اقسام جامعته عن التطور الاجتماعي وانصهار الاقوام البدوية في بوتقة الحضارة الانسانية الجديدة وانسلاخ افكارها وعقائدها القديمة عن وعيها الجمعي والتي عادت الى الظهور بعدالهزة العنيفة للمجتمع بعد التغيير,ان تجبره تلك الافكار على النزوح من حيه السكني الذي الفه منذ طفولته مجبرا بعد ان ترك بيتا كبيرا بكل محتوياته اذ فاجاه الانذار بوجوب اخلاء البيت خلال ساعات لم تمهله لتوديع اصدقاء طالما ارتشف الشاي في بيوتهم وتحدث اليهم عن انجازات ابن خلدون وعلي الوردي في حقل علم الاجتماع واذا كان عبد الكريم يملك راتبا جيدا يساعده على التكيف مع وضع سكناه الجديد , فا ن اخرين يواجهون صعوبات كبيرة كسعد البياتي الذي يقول استاجرت بيتا متواضعا في اطراف بغداد وبمبلغ 350 الف دينار وهو مبلغ يساوي راتبي ولولاتدخل اقاربي ووساطتهم في الامر لكان المبلغ اعلى وكان لزاما علي ان اوفر مبلغا اخر للمعيشة في ظل وضع امني وخدمي مترد ويضيف تركت بيتي السابق على عجل حفاظا على عائلتي بعد ان تسلمت الانذار وتناهى الى سمعي الان بان البيت يسكنه ارهابيون ويستخدمون كل محتوياته.
 

الخطف تحت الحراسة النسائية
س,ع فتاة بعمر الزهور لم تكمل عامها السابع عشر متفوقة بدراستها وتحلم بدخول كلية الطب ,كي تقدم خدمة انسانية لمجتمعها ,سرق حلمها برمشة عين 
حين خرجت الى حديقة الدار تجمع ملابس اخوتها المنشورة على الحبل اختطفتها الأيدي العفنة لتبدا رحلة المساومة مع الاهل حول الفدية ومن مبلغ مائة الف دولار الى عشرين الف دولار مع كل الآلام والخوف والفزع الذي عاشته عائلتها خوفا مما يمكن ان يحدث لمدللتهم والخوف الذي عايشته هي بين ايدي مجرمين عتاة لايتورعون عن عمل أي شيء, حين عادت الى البيت بعد شهر من الاختطاف روت الى قريبتها كيف كانت تعيش مع عدد من الفتيات المختطفات وتحرسهن عصابة من الرجال في النهار وفي الليل تتناوب عليهن مجموعة من النساء لم يتورعن عن الاخذ بالقوة مصوغاتهن الذهبية البسيطة  تحررت هذه الفتاة من الاسر الذي ترك في داخلها عقداً نفسية ورعبا لايمحى .

 

حلم صعب المنال
تكاد تجدهم كل يوم يزدادون عددا في زحام واضح واذا مارأيتهم للوهلة الاولى في مكان اخرتظن انهم يبتاعون شيئا او ينتظرون الحصول على قنينة غاز اوربما شيئا افتقده السوق منذ ساعات لكن الامر مختلف لان المكان هو الطب العدلي .الذي اصبح اسما مرعبا لايتمنى الوصول اليه أي من العراقيين لكنهم مجبرون على زيارته بل اصبح شيئا عاديا لدى العديد منهم .احدهم وهو رجل تجاوز الستين يأتي منذ الصباح ويغادر مع انتهاء النهار . يقول حارس المشرحة ان هذا الرجل ياتي بانتظام منذ ثلاثة اشهر ويراقب الجثث الداخلة عسى ان تكون احداها لولده المخطوف وحين حاولت التخفيف عن معاناته قال لي انه لايستطيع التوقف لان والدته تكاد ان تجن واخوته لم يدخروا جهدا للبحث عنه يقول الحارس الذي عقد صداقة عميقة مع الموتى منذ امتهن هذه المهنة: ان حلم الزائرين ان تكون اجساد ذويهم تامة غير ناقصة فكثيرا مايثير الفزع وجود امواتهم بلا رؤوس و يضيف ان الفساد الاداري تسلل الى الموتى فالوصول الى الجثة المطلوبة يتطلب الركض وراء من يسهل ذلك ومقابل مبلغ من المال يتناسب مع ساعات وايام المطالبة .

البحث عن الرزق الحلال
لم تعد ساحة الطيران تعج بالعمال اذ لاتجد سوى عدد قليل منهم لكنك حين تجد في البحث ستجدهم متفرقين بين الازقة المجاورة وربما ياتيك احدهم حين يتيقن من غايتك الحقيقية فيقدم لك العمال المطلوبين الذين غالبا مايكون هو واحدا منهم . غالب حسون :نجا من عدة تفجيرات طالت الساحة يضحك بالم حين يشرح لك هذه الطريقة في اجتذاب الرزق بعيدا عن رائحة الموت ويصفها ضاحكا انها حيلة شرعية للخلاص من عزرائيل .ويضيف اعتمدنا في الفترة الاخيرة على العمل وفق طرق متعددة ومبتكرة منها الاتفاق في مكان معين مع المقاولين الثقاة لتجنب المجهول! يشكو غالب شانه شان اخرين من زملائه من قلة العمل وشحته ويفسره بانشغال الناس بامور اخرى .؟
صور كثيرة تتخلل هذه الصور تبدا من الركض وراء الحصول على جواز السفر مرورا بقنينة الغاز ورغيف الخبز والنوم ساعات دون انقطاع الكهرباء الى حلم الزوجات والامهات بعودة ذويهم مساء دون التعرض لمكروه الى احلام الحكومة في التخلص من هذه الكوابيس اليومية بعد ان اعيت المسؤولين المؤتمرات الصحفية التي يعدون فيها المواطن بالتحسن في الاوضاع الامنية والمعيشية فيفاجأون بتدهور مريع اخر .

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة