عالم فسيح

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

“جون وين “.. كل رعاة البقر بعده يتامى

 

متابعة / جودت جالي
لقد أحتل الممثل جون وين في المخيلة الجمعية مكانة معادلة لأسطورة الغرب استحقها بشخصيته المميزة في أفلام بلغت المئتين خلال 50 سنة من عمره الفني، لقد رسم صورة بطل تحتاج أمريكا إلى الإيمان به والتماهي معه، هو صورة قيمها، قيم البطل الذي يبني عالما جديدا في البلاد الغريبة، والرائد الطليعة في الأرض الموحشة، الشجاع الذي لاترده العقبات عن هدفه ولاتعجزه الصعوبات، قيم الغازي القاسي وناشر المدنية معا، الوطني الذي ينتمي دائما إلى معسكر الخير. أنه (الدوق) كما أعتاد الناس أن يسموه، يقف في الذاكرة الشعبية الأمريكية على مرتفع لاينازعه عليه أحد. يقول كاتبا سيرته التي صدرت مؤخرا (راندي روبيرتس) و (جيمس أولسون) في معرض كلامهما (من أراد فهم أمريكا عليه أن يفهم جاذبية(وين). لايستطيع أي بلد آخر أنجاب مثيل له). ان الكاتبين طبعا يأخذان بنظر الاعتبار موهبة وين وهي موهبة لاجدال فيها ولكننا نضيف اليها أيضا حاجة الناس إلى البطل والرمز، ودور الماكنة الاعلامية في تكريس هذه الحاجة وتوظيفها ويأتي ضمن هذا حسن اختيار الشخصية المناسبة لسد هذه الحاجة، ولقد توفرت في وين كل الخصائص ليكون مجسدا للشخصية الأمريكية المطلوبة في أطار الأيديولوجيا الرسمية والثقافة الشعبية معا. تحتل صورته مكانها مع صور ابطال التأريخ الحقيقيين فتجدها مثلا إلى جوار صورتي الثوريين المكسيكيين (بانشو فيلا) و(أيميليانو زاباتا) في المعرض المكسيكي بتكساس، وارتقى إلى علا التقديس بعد دوره في فيلم (آلامو) عام 1960 (عرض الفيلم يوم الأحد 20 آب 2006 على قناة
mbc2) الذي يتحدث عن بطولة رجال لا يتجاوز عددهم 183مستوطنا أمريكيا من مختلف القوميات خلف متاريس (آلامو) تمردوا عام 1836على السلطة المكسيكية منادين بأستقلال تكساس عنها، كانت (آلامو) عبارة عن ثكنة وكنيسة في البرية لاتتمتع بأية ميزة تحصينية أمام هجوم جيش الرئيس المكسيكي (سانتانا) الذي يقارب عدده 6000 والمدافعون لم يكن لديهم أدنى أمل في الصمود أو البقاء على قيد الحياة هم والنساء والأطفال الذين كانوا موجودين معهم أو أن تصلهم النجدة رغم نداءات قائد المدافعين (ترافيس) المتكررة (إلى جميع الأحرار والأمريكيين في كل مكان) لكن حين طلب منهم سانتانا الاستسلام ردوا عليه بأطلاقة مدفع وبوابل من الرصاص، وشن سانتانا هجومه الحاسم فكانت المذبحة الرهيبة التي لم ينج منها أحد حتى الجرحى والمرضى ولكن بعد أن خسر سانتانا 1550 جنديا تكومت جثثهم عند المتاريس، أما المغامر ديفيد كروكيت (1786-1836) فقد كان قبل المعركة مارا من هناك مع رجاله لشأن آخر وعندما عرف القضية قرر البقاء وخوض المعركة مع الثوار وُيعتقد أنه قتل فيها.
أن القصة لم توظف مرة واحدة بل سبق لشركة والت ديزني في الخمسينيات أن أنتجت مسلسلا تلفزيونيا عنها، وجاء الفيلم الذي أخرجه ومثل فيه وين شخصية (كروكيت) عام 1960، ثم جرى انتاج فيلم آخر عام 2004. (أن الخلفية التأريخية لهذه الأعمال وكيفية توظيفها تستحقان مقالا مستقلا).
لم يعد وين بنظر الأمريكيين ممثلا لشخصيات بطولية حقيقية بل هو واحد من أولئك الأبطال ولايستغرب أحد حين يسمع المعلمة الأمريكية اليوم وهي تسأل تلاميذها عن أسماء أبطال معركة آلامو إذ أجابوا بصوت واحد (الكولونيل ترافيس، وجيم بوي، وديفي كروكيت، وجون وين)! َمنْ ِمن الممثلين ُسمي مطار باسمه؟ ومن وضع له تمثال يمثله وهو يمتطي حصانه في بيفرلي هيز؟ ومن خلدت ذكراه بمؤسسة صحية وعيادة للمصابين بالسرطان رأسمالها 33 مليون دولار؟ ومن منهم أصبح بطلا للقصص المصورة غير وين؟
ولد وين (1907
–1979) واسمه الحقيقي (ماريون موريسون) من أب أسكتلندي وأم أيرلندية الأصل في ولاية (أيوا). كانت أمه تكره عائلة والده ذات الحياة المضطربة، وقضى أول مراهقته في صحراء موجافا حيث خطر لأبيه الصيدلي أن بمقدوره التحول إلى مزارع لكنه فشل، بعدها عاش في ضاحية من ضواحي لوس أنجيليس ومن المفارقات أن تجربته مع أبيه السارح عقليا في الصحراء أكسبته كرها شديدا للخيول وكان يشعر بالراحة على ساحل البحر أكثر من البرية، واذا كان قد اشترى مزرعة مساحتها 7000 هكتار تضم 85000 رأس ماشية في أعوام الستينيات فلكي يودع أمواله فيها بدلا من أنفاقها وليس حبا في حياة رعاة البقر وقد عهد بادارتها إلى صديقه لويس جونسون، انتقلت ملكية أرض المزرعة اليوم إلى قبيلة هوبي الهندية. تحولت الدار إلى فندق ويكلف النوم في (جناح جون وين) 150 دولارا لليلة الواحدة. في عام 1925 أصبح لاعب كرة قدم ليستطيع دفع تكاليف دراسته الجامعية. جرح وهو يتدحرج بين أمواج الساحل فلم يستطع بعدها لعب الكرة وفقد منحته الدراسية ليضطر إلى العمل (كومبارس) في أستوديوهات هوليوود. لاحظه هناك راؤول والش وجون فورد. منحه الأول أسمه الفني وبنى الثاني له مجده الفني بأربعة عشر فيلما، وأنتجت شركة وارنر ثمانية من روائعهما كان منها الفيلم التحفة (سفينة الصحراء) 1926 الذي أعتبرته جريدة نيويورك تايمز في الفن بمنزلة رواية مارك توين (هيكلبري فن) في الأدب. في عام 1960 وبعد سنوات من الأعداد يحقق حلمه في تجسيد مثاله الأمريكي التأريخي والسياسي والأخلاقي بفيلم (آلامو).
ان العظماء من الرجال كجون وين لهم سطوة تشيع الأضطراب في حياة الآخرين فلم تقتصر هيمنة (الدوق) على أقاربه وزوجاته الثلاث من أصل أمريكي لاتيني وأطفاله السبعة وحلقات أصدقائه وجلسائه في سهرات السكر أو لعب القمار، بل يوجد في أمريكا حتى اليوم من يتشبه بوين في تصرفاته ومظهره فهذا ريتشارد كوريلا البالغ من العمر 59 عاما يتجول مرتديا زي رعاة البقر منذ أن شاهد (آلامو) وهو في سن الثانية عشرة، ويستعرض نفسه أمام زوار موقع آلامو ومسدس (كولت) يتدلى من حزامه.
وهذا أبن عم وين (ألفريد غابانا) يبلغ من العمر 86 عاماً ويرتدي قميص الغرب القديم ذا (الكراكيش) النازلة من الأكتاف، يقول (أن جون وين يمثل الأمريكي الأصيل، أنه أبو رعاة البقر كلهم). لقد طبق وين نزعته الوطنية المحافظة تطبيقا سيئا في فترات حساسة من تأريخ بلاده فوقف إلى جانب الحملة المكارثية ضد المثقفين التقدميين وصنع لتمجيد الحرب القذرة في فيتنام فيلمه الشهير (البيريات الخضر) 1968 والذي تزامن مع حملة (جين فوندا) ضد هذه الحرب (سنقدم قريبا متابعة خاصة بها بمناسبة صدور سيرتها الذاتية). من الطريف أن وين لشدة تعصبه للمثال الرأسمالي دخل في مشادة سكارى مع الرئيس السوفييتي خروشيف عند زيارته لأمريكا عام 1959. بعد أن أحتسيا كؤوسا من الخمر في أحدى الحفلات التي أقيمت تكريما للرئيس الضيف دغدغت اللاوعي حمل راعي البقر الأمريكي على الشيوعية فيما أمطره خروشيف بزخة من الشتائم الروسية الشعبية والأيديولوجية!


العثور على الحياة في أماكن غير متوقعة
 

بقلم :ميغان مانسيل ويليامز

ترجمة /المدى
برهن العام السابق على أنه عام الميكروبات، أقدم وأكثر سكان العالم وجوداً. وقد عثر العلماء الذين يتميزون بالجرأة على كائنات حية جديدة تقدم الدليل على قدرة الحياة على التجذر في أربع بيئات ذات سمات متطرفة.
1- الأعمق: باستخدام وسيلة استكشاف للمناطق البعيدة. تمكن فريق من الوكالة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا البحرية في جامعة شيزوكا بالتعاون مع مركز ساوث هامبتون للمسح المحيطي من تحديد كائنات حية وحيدة الخلية تعيش تحت أعمق نقطة محيطية بمسافة سبعة أميال. وتسمى هذه النقطة "العمق المتحدي" وتقع في أخدود ماريانا. وتمثل هذه المخلوقات فرعاً من كائنات بحرية دنيا تعود إلى 9 ملايين سنة. ويقول قائد الفريق الياباني هيرومشي كيتازاتو "إن هذه الأخاديد العميقة توفر ملاذاً آمناً للكائنات الحية التي سكنت قديماً من الحيوانات البحرية المفترسة".
2- الأكثر ملوحة: بالقرب من جزيرة كريت، تمكن بول فان دير فالن وزملاؤه المختصون بأبحاث المياه "كيوا" في هولندا من اكتشاف الحمض النووي (
DNA) لبكتريا بل حتى لميكروبات بدائية في برك مالحة من كلوريد البوتاسيوم المكثف، الذي تصل كثافة ملوحته إلى 100 مرة مقارنة بماء البحر. وهذه الجيوب المالحة ترجع إلى فترة تبخر الماء في شرقي البحر المتوسط، تاركاً بقايا الملح التي ظلت عالقة في الأرض. ويعلق الباحثون على هذا الموضوع بقولهم إذا كان بإمكان الحياة أن تكون حاضرة هنا، فمن المحتمل أن تكون موجودة في الحجرات المالحة في كواكب أخرى.
3- الأكثر حرارة: وجد فريق جامعة كولورادو في بولدر أن الميكروبات في الينابيع الحارة والتي تصل درجة الحرارة فيها إلى 160 والموجودة في متنزه الصخرة الصفراء الوطني تعتاش لا على الكبريت كما كان معتقداً بل على الوزن الجزيئي للهيدروجين (
H2) وفي درجات الحرارة هذه فإن الميكروبات تعتمد على الطاقة الكيمياوية للتزود بالطاقة بدلاً من الضوء. ويقول العلماء أنه يتوجب على علماء الأحياء الباحثين عن الحياة في الفضاء أن يتذكروا هذا النوع من الأيض (ولعله النوع الأقدم في الأرض) وذلك عند بحثهم عن حياة في الكواكب الأخرى.
4- الأكثر عزلة: كان العلماء يعتقدون أن لا شيء كان يحيا تحت (أسفل من) رف لارسن بايس الصخري الذي انفصل مرة عن المياه الساحلية لقارة انتار كتيكا (وهي قارة غير مأهولة تقع خلف القطب الجنوبي) وقد حدث هذا الانكسار عام 2002. لكن بكتيريا برهنت على عدم صحة هذا الاعتقاد.
فقد أعلن يوجين دوماك وزملاؤه من جامعة هاملتون عن اكتشافهم لبكتريا بيضاء متكتلة تنمو على شكل جديلة على بقعة مظلمة تماماً على أرضية البحر يبلغ طولها قدماً قريبة من الأسماك الصدفية. ويقول الجيولوجي دوماك "إن هذا النظام أكثر عزلة من أي شيء آخر عرفناه سابقاً، وربما أنها طريقة لصنع الحياة تختلف عن أي شيء نعرفه".

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة