العثور
على الحياة في أماكن غير متوقعة
بقلم
:ميغان مانسيل ويليامز
ترجمة
/المدى
برهن العام السابق على أنه عام الميكروبات، أقدم وأكثر
سكان العالم وجوداً. وقد عثر العلماء الذين يتميزون
بالجرأة على كائنات حية جديدة تقدم الدليل على قدرة الحياة
على التجذر في أربع بيئات ذات سمات متطرفة.
1- الأعمق: باستخدام وسيلة استكشاف للمناطق البعيدة. تمكن
فريق من الوكالة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا البحرية في
جامعة شيزوكا بالتعاون مع مركز ساوث هامبتون للمسح المحيطي
من تحديد كائنات حية وحيدة الخلية تعيش تحت أعمق نقطة
محيطية بمسافة سبعة أميال. وتسمى هذه النقطة "العمق
المتحدي" وتقع في أخدود ماريانا. وتمثل هذه المخلوقات فرعاً
من كائنات بحرية دنيا تعود إلى 9 ملايين سنة. ويقول قائد
الفريق الياباني هيرومشي كيتازاتو "إن هذه الأخاديد
العميقة توفر ملاذاً آمناً للكائنات الحية التي سكنت قديماً
من الحيوانات البحرية المفترسة".
2- الأكثر ملوحة: بالقرب من جزيرة كريت، تمكن بول فان دير
فالن وزملاؤه المختصون بأبحاث المياه "كيوا" في هولندا من
اكتشاف الحمض النووي (DNA)
لبكتريا بل حتى
لميكروبات بدائية في برك مالحة من كلوريد البوتاسيوم
المكثف، الذي تصل كثافة ملوحته إلى 100 مرة مقارنة بماء
البحر. وهذه الجيوب المالحة ترجع إلى فترة تبخر الماء في
شرقي البحر المتوسط، تاركاً بقايا الملح التي ظلت عالقة في
الأرض. ويعلق الباحثون على هذا الموضوع بقولهم إذا كان
بإمكان الحياة أن تكون حاضرة هنا، فمن المحتمل أن تكون
موجودة في الحجرات المالحة في كواكب أخرى.
3- الأكثر حرارة: وجد فريق جامعة كولورادو في بولدر أن
الميكروبات في الينابيع الحارة والتي تصل درجة الحرارة
فيها إلى 160 والموجودة في متنزه الصخرة الصفراء الوطني
تعتاش لا على الكبريت كما كان معتقداً بل على الوزن
الجزيئي للهيدروجين (H2)
وفي درجات الحرارة
هذه فإن الميكروبات تعتمد على الطاقة الكيمياوية للتزود
بالطاقة بدلاً من الضوء. ويقول العلماء أنه يتوجب على
علماء الأحياء الباحثين عن الحياة في الفضاء أن يتذكروا
هذا النوع من الأيض (ولعله النوع الأقدم في الأرض) وذلك
عند بحثهم عن حياة في الكواكب الأخرى.
4- الأكثر عزلة: كان العلماء يعتقدون أن لا شيء كان يحيا
تحت (أسفل من) رف لارسن بايس الصخري الذي انفصل مرة عن
المياه الساحلية لقارة انتار كتيكا (وهي قارة غير مأهولة
تقع خلف القطب الجنوبي) وقد حدث هذا الانكسار عام 2002.
لكن بكتيريا برهنت على عدم صحة هذا الاعتقاد.
فقد أعلن يوجين دوماك وزملاؤه من جامعة هاملتون عن
اكتشافهم لبكتريا بيضاء متكتلة تنمو على شكل جديلة على
بقعة مظلمة تماماً على أرضية البحر يبلغ طولها قدماً قريبة
من الأسماك الصدفية. ويقول الجيولوجي دوماك "إن هذا النظام
أكثر عزلة من أي شيء آخر عرفناه سابقاً، وربما أنها طريقة
لصنع الحياة تختلف عن أي شيء نعرفه". |