قراءة في
التحليل الاقتصادي لقانون الاستثمار الأجنبي في العراق
(2-2)
د.
عمرو هشام / مركز دراسات الوطن العربي / الجامعة
المستنصرية
قطاع
النفط له اولوية في الاقتصاد العراقي وقطاع الكهرباء
والبناء والتشييد وبعض الصناعات مثل الاسمنت والطابوق يمكن
ان تكون بالمرتبة الاولى , كذلك فهناك تفاوت بين المدة
التي يمنحها قانون الاستثمار العراقي وقانون الاستثمار في
كوردستان لذا يفضل من أجل تلافي كل ذلك:
ان تكون المدة متقاربة على سبيل المثال عشر سنوات في كلا
القانونين حتى لا يصار الى تنافس في اعطاء الامتيازات
للمستثمر الاجنبي. والاضرار بمصلحة احدى المناطق على حساب
الاخرى في نفس البلد الواحد.
ان
وجود جدول معقد فيه اربعة تصنيفات قد يثير كثيراً من اللغط
والتشويش حول اي المناطق هي الاكثر تضررا والتي يجب ان
تحظى بحق الاعفاء الاعلى ، كما نجد في هذه المحاولة تناسيا
لنوع النشاط الاقتصادي وهو الذي يفترض ان يتم تغليبه على
بقية الاولويات في هذه المرحلة نظرا لحاجة العراق الماسة
كبلد الى استثمارات كبيرة في قطاعات اقتصادية معينة تستطيع
ان تكون بدورها ماكنة للنمو من خلال تشابكاتها القطاعية او
بما توفره من موارد مالية ضخمة , فقطاع النفط له اولوية في
الاقتصاد العراقي وقطاع الكهرباء والبناء والتشييد وبعض
الصناعات مثل الاسمنت والطابوق يمكن ان تكون بالمرتبة
الاولى , كذلك فهناك تفاوت بين المدة التي يمنحها قانون
الاستثمار العراقي وقانون الاستثمار في كوردستان لذا يفضل
من أجل تلافي كل ذلك:
ان تكون المدة متقاربة على سبيل المثال عشر سنوات في كلا
القانونين حتى لا يصار الى تنافس في اعطاء الامتيازات
للمستثمر الاجنبي. والاضرار بمصلحة احدى المناطق على حساب
الاخرى في نفس البلد الواحد.
ان يتم تسهيل الجدول والتصنيفات الواردة فيه , الى منطقتين
فقط أ و ب ويمنح للمنطقة أ اعفاء 100%، في حين يمنح
للمنطقة ب اعفاء 75%، وتقليل التصنيفات وتسهيل الاجراءات
وتقليل عدد الشرائح وتبسيط اسعار الضريبة هي من مبادئ
الاصلاح الضريبي المهمة التي بدأت معظم دول العالم الاخذ
بها في عقد التسعينيات . وهذه العملية تسد الباب بوجه
الفساد الادراي من ناحية والسجالات السياسية من ناحية اخرى
وتفتح الباب امام منافسة اقتصادية عادلة للمستثمرين
الاجانب من ناحية ثالثة , يبقى التأكيد على المستثمر
المحلي وعدم اغفاله او اغفال الاستثمار المحلي لانه يبقى
الخيار الافضل للبلد .
6 - أخيرا في الفصل السابع تبرز الملاحظات التالية: اولا
فيما يتعلق بالمادة 27 حول حل الخلافات بصورة ودية الى ان
يصل الى عبارة ( في القانون العراقي أو وفقا لاحكام تسوية
المنازعات الواردة في أي من الاتفاقيات الدولية او
الثنائية ) , نجد مراجعة كلمة ( او) باعتبار انها تعطي
الخيار لاحد الحلول للمستثمرالأجنبي الذي غالبا ما قد يلجأ
الى منظمات دولية والتي قد تنحاز في الاغلب لمواقف
المستثمرين الاجانب ضد الحكومات المحلية لذا نعتقد
باستبدال (أو) بعبارة تجعل القانون العراقي يكون في مقدمة
الحلول للمنازعات واذا لم يتوفر ما يشير في القانون
العراقي لهذه المسألة عند ذاك يمكن الرجوع الى احكام تسوية
المنازعات الواردة في أي من الاتفاقيات الدولية او
الثنائية .
والوقفة الاخيرة المطولة تكون مع المادة 30 في فقرتها -ثانيا-
التي استثنت الاستثمار الاجنبي في قطاعي المصارف وشركات
التأمين, وهو استثناء نجد أنه غير صحيح و لايستطيع
الاستثمار المحلي الآن ولا مستقبلا في الامد القريب او
المتوسط من النهوض بمتطلبات صناعة الصيرفة ولا تقنياتها
ولا اساليبها الادارية والمحاسبية العالمية, بل هو أحد أشد
القطاعات التي تحتاج الى اعادة تأهيل ، فقد انتكس هذا
القطاع منذ عام 1964 بعد قانون التاميم , ولم يعد الى
نشاطه السابق حتى في التسعينيات والسماح للمصارف الاهلية
بمزاولة نشاطها من جديد وما زالت المصارف العراقية تعاني
من ضعف رؤوس اموالها وتخلف خدماتها وادواتها المصرفية حتى
هذه اللحظة.
وهناك ملاحظات سريعة يمكن الاشارة اليها عند المقارنة بين
مسودة قانون الاستثمار العراقي المقترح وبعض القوانين
الاخرى أهمها:
-عدم التطرق في القانون العراقي للمناطق الحرة .
-عدم التطرق الى متابعة او رصد الاستثمارات الاجنبية - كما
جاء في قانون كردستان المادة الرابعة عشرة - ولا الى
دراسات الجدوى التي يمكن أن تقدمها هذه المشاريع قبل البدء
بنشاطاتها .
-هناك استثناءات تعطى للدولة امكانية ( عقد سلة حوافز
package deal)
وهو عقد تقوم بموجبه الدولة ممثلة بهيئة الاستثمار او ما
يناظرها بمنح المستثمر الراغب في تنفيذ مشروع معين الحوافز
والاعفاءات والتخفيضات ضمن ضوابط محددة يمكن اقرارها في
مادة اخرى كما في القانون اللبناني يحدد بموجبها السقف
الاعلى أو الحد الاقصى من الحوافز لنظام عقود سلة الحوافز
.وادارة الحاضنات (Incubators.)
هناك امكانية لتطور الاشكال القانونية للشركات العراقية في
المستقبل القريب - كظهور شركات قابضة للعراق خاصة أنه يوجد
مقترح للبنك المركزي بهذا الخصوص - , والقانون الحالي لا
يأخذ بنظر الاعتبار امكانية ظهور شركات كهذه او شركات
مساهمة مغفلة كما في القانونين اللبناني والسوري اللذين
يتعرضان بوضوح لهذه الانواع من الشركات.
-القانون الكويتي للاستثمار يؤكد اولوية اختصاص المحاكم
الكويتية لحل النزاعات في حال وجودها ومن ثم يعطي امكانية
الالتجاء الى التحكيم الدولي , كما يؤكد هذا القانون
الاستفادة من الاتفاقيات الموقعة لتجنب الازدواج الضريبي ,
وهذا ما يمكن ان يستفيد منه المشرع العراقي لاعداد قانونه
الخاص بالاستثمار.
-القانون الفلسطيني - في المادة 23 - يمنح الاعفاءات من
ضريبة الدخل على أساس قيمة رأس مال المشروع , وكلما زادت
قيمة رأس مال المشروع تزداد مدة الاعفاء , في حين ان
القانون اللبناني يعتمد منح الاعفاء الضريبي على اساس
تنمية المناطق جغرافيا لكنه يقسمها الى ثلاث مناطق أ وب وج
ويحدد المناطق بدقة في نفس القانون ولا يتركها للاجتهادات
الشخصية .
-وفي الختام يمكن الخروج بنتيجة فحواها أنه اذا كان لابد
من تشريع قانون للاستثمار لابد من اعادة النظر في كثير من
بنود القانون الحالي والعمل على تعديلها, ومن ناحية أخرى
يمكن ان يكون اي قانون للاستثمار بصورة مؤقتة اذا كان لابد
من اصداره, لان العراق يحتاج الى مدة زمنية قد لا تقل عن
خمس سنوات لمعالجة السياسات الاقتصادية واستكمال الاصلاحات
الاقتصادية والقانونية والمؤسساتية ناهيك قبل كل شيء عن
ضرورة الاستقرار الامني والسياسي في العراق.
|
فنزويلا
تسعى لتصبح مصدرا رئيساً للنفط إلى الصين
كراكاس/ وكالات:
قال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إن بلاده ستصبح أحد أهم
مصدري النفط الى الصين ليصل حجم صادراتها إلى نصف مليون
برميل يوميا في 2010 . وتصدر فنزويلا حاليا -وهي ثامن منتج
وخامس مصدر عالمي للنفط الخام- 150 ألف برميل يوميا إلى
الصين بالمقارنة مع 1.5 مليون برميل إلى الولايات المتحدة,
المستورد الأول منها. ويصل إنتاج فنزويلا إلى حوالي 3.2
ملايين برميل يوميا. وأعلن شافيز أنه سيوقع اتفاقيات مع "ناشيونال
بتروليوم كوربوريشن" و"تشاينا بتروليوم آند كيميكل
كوربوريشن" وهما شركتان كبيرتان صينيتان. وأوضح أنه سيتم
التعاون لاستخراج النفط في فنزويلا من 19 حقلا من خلال
إنشاء شركات مشتركة. ويؤكد المسؤولون الفنزويليون أنه
بالرغم من الخلاف السياسي مع واشنطن فإن الاهتمام المتصاعد
بالصين لن يؤثر سلبا على الولايات المتحدة, |