من الذي لا يعرف هاينريش بول؟
ترجمة/ سلمى حربة -
(كولونيا-
المانيا)
في
ذكرى وفاة الروائي الالماني هاينريش بول أفردت جريدة
(كولنر شتات أنتسايكر) إحدى صفــحاتها احتفالا بهذه
المــناسبة، ضمت فضــلا عن التحــقيق الصحافي الذي قــام
به المحرر الأدبــي مع بعـض الذين كان لهم آنذاك الحظ في
التعرف إليه عن قرب في قرية " ميرتن "القريبة من مديــنة
كولن، لقــاء مـع رئيـس بلدية القـرية و سيرته الذاتـية
التي اعتــنت بأهــم الإنجــازات التي تحقـقت في حيــاته،
و هذه ترجــمة لمــا جــاء في الصـــــفحة: في السادس عشر
من تموز |يوليو
عام 1985 توفي هاينـريش بول، الحائز على جائـزة نوبل
للآداب، كان في وداعه آنــذاك كثيــرون، ربما كان على
رأسهم رئيس ألمانيا الاتحــادية آنذاك، يتذكــر فلفريد
بالاو، و هو واحـد من جيرانه، كيــف قدم عام 1982 الى قرية
ميــرتن بعد أن ترك مدينة كـولن، و كيف كان الاحتـفال
الجنائـزي الذي شارك فيه الكثـير من الكتاب و الفنانين و
السياسيين المعروفين، كذلك معارفه و محبيه و كيف رافقت
الجموع في الموكب الى مقبرة " آول كاسه "في مدينة ميرتن
عدة فرق موسيقية غجرية تعزف الألحان التي كان يحبها، فقد
كانت له علاقة متميزة معهم في حياته و كان يعطيهم قيمة
خاصة، و يدعم مطالبهم و حقوقهم، و عندما داهمه المرض كان
هؤلاء القوم يتناوبون السهر عليه، وإعطاءه الدواء في وقته،
يتذكر بالاو كيف أن قبره البسيط لم يكن تقليديا عندما زين
بالتصميمات الحديثة التي لم يرها أحد على شاهدة قبر آخر،
قام بإنجاز ذلك كله ابن أخ هاينريش بول و اسمه " رينيه " و
قد استوحى ذلك من رسومات كتاب " الأمير الصغير " لسانت
أكزوبري وبشكل خاص ذلك الشهاب الذي يتبعه شريط من نوره
الوهاج مع عشرين شعاعا تحيط بالقمر، مع مذنبات صغيرة
تناثرت في الأرجاء،تحيط باسمه هاينريش بول 1917-1985 مع
توقيعه محفورا على الحجر.
كثيرا ما يأتي الناس لزيارة القبر، ولا تستغرب أن ترى بين
أولئك طلاب مدارس قدموا في رحلة مدرسية لزيارة قبر شخص
مشهور، و ربمـا الأكثر من ذلك بالنسبة لهم أنه يشكل جزءا
من تاريخهم، و ربما كان ظن الكثير منهم قد خاب وهو ينظر
الى القبر لما فيه من بساطة، قد لا تتناسب مع هذا الرجل
المشهور.
تقول كارين و هي تسكن قرية ميرتن، أنه صادف أن أهدت الكاتب
باقــة ورد في واحـد من أعياد ميلاده فكان أن أهدى لي أحد
كتبه بعد أن وضع عليه توقـيـعه.
كل من يعيش في قرية ميرتن، كبيرهم وصغيرهم يعرف ذلك الشخص
الذي كان يقوم بجولته اليومــية المعتادة، و لو سألت
أحدهــم عنه لأجابك " ومن لا يعرف هاينريش بول "، الرجل
الذي له مكانة كبيرة في التاريخ المعاصر.
وعن الذي حدث لمنزل الكاتب الواقع في شارع مارتين رقم 13
تحدث بيتر شفارتز أن ابنه باع المنزل بعد وفاة والدته عام
2004 و السـؤال الذي طالما ردّد هو لماذا لم تشتـر بلدية
ميـرتن المنــزل الذي كتب فيه بول كتــاباته الأخيرة،
ليحول الى متــحف كامل كمــا هو حاصل للكثــير من الكتاب و
الفنــانين؟
حفل تذكاري
بمناسبة ذكرى
الوفاة هذه أقامت بلدية قرية ميرتن احتفــالا تذكــاريا
حضره الكثير من محبي الكــاتب، بعد ذلك توجـه الجميع
لزيارة قبره، ثم افتتــح ابن أخيه معرضا لصور الكاتب
الشخصية ضم حوالي 40 صورة فوتوغرافية، ضم أيضا الكثير من
الرسائل التي كان يحتــفظ بها أو تلك التي كان يكتبها
لأصدقائه، كذلك ضم المعــرض كتبه ومقتــطفات من حياته وبعض
صفحات الجرائد التي نشر فيها بعضا من كتاباته، وبعد ذلك
شاهد الجــمهور فيلم "مشهد المهرج " المقتبس عن رواية له
بالاسم نفسه.
في ذكرى هاينريش
بول
التقى محرر
الجريدة مع رئيس بلدية ميرتن " فولفكانك هنسلر " الذي قابل
الكــاتب مرارا أثناء تجــواله اليومي، وبعد وفاته سعى الى
تسمية أحد شوارع ميرتن باسمه و قد تحــقق له ذلك أسوة
بالكثـير من الشوارع التي تسمى بأسماء الكتاب و المفكرين
في ألمانيا بعد أن يكــونوا قد فارقوا الحياة.
*قبل أكثر من سنة من الآن اشترت إحدى العائلات منزل
هاينريش بول بعد أن عرض للبيع، السؤال: لماذا لم تشتر دار
البلدية البيت لتحوله الى متحف له؟
هنسلر:بالطبع بيعه بهذه الطريقة خسارة كبيرة لنا، فالوضع
المالي لإدارة المدينــة كان سيئا جدا وكان ذلك غير ممــكن
بطبيعة الحال.
*في هذا العـام تحتفلون للمرة الأولى بذكرى وفاته ؟
هنسلر:في العشرين سنة الماضية لم نعمل الشيء الكثير
لذكراه.
*ما الدافع لإقامة مثل هذا الاحتفال ؟
هنسلر: لكي يبقى هاينريش بول حيا في ذاكرتنا، و أيضا أن
قسما من الناس الذين ينتمون الى الأجيال الجديدة لا
يعرفونه جيدا، هذه فرصة لكي يتعرفوا إليه.
*هل حقق المكان الذي أقيم فيه الاحتفال غايته ؟
هنسلر: أعتــقد أن ذلك حقـق نجــاحا، الناس في " ميرتن "
عرفوه عن قرب وبعضـهم قادر على إعطاء معـلومات عنه، ثــم
أن زيارة المقـبرة والوقــوف عند قبـره ذلك كلــه يجعل
المشارك في الاحــتفال يشعر أنه بصــدد زيارة شخــص عزيز
عليه كان قد فقده،سنحاول أن نجعل من ذلك تقليــدا سنويا.
*أي رواية لهاينريش بول الأحب الى نفسك ؟
هنسلر:(مشهد المهرج) كذلك (صورة جماعية مع السيدة).
|