اصوات من
مؤتمر المصالحة الاول ..
المؤتمرون: لا مكان للإرهابيين بيننا
بغداد/ المدى
في اول مؤتمر لهيئة
المصالحة والحوار الوطني شارك فيه اكثر من 600 شيخ عشيرة
وقبيلة عراقية من اقصى جنوب العراق وغربه ووسطه وكردستانه
فيما جاء شيوخ من خارج الوطن.. كلهم يضعون العراق في حدقات
عيونهم - هكذا قالوا لنا.. وكلهم تصميم على انجاز مشروع
المصالحة الوطنية وهاجسهم استقرار العراق.. وايقاف نزيف
دماء ابنائه والحفاظ على وحدته شعباً وارضاً.
(المدى) كانت بين المؤتمرين وحاورت عدداً منهم وكان اللقاء
الاول مع الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي لمجلس الوزراء
وقال: العشائر مكون اساسي كما هو معلوم سواءً في تاريخ
العراق او في دستوره الدائم وهي جزء من آليات المصالحة
الوطنية التي وردت في مشروع المصالحة الذي تبناه رئيس
الوزراء الدكتور نوري المالكي وبالتالي عليها مسؤولية ذات
اهمية قصوى في توحيد الصف العراقي وجمع شمل العراقيين
وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ العنف والارهاب مضيفاً: اننا
نعول كثيراً على رؤساء العشائر وابنائها فهم مكون مهم في
الحياة المدنية العراقية ونعتقد انهم قادرون على صياغة
ميثاق شرف يحرم سفك الدم العراقي كما انهم قادرون على
انجاز المهمة التاريخية التي انيطت بهم وسيتحقق ذلك حتماً
كي يتم عزل العناصر الارهابية التي عاثت في ارض العراق
فساداً.
وفي معرض رده على سؤال يتعلق بماهية العقوبات التي ستفرض
على الذين يقاطعون مشروع المصالحة قال: لا مجال للحديث عن
العقوبات ونحن نشارك في اعمال المؤتمر الذي نسعى جميعاً
لأن نجعله مؤتمراً للمحبة ونعتقد بان كل من يحب العراق
وشعبه سيتقدم للمشاركة وان العشائر العراقية وفئات المجتمع
الاخرى قادرة على معاقبة الارهابيين والقتلة.
رئيس الوزراء..
حمل غصن الزيتون
واوضح الدباغ ان رئيس الوزراء حمل غصن الزيتون اولاً ولم
يحمل العصا.
وعلى سؤال لـ (المدى) مفاده: ماذا بعد المؤتمر؟
اجاب: هناك مؤتمرات اخرى ستعقد من اجل تسريع المصالحة
الوطنية منها مؤتمر للقوى السياسية وآخر لرجال الدين وائمة
المساجد وسيعقد مؤتمر مماثل في الاردن ومؤتمر لمنظمات
المجتمع المدني وللعسكريين والمثقفين.
وعن دور الاكاديميين والادباء في هذا المشروع قال:
بالتأكيد سيكون هناك دور مهم للاكاديميين والادباء وجميع
المثقفين وكل مكونات الشعب العراقي، لأن كل مواطن سيمارس
دوره من مكانه.
وعن اللجان التي ستنبثق عن المؤتمر اجاب الدباغ:
الحكومة لن تتدخل في اعمال المؤتمر وادارته منوطة بلجنة
العشائر التي تتمتع باستقلالية كاملة وهي التي تقرر ما
تراه مناسباً للعراق وللشعب ولحفظ وحدة البلد مشيراً إلى
انه متفائل بما سيفرزه هذا المؤتمر وعن تقييمه لحجم
المشاركة قال:
المشاركة خطوة وقص لشريط افتتاح مشروع وطني كبير وهي
باكورة نتاج جهود ستكتمل بمشاريع وطنية اخرى لاسيما نحن
نشهد انفراجاً امنياً واضحاً وهذا مدعاة للتفاؤل وانعاش
لآمال العراقيين مبيناً انه ليس هناك شروط للحكومة امام من
يبغي المشاركة بل هناك ثوابت وطنية والدعوة مفتوحة للجميع
وليس هناك "فيتو" على احد والحوار هو الطريق الصحيح وليس
العنف.
اللقاء الآخر كان مع الشيخ "محمد الكهية" شيخ عشيرة "البو
عامر" سألناه عن جدوى عقد مثل هذه المؤتمرات فقال:
لاشك إننا نأمل ان تحقق هذه المؤتمرات نتائج ايجابية تسهم
في استقرار العراق وايقاف دوامات العنف التي تعصف به الآن.
وفي سؤال عن العلاقات بين العشائر قال: العشائر وعلى
الدوام كانت متوحدة ولكن السياسيين هم الذين يحاولون زرع
بذور الفرقة بينها من خلال مواقفهم وقراراتهم فيما تحاول
العشائر ان تنسجم مع السلطة ومع السياسيين من خلال ما
تنجزه السلطة السياسية. فقلنا وهل هناك خلافات بين العشائر
والسلطة؟
فأجاب: ليس هناك خلاف.. بل فجوة كبيرة سببها ان السلطة لا
تنظر إلى شيخ العشيرة بعين الاعتبار ولا إلى موقعه
الاجتماعي ولهذا نجد ان يد الارهاب طالت عدداً من شيوخ
العشائر فيما ظل الشيخ محترماً وذا موقع متميز في جميع
العهود ولم يتعرض للقتل يوماً ما.
وسألناه: هل تظن بان جميع ابناء العشيرة يتبعون الشيخ
ويظهرون له الطاعة؟ قال:
المجتمع العراقي.. عشائري ويحمل خصالاً وشمائل تتسم بالادب
والانضباط وللشيخ مكانته بين ابناء عشيرته ولهذا فهم يبدون
فروض الطاعة له لذا نجد ان ابن العشيرة الذي تشبع بتربية
آبائه واجداده لا يخرج عن سكة اهله.
اما الشاذ والخارج على اعراف القبيلة فنستطيع ان نضعه في
صف الارهابيين.
والتقينا كذلك الشيخ "عبد الاله فاهم الفرهود" رئيس عشائر
"بني ازيرج" محافظة المثنى" وسألناه عن تقييمه للمؤتمر
فقال: وحدة العشائر العراقية متأصلة في نفوس شيوخها
ورؤسائها والانتماء واحد، فعشائر كردستان مثلاً لها امتداد
بين عشائر جنوب العراق ونتمنى ان يحقق المؤتمر اهدافه
ويؤلف بين القلوب ويقضي على النعرات الطائفية التي تهدف
إلى تمزيق وحدة العراق.
وعن سيطرة رئيس العشيرة على ابناء عشيرته قال: من الصعب
على الشيخ السيطرة على جميع افراد العشيرة لأن الانفلات لا
يزال واضحاً حتى هذه اللحظة وهناك قضايا كثيرة نحس بها
ونتلمسها من حين لآخر ما زلنا نراقب ونتابع جميع الامور
الخاصة بالعشائر لذا نطالب بإسناد الدولة لشيوخ العشائر
مشيراً إلى رسالة بعث بها اليه احد شيوخ عشائر محافظة
الرمادي يطلب منه التدخل لدى وزارة الداخلية لطرد
الارهابيين والتكفيريين من المحافظة.
اللقاء الآخر كان مع الشيخ سامي عزارة آل معجون رئيس لجنة
العشائر العراقية وسألناه اولاً: الا ترى ان المؤتمر قد
تأخر بعض الوقت؟ فقال:
ابداً.. لم يتأخر اذ بذلنا جهوداً كبيرة من اجل انتظام
عقده وتجاوزنا العقبات فقد كان هناك عدد كبير من شيوخ
العشائر يقيمون في خارج العراق وها هم الآن يشاركون في هذا
المؤتمر الذي نأمل ان يحقق اهدافه المرجوة وستعقبه مؤتمرات
اخرى للعشائر العراقية.
وفي معرض رده على سؤال بشأن قدرة شيوخ العشائر على ايقاف
العنف الطائفي قال: لا اشك في ذلك.. لأن اكبر مكون عراقي
هو العشائر بتفاصيلها وتلاحمها وامتداداتها وتداخلها مع
بعضها، وباستطاعتها تهدئة الاوضاع واستيعاب من لا يروم
المشاركة في المصالحة الوطنية.
وعن اهداف المؤتمر اجاب: الاهداف محددة وحسبما وردت في
خطاب رئيس الوزراء وسيصدر عن المؤتمر ميثاق يجري التوقيع
عليه من قبل جميع رؤساء عشائر العراق.
المشاركة الواسعة
دليل على النجاح
اما الشيخ انور ندى اللهيبي فقال:
نأمل ان يحقق المؤتمر اهدافه وغاياته بما يضمن للعراق
وحدته وامنه لأن عشائر العراق مخلصة ووفية لوطنها ومتآخية
فيما بينها كما انها تطمح إلى دعم الحكومة لها، واعتقد ان
نجاح المؤتمر واضح من خلال هذه المشاركة الواسعة لشيوخ
ورؤساء عشائر العراق كافة. اذ يسعى هذا الجمع إلى تعزيز
وحدة العراق من كردستانه إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ومن
المؤكد ان العنف الطائفي لم يكن سببه العشائر بل بسبب وجود
عناصر متطرفة قد تتمكن العشائر - ان تآزرت وتوحدت جهودها -
من ان تطردها وخاصة الزمر التكفيرية التي تقتل الابرياء
دون رحمة. وعن مصدر هذه الزمر ومن اين تأتي؟ قال: بالتأكيد
ان منبعها من خارج العراق وعن الذين يشكلون الحاضنة
للارهاب اجاب: بدأت الصورة تتضح للذين اغوتهم المجاميع
الغادرة مضيفاً ان الهدف ان نضع يداً بيد من اجل العراق
وليس من اجل مصالح فئوية او سياسية او دينية او جهوية.
وكان لقاؤنا الآخر مع الشيخ فصال الكعود محافظ الانبار
السابق الذي حدثنا قائلاً:
المؤتمر اعاد وضع العشائر إلى طبيعته الحقيقية من التآلف
والاخوة والجميع يؤيدون مبادرة رئيس الوزراء وهذا انجاز
عظيم يسجل للمالكي، والعراقيين اليوم يتنادون للوقوف بوجه
الهجمة الارهابية الهمجية وعن امكانية العشائر في ايقاف
العنف الطائفي قال: ان بعض رؤساء العشائر لهم علاقات مع
العناصر المسلحة التي تتعرض الآن لضغوطات كثيرة من العشائر
ورؤسائها وباستطاعتي الكشف عن هؤلاء الذين لا يريدون
للعراق خيراً.
خطوة في طريق
الألف ميل
ومن كردستان التقينا الشيخ عزيز محمود عزيز احد مشايخ
عشيرة "مركه" في محافظة السليمانية وقال رحلة الألف ميل
تبدأ بخطوة واحدة والمصالحة الوطنية هي أمل جميع العراقيين
والحوار الوطني يمثل هذه الخطوة الاساسية. العراقيون بحاجة
ماسة إلى الانفتاح على بعضهم البعض والمشاركة في حوار مخلص
وجاد وحقيقي يفضي إلى وضع العراق على طريق الامان والرخاء
والاعمار.
واضاف: نتمنى ان يكون هذا المؤتمر مقدمة جيدة لنتائج تظهر
آثارها الايجابية على المدى القريب في ترصين الامن وتحسين
الاوضاع الاقتصادية والسياسية للعراقيين عموماً.
وعن مستوى العلاقات بين عشائر كردستان والعشائر العراقية
الاخرى قال:
هناك علاقات تاريخية قديمة بين عشائر كردستان والعشائر
الاخرى فضلاً عن المصالح المشتركة كالتجارة والتزاوج
يجمعنا الانتماء الوطني الصميمي الذي ظهر واضحاً من خلال
الثورات المشتركة ضد الطغيان والديكتاتورية موضحاً بان
العشائر العراقية ليست هي اليد الوحيدة التي تستطيع ان
تدحر الارهاب بل تشترك معها كل المرجعيات الدينية التي
تتمتع بحضور كبيرة بين اوساط الشعب العراقي وتحظى بطاعتهم
وكذلك القوى السياسية الفاعلة وهذا لا يعني التقليل من شأن
العشائر، وعن نظرته للمستقبل قال: يجب ان لا نيأس.. لأن
اليأس يعني الموت.. والأمل يعني الحياة معرباً عن تفاؤله
بإطلالة فجر عراقي جديد.
لقاؤنا الاخير كان مع الشيخ فيصل شاكر القندار "رئيس عشائر
بني لام" الذي تمنى ان يخرج المؤتمر بتوصيات ملزمة للجميع
وان تتضافر جهود المشاركين من اجل نجاحه وتحقيق اهدافه في
انجاز المصالحة الوطنية التي يأمل العراقيون فيها خيراً من
اجل بناء العراق الجديد.
|