مها عادل
العزي
تصوير/ سمير
هادي
هل سمعت عن
دور السينما ايام الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات؟
ايام عصرها الذهبي، حيث شهدت صالاتها عشرات العوائل التي
تبحث عن التسلية والفائدة من دون أي حرج او مضايقات، فما ان
تسمع عن فيلم جديد حتى تحجز احدى المقصورات بعد ان تكون قد
هيأت كل المستلزمات المحببة الى النفس (كالكرزات) والشطائر
والحلويات . ومما يحكى عن السينمات وايامها ان عبد الحليم
حافظ جاء الى بغداد خصيصاًُ ليفتتح فيلمه (الخطايا) في احدى
دور السينما..ان دل هذا على شيء فإنه يدل على الدور الواضح
الذي لعبته السينما والتي افلت شمسها يوماً بعد آخر.
اليوم هل
تفكر العائلة العراقية مجرد تفكير في الذهاب لمشاهدة احد
العروض.. ان ذلك محض خيال زاده صعوبة ظرفنا الراهن.
السيد زاهر
محمد احد الرواد القدامى لدور السينما يتحدث عن نوعية
الاشرطة التي تعرض حالياً، بقوله:
- بالدرجة
الاولى تعرض الافلام الاجنبية التي تلقى رواجاً خاصاً من قبل
الشباب، وكذلك الاشرطة الهندية والعربية.. ومما يلاحظ الآن
ان اكثر المتفرجين هم من المراهقين الذين لا تتجاوز اعمارهم
العشرين عاماً، وغالباً ما يتكرر الجمهور في كل مرة، وفي كل
عرض، اما نسبة العوائل فهي لا تتجاوز الواحد بالمئة.
*الا تعتقد
انها نسبة قليلة؟ وما هو السبب في رأيك؟
- بالتأكيد
انها نسبة قليلة جداً، خاصة اذا ما قورنت بمرحلة الستينيات
والسبعينيات والسبب في ذلك يعود حسب اعتقادي الى وجود
(الستلايت والسيدي)، فالعائلة تفضل ان تشاهد الفيلم في البيت
بدلاً من ان تأتي الى السينما، هذا بالاضافة الى صعوبة الظرف
الامني.
*الا تعتقد
ان احد الاسباب قد يكون في ان معظم الذين يترددون على
السينما هم من الجمهور الزاعق، وهذا يؤثر حتما في ذوق
العائلة؟
- هناك
مسألة مهمة هي صعوبة السيطرة على تصرفات الشباب خاصة
المراهقين منهم، فهم غالباً ما يأتون في مجاميع يساند بعضهم
بعضاً، واذكر هنا حادثة وقعت في سينما غرناطة عندما تدخلت
ادارة السينما واخرجت بعض المشاكسين، فتسبب ذلك في مشاجرة
كبيرة كان من الصعب السيطرة عليها.
مصدر
الاشرطة المعروضة، وفي ما اذا كانت حائزة على شروط الرقابة،
فهناك مكاتب خاصة لإستيراد الافلام، فمن المفروض ان تكون
هناك اجراءات خاصة للاستيراد وهناك شروط يجب الالتزام بها،
حتى الصور التي تعرض في واجهة السينما يجب ان تختم وتعرض
للتفتيش في أي وقت من قبل لجنة رقابية خاصة، فهل يعمل بهذه
الاجراءات الرادعة؟
اسماعيل
حلوجي صاحب احد مكاتب الاستيراد يقول:
- اشتغلت في
مجال ادارة الدور السينمائية منذ عام 1956، حين ترك لي والدي
دارين سينمائيتين في كركوك، بعد ذلك عملت في مجال استيراد
الاشرطة السينمائية، فأنا اسافر بين مدة واخرى الى لبنان
الذي يعد المصدر الرئيس للافلام السينمائية والذي يمول
الاقطار العربية.
* وهل
تستورد الافلام على اساس ذوق الجمهور؟ وكيف تحدده ؟
- في المدة
الاخيرة نجد ميلاً نحو الاشرطة الاجتماعية الاجنبية او كما
يطلق عليها الاشرطة الناعمة، وهذا يدل على ان الذوق يبتعد عن
العنف والخشونة، فالجمهور مثلاً كان في مرحلة الستينيات يفضل
الاشرطة التاريخية خاصة الايطالية وفي السبعينيات اتجه نحو
افلام الكاوبوي ونجد في الثمانينيات والتسعينيات اشرطة
الاكشن.
* وماذا عن
استيراد الافلام الحديثة؟
- هذا النوع
من الافلام يكون بأسعار مرتفعة جداًُ، فمثلاًُ شريط تيتانيك
قبل عرضه في شاشات التلفاز كان يباع بسعر خيالي، لذا فمن
المغامرة شراؤه حتى ان نجح يكون ابطالها احد الممثلين
المشهورين الذين يفضلهم الجمهور الحالي.
* وماذا عن
الاشرطة العربية؟ وهل تخضع الافلام التي تستوردونها الى
الرقابة؟
- الاشرطة
العربية اغلى من الاجنبية، خاصة الجديدة منها، اما بخصوص
الرقابة فالافلام التي تجلب بطريق رسمي تخضع لجهات رقابية
خاصة في الحدود والكمارك للتأكد من صلاحيتها للعرض في دورنا
السينمائية في ضوء تقاليدنا واعرافنا وما يسمح به ديننا
الاسلامي، لكن المشكلة ما يصل عن طريق التهريب وهذا شيء
طبيعي في ظل تدهور الوضع الامني للبلد، لكن هذه المشكلة يمكن
ان تحل بمراقبة العروض السينمائية بشكل مفاجئ ومستمر.
في النهاية
نقول: هل تعود دور العرض السينمائي الى سابق عهدها من تألق؟
وهل يقدر لها ان تضاهي الاشرطة الحديثة التي يعرضها
(الستلايت)؟
الجواب: لا
يبدو انها ستعود الى مجدها السابق، وازمتها ازمة عالمية على
ما يبدو.
|