الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

هل كانت القيادة العراقية تتوقع احتلالاً امريكياً؟

امير الحلو

نشر طبيب التجميل المعروف الدكتور علاء بشير مذكراته حول علاقته بالرئيس العراقي السابق صدام حسين بصفته احد اطبائه ومن المقربين اليه ومن اخيه برزان التكريتي، ومن حق الطبيب المشهور ان (يتدخل) في السياسة ما دام يمتلك بعض المعلومات بحكم علاقته بالمسؤولين الكبار و (سماعه) للاخبار والتحليلات عن هذا الطريق، فالدكتور علاء بشير شخصية معروفة ومحبوبة من المجتمع العراقي وهو من اهم اطباء العمليات التجميلية، وان خروجه من العراق كالكثيرين من غيره يمثل خسارة للعراق في وقت هو احوج ما يكون فيه اليهم.

وانا اقرأ في المذكرات نظري حديثه عن حوار جرى بين صدام حسين والمرحوم السفير نزار حمدون حيث اكد صدام ان الولايات المتحدة ستقوم بالهجوم على العراق واحتلاله، وانا لا اريد هنا التشكيك في صحة الحادثة فأي (عاقل) كان يعرف من كل مجريات الامور ومعطياتها ان مثل ذلك سيقع ولكن السؤال: ما هي ابعاد الهجوم الامريكي واهدافه النهائية؟

لقد عملت خلال السنة الاخيرة التي سبقت الاحتلال الامريكي للعراق مستشاراً في وزارة الاعلام وكان مكتبي يجاور مكتب وزير الاعلام السيد محمد سعيد الصحاف واحضر يومياُ كل الاجتماعات التي يعقدها لإبلاغ وسائل الاعلام العراقية عبر رؤساء التحرير والمدراء العامين في الوزارة بـ(التوجيهات الرئاسية) والخطط العليا التي يضعها (الرئيس القائد) لمواجهة الهجمة الامريكية البريطانية، اعلامياً  ومن المعروف لنا جميعاً ان صلة الصحاف كانت مباشرة بصدام حسين فهو يحضر كل اجتماعاته المهمة حتى خارج نطاق مجلس الوزراء، كما انه يتصل به تلفونياً عدة مرات يومياًُ ويرسل له التصليحات المكتوبة والشفهية، أي ان الصحاف كان في لب وقلب الاحداث ورأي صدام حسين بتطورات الاحداث، وكان الصحاف ينقل لنا ما هو مسموح بنقله من المعلومات للتعامل معها اعلامياًُ. وهنا يأتي جوابي على ما ذكرته مذكرات الدكتور علاء بشير عن توقع صدام حسين للاحتلال الامريكي فاسرد بعض الوقائع التي قد تنشر لأول مرة ولكني استشهد بالسيد الصحاف  في مدى صحتها وبودي ان اسمع أي (تكذيب) منه ان اشتططت في سرد المعلومات او ذكرت غير الحقيقة.

كان الصحاف قد شكل بعد تسارع الاحداث وتصاعد لغة الحرب لجنةدائمية يجتمع بها صباح كل يوم اسماها (لجنة الرصد الاعلامي) كنت عضواً فيها لفترة من الزمن قبل ان يخرجني لأسباب اهمها (تدخلي) ومناقشاتي لما يطرحه في حين ان واجب اللجنة هو الاستماع والتنفيذ، فكيف جرى التعامل مع السؤال المهم هل ستحصل الحرب ام لا؟ الجواب نعم لقد كانت القيادة العراقية تعرف ان الحرب واقعة وكان بودها ان لا تقع وقد استمعت الى آراء ونداءات كل الجهات والشخصيات السياسية التي زارت العراق وطلبت القيام بما يجنّب العراق الحرب ويمنع امريكا من شنها، ولكن المفارقة في التحليل عرضها الصحاف علينا من خلال ما يأتي من الوقائع:

اولاً: ذكر وزير الاعلام امام اللجنة ان صدام حسين قد سأله والسيد طارق عزيز عن رأيهما في وقوع الحرب، وقد قام طارق عزيز بإبداء وجهة نظره القائلة ان القوات الامريكية ستهاجم العراق وتجتاحه وصولاً الى بغداد لإسقاط النظام، وليس امامنا سوى ان نقاتل هذا الغزو بكل ما لدينا من قوة، ولم يعلق صدام حسين على كلام طارق عزيز (كما ذكر الصحاف لنا) ثم طرح السؤال نفسه على الصحاف فأجابه: نعم سيحدث قتال ولكنه سيكون شبيهاً بما حدث عام 1998 مضروباًُ بأي رقم كبير من حيث عدد الصواريخ التي ستطلق على العراق وعدد وحجم قنابل الطائرات التي ستستهدف القوات العسكرية والبنى التحتية، وستطول الفترة بأكثر مما حدث عام 1998 حتى تعلن القيادة العراقية اذعانها للمطالب الامريكية وفي مقدمتها تدمير او تسليم اسلحة الدمار الشامل.. وفي نهاية اللقاء (وما زال الحديث للصحاف) قال صدام حسين انني اؤيد تحليل (محمد) وهو اسم الصحاف الذي يناديه به، فالامريكان يخوضون الآن ضدنا (حرباً نفسية) بالتهديد بالاجتياح العسكري وحشد كل هذه القوات العسكرية وتهيئة متطلبات معركة حقيقية، ولكنهم يريدون ارهابنا واجبارنا على تنفيذ مطالبهم!

ونظر لنا الصحاف نظرة (المنتصر) فصدام يؤيد رأيه وعلينا ان نتعامل مع الوضع بحرب اعلامية تواجه حرباًُ اعلامية امريكية وبريطانية تشارك فيها المئات من الاذاعات والفضائيات والصحف، رسمية ومن المعارضة العراقية، وللدلالة على عدم خطورة الموقف وامكانية غزو العراق من قبل امريكا قام الصحاف بما يلي:

!. الاستجابة الى دعوة من وزير الاعلام الماليزي لزيارة ماليزيا والامور تتفاقم على الجبهتين العسكرية والاعلامية ، وجرى تكليف عضو قيادة في حزب البعث مسؤولاً عن منطقة ميسان (العمارة) وهو رجل قال لنا ببساطة في اول اجتماع انه لا يعرف عن الاعلام ولم يمارس أي عمل اعلامي وسيعتمد علينا كلياًُ في مواجهة الموقف، فهل هذا موقف من يتوقع (الغزو)!

ب. من الاساليب المعروفة في العراق ان الوزارات والمؤسسات الحكومية تقوم بإخلاء موجوداتها المهمة من الاجهزة والمعدات وتتخذ لها مقراً بديلاً تستخدمه عندما تبدأ الحرب بأي شكل من اشكالها، ومن المعروف ان جميع مدارس العراق  قد استخدمت عام 1991 كمقرات عسكرية ووزارية بدلاًُ من المواقع الاصلية. وباجتماعنا مع الصحاف لدراسة الموقف والاجراءات الادارية التي يجب اتخاذها ازاء تفاقم الموقف العسكري، قال لنا: لا اخلاء لوزارة الاعلام، انني سأبقى في مقري مع تغييره من الطابق السابع الى الطابق الارضي اتقاء للضربات الجوية وستكونون معي ومن (الجبن) الانتقال الى مقر بديل او نقل الاجهزة الى اماكن اخرى، وبعد انهاء الاجتماع استنكر مدير عام الشؤون الادارية والمالية في وزارة الاعلام رأي الوزير وطلب من المدراء العامين نقل ما يستطيعون نقله من اجهزة مهمة الى اماكن آمنة ومنها بيوت الموظفين، ومن دون اعلام الوزير بذلك، وبالفعل جرى نقل الكثير من اجهزة (الكومبيوتر) والتلفزيونات والمواد المهمة، ولو علم الصحاف بذلك لهددنا بـ(الاعدام) كما هدد به مراسلي الفضائيات العربية (بحضوري)، والسؤال هنا هو هل ان موقف الصحاف هذا يدل على استيعاب لمفهوم الحرب الشاملة التي تؤدي الى احتلال العراق كله، ام التعامل معها كعمليات جوية طاحنة وقصف مكثف بالصواريخ لمدة طويلة، مع امكانية الدخول في بعض المناطق الجنوبية او الشمالية ثم الانسحاب منها كما حصل في حرب 1991، وقد حصل ما توقعناه بالضبط وذهبت مليارات الدولارات هباء منثورا هي قيمة الاجهزة والاثاث والمعدات التي بقيت في مكانها في وزارة الاعلام وبعض الوزارات والمؤسسات الاخرى استجابة لنظرية (الحرب النفسية الامريكية) التي يروج لها الصحاف بأمر من صدام حسين. التفاصيل


انطباعات طيار امريكي: لا نريد للنجف مصيراً طالبانياً كالفلوجة  هدفنا عراق خالٍ من الارهاب وامريكا آمنة!

ترجمة/ عادل العامل

عن انترنشنال هيرالد تربيون

غلين بتلسر

انني امريكي عادي نشأت اشاهد عروضاً ثانية لـ (Brady Bunch) والعب كرة اليد واستمع الى فان هالن. والآن انا ملاح طائرة هيليكوبتر للمارينز قضيت الاسبوعين الآخيرين ملتحماً بشدة مع قوات العدو، هنا وانا اكتب هذا بين المهمات، من دون ان يكون لدي الوقت او الاهتمام لتهذيب ما اكتب، ولذا ارجوكم ان تنظروا الى لب هذه الافكار وليس الى تراكيبها.

لقد وصلت الى هذه البلاد قبل اكثر من شهر، وانا تواق للقيام بدوري هنا لصالح الحرب العالمية على الارهاب، واحمل رتبة متوسطة كضابط، ولذلك فإني امتلك ربما فهماً افضل من العادي لتعقيد الوضع، الا انني لا ادعي انني ارى الصورة الاكبر او انني اقدم اية حلول ستراتيجية.

لقد قرأت خلال سنتي تدريبي العسكري في فرجينيا، (صن تزو) عدة مرات، وتصفحت الكتاب الاحمر الصغير لماو، وجادلت فيما كتبه (المؤرخ الاثيني) ثيومسيديديس، وحللت (الدبلوماسية) لهنري كيسنجر، و(عن الحرب) لكلاوسيفيتز.

كما درست قليلاً عن الثقافة التي انغمر وسطها الآن فأعرف شيئاً عن الخليفة، وعن اركان الدين الخمسة، وعن (الله)، لكنني اعرف انني لا اعرف ما يكفي، وانا ايضاً مؤمن بقضيتنا - اورد ذلك مقدماً كي لا يكون هناك تساؤل ما حول ما يدفعني الى ما اقول.

اننا، نحن جنود البحرية (المارينز)، غير سياسيين بشكل باعث على الفخر، ومع هذا نحن محافظون يمينيون. فأنا كلاهما، وانا هنا مع زملائي، نقاتل بكل شدة، سواء كان القائد الاعلى للقوات المسلحة جون كيري او جورج بوش او رولف نادر، حتى نؤمر بالعودة الى الوطن.

يوم 5 آب، وبعد ايام قليلة من البناء المتواصل اشتعلت الحرب في النجف (مرة اخرى). وقد اخبرونا، اول ما جئنا الى العراق، بأن مهمتنا ستكون تسيير عمليات الامن والاستقرار وتدريب القوات العسكرية والشرطة العراقية وبذلك يمكننا العودة الى الوطن. ومن الواضح ان جزء الامن من هذه العمليات لايزال التشديد، ولكن مجال عمليات وحدتنا ظل هادئاً جداً لعدة اشهر، ولهذا لم يكن معظمنا يتوقع قتالاً بهذه السرعة.

وقد تغير ذلك سريعاً عندما استجاب المارينز لطلبات المساعدة الصادرة عن القوات العراقية في النجف الذين كانوا يقاتلون ميليشيا مقتدى الصدر، التي هاجمت مراكز الشرطة المحلية. وقد استدعيت مروحياتنا الى المشهد القتالي لتوفير الدعم الجوي القريب، وسرعان ما اسقطت واحدة منها. وعندئذ اصبحت هذه الحرب حقيقية بالنسبة لي.

ومنذ ذلك الحين وسربي يوفر الدعم المستمر لأخوتنا المارينز المنهمكين في المعركة على الارض، في المقبرة الاسلامية القديمة من المدينة. ومقام الامام علي في النجف هو مدفن صهر النبي محمد، واحد اكثر المواقع اجلالاً لدى المسلمين الشيعة. اما المقبرة الواقعة الى شماله فهائلة المساحة، مليئة بالسراديب والحجرات المعتمة. وكانوا قد حذرونا من انها (منطقة مخطورة) عندما وصلنا هنا، حيث طلبت منا السلطات المحلية الا ندخل هناك او نطير فوقها، حتى لو عرفنا ان الاشرار يستخدمون هذه المنطقة لإخفاء الاسلحة، ويصنعون مكائد التفجير المرتجلة، ويضعون الخطط ضدنا. ولكوننا القوة الحساسة من الناحية الثقافية، وافقنا - حتى 5 آب. وفجأة، رحت اسير مهمات المدفعية المضادة للطائرات والرمانات ذات الدفع الصاروخي ومتهيئاً للاسقاط، ايضاً. واصبح منظوري اعرض بصورة سريعة.

ولم تكن هناك، في البداية، وسائل اعلام في النجف. والآن، افترض انها آخذة بالتزاحم، بالرغم من ان السلطات قد قيدت حرية الوصول بعد ان شوشت جماعة من الصحافيين مطوقة بميليشيا الصدر المشكلة وعرّضت للخطر سلامة آخرين، ولم يتسن لي وقت لمتابعة الكثير من تغطيات سي. ان. ان وفوكس ينوز، ومع اني رأيت القليل من عناوين الاخبار التي قدمها لي اصدقائي، فإني لا اعتقد بان العالم يرى الصورة الكاملة.

واود ان اؤكد ان قواتنا العسكرية تستخدم كل وسيلة ممكنة لتقليل الاضرار بالبنى المدنية والدينية التاريخية، وتبذل جهداً خاصاً لحماية الابرياء. ولم اطلق انا طلقة واحدة من دون سبب وجيه، سواء كان ذلك استجابةً لنيران البنادق الآلية التي استهدفتني او قذائف المورتر التي كانت تطلق على الجنود والمارينز على الارض.

وكانت المعركة سريالية في تداخلاتها، مركزة على نطاق كبير في المقبرة، حيث تستمر العوائل في دفن مواتاها حتى وانا انقض بطائرتي على مستوى منخفض فوق  الرؤوس للتأكد من انهم لا يتسللون للداخل خلف اجنحة قواتنا، او يسحبون قذيفة ارض - جو من التابوت. ويواصل الاطفال لعب كرة القدم في الميادين القذرة الى الجوار، والسكان المحليون يلوحون لنا ونحن نطير فوق سطوحهم لأية تهريبات اسلحة الى داخل مواقع العدو. وبالتأكيد، ان بعض اولئك ربما كانوا يلوحون لمجرد الاطمئنان الى اننا لا نطلق النار عليهم، الا انني اعتقد بأن اغلبية الناس الى جانبنا، فقد علمت ان العدو وليس مجرد كتلة من العراقيين الغاضبين الذين يريدون منا ان نغادربلادهم، كما يود لكم البعض ان تعتقدوا ، فالقوات التي نقاتلها هنا وهناك في العراق خليط من الشيعة المرتدين (عن النظام الجديد) والبعثيين السابقين، والايرانيين، والسوريين، الارهابيين المرتبطين بجماعة انصار الاسلام والقاعدة، والمجرمين التافهين، والمواطنين العاطلين الباحثين عن الاثارة او المال.

غير انني ارى الآخرين الذين الى جانبنا، فهم يثمنون مخاطرتنا بأرواحنا، ويعرفون اننا في السليم. والجنود العراقيون الذي يقاتلون جنباًُ الى جنب معنا يفعلون ذلك بدافع استعادة بلادهم. ولم يضللني التفكير بأننا جئنا الى هنا لتحرير العراقيين. فذلك في الواقع من قبيل صب خليط السكر والحليب والبيض على الكيك، وانما جئت الى هنا لمنع التهديد بالموت، الذي لايزال فعالاً، من التخثر ليصيح شيئاً ما لن يمكن وقفه.

وبأسلحة دمار شامل او من دونها، انا سعيد بأننا انهينا دكتاتورية صدام حسين. وما محاولته اغتيال جورج بوش الاب، واستخدامه الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، وغزوه لبلداً مجاوراً الا القليل من الاسباب التي تدفعني للاعتقاد بأننا كان علينا التصرف في وقت اسرع. فقد كان سيمتلك في آخر الامر الوسيلة التي تسبب ضرراً فادحا لأمريكا - ليس في ذهني أي شك في ذلك.

ان المبدأ الوقائي للادارة الامريكية الحالية سيظل موضع نقاش لوقت طويل بعد ان اكون قد غادرت، ولكن هناك حقيقة تدعم نفسها: ان امريكا لم تصب بهجمة فاجعة اخرى منذ (11/ايلول 2001) واعتقد بثبات ان ما قمنا به في افغانستان والعراق اسباب رئيسة للحالة الطيبة التي عشناها في الوطن خلال الفترة الماضية. فبناء (امريكا حصينة) ليس بالامر غير العملي فقط، بل والمستحيل.

واجراءات الامن الوطني المتيقظة شيء حيوي، بالتأكيد، لكن مهاجمة مصدر التهديد يبقى مسألة اساسية.

والآن نحن على حافة النصر او الهزيمة في العراق. والنجاح يعتمد لا على التفوق الميداني فقط، بل وايضاً على ثقة وايمان الشعب الامريكي. وقد قرأت مؤخراً بعض المقالات التي تدعو الى تخفيض وجودنا العسكري في العراق وتحريك قواتنا الى محيطات معظم المدن. ونصيحة كهذه حسنة النية، لكنها خاطئة - فسرعان ما ستؤدي الى انسحاب كلي. والمطلوب ان يكون هدفنا عراقاً آمناً، خالياًُ من المليشيات والارهابيين. واذا انسحبنا ببساطة هكذا وهربنا، فإن المنطقة ستشكل عندئذٍ  تهديداً اعظم حتى، مما كانت عليه قبل الغزو. واخشى ايضاًُ انه ان لم نربح هذه المعركة هنا والآن، فإن ابني البالغ من العمر سبع سنوات قد يجد نفسه هنا خلال عشرسنوات او احدى عشرة سنة، مقاتلاً الاعداء انفسهم وابناءهم.

وعندما يقول منتقدو الحرب ان دفاعهم هو لمصلحة اولئك الذين يخاطرون منا بأرواحهم هنا، فإنه نوع من الوطنية الزائفة. وانا اعتقد بأنه عندما يقول الامريكيون انهم (يدعمون قواتنا)، فينبغي ان يشمل ذلك دعم مهمتنا، وليس مجرد ارسال طرود الاهتمام الينا. فهم غير ملزمين بالايمان بالقضية كما اؤمن انا، ولكن ينبغي عليهم ان لا يشوهوها. فذلك فقط يساعد العدو على هزيمتنا ستراتيجياً.

لقد سأل السينمائي ميتشيل مور معلق فوكس نيوز بيل اوريلي ان كان سيضحي بإبنه من اجل الفلوجة.

وهي صورة بلاغية ذكية، لكنه السؤال الخطأ: فهذه الحرب هي حول دي مويف بولاية ايوا.

وليس الفلوجة، فالعراق يفقس اليوم ويجتذب ميليشيات تواقة جميعاًُ للامساك بقاطعات صناديق، قنابل قذرة، صدرات انتحار او اسلحة بايلوجية، والمجيء من ثم لمقاتلتنا في شيكاغو، سانتا مونيكا او لونغ آيسلاند. وقد كانت الفلوجة، في الحقيقة، قريبة جداًُ لأن تصبح مدينة بإمكان قواتنا اخذها والسيطرة عليها، ثم تزويدها بمدارس ومجارٍ ومستشفيات جديدة، قبل ان ننسحب منها في فصل الربيع. والآن وقد جرى تجاهلها، فإنها اصبحت اشبه بدولة طالبانية للتطرف الاسلامي، ملاذاً ارهابياً آمناً. ويجب علينا ان لا ندع المصير نفسه يحدث للنجف او الرمادي او بقية العراق.

لا، لن اضحي بنفسي، ولن يضحي والدي بي، ولن يضحي الرئيس جورج بوش بفرد من المارينز او بجندي واحد ببساطة هكذا من اجل الفلوجة. فالأحرى ان تلك المدينة الرمزية ليست الا خطوة واحدة نحو عراق ديمقراطي حر، هو اقرب بخطوة واحدة الى امريكا اكثر سلامة وامناُ.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة